الموضوع: معركة العلمين
عرض مشاركة واحدة

قديم 18-02-11, 11:07 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي معركة العلمين



 

معركة العلمين
المقـدمـــة

1. إن تاريخ الحرب العالمية الثانية توفر قاعدة أساسية لتوسيع مدارك الضباط في الحملات التي يستطيع أن يبني عليها معلومات تمكنه من تنفيذ واجباته القتالية بكفاءة مستقبلاً ، حيث أن الأسس والمبادئ التي طبقت في الماضي سيتوالى تكرارها عبر التاريخ وسيكون التغيير غالباً في الظروف والمواقف فقط بسبب تطور الأسلحة مما يكسبها قوة التأثير وفاعلية في النتائج أما جوهر التنفيذ وأسس الحرب المعاصرة هي تقريباً التي كانت تطبق منذ أقدم العصور .

2. تعتبر معركة العلمين التي جرت في الصحراء الغربية في شمالي أفريقيا خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر والأسبوع الأول من شهر نوفمبر عام 1942م من المعارك الحاسمة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية (1939م 1945م) لأنها كانت نقطة التحول في تلك الحرب فقد مهدت لبداية إنهيار ألمانيا الهتلرية وحليفتها إيطاليا واليابان وإنتهاء الحرب العالمية الثانية ذاتها بالإنتصار مرة أخرى على ألمانيا بعد سبع وعشرين سنة على هزيمتها في الحرب العالمية الأولى (1914م 1918م) .

3. كان من المتوقع أن باشرت ألمانيا الهتلرية بتحقيق الهدف الأول لها وللرأسمالية قاطبة حين بدأت في اليوم الثاني والعشرين من يونيو 1941م بغزو الإتحاد السوفيتي أن تتخلى عن جبهتها في الشمال الإفريقي ، ولا تغامر بإثارة معارك واسعة تكلفها المزيد من الرجال والعتاد وتركز على الجبهة الشرقيـة بكـل ما لديهـا مـن قـوة (جبهـة الإتحاد السوفيتي) ذلك لأن وجودهـا في الشمال الأفريقي لا يمكن أن يحقق لها نصراً حاسماً في تلك الجبهة ولا يكـون أكثـر مـن مشاغلـة بريطانيـا التـي بقيت لوحدها في ميـدان المعركة بعد أن إنهارت فرنسا ، ودانت أوروبا الغربيـة برمتهـا للحكم الهتلري ومنع وصول الإمدادات إلى بريطانيا سواء من مستعمراتها فيما وراء البحار أو من الولايات المتحدة الأمريكية .
القصــــــد

4. دراسة معركة العلمين وتحليلها وإستخراج الدروس المستفادة والإستنتاجات .

لمحـــة تاريخيـة

5. بدأت الحرب العالمية الثانية في فجر اليوم الأول من سبتمبر عام 1939م ، في أوروبا وامتدت إلى آسيا وأفريقيا بين الحلفاء والمحور ، وقد حقق المحور إنتصارات عديدة في بداية الحرب بينما حقق الحلفاء بعض الإنتصارات الجزئية وأصابتهم الهزائم والخسائر الفادحة حتى أن الشعب البريطاني كان يريد النصر للتخفيف من الكوارث التي يسمع بها منذ بداية الحرب ، وكان ضباط الجيش الثامن ورجاله يحيون حياة قاسية وليس لديهم إلا القليل ، وكانوا لا يطلبون إلا الفوز ، وكانت إنتصارات رومل طوال معاركه في شمال أفريقيا قد أصبحت أسطورياً تقريباً ، فقد استطاع رومل أن ينزل هزيمة ساحقة بالبريطانيين أضرت بسمعتهم ، وتكرر ذلك عدة مرات كان أهمها في معركة السبت الأسود على أرض الغزالة بير حكيم يوم 13 يونيو 1942م ، ولكن اشتراك الأمريكيين مع البريطانيين في شن هجماتهم في شمال أفريقيا في الطرف الآخر من البحر المتوسط كان بداية لتحقيق الإنتصارات البريطانية لشق دول المحور .

6. لقد بلغت خسائر الجيش الثامن نحو 80 ألف رجل منذ تشكيله وعندما استدعى مونتجومري لقيادة الجيش الثامن لم يكن يريد خوض الحرب ضد رومل فوراً حتى يتمكن من إعداد قواته وتدريبها تدريباً جيداً وقد أصبح الجيشان البريطاني بقيادة مونتجومري والألماني بقيادة رومل وجهاً لوجه بين البحر المتوسط ومنخفض القطارة على مسافة 45 ميل ، وحصن الألمان خطوط دفاعهم ، وشمل هذا التحصين حقول ألغام عميقة وواسعة حتى لم يبق هناك جناح مكشوف ، وكان على الجيش البريطاني أن يفتح ثغرة في هذه الألغام وأن يستخدم هذه الثغرة في عبور الفيلق العاشر المدرع والمؤلف من قوات متحركة إلى أراضي العدو ، وأن يقوم بالهجوم على قوات رومل لشن غارات قوية لتدمير قواته ، أما رومل فكان عليه ألا يسمح لمواقعه بأن تتحطم لأن جيش البانزر الذي سبق له تحقيق الإنتصارات لم يعد في حالة تسمح له بخوض معركة دفاعية متحركة للنقص في الوقود ، وزاد من عدم إمكانية ذلك تفوق قوات ومعدات الجيش الثامن ومن بينها تفوق سلاح الطيران البريطاني الذي أدى إلى جمود قوات المحور المدرعة في مواقعها ، ولذا كان يجب الإحتفاظ بالجبهة بأي ثمن ومنع أي تسلل للعدو بالقيام بهجمات مضادة في الحال حتى لا يستطيع العدو إنشاء رأس جسر ، وقد ابتكر رومل طريقة تتمشى مع أسلوبه في القتال وهي الطريقة الخاصة التي تعرف باسم "حدائق الجحيم" أي حماية العلمين بحقول ضخمة من الألغام لها قوة دفاعية كبيرة .
الأسبـــاب

7. إن تورط ألمانيا في الشمال الأفريقي كان مماشاة لحليفتها إيطاليا ولدكتاتورها موسوليني ، ولكي تضمن بقاءها إلى جانبها في الحرب ، وذلك لأن إيطاليا بعد أن غزت الحبشة واحتلتها في سنة 1935م راحت تمهد الطريق للوصول إلى مصر والإستيلاء عليها وتكوين الإمبراطورية الإيطالية في أفريقيا والتي تضم ليبيا والحبشة ومصر ، والسيطرة على قناة السويس والبحرين الأحمر والمتوسط ، وتهديد مواصلات بريطانيا إلى مستعمراتها في الشرق وعلى الأخص شبه القارة الهندية .

8. مع أن ألمانيا الهتلرية ذاتها كانت تحلم هي الأخرى بالسيطرة على قناة السويس ، وإغلاقها بوجه المواصلات البريطانية وربما الإندفاع نحو مناطق تموين النفط في الخليج العربي ، وإيران والعراق ، إلا أن تحقيق مثل هذا الحلم لم يكن ميسوراً حتى في ظل وجود الإمبراطورية الإيطالية في شمالي أفريقيا ، وذلك لأن نقل الجيوش الألمانية والمعدات وتوفير الوقود اللازم لها بحراً أو جواً لم يكن مضموناً بالصفة التي يمكن بها ضمان مسيرة الجيوش البرية الزاحفة .

9. إن ألمانيا قد أخطأت خطأً كبيراً في تقدير مستقبل موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب ، فلقد كانت ألمانيا تظن أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تظل متمسكة بسياسة "العزلة" التي التزمت بها أثناء الحرب العالمية الأولى وما بعدها ، وفات ألمانيا أن الولايات المتحدة الأمريكية قد نبذت سياسة العزلة وراحت تتطلع إلى مصادر النفط في الشرق الأوسط بصفة خاصة بعد أن أصبحت هذه المادة تؤلف القوة الحاسمة في الحرب والصناعة والإستعمار .

10. إن جبهة شمال أفريقيا كانت تعتبر في نظر بريطانيا هي الجبهة الرئيسية لها في الحرب ، وكانت أعظم من الجبهة الغربية بالنسبة إليها ذلك لأن تعزيز قوة بريطانيا في شمالي أفريقيا وتمركزها فيه ولاسيما في مصر من شأنه أن يدعم خططها للحفاظ على الهند وعلى مصادر النفط في الخليج العربي وإيران والعراق حيث كانت الإحتكارات النفطية الإنجليزية هي المهيمنة على تلك المصادر والمتحكمة في مصيرها ، ولهذا فإن فقدان بريطانيا لمركزها في الشمال الأفريقي وفي مصر بالدرجة الأولى يعنى تعرض الهند ومصادر النفط في الشرق الأوسط للضياع ولذلك ألقت بريطانيا بكل ثقلها بعد أن هربت من الجبهة الغربية على جبهة الشمال الأفريقي وتقرير مصيرها لصالح الإمبراطورية البريطانية .

الأطراف المتنازعة

11. تعتبر معركة العلمين امتداداً للحرب العالمية الثانية والتي وقعت بين دول الحلفاء (بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول الحليفة لها) و دول المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان) .

مميزات منطقة العمليات وأثرها على الطرفين

12. طبيعة الأرض في منطقة العلمين . تعتبر منطقة العلمين أصلح منطقة للدفاع عن القطر المصري من ناحية الغرب ولذا علق الحلفاء آمالاً كبيرة على الإحتفاظ بمواقعهم الدفاعية بها إذ لو تمكنت القوات التي يقودها رومل من اختراقها لما أمكن إيقافها في أي منطقة أخرى قبل الوصول إلى وادي النيل وتمتد في منتصف المسافة بين البحر ومنخفض القطارة سلسلة ضيقة من التلال المنخفضة لعدة كيلومترات من الشرق إلى الغرب تسمى تبة الرويسات وهي تقسم خط العلمين إلى قطاعين متساويين تقريباً هما :
أ. القطاع الشمالي . عبارة عن أرض منبسطة تقريباً تكثر بها الرمال الناعمة وتكاد تكون خالية من الهيئات الطبيعية فيما عدا بعض التباب القليلة الإرتفاع التي تبدو من بعد كأنها عديمة الأهمية غير أنها عظيمة الأهمية إشرافها على جميع الأراضي المحيطة بها تلك درات فيها معارك عنيفة تبودلت خلالها تلك الهيئات بين كلا الطرفين مرات عديدة ومن تلك الهيئات تل العيص وتبة المطرية وتل العقاقير وتل المخاص ويوجد بهذا القطاع الطريق الرئيسي الساحلي المرصوف وخط السكة الحديد اللذين يمتدان متجاورين بقرب الساحل على أرض منبسطة .
ب. القطاع الجنوبي . أكثر صلابة وارتفاعاً من القطاع الشمالي وبه بعض الهيئات الحاكمة مثل باب القطارة وعلم نايل ودير الحملة وتبة علم حلفا ودير المناصب ودير المخافيض وجاب الله ، أما في أقصى الجنوب بالقرب من منخفض القطارة تقع هضبة هنتر وهي هضبة مرتفعة تكثر في أسفلها الرمال الناعمة ، يلي القطاع الجنوبي منخفض القطارة الذي يعتبر أعظم ظاهرة طبيعية في الصحراء الغربية إذ يمتد نحو الجنوب الغربي مسافة 300 كيلو متر ويبلغ عرضه في أقصى اتساع له 150 كم وتبلغ مساحته 19.500 كيلو متر مربع ويقع المنخفض تحت مستوى سطح البحر ويبلغ أقصى انخفاض فيه 143 متراً تحت سطح البحر والحافة الشمالية لهذا المنخفض عبارة عن جرف حاد عمودي الإنحدار تقريباً ويبلغ ارتفاع هذا الجرف في المتوسط حوالي 150 متراً وقاع هذا المنخفض عبارة عن رمال لينة لا يمكن السير خلالها بالعربات .
مقارنة القوى

13. قوات البريطانيين . إن القوات البريطانية كانت تتكون من الآتي :
أ. الفيلق 30 . في القطاع الشمالي ويتكون من الفرقة 9 إسترالية والفرقة 51 هايلاندرز والفرقة 1 جنوب أفريقيا مشاة والفرقة 4 هندية مشاة وقد وزع اللواء 21 مدرب ليعاون الفرق المشاة التابعة للفيلق 30 فوضع الآلي تحت قيادة كل فرقة من فرقه الأربع .
ب. الفيلق 13 . في القطاع الجنوبي ويتكون من الفرقة 50 المشاة البريطانية أحرار وكانت الفرقة 7 المدرعة تتكون من اللواء 22 واللواء 4 المدرع .
جـ . الفيلق 10 . خلف الموقع الدفاعي بـ 50 ميلاً تتكون من الفرقة الأولى المدرعة والفرقة العاشرة المدرعة والفرقة 2 النيوزيلندية وكانت الفرقة الأولى المدرعة تتكون من اللواء 2 المدرع واللواء 7 المشاة الراكب ، أما الفرقة العاشرة المدرعة فكانت تتكون من اللواء 8 المدرع واللواء 24 المدرع واللواء 133 المشاة الراكب ، وبذلك يكون مجموع قوات الحلفاء 6 فرق مشاة ، و 3 فرق مدرعة وفرقة مشاة راكبة ولواء مشاة يوناني ولواء مشاة فرنسي وقد زرعت هذه القوات على المواقع الدفاعية البريطانية من البحر شمالاً حتى منخفض القطارة .

14. قوات المحور . إن قوات المحور كانت تتكون من الآتي :
أ. الفيلق الأفريقي الألماني . يتكون من الفرقة 15 بانزر والفرقة 21 بانزر والفرقة 90 مشاة الخفيفة الراكبة والفرقة 164 المشاة الألمانية .
ب. الفيلق العاشر الإيطالي . يتكون من فرقة بريسكا وفرقة بافيا المشاة والفرقة لولجوري من جنود المظلات .
جـ . الفيلق 20 الإيطالي . يتكون من فرقة اريتي المدرعة وفرقة ليتوريو المدرعة وفرقة تريستي المشاة الراكبة على غرار فيلق أفريقيا الألماني .
د. الفيلق 21 الإيطالي . يتكون من فرقة ترنتو المشاة وفرقة بولونا المشاة .

15. بذلك يكون مجموع قوات المحور 5 فرق مشاة ( 4 لإيطالية وواحدة ألمانية و فرقتان مشاة راكبة وفرقة من جنود المظلات و أربعة فرق مدرعة وفرقتان إيطالية وفرقتان ألمانية) ويلاحظ هنا أنه بالرغم من كثرة عدد فرق المحور ألا أنها كانت أقل عدداً في الأفراد والمعدات من فرق الحلفاء نظراً إختلاف التنظيم عند كل من الطرفين وكان مجموع قوات المحور بصفة عامة عند ابتداء معركة العلمين حوالي 90 ألف جندي و 560 دبابة و 400 مدفع ميدان و 900 مدفع م/د و 600 طائرة ، ولعل أبرز أوجه المقارنة بين الطرفين هي ذلك الفرق الشاسع في القوة المدرعة لدى كليهما فقد كان لدى البريطانيين حوالي 400 دبابة مسلحة بمدافع 75 ملم من طراز شيرمان وجرانت بينما لم يكن لدى المحور سوى 38 دبابة ألمانية ماركة 3 مسلحة بمدافع 50 ملم و 200 دبابة إيطالية أضعف من ذلك بكثير في التسليح وعلى ذلك كانت نسبة التفوق الحقيقي لدى المدرعات البريطانيين 5.50 : 1 .

سير المعركة

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس