أثار اهتمام لوبيز وجود الطائرات، خاصة عندما تبيّن أن خمسة طيارين فنزويليين سيصلون الدومينيكان لإعادة الطائرتين -وهما من طراز "داسو فالكون"- إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس.
حصل العميل على موافقة من رؤسائه للذهاب إلى مطار لا إيسابيلا الدولي ومحاولة التواصل بالطيارين.
وفي غرفة انتظار بجوار الجناح الرئاسي، تحدث إلى جميع الطيارين الخمسة. وكان هدفه الرئيسي الأرفع رتبة منهم: بيتنر فيليغاس، عضو في الحرس الرئاسي الشرفي وعميد في سلاح الجو الفنزويلي.
بعد حديث قصير، بدا فيه العقيد "متوترًا"، كشف الأميركي عن هويته الحقيقية وقدم للطيار عرضًا يأمل ألا يستطيع رفضه: أن ينقل مادورو إلى العدالة الأميركية مقابل أن يصبح ثريًا جدًا ومحبوبًا من الملايين. وكان بإمكان الطيار اختيار الوجهة بنفسه، ومن الخيارات المقترحة: بورتو ريكو أو قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا.
لم يقبل فيليغاس العرض، لكنه أعطى لوبيز رقم هاتفه المحمول.
وفي الأسابيع التالية، تبادل الرجلان سلسلة من الرسائل، حيث أوضح الأميركي أن العرض لا يزال قائمًا. واستمرت الرسائل حتى بعد تقاعد لوبيز في يوليو/تموز الماضي
في الشهر الماضي، تواصل العميل الأميركي مرة أخرى. وهذه المرة، رد طيار الرئيس بنبرة حادة: "نحن الفنزويليون صنعنا من معدن مختلف"، "إن الخيانة غير واردة في حقهم أصلا". وبعدها، حظر رقم الأميركي.
في اليوم التالي، بعث مارشال بيلينغسلي -المسؤول السابق في الأمن القومي الأميركي- رسالة غامضة للطيار.
تمنى له "عيد ميلاد سعيد". وكان فعلا عيد ميلاده وأرفق صورة لفيليغاس في جمهورية الدومينيكان، التُقطت أثناء لقائه الأول بلوبيز. وقد حذف العميل الأميركي من الصورة.
بعد أيام، انتشرت تكهنات في فنزويلا بأن الطيار قد اعتُقل. لكن في 24 سبتمبر/أيلول الماضي، ظهر من جديد مرتديًا بزته العسكرية في برنامج تلفزيوني حكومي، يقدمه وزير الداخلية ديوسدادو كابييو.
قدم الوزير الطيارَ للجمهور، واصفًا إياه بأنه "وطني لا يتزعزع". وقال إن قضيته أتثبت قطعا أن الجيش الفنزويلي "لا يمكن شراؤه".
يأتي الكشف عن هذه الخطة في وقت تحشد فيه الولايات المتحدة أكبر أسطول لها في منطقة الكاريبي منذ
الحرب الباردة، في مهمة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لدفع مادورو، البالغ من العمر 62 عامًا، للخروج من السلطة.
كما تعرض وزارة الخارجية الأميركية مكافأة قدرها 50 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال الرئيس، متهمة إياه بأنه "إرهابي مخدرات". بينما ينفي مادورو أي علاقة له بتهريب المخدرات.
وهناك أيضا مكافأة أميركية قدرها 25 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال وزير داخليته كابييو.