انطلقت حركة دوبالي المسلحة عام 1978 من داخل الأراضي الصومالية، وبدأ دوبالي يدرب المجموعات المسلحة من قومية السيداما حتى وصل عدد قواته حينها إلى 20 ألف جندي، لتكون حركته إحدى الحركات المسلحة التي أسهمت في سقوط نظام منغيستو هيلي ماريام عام 1991.

سياحة الطبيعة في مدينة أواسا إحدى أهم السياحات التي تدر مدخولا كبيرا للبلاد (الجزيرة)
وظل الرجل يمثل "رمز التحرر والانعتاق" لشعب السيداما وكل شعوب جنوب إثيوبيا، حتى وافته المنية بالمهجر في بريطانيا عام 2008.
وشهد عام 2020 ولادة إقليم سيداما الذي انفصل عن إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا"، فتحولت المدينة عاصمة للإقليم الجديد.
إقليم سيداما
يعد إقليم سيداما الإقليم العاشر بإثيوبيا، وتعد السيداما أول قومية في إثيوبيا تمنح إقليما خاصا بها بعد مطالب دامت أكثر من قرن، وتلقت الاعتراف الرسمي بتأسيس إقليمها يوم 18 يونيو/حزيران 2020 بعد استفتاء تم في ديسمبر/كانون الأول 2019، صوّت خلاله الناخبون بنسبة 97.7% لخيار تأسيس الإقليم وانفصاله عن إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا".
وشكلت قومية السيداما أول حكومة لها من 190 عضوا، واختير ساداما ليدامو رئيسا للبرلمان وحاكما للإقليم.
يكفل الدستور الإثيوبي لكل الجماعات والقوميات حق التصويت على إقامة إقليم جديد إذا طلبت ذلك، ويضمن لها حقوقا مثل جباية بعض الضرائب واختيار اللغة الرسمية، وإدارة قوات أمن خاصة، وسن قوانين بشأن قضايا مثل التعليم وإدارة الأراضي.
مدينة أواسا كانت سابقا عاصمة إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا" قبل تصبح عاصمة إقليم السيداما (الجزيرة)
الاقتصاد
قبل أن يمضي عام كامل على اعتبار المدينة حاضرة لإقليم السيداما الوليد، احتضنت احتفالات البلاد باليوم العالمي للسياحة في نسخته الـ34 عام 2021 باعتبارها إحدى أجمل الوجهات السياحية في بلد يحتل قطاع السياحة فيه المرتبة الثالثة بعد قطاع الزراعة والتصنيع من حيث خلق فرص العمل، لما تتمتع به البلاد من ثروات طبيعية وتاريخية يستفاد منها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ووفقا لتقرير مكتب السياحة بالإقليم، فإن دخل السياحة خلال النصف الأول من العام الإثيوبي المالي (منتصف 2021 حتى منتصف 2022) بلغ مليار بر إثيوبي (دولار واحد يعادل 53 برا إثيوبيا حسب بداية عام 2023) علما أن زوارها تخطوا مليوني سائح أجنبي ومحلي عام 2022.
وتبدأ السنة المالية الإثيوبية في الثامن من يوليو/تموز وتنتهي في 30 يونيو/حزيران من كل عام، حيث تعتمد البلاد على تقويم خاص بها.
أبرز المعالم
تزخر مدينة أواسا بالعديد من المعالم السياحية والأثرية على المستويين المحلي والقومي، أبرزها بحيرة تحمل المدينة اسمها ونصب تذكاري لأهم شخصيات المنطقة وأكثرها تأثيرا.
ومن المعالم البارزة الأخرى سوق السمك الصباحي قرب البحيرة، وجبل تابور والمحميات الطبيعية بجانب شلالات لوجيتا وبونورا، ومنتزه لوكا أبايا الوطني، وغابات جارابا المطيرة، وجامعة أواسا الطبيعية مع بوابتها الفريدة.
وتتميز المدينة بأحجارها وقراها الأثرية المحاطة بجدران من الحجر الجاف يصل ارتفاعها لـ4 أمتار، بالإضافة لطبيعتها وتلالها الخلابة وأراضيها الزراعية، وفيها أيضا مبان تراثية مصنوعة من القش، مع تماثيل خشبية نحتت قديما للموتى.
ويزخر الإقليم بالمحميات القومية للحيوانات البرية بمختلف أنواعها وأشكالها، بالإضافة للمعالم الطبيعية من أنهار تتدلى منها شلالات وبحيرات غنية بمختلف أنواع الأسماك.
تزخر مدينة أواسا بالعديد من المعالم السياحية والأثرية على المستويين المحلي والقومي (الجزيرة)
أواسا بحيرة الحب
تعد بحيرة أواسا بجنوب إثيوبيا -التي تعرف بـ"بحيرة الحب"- إحدى أهم الوجهات السياحية بالإقليم، ومصدر سياحة لا يعرف النضوب لما تتمتع به من تأثير وجاذبية بفضل طبيعة المنطقة وأسماكها المشهورة والنادرة.
وتعتبر واحدة من بحيرات الوادي المتصدع، وتمثل أهم معالم المدينة، ولها دور كبير في تنميتها، فهي تشهد حركة سياحية نشطة من داخل البلاد وخارجها، لقربها من العاصمة.
النصب التذكاري
يعود النصب التذكاري لولدا مانوئيل دوبالي، المعروف برجل الحرية في قومية السيداما، حيث شيد له النصب عام 2011، تخليدا لدوره بوصفه قائدا ثوريا بدأ نضاله من أجل المطالبة بحقوق قومية شعب السيداما، إحدى أكبر قوميات شعوب جنوب إثيوبيا.
ويعتبر دوبالي من أكبر المناضلين من أجل حرية قومية السيداما وشعوب جنوب إثيوبيا، مما دفع إدارة إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا" إلى تشييد نصب تذكاري له أمام مقر إدارة مدينة أواسا.
مجمع أواسا الصناعي
مجمع أواسا الصناعي أنشئ ضمن خطة الحكومة الإثيوبية لتحويل المناطق الزراعية إلى مجمعات صناعية ضخمة، خاصة في مجال صناعة المنسوجات والملابس الجاهزة، مثل مجمع أواسا الصناعي، الذي تحول من قطعة أرض زراعية إلى مجمع صناعي مساحته 1.3 مليون متر مربع، به 37 مصنعا لشركات عالمية ومحلية.
المصدر : الجزيرة نت