عشرات الضحايا
وبحسب شهود عيان تحدثوا للجزيرة نت، فإن القصف الإسرائيلي طال مواقع مدنية، حيث تهدمت وتضررت عشرات المنازل والمباني، وأدى القصف لسقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
ونقلت قناة المسيرة التابعة للحوثيين عن مصدر بجهاز الأمن والمخابرات قوله إن العدوان الإسرائيلي على صنعاء استهدف إحدى الإصلاحيات (السجون) التابعة للجهاز، والتي تضم عددا من السجناء والمعتقلين، ولم يذكر المصدر سقوط ضحايا من بينهم.
ونفى مصدر عسكري بوزارة الدفاع في صنعاء "ادعاء العدو الصهيوني استهداف القيادة والسيطرة"، وقال إن "هجومه الفاشل استهدف مباني سكنية وأعيانا مدنية لا علاقة لها بوزارة الدفاع وهيئة الأركان".
هجوم إيلات
في المقابل، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن 20 طائرة شاركت في الهجوم على صنعاء وأطلقت 65 صاروخا، وهو أكبر هجوم من نوعه منذ بداية استهداف إسرائيل لليمن.
ويعتقد يمنيون أن الهجوم الإسرائيلي الواسع، الذي شاركت به 20 مقاتلة وصواريخ من البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر، على صنعاء الخميس، جاء انتقاما من ضربة المسيّرة الانقضاضية التي استهدفت فندقا في مدينة
إيلات على البحر الأحمر، الأربعاء.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بإصابة 50 شخصا بجروح متفاوتة جراء سقوط طائرة مسيّرة في مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، 3 منهم حالتهم خطيرة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المسيّرة الحوثية سقطت في منطقة سياحية، وأن مروحيات قد أُرسلت لإجلاء المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفى في وسط إسرائيل.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية أطلقت صاروخين لاعتراض المسيّرة في إيلات، لكن محاولات الاعتراض فشلت.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر بالجيش الإسرائيلي قولها إن التحقيقات أظهرت أن المسيّرة حلقت على علو منخفض، ولم يتم رصدها قبل الاقتراب من شواطئ إيلات.
وأثار تركيز جماعة أنصار الله (الحوثيين) على استهداف مدينة إيلات منذ بداية سبتمبر/أيلول الجاري، وقصفها بالمسيّرات عدة مرات، التساؤلات عن أسباب إخفاق الدفاعات الإسرائيلية في رصد واعتراض المسيّرات اليمنية.
وكان الناطق العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع قد أعلن، في بيان يوم 18 سبتمبر/أيلول الجاري، أن مدينة أم الرشراش (إيلات) "ستبقى تحت دائرة الاستهداف بشكل متواصل".
ورصد مراقبون تصعيدا في هجمات الحوثيين بالمسيّرات في أعقاب اغتيال إسرائيل رئيس الوزراء بحكومة صنعاء أحمد غالب الرهوي في أغسطس/آب الماضي، حيث زادت الهجمات بنسبة 200%، مع التركيز على مدينة إيلات المنفذ الرئيسي للوصول الإسرائيلي إلى البحر الأحمر.
ويرى هؤلاء المراقبون أن الحوثيين تمكنوا من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية عدة مرات سواء بالمسيّرات التي ضربت إيلات ومطار رامون ومن قبلها مدينة تل أبيب نفسها وقتل حينها إسرائيلي وجرح عدد آخر، أو بالصواريخ الباليستية والفرط صوتية وخاصة ذات الرؤوس المتعددة التي تمكنت من إحداث فجوة وسط منظومة الدفاع الإسرائيلي المدعومة بمنظومة
ثاد الأميركية.