الموضوع: طارق بن زياد
عرض مشاركة واحدة

قديم 23-08-10, 06:15 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مَرَّ طارق أولاً بمدينة شَذْونه وفتحها بعد حصار، ومضى إلى مَوْرُور Moron وفتحها، ثم عطف على مدينة قَرْمُونَة Carmona ثم تقدم إلى أشبيلية Sevilla، فتم له فتحها صلحاً، واتجه بعدها إلى مدينة اسْتِجَّة،ودارت معارك حامية هزم فيها الجيش القوطي وفتحت المدينة .
وجه طارق من اسْتِجة سرايا من جنده إلى عدة جهات فبعث جيشاً بقيادة مغيث الرومي لفتح مدينة قرطبة في سبعمائة فارس واستطاع مغيث فتح المدينة دون مشقة كبيرة، وأرسل جيشاً آخر إلى مدينة مالقة Malaga ، وأرسل جيشاً آخر إلى كُورة إلْبيرة. حيث فتح مدينة غرناطة Granada، ثم سار طارق شمالاً إلى منطقة وادي الحجارة Guadalajara، حتى وصل إلى مدينة المائدة والتي تعرف اليوم باسم قلعة هنارس Alcala de Henares، أو بعدها.
أسباب سرعة وسهولة فتح الأندلس.
- كان طارق وجيشه امة فتية موحدة القوى والقلوب شجاعة بصيرة بالحروب
- براعة القادة وقدرة وحزم الولاة.
- التضحية والجهاد في سبيل نشر الإسلام.
- الاعتماد على النفس بسبب وجود المسلمين في بلاد غربة.
- العدل والرحمة والعفة في حكم الشعوب.
- لم يكن للمغانم الدنيوية في نظر المسلمين قيمة.
- الاستبداد بالشعب واستغلاله والظلم من قبل حكام القوط ونفور الأسبان من حكم لذريق.
- انتشار الرق واستقبال الناس للعرب كمنقذين من الظلم.
- القضاء على جيش لذريق فصارت كل مدينة تحاول حماية نفسها بنفسها.
مبادئ الحرب التي طبقها طارق بن زياد.
لقد طبق عدة مبادئ حربية في حروبه من أهمها:
اختيار القصد وإدامته:كان طارق يختار مقصده بالضبط ويفكر في أفضل السبل للوصول إليه وقد ظهر هذا واضحا من خلال عملية العبور ومواصلته فتح بلاد الأندلس دون كلل أو ملل وكان هدفه إعلاء كلمة الله حيث قال في خطبته المشهورة: وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عربانا ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا، ثقة منه بارتياحكم للطعان ومجالدة الأبطال والفرسان ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه في هذه الجزيرة.
الاستطلاع: :عندما أرسل رسالة إلى موسى بن نصير يرفق فيها معلومات وافية عن الأندلس والتي حصل عليها طريف أثناء الغزوة التي قام بها بقوة قليلة على ظهر مراكب يوليان.
تكتيك الحروب الجبلية: نظم طارق بن زياد أشهر (سد استراتيجي) في (وادي لكة) حيث تم الاستناد إلى الجبال لتنظيم ترتيب قتالي عميق يمكن له الصمود في وجه قوات (القوط) المتفوقة والتي كان يتولى قيادتها رودريك وعندما نجح المسلمون في حسم المعركة جاء التحرك نحو الشمال عبر محاور متوازية بعيدة عن عوائق الجبال وصعوباتها.
حشد القوة: حيث حشد القوة اللازمة من رجال وسفن وخيول, وبذلك حشد القوة المادية والمعنوية لمقابلة الأعداء.
الاقتصاد بالجهد: عند مقارنة قوات طارق مع أعدائه نلاحظ مقدار حرصه على تطبيق هذا المبدأ الهام.
الاحتياط: خصص جزءا من قواته كاحتياط وتقدر بـ 2000 جندي مع 5 سفن لمواجهة أي تطورات غير متوقعة في مواجهة عدوه.
التعرض(الهجوم): كانت عملياته تعرضية ولم يتخذ موقعا دفاعيا واحدا مما ساهم في إحرازه النصر على أعداءه.
عبور الموانع المائية: طبق المبادئ التعبوية لعبور الموانع المائية المعروفة في الحرب الحديثة عندما عبر المضيق على مرحلتين مرحلة احتلال موطئ قدم بـ 8 سفن و1600 جندي معهم 800 فرس والمرحلة الثانية مرحلة عبور الجسم الرئيسي.
التعاون والتنسيق: من خلال تعاون قواته مع قوات موسى ابن نصير في فتح الأندلس.
الشؤون الإدارية: أن نجاح أي خطة عسكرية مرهون بالامكانات الإدارية وعملية عبور طارق وتجهيز جنوده بكافة متطلبات القتال الضرورية وإدامته لقواته باستمرار ما هو إلا نوع من الإدارة الفعالة.
الصفات القيادية لطارق بن زياد
من أهم الصفات القيادية التي تمتع بها ما يلي:
معرفة نفسيات المرؤوسين. لقد تحسس نفسيات مرؤوسيه ومزايا كل جندي من جنوده عندما خاطبهم بخطبته المشهورة.
الشجاعة الشخصية. وقد ظهرت جليا عندما قال مخاطبا جنده: إني لم أحذركم أمرا أنا عنه بنجوة, ولا حملتكم على خطة ارخص متاع فيها النفوس إلا ابدأ بنفسي. وبذلك ضرب مثلا أعلى وقدوة حسنة في الشجاعة الشخصية لجنوده وكذلك برز عامل العدل وهو من أهم الصفات للقائد لأنه ما ظلمك من ساواك بنفسه.
التقوى والورع. وهو العمود الفقري للصفات القيادية لطارق حيث تحسس في نفسه علامات الأيمان عندما كان قومه يعبدون الأوثان ووعى حقيقة الإسلام عندما سمع تعاليم الدين الإسلامي من المسلمين الذين وصلوا إلى مشارف بلاد المغرب وتوجه مع بقية الفتية من قومه إلى القائد المسلم موسى بن نصير وأعلن إسلامه.
إنكار ألذات. حيث نسب جميع أعماله وفتوحاته إلى موسى بن نصير عندما قال له إنما أنا مولاك وقائد قوادك لم استطع أن اكبح جماح انتصاري بعد ما هزمت العدو وكل ما فتحته وأصبته فإنما هو منسوب إليك وهذه الصفة من الصفات القيادية والإنسانية التي يجب أن يتمتع بها القائد.
حسن المعاملة. فلقد تعامل مع اليهود بلطف وسمح لهم بحرية العبادة وقام بتحويل الكنائس إلى مساجد.
القابلية البد نية. من المَسلم به أن طارق كان يتمتع بلياقة بدنية عالية لأنه نشأ وعاش بين أفراد قبيلته في أعالي جبال أطلس التي كانت تعتمد على الغزو والفروسية وقد نشأ فارسا وأتقن ركوب الخيل وامتاز بقوة الجسم وشدة البأس.
المثل الأعلى. على القائد أن يكون مثلا أعلى لجنده في جميع الصفات والأعمال حيث يقول طارق لجنوده: "واعلموا إني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه واني عند ملتقى الجمعين حامل بنفسي على طاغية القوم لوذريق فقاتله أن شاء الله تعالى فاحملوا معي".
الكفاءة والمعرفة كان ملما بمهنته كقائد أحسن إلمام وكان على علم تام بفن الحرب وظهر هذا من أسلوبه في عبور المضيق وأسلوبه في تقسيم قواته لمجموعات خلال عملياته المتلاحقة التي أجراها في البر الأسباني بكل نجاح.
الطاعة والولاء. لشخص الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وموسى بن نصير من خلال تنفيذه لأوامر هما وذهابه مع موسى إلى دمشق امتثالا لأوامر الخليفة.
طارق بن زياد في الميزان.
إن الإنجاز الكبير الذي حققه طارق بن زياد في فتح بلاد الأندلس وحكم المسلمين لها مدة ثمانية قرون لم يستطع العرب الحفاظ عليه بسبب اختلافهم على الحكم وتفرق كلمتهم، ولم يكن ركوب البحر من قبل طارق يتم للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي فقد سبقه المسلمون بذلك في معركة ذات الصواري أيام الخليفة ألراشدي عثمان بن عفان.
إن القائد المسلم طارق بن زياد لم يأخذ حقه الذي يجب أن يناله جزاء فتوحاته فقد أهمله الذين تولوا الخلافة بعد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بل وأساءوا إليه والى موسى بن نصير.
لقد صور المؤرخون أن سبب فتح الأندلس هو اغتصاب لذريق لفلورندا ابنة يوليان وفي هذا مغالطة كبيرة فالسبب في هذا الفتح هو نشر الإسلام والخوف من هجوم القوط والفرنجة على بلاد المغرب العربي.
أثبتت الدراسات العسكرية الحديثة أن إحراق طارق بن زياد للسفن مسألة مشكوك في صحتها كون هذه السفن تعود ملكيتها ليوليان وليس للدولة الإسلامية كما أن الجيش الإسلامي بحاجة إلى هذه السفن لتأمين عودة الجنود إلى بلاد المغرب العربي عند اجتياز المانع المائي، وذلك لأن حرق السفن يخالف (مبدأ الاقتصاد بالقوة، أحد مبادئ الحرب المهمة، ولا يتفق مع المنطق والعقل) وقد كان طارق قائداً حصيفاً ذا مزايا قيادية، لا يتناسب أن يقدم على ذلك العمل المتهور، وطارق كان يبدأ أعماله بالاستطلاع المفصل ليكون على بينة من أمره فلا يضع خطوته إلا في موضع أمين، فهو يعمل دائماً بالنور.

ويخلص القول إلى أن القائد المسلم طارق شخصية عسكرية فذة وقائد محنك شجاع أهلته صفاته الشخصية والقيادية وكفاءته الإدارية لقيادة جيش المسلمين في بلاد الأندلس, فلقد ساهم طارق بن زياد مساهمة فعالة في فتح بلاد الأندلس والانتصار على القوط مما أدى إلى حكم هذه البلاد مدة ثمانية قرون متواصلة من قبل المسلمين لا يستطيع أي دارس لسيرته إلا أن يعجب بشخصيته وإنجازاته الحربية فهو جدير بالدراسة والتحليل كأحد القادة البارزين في التاريخ العسكري على مر العصور, فبالعزم والتصميم والذكاء والحنكة استطاع عبور المضيق وفتح الأندلس التي تعرف اليوم بأسبانيا وحقق ما عجز عن تحقيقه رجال عهده.

المراجع:
- العسكرية الإسلامية لمحمود شبيت خطاب
- فتوحات طارق بن زياد ( موسوعة المقاتل )
- تاريخ الدولة الأموية لعمر فروخ.
- غروب الأندلس لعزيز اباظه.
- الأطلس التاريخي لعدنان العطار.
- طارق بن زياد, مكتبة دار الشروق.
- فتح الأندلس لإبراهيم الابياري.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس