أوكرانيا.. قائدان أوروبيان يزوران موسكو بحثا عن تسوية للأزمة وبلينكن يهدد بعقوبات على روسيا

لقاء سابق بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ بروسيا (الأوروبية)
5/2/2022
يكثّف الأوروبيون جهودهم الدبلوماسية لمنع اندلاع حرب على الخاصرة الشرقية للاتحاد الأوروبي. وبينما حصل الرئيس الروسي على دعم الصين في مواجهته مع الغرب، جددت واشنطن تهديدها لموسكو من عواقب وخيمة إذا اعتدت على كييف.
وأعلن الكرملين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور موسكو الاثنين المقبل، بينما يزورها المستشار الألماني أولاف شولتز في 15 فبراير/شباط لإجراء محادثات مع بوتين.
ومن موسكو، سيتوجّه ماكرون الثلاثاء إلى أوكرانيا التي يزورها شولتز أيضا في 14 فبراير/شباط الجاري.
وتندرج زيارات ماكرون وشولتز إلى روسيا وأوكرانيا ضمن الجهود الدبلوماسية الأوروبية لتفادي اندلاع حرب في المنطقة، كما أن فرنسا وألمانيا هما الوسيطان في النزاع بين أوكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا.
وصرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في معرض تعليقه على زيارة ماكرون، أنّ "مواضيع عدة مطروحة على جدول الأعمال. وستجري قبل أيّ شيء محادثات حول الضمانات الأمنية" التي تطالب بها موسكو.
أما بالنسبة إلى شولتز الذي ستكون هذه زيارته الأولى لروسيا منذ تولّي مهامه، فقال بيسكوف إنّه يتوقّع "محادثات جوهرية".
وأبدت أوكرانيا الجمعة "ارتياحها" للدعم الغربي الذي سمح -على حد قولها- بإحباط "إستراتيجية الترهيب" التي تمارسها موسكو منذ بضعة أشهر.
وزار كييف هذا الأسبوع مسؤولون من بريطانيا وبولندا وتركيا وهولندا، وتستعدّ العاصمة الأوكرانية لاستقبال ماكرون وشولتز.
ورأى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أنّ "روسيا خسرت هذه المعركة".
دعم صيني لروسيا
في المقابل، حصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -أمس الجمعة- على دعم الصين في صراعه مع الغربيين بشأن أوكرانيا.
وبعد لقاء مع شي جين بينغ قبيل افتتاح أولمبياد بكين، دعا الرئيسان الصيني والروسي -في إعلان مشترك- إلى "حقبة جديدة" في العلاقات الدولية، ووضع حدّ للهيمنة الأميركية.
وندّد البلدان -اللذان تشهد علاقاتهما مع واشنطن توترا متصاعدا- بدور التحالفين العسكريين الغربيين اللذين تقودهما الولايات المتحدة: الحلف الأطلسي وحلف "أوكوس" الذي أنشئ بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا عام 2021، باعتبارهما يقوّضان "الاستقرار والسلام العادل" في العالم.
وأكد البيان المشترك أنّ موسكو وبكين "تعارضان أي توسيع للحلف الأطلسي مستقبلا"، وهو المطلب الأول لروسيا من أجل خفض التوتر بينها وبين الغرب حول أوكرانيا.
وتعليقا على نتائج اللقاء بين الرئيسين الصيني والروسي، قال دانييل كريتنبرينك كبير الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا -يوم الجمعة- إن الاجتماع بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين في بكين كان يجب أن يكون فرصة للصين لتشجيع روسيا على تهدئة التوترات مع أوكرانيا.
وقال كريتنبرينك للصحفيين خلال الاجتماع الذي أدى إلى إعلان الصين وروسيا عن شراكة إستراتيجية عميقة، إن مثل هذا النهج هو ما يتوقعه العالم من "القوى المسؤولة".
وأضاف "إذا غزت روسيا أوكرانيا، وتجاهلت الصين الأمر، فهذا يشير إلى أن الصين مستعدة للتغاضي عن محاولات روسيا لإكراه أوكرانيا أو دعمها ضمنا".
بلينكن: أمام روسيا مساران
وجدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الموقف الغربي، بأنّ أمام روسيا مسارين لحل الأزمة مع أوكرانيا.
وأوضح خلال لقائه وزير الخارجية البولندي في واشنطن أن الولايات المتحدة مستعدة للحوار والدبلوماسية، لكنها أيضا مستعدة لفرض عواقب وخيمة إذا اختارت روسيا العدوان في الأزمة مع كييف.
وفي نفس السياق، وصلت مساء الجمعة إلى ألمانيا -وتحديدًا إلى القاعدة العسكريّة في فيسبادن (غرب)- دفعة أولى من الجنود الأميركيّين، من أصل 3 آلاف جندي كان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن هذا الأسبوع إرسالهم في إطار التعزيزات العسكريّة.
وقالت مصادر دفاعية لرويترز إن من المتوقع وصول أول دفعة من القوات الأميركية إلى بولندا اليوم السبت لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، في الوقت الذي يدور فيه الجدل بين الغرب وروسيا حول الوجود العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا.
وقالت المصادر -التي طلبت عدم الكشف عنها بسبب الطبيعة الحساسة لوصول هذه القوات- إن الخطط يمكن أن تتغير اعتمادا على الأمن والأوضاع اللوجستية.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الأربعاء عن نشر قرابة 3 آلاف جندي أميركي في شرق أوروبا خلال الأيام المقبلة، وذلك وسط مواجهة مع روسيا بسبب أوكرانيا.
وللجيش الأميركي بالفعل نحو 4500 جندي في بولندا، سواء في إطار حلف شمال الأطلسي أو بشكل ثنائي يتمركز معظمهم في غرب بولندا على أساس دوري.
المصدر : الجزيرة + وكالات