وقد تم دمج أعضاء هذه التنظيمات وشبكاتها الدولية عام 1989 بعد نهاية الحرب الإيرانية العراقية وأعيد تنظيم القوات المسلحة، وجميعهم يتبعون الحرس الثوري ما عدا الوحدة الثانية (قوات الحرب غير النظامية).
تندرج داخل فيلق القدس قيادات تلي القائد في الترتيب الوظيفي، تبدأ بنائب القائد ثم المساعد الثقافي، والمساعد المنسق، ومساعد الاستخبارات، ومساعد الموارد البشرية.
ويتحفظ الفيلق على جزء كبير من أنشطته نظرا لسريتها، كما يضم عددا من الإدارات المختصة بمهام خارج الحدود في العديد من الدول العربية والآسيوية والغربية وشمال أفريقيا.
في تصريحات له يعرّف خامنئي فيلق القدس بأنه "مجموعة من مقاتلين بلا حدود ينظرون إلى كل مكان بصدر رحب"، ويقول إن هذه القوة هي "أهم عنصر للحيلولة دون سياسة خارجية انفعالية في المنطقة".
ويسعى الفيلق إلى تشكيل "جبهة مقاومة قوية" في مواجهة إسرائيل وأميركا بالمنطقة من البحر المتوسط إلى شرقي آسيا، ويهدف إلى حراسة أهداف الثورة الإسلامية خارج حدود إيران.
وكثيرا ما يصطدم الموقع الكبير -الذي حظي به "فيلق القدس" في السياسة الخارجية الإيرانية، خاصة السياسة الإقليمية في الشرق الأوسط- بمعارضة الجناح الآخر في هذه السياسة، وهو جناح الدبلوماسية الإيرانية.
بدأ ظهور دور فيلق القدس عندما انخرط في الحرب الأهلية اللبنانية بعد الغزو الإسرائيلي للبنان، وساعد في تنظيم
حزب الله، وظل حليفا وثيقا وراعيا له حتى بعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.
وفي التسعينيات من القرن العشرين حوّل فيلق القدس انتباهه إلى الحدود الشرقية لإيران، وقدم الدعم إلى تحالف الشمال في أفغانستان ضد
حركة طالبان.
وتزايد نشاط الفيلق وظهوره على المسرح العالمي في القرن الـ21 بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وعقب أحداث الربيع العربي، وقد لعب دورا مهما في العراق من خلال تنظيم ومساعدة الحركات الشيعية المسلحة للوقوف ضد القوات الأميركية بالتنسيق مع منظمة بدر خصوصا.
ومع تطورات
الثورة السورية عام 2011 وتحولها إلى مواجهات مسلحة بين قوات النظام والمعارضة هرع فيلق القدس إلى مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعد نظامه حليفا لا يقدر بثمن في ما تسميه إيران "محور المقاومة".
أما في اليمن فقد دعم الفيلق
جماعة الحوثيين الذين تعزز تمردهم ضد الحكومة المركزية في أعقاب
الثورة اليمنية (2011-2012).
وأدرجت دول -بينها كندا- عام 2012 فيلق القدس ضمن قائمتها للمنظمات الإرهابية، وذلك بسبب ما قالت إنه تورط من قبله في تسليح منظمات متطرفة.
وفي النصف الثاني من عام 2012 تدخل قاسم سليماني بنفسه في إدارة حزب الله اللبناني ومليشيات عراقية في المعركة بسوريا من قاعدة في دمشق، وكانت معركة القصير إحدى أهم المعارك التي أشرف عليها مع الفيلق، وتمكن من استردادها من المعارضة في مايو/أيار 2013.
كما لعب الفيلق دورا قياديا في تنظيم القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ومع ذلك أصبح نفوذه المستمر في الشؤون الداخلية للعراق هدفا للاحتجاجات الشعبية بعد تدخل قاسم سليماني في أكتوبر/تشرين الأول 2019 لمنع الإطاحة برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.
أعلن القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي دعمه المطلق لعملية "
طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات
غلاف غزة، نافيا بشدة أي دور إيراني فيها.
وأرسل إسماعيل قآني بعد اليوم الـ40 للعدوان الإسرائيلي على القطاع رسالة إلى
محمد الضيف القائد العام
لكتائب عز الدين القسامالجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (
حماس) أكد فيها وقوف بلاده و"محور المقاومة" مع المقاومة الفلسطينية، مشددا على "العهد والميثاق والالتزام الإيماني والأخوي تجاهها".