معارك شرق أوكرانيا.. انقطاع حاد للكهرباء وبوتين يتوعد بمواصلة استهداف البنى التحتية للطاقة

بوتين يكرم ضباطا في الجيش خلال احتفال بالكرملين ويتوعد بمواصلة الحرب (رويترز)
8/12/2022
أعلنت روسيا أنها بصدد اتخاذ إجراءات للرد على وضع الغرب سقفا لأسعار النفط الروسي، وتوعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة استهداف البنى التحتية الأوكرانية للطاقة، تزامنا مع انقطاع حاد للكهرباء، بينما تتواصل المعارك شرق أوكرانيا.
وقال متحدث الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي إن موسكو تضع اللمسات الأخيرة على الإجراءات التي ستتخذها ردا على قرار الغرب وضع سقف لأسعار النفط الروسي.
وأضاف أن الصراع في أوكرانيا يمكن إنهاؤه غدا بإرادة سياسية من كييف، وأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يدرك ذلك.
وأشار بيسكوف إلى أن الحديث لا يجري حاليا عن ضم مناطق جديدة، بل عن الكثير من العمل "لتحرير الأراضي المحتلة".
ولفت بيسكوف إلى أن هناك مخاطر عديدة لا تزال تتهدد أمن شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول.
بدوره، أكد الرئيس الروسي بوتين، خلال مراسم منح ميداليات في الكرملين اليوم الخميس، أن بلاده ستواصل ضرباتها على البنى التحتية الأوكرانية للطاقة التي أصابتها صواريخ سابقا، وقال "نعم، نحن نفعل ذلك لكن من بدأ ذلك؟".
واعتبر بوتين أن عمليات القصف هذه هي رد على الانفجار الذي ألحق أضرارا بجسر القرم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهجمات أخرى نسبتها موسكو إلى كييف، كما اتهم بوتين كييف بنسف خطوط كهرباء محطة الطاقة النووية في كورسك، وهي منطقة روسية على حدود أوكرانيا.
واتهم بوتين أوكرانيا أيضا بقطع المياه عن منطقة دونيتسك الانفصالية شرقي أوكرانيا، معتبرا أنه "من أعمال الإبادة"، وأضاف "من جانبنا، بمجرد أن نفعل شيئا كردّ، ينتشر الضجيج والصخب في جميع أنحاء الكون.. لن يعيقنا ذلك عن القيام بمهامنا القتالية".
انقطاع الكهرباء
في الجانب المقابل، قال الرئيس زيلينسكي إن حكومته تعمل على رفع معدلات الإمداد الكهربائي بشكل مستمر؛ لكنه أكد صعوبة استعادة الإمدادات بالكامل، كما كان قبل ما سماه إرهاب الطاقة الروسي.
يتزامن ذلك مع جدول جديد لانقطاعات الكهرباء أعلنت عنه الجهات المختصة اليوم الخميس، لمواجهة تراجع الإمداد بعد الغارات الروسية الأخيرة.
وقالت شركة أوكرانرجو المشغلة لشبكة الكهرباء في أوكرانيا إن الطقس زاد الوضع سوءا، إذ تواجه المناطق الغربية الصقيع والأمطار والثلوج والرياح العاتية التي تسببت في تجمد الأسلاك، لكن أصعب الأوضاع كانت في المناطق الشرقية حيث كان القتال أعنف.وقال أولكسندر ستاروخ حاكم منطقة زاباروجيا في جنوب شرق أوكرانيا "في جميع المناطق، هناك نقص في الطاقة يصل إلى ثلث ما هو مطلوب".

كييف تعاني من انقطاعات حادة للكهرباء (الأناضول)
معارك الشرق
وقال مسؤولون في منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا إن روسيا نشرت المزيد من القوات قرب مدينة ليسيتشانسك في محاولة للسيطرة على قرية بيلوهوريفكا، بينما تدور معارك شرسة بعد تكثيف روسيا للهجمات الجوية.
ونقلت رويترز عن مصادر محلية في منطقة باخموت أن الهجمات تسببت في مقتل 9 مدنيين، بينما يتركز القتال على طول خط ترسيم الحدود في دونيتسك.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تستعد للقتال في الشتاء من خلال المشاركة في تدريبات تكتيكية في بيلاروسيا.
وفي سياق متصل، بثت وسائل إعلام روسية مقطع فيديو قالت إنه للحظات اعتقال اثنين من الروس في مدينة سيفاستوبول، في شبه جزيرة القرم، للاشتباه في قيامهما بالتجسس لصالح أوكرانيا.
من جهة أخرى، تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة أسرى حرب محتجزين لدى كل من أوكرانيا وروسيا الأسبوع الماضي ومن المقرر أن تجري المزيد من الزيارات، فيما وصفته اللجنة في بيان اليوم الخميس بأنه "تقدم مهم".
ونقل البيان عن رئيسة اللجنة ميريانا سبولياريتش القول "أتوقع أن تؤدي هذه الزيارات إلى مزيد من الوصول المنتظم لجميع أسرى الحرب".
الدفاع الأوروبي
على الصعيد الأوروبي، نقلت وكالة الدفاع الأوروبية عن منسق العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي ورئيس وكالة الدفاع جوزيب بوريل قوله إن الاتحاد الأوروبي يفتقر للقدرات الدفاعية الحاسمة؛ معتبرا أن أوروبا تواجه تهديدات حقيقية قريبة قد تزداد خطورة.
وفي تصريحات منفصلة في مؤتمر صحفي، قال بوريل إن الإنفاق الدفاعي الأوروبي تجاوز 200 مليار يورو لأول مرة في عام 2021، بزيادة بلغت 6% عن 2020.
وأوضح أن دول الاتحاد الأوروبي زادت من إنفاقها العسكري بشكل عام، مشيرا إلى أن إيطاليا وفنلندا واليونان وسلوفينيا هي الدول الأكثر إنفاقا.
المصدر : الجزيرة نت + وكالات