حسّبا لتصعيد روسي.. أي دلالات لزيارات مسؤولين أوروبيين لكييف؟

صورة نشرها موقع يورونيوز لزيارة وفد أوروبي إلى شرق أوكرانيا (مواقع إلكترونية)
2/2/2022
كييف- حوّلت مخاوف التصعيد والحرب الروسية المحتملة على أوكرانيا العاصمة كييف -خلال 48 ساعة فقط- إلى وجهة رئيسية لوفود أوروبية، وأخرى بريطانية وبولندية وكندية بشكل مستقل، على مستوى نواب ورؤساء وزراء ووزراء خارجية ودفاع.
وتعكس الزيارات عالية المستوى حجم مخاطر التصعيد الراهن مع روسيا، لا سيما أن زيارات أميركية وألمانية عالية المستوى سبقتها أيضا، وعلى الأجندة زيارات ألمانية فرنسية جديدة، وزيارة مقررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 6 فبراير/ شباط الحالي.
الأهمية والأهداف
واتفق معظم من تحدثت معهم الجزيرة نت حول أهمية هذه الزيارات في هذا التوقيت، على أنها زيارات تقص للحقائق، وتعبير عن الدعم لأوكرانيا، والتضامن مع سلطاتها وشعبها في مواجهة "التهديدات الروسية".
وقد زار 9 نواب أوروبيين مناطق التوتر مع الموالين لروسيا في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، وكذلك ينوي وزير الخارجية البولندي، والرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، زبيغنيو راو، زيارة الإقليم ذاته.
ويقول الخبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل" إيليا كوسا، إن الزيارات تعبير عن التضامن مع أوكرانيا في مواجهة تصعيد روسيا، وتأكيد على موقف دعم وحدة وسيادة وسلامة أراضيها.
لكن الكاتب والمحلل السياسي، أوليكسندر بالي، يرى أن "من أبرز أهداف هذه الزيارات تنسيق الإجراءات المشتركة لمواجهة الهجوم الروسي، ووضع اللمسات الأخيرة على حزمة جديدة من العقوبات بحق موسكو".

صورة نشرتها على فيسبوك النائبة إيرينا هيراشينكو عن حزب التضامن الأوروبي لرفع أعلام الدول الداعمة لأوكرانيا (مواقع التواصل)
مطالب كييف
وترحب السلطات الأوكرانية بكل هذه التحركات لكنها تنشد ما هو أكبر وأهم ممن تصفهم بـ"الشركاء" الغربيين، سرا وعلنا، كما يرى كثيرون.
ويرى المحلل السياسي بالي أن "الإمداد بالأسلحة والذخيرة أبرز ما هو مطلوب اليوم. والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا وتركيا تأخذ هذه القضية على محمل الجد"، على حد قوله.
ويلفت بالي أيضا إلى أن "أوكرانيا تعول كذلك على دور تركي، يسهم في مفاوضات مباشرة، تجمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في تركيا".
ويرى الخبير إيليا كوسا أن "الزيارات تعكس اهتمام الدول نفسها بالاطلاع على حاجة أوكرانيا، المالية والعسكرية، ثم تقديم دعم عملي لها".
وبالفعل، أعلنت دول غربية عدة استعدادها لدعم أوكرانيا عسكريا، بالسلاح الأميركي بعد موافقة واشنطن، كإستونيا، أو بالذخيرة، كبولندا، أو بالمعدات العسكرية، كالدانمارك، أو بالصواريخ النوعية المضادة للدبابات، كبريطانيا، أو حتى بالخبراء والمدربين العسكريين، ككندا.
بالإضافة إلى وصول 6 طائرات من أميركا خلال أيام قليلة، محملة بأكثر من 500 طن من "الأسلحة الفتاكة" المضادة للدروع؛ وبهذا تتصدر واشنطن قائمة من يزود أوكرانيا بالسلاح.
حلف ثلاثي
وفي سياق متصل، تعتزم كييف ووارسو ولندن الإعلان عن تحالف سياسي ثلاثي لـ"تعزيز الأمن الإقليمي"، لكنه تأجل الثلاثاء، بسبب إصابة وزيرة الخارجية البريطانية، إليزابيث تراس، بفيروس كورونا، أثناء زيارة مع رئيس الوزراء، بوريس جونسون، إلى كييف.
ويقرأ المحلل السياسي، يوري فولوشين، قيام هذا الحلف على أنه "محاولة لتجاوز الخلافات والانقسامات على المستويين الأوروبي والأطلسي، وتوحيد جهود من يرى أن دعم أوكرانيا ضروري، سواء كان ذلك لمصالح جيوسياسية، أو بسبب مخاوف أمنية".
ويتحدث مسؤولون أوكرانيون بنشوة عن المساعدات التي تصلهم، حتى أن وزير الدفاع، أوليكسي ريزنيكوف، يغرد على تويتر قائلا "وهذه ليست الأخيرة"، كلما وصلت طائرة أسلحة وذخائر أميركية.
لكن دعوات "عدم نشر الذعر"، التي وجهها الرئيس الأوكراني إلى أكثر دول الغرب تحذيرا من الحرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة، أثارت جدلا في صفوف أنصاره ومناوئيه على حد سواء.
من جهة أخرى، أطلق أحزاب ونواب حملة "شكرا للأصدقاء"، ردا على دعوات زيلينسكي، ورفعوا تحت قبة البرلمان أعلام الدول المانحة للسلاح، تعبيرا عن العرفان لكل من يدعم أوكرانيا في أزمتها الراهنة، على ما يبدو.
المصدر : الجزيرة نت - صفوان جولاق