جعل نتنياهو مواجهة التهديدات الأمنية عمودا فقريا لمشروعه السياسي، ودأب على التحذير من قرب امتلاك إيران سلاحا نوويا؛ ففي العام 1992 حذر في كلمة له في
الكنيستمن أن إيران تبعد بثلاث إلى خمس سنوات عن تطوير الأسلحة النووية، وحث على تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة "لاقتلاع" هذا التهديد.
ولدى ترشحه لرئاسة
حزب الليكود عام 1993 تجنب تقديم سياسات محددة بشأن معظم القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحلية، مركزا على إظهار نفسه كصقر يتخذ مواقف صارمة فيما يتعلق بمخاوف الأمن القومي.
ونقلت عنه صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد قوله في تجمع انتخابي "لن أتحدث عن القضايا الاجتماعية، فهذا ليس هدفي. لستُ مهتما بالحديث عن البلد الذي سنبنيه. لا أتحدث عن الاقتصاد أو البطالة أو تسريح العمال. لا وقت لديّ. أنا أتحدث عن إمكانية بناء بلد بالأصل".
واتخذ نتنياهو حينها من قضية رفض الانسحاب من مرتفعات
الجولان محورا لحملته الانتخابية، متهما رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين بالتخطيط للانسحاب منها ضمن خطة لاتفاقية سلام مع سوريا.
وكان خطاب نتنياهو حينها يقسم
الحركة الصهيونية إلى معسكرين: حزب
الليكود الذي "حارب الإرهاب العربي"، مقابل المعسكر الذي "استرضى هذا الإرهاب" ويضم
حزب ميرتساليساري.
واستمر هذا الخطاب في مسيرة نتنياهو نحو رئاسة الوزراء عام 1996، حيث وضع مفهوما متشددا للأمن بما يبرر إفشال اتفاقية أوسلو، وظهر هذا في خطاب تنصيبه في الكنيست، الذي عرض فيه السلام على الفلسطينيين مقابل "أقصى قدر من الأمن لإسرائيل في مواجهة الإرهاب والحرب".
وفي العام ذاته ألقى خطابا أمام الكونغرس الأميركي، ادعى فيه أن امتلاك إيران
السلاح النووي قريب للغاية، وأن ذلك قد يكون له عواقب كارثية على إسرائيل والشرق الأوسط والعالم.
وفي العام 2002 ولدى لقائه لجنة تابعة للكونغرس الأميركي، ادعى نتنياهو أن كلا من العراق وإيران يتسابقان للحصول على الأسلحة النووية، داعيا إلى غزو العراق، وهو ما حصل عام 2003، ليتبين عدم امتلاكه أسلحة نووية ولا برنامجا يسعى لذلك.
وفي عام 2009، كشفت برقية لوزارة الخارجية الأميركية نشرها موقع ويكيليكس أنه أخبر أعضاء الكونغرس أن إيران كانت على بعد عام أو عامين فقط من امتلاك القدرة النووية.
وفي العام 2012 وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض نتنياهو رسما كاريكاتيريا لقنبلة نووية، مدعيا أنه "بحلول الربيع المقبل أو الصيف المقبل على الأكثر.. سيكونون قد انتهوا من التخصيب المتوسط وانتقلوا إلى المرحلة النهائية".