عرض مشاركة واحدة

قديم 19-03-09, 11:07 AM

  رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الاعداد للمعركة

تمكنت القوات المسلحة المصرية من الحصول على استعواض الأسلحة والمعدات التي فُقدت في معركة يونيه 1967 ومعارك الاستنزاف والإمداد بأسلحة جديدة ومتطورة وحديثة تمت تجربتها ميدانياً لصالح مصر والاتحاد السوفيتي بناءً على خبرة ميدان فيتنام وميدان الشرق الأوسط،وبذا انتقلت مصر عبر حرب الاستنزاف، إلى استخدام الجيل الجديد من التسليح المتطور الذي وافق الاتحاد السوفيتي على إمداد مصر به في أثناء زيارة الرئيس جمال عبدالناصر عام 1970 مثل سام -6، وسام -7 والمدافع 23مم الرباعية الموجهة رادارياً والطائرة الميج25 لاغراض الاستطلاع على جبهة سيناء.

وقد أطلق بعض المحللين على حرب أكتوبر 1973 اسم "الحرب المرآة" أي أنها صورة لما حدث في حرب 1967 ولكن بمباغتة مصرية عربية وعلى رغم أن الدروس المستفادة من الجولات العربية ـ الإسرائيلية السابقة مكررة تقريباً وتصور الحقيقة إلى حد بعيد فإن الحال قد اختلف بالنسبة إلى نتائج حرب 1967وذلك بسبب قسوة الهزيمة وتعنت الجانب الإسرائيلي وصلفه وبالنسبة إلى الدفاع الجوي المصري فقد بُذلت الجهود المتواصلة وكان الإصرار على بناء منظومة متكاملة للدفاع الجوي تستطيع أن تواجه وبندية القوة الجوية الإسرائيلية.

تخطيط عمليات الدفاع الجوي فى المعركة

تشكل في قيادة الدفاع الجوي جهاز خاص للعملية الهجومية وبدأ هذاالجهاز يعمل بالتنسيق مع باقي أجهزة التخطيط في القيادة العامة للقوات المسلحة وكان على هذا الجهاز أن يجري التقديرات والدراسات التي تكفل للخطة النجاح المنشود وصولاً إلى الهدف المحددوهو حرمان العدو من تفوقه الجوي وتحييد قواته الجوية في مسرح القتال.

كان هناك عدد من الحقائق لا بد من وضعها في الاعتبار أساساً لضمان واقعية التخطيط، وهذه الحقائق هي:

أن قوات الدفاع الجوي ستتحمل العبء الأكبر في مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية المتفوقة بكامل قدراتها وذلك لأن القوات الجوية المصرية لم تكن قادرة على مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية لقصر مدى طائراتها على توجيه ضربة إلى قواعد تمركز السلاح الجوي الإسرائيلي وإنزال خسائر ملموسة بطائراته على الأرض لتمنع جزءاً كبيراً منها من الاشتراك في المعركة وقد ساهم في تخفيف هذا العبء ، وكذلك بدء العمليات في وقت واحد على الجبهتين المصرية والسورية وكذا وضع مركز الإعاقة الأرضية في أم خشيب بسيناء على رأس قائمة أهداف الضربة الجوية الأولى مما ساعد على تخفيف وطأة الإعاقة الإلكترونية على وحدات الدفاع الجوي في أيام القتال الأولى.

مواجهة التحدي الكبير المتمثل في اتساع مسرح العمليات وذلك بوضع خطة متوازنة تحقق حماية الأهداف الحيوية بالعمق بكثافة مناسبة مع المناورة بالقوات والوسائل لتحقيق التركيز المطلوب في جبهة القناة،كما تم تنظيم التعاون مع القوات الجوية لحماية المناطق والأهداف التي لا يتوافر لهاعناصر دفاع جوية قوية.

أن حسم نتائج المعركة الرئيسية مع القوات الجوية الإسرائيلية في منطقة القناة في الساعات والأيام الأولى يعتبر أمراً مصيرياً للقوات المسلحة وفي هذا المجال راعت الخطة أن يتم تدعيم الجيوش الميدانية بأكبر قدر ممكن من وسائل الدفاع الجوي خفيفة الحركة على أن يتم استعواض خسائرها باستمرار على حساب العمق.

أن قوات الدفاع الجوي يجب أن تكون جاهزة لصد ضربة الإحباط المعادية أوالهجمات الجوية المركزة من الأوضاع الدفاعية ثم تتحول بسرعة إلى الأوضاع اللازمة لتحقيق مهمتها الرئيسية في وقاية القوات البرية في أثناء العملية الهجوميةأن العدو سيحاول بكل الطرق تدمير عناصر الدفاع الجوي بالجبهة أو إسكاتهاباستخدام كل الوسائل الإلكترونية والتكتيكية والنيرانية وأسلحة الخمد في معركة حياة أو موت يجب أن تخرج منها قوات الدفاع الجوي قوية قادرة على الاستمرار في القتال وتنفيذ المهام المكلفة بها.

أن حجم عناصر الدفاع الجوي المتحركة ذات الفاعلية غير كاف لتغطية القوات في المرحلة النهائية للعملية وقد راعت خطة القوات المسلحة ذلك عندما حددت شرط تنفيذ هذه المهمة بتوافر الظروف المناسبة ومعنى ذلك انخفاض قدرات السلاح الجوي الإسرائيلي إلى الدرجةالتي تكفي فيها هذه العناصر، كما أن قوات الدفاع الجوي خططت لتدعيم الحماية المضادة للطائرات في هذه المرحلة باستخدام صواريخ الدفاع الجوي الثقيلة بأسلوب الانتقالات المتتالية.

خطة الدفاع الجوى فى الحرب

ولمواجهة التحديات السابقة فإن خطة الدفاع الجوي للعملية شملت الإجراءات الرئيسية التالية:

مواجهة الهجمات الجوية المعادية المتوقعة خلال الفترة التحضيرية بتجمعات قوية ومتماسكة ومتكاملة من مختلف أنواع عناصر الدفاع الجوي طبقاً للخطة الدفاعية،عدم إجراء أي مناورة بقوات ووسائل الدفاع الجوي إلا في آخر وقت ممكن قبل بدء العملية.

تطبيق مبدأ الحشد في اتجاه المجهود الرئيسي باستخدام 100% من عناصر الدفاع الجوي المتحركة في النسق الأول للدفاع الجوي بالجبهة و40% من الصواريخ المضادة للطائرات و70% من وحدات المدفعية المضادة للطائرات والصواريخ الفرديةسام 7 المحافظة على سرية ترددات الأسلحة الجديدةومنع إشعاعها إلا مع بدء المعركة.

التركيز الشديد على حماية المعابر بحيث تتوافر حماية لكل معبر بقدرة صد لا تقل عن 12 هدفاً في وقت واحد طوال العملية مع انتقال وحدات الصواريخ في المرحلة الأولى إلى مواقع متقدمة غرب القناة تحقق وقاية القوات شرق القناة حتى عمق 15كم، على الارتفاعات المنخفضة.

انتقال 60 % من وحدات الصواريخ بالجبهة إلى مواقع شرق القناة خلف الأنساق الثانية للجيوش الميدانية عند دفعها لتنفيذ المرحلة النهائية والاحتفاظ باحتياطي قوي من عناصر الصواريخ المضادة للطائرات حوالي 15% يمكن له تدعيم الدفاع بالصواريخ في الجبهة في خلال ست ساعات بالإضافة إلى احتياطي بعيد يشترك في القتال في خلال 24-48 ساعة.

إنشاء حقل راداري مستتر في الاتجاهات التي يحتمل فيها تقلص الحقل الأصلي توفير جميع عناصر الصمود لنظام الدفاع الجوي بالجبهة مع السيطرة الكاملة على الإشعاع لمنع العدو من استخدام أسلحة الخمد المتيسرة لديه.

تحقيق تنظيم تعاون وثيق مع القوات الجوية بتوفير الدفاع عن المطارات المتقدمة عند احتلالها والسيطرة على أعمال قتال المقاتلات من مراكز مشتركة وذلك بالإضافة إلى مجموعة كبيرة أخرى من الإجراءات لا يتسع المجال لسردها.

المعركة

على ارتفاع منخفض جداً يعزف أزيزها الجبار لحن القوة والعزة والفخار لمصر وللأمة العربية وتبث في المقاتلين على الخطوط وفي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر السادس من أكتوبر1973، عبرت طائرات مصر وسورية خطوط المواجهة على جبهة قناة السويس وجبهة الجولان، فعلى الجبهة المصرية انطلقت مائتان وخمسون طائرة مصرية إلى عمق سيناء لتنفيذ الضربة الجوية المركزة وكانت تطير الأمامية روحاً وثابة من الأمل والثقة بالنفس.

فها هي طائراتهم تتقدم صفوفهم بكل الجرأة والجسارة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي متجهة إلى أهدافها وكان عليها أن تحطم ثلاثة مطارات وقاعدة جوية وعشرة مواقع صواريخ هوك وثلاثة مواقع قيادة وسيطرة وإعاقة إلكترونية بالإضافة إلى محطات الرادار ومواقع المدفعية ومناطق الشؤون الإدارية وحصون العدو شرقي بور فؤادومتزامناً مع الضربة الجوية هدرت نيران أكثر من ألفي مدفع على طول الجبهة تصب حممها على خط بارليف وأهداف العدو في سيناء وكان القصف شديداً بحيث سقط على المواقع الإسرائيلية في الدقيقة الأولى، نحو 10 آلاف و500 دانة مدفعية بمعدل 175 دانة في الثانية الواحد واستمر الطوفان وفي حوالي الساعة السابعة وخمسين دقيقة كان هناك نحو 80 ألف مقاتل مصري على الضفة الشرقية للقناة على مواجهة 170 كم.

دور حائط الصواريخ

مرت الثواني والدقائق مفعمة بالجلال والروعة ورفرفت أعلام مصر فوق سيناء الحبيبةوتهاوت حصون خط بارليف واحداً بعد الآخر وهدير المقاتلين المصريين: الله أكبر، الله أكبر يعلو فوق كل الأصوات،وبقدر ما كان المشهد صاخباً والمعركة محتدمة على الضفة الشرقية للقناة كان هناك صمت وسكون مثير يخيمان على مواقع الدفاع الجوي كان الجميع على كل المستويات وفي المواقع في حالة تحفز غريب فقد اتسعت حدقات العيون وتركزت الأبصار على شاشات الرادار وأحكم القادة وعمال اللاسلكي وضع السماعات، وأرهفت الآذان.

وكان الانتظار والترقب والقلق خشية أن يتمكن الطيران الإسرائيلي من معاقلهم في بداية اللقاء ويحرز المبادأة وفي الثانية وأربعين دقيقة انتقل صخب المعركة وضجيجها إلى مواقع
الدفاع الجوي وتمزق الصمت،وارتطمت طائرات العدو بحائط الصواريخ وانطلقت الصواريخ المضادة للطائرات تزأر وهي تشق طريقها المحسوب في السماء وخرجت الطلقات متتابعة من مواسير المدافع وكأنها سياط متصلة الحلقات من الحديد والنار وتهاوت الطائرات ذات النجمة السداسية الزرقاء واحدة بعد الأخرى وهكذا تحقق الهدف المنشود منذ الدقائق الأولى للمعركة وتحطمت أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي.

وأثبت الدفاع الجوي أنه السلاح الأول في معركة العبور العظيم وأن البطل الأول في هذه الملحمة التاريخية هو المقاتل المصري، الذي طوع الصاروخ والمدفع والأجهزة الدقيقة لإرادته وكانت حصيلة جهود الأبطال هي تحييد سلاح الجو الإسرائيلي خلال معركة العبور.
وتتابعت أيام القتال بأحداثها ومعاركها المختلفة عبر مراحل نستعرضها كما يلي:

المرحلة الأولى

الفترة من 6-13 أكتوبر73:تمثل الأيام الأولى للعملية الهجومية التي تم فيها اقتحام قناةالسويس وإنشاء رؤوس الكباري على الضفة لشرقية للقناة وتعزيزهاحيث قام السلاح الجوى الإسرائيلي الساعة التاسعة صباح يوم السادس من أكتوبربطلعة استطلاع جوي بالتصوير بقوة طائرتي فانتوم وبعمق 20-30 كم شرق القناةوبارتفاع 15 كم وذلك بالإضافة إلى طلعتي استطلاع إلكتروني قبالة الساحل لشمالي من بورسعيد إلى مرسى مطروح وبعمق 100 كم إلى الشمال ويعتقد أن هذا الاستطلاع الساحلي تم بطائرات أمريكية أقلعت من حاملة طائرات بغرب البحر الأبيض المتوسط.

2- قام العدو بأول رد فعل لعبور قواتنا بضربة جوية ابتداء من الساعة الثانية أربعين دقيقة ظهراً بمهاجمة القوات القائمة بالعبور واقتربت الطائرات على رتفاعات منخفضة بقوة 190 طائرةاستخدم العدو الإعاقة الإلكترونية ولكنها لم تكن مؤثرة نتيجة لقيام ائراتنا بتدمير مركز الإعاقة الأرضية في سيناء "أم مرجم ـ أم خشيب" واعتمد لعدو على مصادر الإعاقة من المستودعات لمحمولة بطائرة الهجمة، التي لم يكن ها نفس التأثير.

ركز العدو هجماته الجوية على المعابر والقوات القائمة بالعبور مما، عرض طائراته لوسائل الدفاع الجوي التي تمكنت من تنفيذ مهامها في توفير حماية جوية امنة للقوات البرية وتمكنت من تدمير 15 طائرة إسرائيلية وإصابة 16 طائرة اخرىوهكذا استمرت المعارك خلال الساعات التالية، العدو يدفع بطائراته هنا هناك على طول الجبهة يبحث عن القوات التي نجحت في اقتحام القناة ويحاول ضربها وإعاقتها عن التقدم على الضفة الشرقية للقناة ويسعى جاهداً لتدمير سورها ومعابرها ولكنه يفشل في جميع محاولاته وتنكسر الهجمات وتتساقط طائراته بعد توقف الهجمات الجوية المعادية في حوالي الساعة الخامسة مساء 6 أكتوبر.

تقييم اعمال القتال

أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن إحرازالمفاجأة واتساع القتال الى مواجهة واسعة سبب ارتباكاً شديداً للسلاح الجوي الإسرائيلي فالطلعات الجوية مرتجلة وغير مخططة جيداً ومجهود العدو الجوي بعثرولا يتصف بالحسم والتركيز كما أن مستوى الطيارين أقل كثيراً مما كان لديه أثناء حرب الاستنزاف ولا شك أن العدو اضطر تحت وطأة المفاجأة إلى استغلال ما لديه من الطيارين في القواعد والمطارات ولم يسعفه الوقت بعد بتجميع طياريه الأكفاء ذوي الخبرة، وخلال اليوم الأول للقتال وحتى الساعة السادسة صباح يوم 7 أكتوبر بلغت خسائر العدو حوالي30 طائرة وخسر الدفاع الجوي المصري عدداً من الضباط الجنود سقطوا شهداء في ساحة القتال ولم يحدث أي خسائر في المعدات.

نتيجة للضربات الموجعة التي أحدثها الدفاع الجوي المصري أصدر قائد الطيران الإسرائيلي يوسى بيليد أوامره بعدم الاقتراب من القناة إلى مسافة لا تقل عن 15 كم وهذا يعني هزيمة كاملة ومحققة للقوات الجوية الإسرائيلية.

استمرت الجهودخلال الساعات المتبقية لاستكمال خطة الدفاع الجوي عن الكباري والمعابر على القناة ومتابعة انتقال العناصر المقرر احتلالها بمواقعها على الضفة الشرقية لإحكام حماية الكباري والمعابر ومن جميع الاتجاهات كذلك تنفيذ انتقالات قواعد الصواريخ لتطوير الوقاية شرق القناةومتابعة تنفيذ خطط الخداع والتمويهواستعادة موقف الذخائر والصواريخ استعداداً لصد الهجمة الجوية المنتظرة صباح اليوم التالي للقتال.

خلاصة تحليل نتائج قتال اليوم الأول، كما سجلها قائد الدفاع الجوي "إن الانتصارات التي حققها الدفاع الجوي المصري في الساعات الأولى من المعركة لاتستمد قوتها من أعداد الطائرات الإسرائيلية التي تم إسقاطها فهذه الأعدادبالرغم من ضخامتها لا تؤثر بشكل حاسم على قوة الطيران الإسرائيلي وإنما تستمدهذه الانتصارات قيمتها البالغة من المغزى الذي يكمن وراءها لما لها من تأثيرمعنوي خطير على كلا الجانبين المتحاربين،فهي بالنسبة إلى القوات المسلحة المصرية دليل أكيد على أن ما حدث في يونيه 1967 لم يتكرر فلم تبق سماء مصر مجالاً حراً للطيران الإسرائيلي يعربد فيه كما يريد وبذلك تسنح الفرصة للجنود المشاة المصريين والدبابات المصرية ربما لأول مرة من مواجهة الجنود والدبابات الإسرائيلية وهي محرومة من مساندة قواتها الجوية.
أما بالنسبة إلينا فتعني هذه الانتصارات مزيداً من الثقة بالنفس كنا في حاجة إليها في الساعات الأولى للمعركة، أمابالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي فهي تعني اهتزاز ثقة المقاتل على الأرضوالطيار في الجو وكل الشعب في داخل إسرائيل نفسها".

أبرز أعمال قتال قوات الدفاع الجوي حتى 9 أكتوبر 1973

في الصباح الباكر يوم 7 أكتوبر 1973، حاول العدو تنفيذ ضربة جوية ضدالقواعد والمطارات المصرية ليكرر ما فعله في حرب يونيه 1967 وقام بالاقتراب على ارتفاعات منخفضة جداً لمهاجمة عدد من القواعد الجوية الرئيسية في الدلتا
والوجه القبلي والبحر الأحمر لم تتمكن أجهزة رادار الإنذار من اكتشاف أهداف الهجمة بسبب انخفاضهاواقترابها من اتجاهات مستورة بالجبال والهيئات الطبيعية ونجحت شبكة المراقبة الجوية بالنظر في إنذار عناصر الصواريخ والمدفعية والقوات الجوية في الوقت المناسب.

تصدت عناصر الدفاع الجوي المتكاملة من المقاتلات والصواريخ بأنواعهاوالمدفعية بأعيرتها المختلفة ولم تتمكن الطائرات الإسرائيلية من تحقيق هدفها واستمر توفير الحماية لتجميع القوات في الجبهة والعمق وكانت نصيحة أمريكا أن تحاول إسرائيل بكل جهد تحطيم رؤوس الكباري المصريةخلال الساعات الأولى من نهار السابع من أكتوبر وأن تقوم بتوجيه ضربة قوية ضد حائط الصواريخ مع تجنب القتال المباشر، وهذا ما حاولت إسرائيل تنفيذه يوم 7أكتوبربعد أن استمعت إلى النصيحة الأمريكية التي هي في حقيقة الأمرخطة أمريكية.

شهد هذا اليوم معارك جوية عنيفة اشتركت فيها أعداد كبيرة من الطائرات المصرية والإسرائيلية واستمرت وقتاً طويلاً لا يتوقعه الكثيرون في المعارك الجوية،ولم يقتصر عمل القوات الجوية على حماية القوات البرية ومعاونة قوات الدفاع الجوي بل استمرت كذلك في توجيه هجماتها الجوية ضد مواقع العدو في سيناء.

وفي نهاية هذا اليوم كانت القوات الجوية والدفاع الجوي قد أسقطت للعدو 57طائرة خلال يومي 6و7 أكتوبر منها 27 طائرة في اليوم الأول كما خسرت القوات الجوية 21 طائرة مقاتلة منها 15 طائرة في اليوم الأول واستحدث العدو أسلوباً جديداً في مهاجمة كتائب الصواريخ وذلك بقصفها بالمدفعية ذاتية الحركة من شرق القناة مع مهاجمتها بالطائرات في الوقت نفسه ركز السلاح الجوي الإسرائيلي يوم 8 أكتوبر هجومه على بورسعيد، ودارت معارك شرسة مع قوات الدفاع الجوي ووصل عدد الطائرات المهاجمة إلى أكثر من 50 طائرةوكان سبب هذا التركيز يرجع إلى اعتقاد الإسرائيليين بأنه يتمركز في بورسعيدنوع من الصواريخ الإستراتيجية أرض/ أرض يمكنها إصابة مدن إسرائيل الرئيسية باعتبارها أقرب النقاط المصرية إلى مدن إسرائيل.

واستمر الصراع في سماء بورسعيد بين القصف الجوي العنيف وإصرار عناصرالدفاع الجوي بالمدينة على التصدي للطائرات الإسرائيلية وتكبيدها خسائركبيرة بدا واضحاً منذ الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر1973 أن القيادة الإسرائيلية تضع كل آمالها في قواتها الجوية لاستعادة الموقف المتدهور لقواتها على الجبهة المصرية وإيقاف الانهيار الذي دهم حصون خط بارليف في ساعات قليلة وبعد فشل محاولات توجيه ضربات جوية إلى القواعد الجوية والمطارات في العمق ركز السلاح الجوي الإسرائيلي على قصف المعابر على القناة ووسائل الدفاع الجوي عنها ومهاجمة مواقع الرادار لإحداث ثغرات في الحقل الراداري، وشهدت منطقة قناة السويس أعنف وأشرس الهجمات الجوية في تاريخها الحافل بالحلقات المتصلة من الصراع بين القوات الجوية الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوي المصرية.

وقد كانت قوات الدفاع الجوي تعلم أن أمامها تحديات كبيرة، يتوقف على أدائها فيها مصير المعركة كلها لذلك حظيت خطط الدفاع الجوي عن الكباري والمعابر بأكبر قدر من العناية والاهتمام وحشدت لها كل الإمكانيات التي تضمن لها النجاح المنشود وعلى الرغم من أن التخطيط العسكري ليس مضمون التنفيذ في الميدان فإن النتائج الميدانية لخطط الدفاع الجوي عن القوات فاقت كل التوقعات وساهمت بالقدر الأكبر في زيادة خسائر القوات الجوية الإسرائيلية وقد كان هذا هدفاً أعم كان على قوات الدفاع الجوي كلها تحقيقه لهزيمة التفوق الجوي الإسرائيلي المزعوم وتحطيم الأسطورة.

تم تنفيذ الانتقالات المخططة لكتائب الصواريخ، لتمثل مواقعها على مسافة من 1-3 كم غرب القناة لتحقيق الوقاية لقوات النسق الأول للجيوش الميدانية في مواقعها المتقدمة شرق القناة استمرت قوات الدفاع الجوي في توفير الوقاية الكاملة للقوات شرق القناة وغربها وكذا للقواعد والمطارات والأهداف الحيوية في عمق الدولة وذلك بالتعاون مع مقاتلات القوات الجوية، ومع نهاية يوم 9 أكتوبر 1973 كانت القوات المسلحة قد أتمت تنفيذ مهمتها المباشرة تمهيداً واستعداداً للمهام التالية.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس