وبحسب منظمة "الخصوصية الدولية" ومقرها لندن، يقوم كل طرف في التحالف بجمع ما يستطيع من إشارات واتصالات ضمن نطاقه الجغرافي، سواء كانت مكالمات هاتفية أو رسائل إلكترونية أو بثًّا عبر الأقمار الصناعية، ثم تُشارك المعلومات تلقائيا مع بقية الأعضاء عبر شبكة إلكترونية مغلقة تُعرف باسم "الشبح الحجري" (Stone Ghost)، تتيح تبادل البيانات والتقارير والتحليلات في الزمن الحقيقي. بمعنى أن أي معلومة تلتقطها إحدى الدول الخمس تصبح متاحة افتراضيا للجميع، باستثناء حالات محدودة تخضع لاعتبارات أمنية خاصة.
فضلا عن ذلك، تُعقد اجتماعات دورية لتوزيع المهام حسب الأولويات الجغرافية والتقنية. فالولايات المتحدة تمتلك القدرات الأوسع عالميا بفضل أقمارها الصناعية وشبكاتها البحرية، بينما تركز بريطانيا على أوروبا وروسيا والشرق الأوسط عبر محطات التنصّت في قبرص وغيرها.
أما أستراليا فتغطي آسيا والمحيط الهادي، خصوصا جنوب شرق آسيا، حيث لعبت دورا محوريا فيما يسمى "مكافحة الإرهاب" بعد 2001، في حين تتابع كندا الاتصالات في القطب الشمالي وشرق أوروبا، وتغطي نيوزيلندا منطقة جنوب المحيط الهادي. وبهذا التوزيع الذكي للمهام، تمكن التحالف من تغطية الكرة الأرضية عمليا على مدار الساعة.
وتكشف التسريبات أن التحالف طوّر قواعد بيانات موحدة، يعمل فيها محللو استخبارات من مختلف الدول جنبا إلى جنب، حتى بات من الصعب أحيانا تحديد الجهة الأصلية التي جمعت المعلومة. كما تعمل فرق وضباط اتصال مشتركون في منشآت وقواعد موزعة حول العالم، مما يجعل التعاون الاستخباراتي أقرب إلى دمج مؤسساتي فعلي لا مجرد تنسيق بين دول.
ورغم إعلان أعضاء التحالف التزامهم باتفاقية "عدم التجسس المتبادل"، فإن الوثائق المسربة أظهرت أن الواقع أكثر تعقيدا. فقد طوّرت هذه الدول آلية التفاف قانوني، تسمح لها بتبادل معلومات حساسة عن مواطني بعضها بعضا، دون خرق قوانينها المحلية. فبدلا من أن تتجسس الدولة على مواطنيها مباشرة (وهو أمر تحظره قوانينها الداخلية)، تقوم دولة حليفة بجمع تلك المعلومات ثم تشاركها معها، وبذلك تحصل كل دولة على ما تريد بطريقة قانونية ظاهريا. هذا الترتيب جعل التحالف يعمل في منطقة رمادية قانونيا، لا تخضع لأي تشريعات واضحة أو رقابة برلمانية وقضائية فاعلة.
أحد أمثلة ذلك ما كشفه "مايك فروست"، العميل السابق في استخبارات الإشارات الكندية، حين أشار إلى أن
مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، استخدمت شبكة "إيشلون" عام 1983 للتجسس على اثنين من وزرائها. وأوضح فروست أن منظومة "العيون الخمس" استُخدمت للتحايل على القوانين المحلية الخاصة بالمراقبة، إذ طلبت تاتشر من الجانب الكندي تنفيذ عملية التنصت نيابةً عنها، حتى تتمكن من الإنكار الكامل إذا كُشف الأمر لاحقا.