الأزمة الأوكرانية.. قصف واتهامات بين كييف وانفصاليي دونباس وصور فضائية تكشف ما تخفيه روسيا على الحدود

جنود احتياط تابعون لقوة "الدفاع الإقليمي" الأوكراني يجرون تدريبات لصد هجوم قرب كييف (الأوروبية)
21/2/2022
تبادل طرفا الصراع في المنطقة المتنازع عليها في شرقي أوكرانيا الاتهامات بانتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار، في وقت كشفت فيه صور فضائية عن تحركات عسكرية روسية على الحدود مع الجارة الغربية، في ظل نفي موسكو المستمر عزمها شن هجوم عليها.
وقال الجيش الأوكراني اليوم الاثنين إن الانفصاليين الموالين لروسيا في إقليم دونباس شرقي البلاد خرقوا وقف إطلاق النار 74 مرة منذ صباح أمس الأحد.
وأضاف بيان للجيش أن غالبية الخروق استخدمت فيها أسلحة محظورة بموجب اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار، وأسفرت عن إصابة جندي ومدنيين في قصف شمل إحدى البلدات القريبة من خط وقف إطلاق النار.
وكان الجيش الأوكراني أعلن أنه رصد 134 قطعة من المعدات العسكرية الروسية في الجزء الخاضع للانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك. وأكد التزامه الصارم باتفاق مينسك والقانون الإنساني، ونفى قصف المدنين في الطرف الآخر لدونباس. في الأثناء، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال "نحن مع تفعيل السلام ونؤيد اجتماعا فوريا لمجموعة الاتصال الثلاثية بشأن دونباس".
الطرف المقابل
في الجانب الآخر من منطقة النزاع، اتهم الانفصاليون الموالون لروسيا في لوغانسك الجيش الأوكراني بقتل مدنيين اثنين وإصابة 3 في قصف للقوات الأوكرانية.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد في وقت سابق بأنه سُمِع دوي انفجارات بالأحياء الشمالية والغربية من مدينة دونيتسك القريبة من مطار المدينة الواقع على خط التماس الفاصل بين الانفصاليين والجيش الأوكراني.
وكان الانفصاليون قد اتهموا القوات الأوكرانية بقصف مناطق سكنية في دونيتسك 8 مرات أمس الأحد.
كما ذكر الانفصاليون في شرقي أوكرانيا أن الجيش الأوكراني يصعد على خط التماس في دونباس ويجري استعدادات لهجوم محتمل.
وبسبب القصف، قالت شركة الطيران الإسكندنافية للجزيرة "أوقفنا رحلاتنا من وإلى أوكرانيا، وسنتجنب أجواءها خلال الأيام المقبلة".
تواصل الإجلاء
ومع تواصل القصف والتوتر في دونباس ودونيتسك، يتدفق المزيد من المدنيين عبر المعابر المتوفرة إلى روسيا، حيث أقيمت مخيمات مؤقتة لإيوائهم.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنها تمكنت من إجلاء أكثر من 53 ألف مدني حتى الآن من إقليم دونباس جنوبي شرقي أوكرانيا إلى الأراضي الروسية.

لاجئون من أوكرانيا في أحد مخيمات الإقامة المؤقتة في مقاطعة روستوف الروسية (الأناضول)
وأضاف متحدث باسم الوزارة أن النازحين تم توزيعهم على أكثر من 100 مركز إيواء مؤقت في مقاطعة روستوف الحدودية مع أوكرانيا، وأن 6 قطارات أقلت لاجئين من دونباس، على أن يتم رفع عدد القطارات إلى 15 ابتداء من اليوم الاثنين.
صور فضائية
في سياق متصل، أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية انتشارا جديدا لقوات روسية ومعدات عسكرية على الحدود الأوكرانية، حسبما أكدت شركة "ماكسار" (Maxar) لصور الأقمار الاصطناعية الأميركية.
ووفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن "ماكسار"، فإن الصور تظهر "عمليات انتشار ميدانية متعددة جديدة لمعدات مدرعة وقوات" تخرج من مواقع عسكرية موجودة في غابات وحقول على بعد نحو 14 إلى 30 كيلومترا من الحدود الروسية الأوكرانية.
وتبيّن هذه الصور الجديدة التي التقطت أمس الأحد على ما يبدو مسار مركبات تعبر حقولا مغطاة بالثلوج وتحيطها غابات وطرق. ويمكن أيضا رؤية مبان عدة.

الصور الفضائية أظهرت مسارات مركبات في حقول مغطاة بالثلوج قريبة من الحدود الأوكرانية (الأوروبية)
ويشير تحليل صور أمس الأحد وصور أخرى التقطت يوم 13 فبراير/شباط الجاري، إلى تحركات لقوات ومعدات قرب 3 مواقع في جنوبي غربي روسيا، وفقا للشركة التي تتخذ كولورادو مقرا لها.
وقالت ماكسار "اليوم معظم وحدات القتال ومعدات الدعم في سولوتي غادرت المكان، ويمكن رؤية الكثير من مسارات المركبات وعدد من قوافل المعدات المدرعة في كل أنحاء المنطقة".
وأضافت "تم أيضا نشر بعض المعدات شرق مدينة فالويكي في روسيا في حقل يبعد نحو 15 كيلومترا شمال الحدود الأوكرانية".
وتابعت الشركة الأميركية "من جهة أخرى، شوهد عدد من عمليات الانتشار الجديدة على الأرض شمال غرب بيلغورود (نحو 30 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا)، مع وجود كثير من المعدات والقوات المتمركزة في مناطق الغابات أو بالقرب منها"، مشيرة إلى أن وحدات أخرى "منتشرة في مناطق زراعية و/أو صناعية".
وأعلن مسؤول في البنتاغون يوم الجمعة الماضي أن أكثر من 40% من القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا اتخذت وضعية هجومية، مشيرا إلى أن مرحلة زعزعة الاستقرار التي تقودها روسيا في هذا البلد "بدأت".
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة رصدت منذ الأربعاء الماضي تحركات لقوات روسية باتجاه الحدود الأوكرانية.
وتحذر واشنطن منذ أسابيع من أن روسيا ستختلق حادثا ما على الحدود الأوكرانية لتبرير غزو جارتها، وهو ما تنفيه موسكو.
وكرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الأحد التأكيد أن "كل شيء" يشير إلى أن روسيا "توشك على" غزو أوكرانيا.
المصدر : الجزيرة + وكالات