وقالت حركة حماس إنها تسلّمت من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد وتدرسه بمسؤولية، "بما يحقق مصالح شعبنا ووقف إطلاق النار الدائم".
وقال مصدر قيادي في حماس للجزيرة إن ما بثته بعض وسائل الإعلام بشأن موقف الحركة من المقترح الأخير غير صحيح، وإن الحركة ما زالت تدرس المقترح بمسؤولية وطنية.
وقد نشرت بعض وسائل الإعلام أنباء عن موافقة الحركة على مقترح ويتكوف.
من جهة ثانية، نقلت القناة الـ15 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن حماس تشعر بأن الإدارة الأميركية "خدعتها"، وصاغت مقترحا مواليا لإسرائيل لا يضمن إنهاء الحرب.
وأضافت أن المقترح يضمن أن يكون جميع الأسرى في إسرائيل خلال أسبوع، وهو تبني كامل الشروط الإسرائيلية، حسب القناة الإسرائيلية.
كما نقل موقع والا الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن المقترح الجديد أكثر انحيازا لإسرائيل من المقترحات السابقة، وليس به ضمانات أميركية واضحة بوقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف الموقع أن المقترح الجديد لا ينص بوضوح على أنه إذا استمرت المفاوضات لأكثر من 60 يوما فإن وقف إطلاق النار سيستمر.
وأشارت إلى أن كبار مسؤولي حماس لم يقدموا ردا سلبيا على المقترح بعد، لكنهم أعربوا عن خيبة أملهم من محتواه.
كما أشار الموقع إلى أن تقييم الاستخبارات الإسرائيلية هو أن حماس سترفض المقترح.
وكانت حماس قالت إنها توصلت إلى اتفاق على إطار عام مع ويتكوف، يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للاحتلال من القطاع.
وأضافت حماس أن الاتفاق يتضمن تدفق المساعدات، وتولي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.
وقالت الحركة إن الاتفاق مع ويتكوف نص على إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين، وتسليم جثث، مقابل إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين بضمان الوسطاء.
بدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مفاوضات إنهاء الحرب ستستمر خلال وقف إطلاق النار.
وأوضحت أنه في حال الاتفاق على إطار عمل، سيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين، أحياء وأمواتا، أما في حال فشل المحادثات، فإن إسرائيل تحتفظ بحق استئناف العمل العسكري، مع إمكانية تمديد وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح المزيد من الأسرى، وفق الصحيفة.
وأضافت بموجب الخطة، ستُستأنف المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر
الأمم المتحدةوالوكالات الدولية، وستُطلق إسرائيل سراح الأسرى (الفلسطينيين) وفقا للاتفاقيات السابقة.
وتابعت أن
الجيش الإسرائيلي سينسحب إلى مواقعه قبل الهجوم (في مارس/آذار)، محافظا على وجوده على طول ممر فيلادلفيا، الذي يمتد على الحدود بين غزة ومصر، لكنه سينسحب من
ممر موراغ بين
رفح وخان يونس (جنوب قطاع غزة).
وقد أكد ويتكوف أن لديه شعورا جيدا بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى اتفاق طويل الأمد.
وفي السياق، قال المحلل السياسي سعيد زياد إن المقترح الجديد يمثل انقلابا على المسار التفاوضي برمته، وأوضح أن المقترح هو "ردّ إسرائيل" على ما توافقت عليه حماس وويتكوف أكثر مما هو مقترح جديد، حسب تعبيره.
وأضاف زياد أن المقترح يتضمن الإفراج عن نصف الأحياء والجثامين في الأسبوع الأول من الاتفاق، وأنه لا انسحاب من غزة ولا ضمان لاستمرار توقف القتال.
كما قال زياد إن المقترح لا يضمن دخول المساعدات ولا التزام بالبروتوكول الإغاثي.
وأشار إلى أن هذا المقترح هو لاتفاق من أسبوع وليس من 60 يوما، حيث تريد إسرائيل "نزع أوراق القوة من المقاومة في الأسبوع الأول ثم تتنصّل من كل الالتزامات".
من جهة ثانية، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول سياسي رفيع أنه بخلاف ما نُشر، فإن اتفاق ويتكوف الذي اقترح في الأيام الأخيرة لا يتضمن تحديد خط تموضع جديد للقوات الإسرائيلية، ولا طريقة توزيع المساعدات في إطار وقف إطلاق النار.
بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية
يائير لبيد إن على إسرائيل أن تقبل بشكل علني وفوري مقترح الوسيط الأميركي ستيفن ويتكوف.
وأضاف لبيد أنه سيمنح نتنياهو شبكة أمان كاملة للموافقة على مقترح ويتكوف حتى لو حاول وزير الأمن القومي الإسرائيلي
إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي
بتسلئيل سموتريتش عرقلته.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، في حين يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة إنه كان بإمكان نتنياهو اتخاذ قرار يؤدي لصفقة شاملة، لكنه قرر استمرار الحرب لاعتبارات خارجية.
وأشارت إلى أنه لا توجد خطة حقيقية للحرب في غزة وما لم ينجز خلال عام ونصف العام فلن يُنجز لاحقا.