عرض مشاركة واحدة

قديم 03-03-14, 05:39 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

نهاية الحرب 1864-1865

في بداية عام 1864، عين لينكولن الجنرال جرانت قائدا لجميع جيوش الاتحاد. جعل جرانت مقر إقامته مع جيش بوتوماك، ووضع اللواء وليام شيرمان تيكومسيه في قيادة معظم الجيوش الغربية. تعلم جرانت مفهوم الحرب الشاملة من لينكولن وشيرمان، أى أن الهزيمة الكاملة للقوات الكونفدرالية وقاعدتها الاقتصادية من شأنه أن يضع حدا للحرب. فكانت هذه الحرب شاملة لا من حيث قتل المدنيين وإنما من حيث تدمير البيوت والمزارع والسكك الحديدية. وضع جرانت خطة استراتيجية من شأنها محاصرة الكونفدرالية بأكملها من عدة اتجاهات: فأصدر الأوامر للجنرال جورج ميد والجنرال بنيامين بتلر بالتحرك ضد لي بالقرب من ريتشموند؛ والجنرال فرانز سيجل (وفي وقت لاحق فيليب شيريدان) بالهجوم على وادي شيناندوا؛ والجنرال شيرمان للسيطرة على اتلانتا ثم الاتجاه إلى البحر (المحيط الأطلسي)؛ والجنرال جورج كروك والجنرال ويليام أفيريل بقطع خطوط إمداد السكك الحديدية في فرجينيا الغربية، والقائد العام ناثانيل بى. بانكس للسيطرة على موبايل، وألاباما.

بدأت قوات الاتحاد في منطقة الشرق مناورات بالقرب من لي، وخاضت معارك عديدة خلال ("حملة جرانت البرية") ضمن الحملة الشرقية. أسفرت معارك الاستنزاف التي قام بها جرانت في البر، وسبوتسيلفانيا، وكولد هاربور عن خسائر فادحة، لكنه أجبر قوات لي على التراجع مرارا وتكرارا. كما فشلت محاولة حصار لي من الجنوب نظرا لأن بتلر كان محاصرا عند منحنى النهر عند برمودا هندرد. كان جرانت عنيدا، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة (أكثر من 65،000 إصابة في سبعة أسابيع)، ظل يحارب جيش لي في فرجينيا الشمالية حتى تراجع إلى ريتشموند. ثم شل حركة الجيش الكونفدرالي في حصار بطرسبرج، حيث اشتبك الجيشان في صراع خنادق لأكثر من تسعة أشهر.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جيفرسون


وأخيرا وجد جرانت قائدا وهو الجنرال فيليب شيريدان، من العدوانية بما يكفي للانتصار في حملات الوادي عام 1864. هزم شيريدان اللواء \جوبال ايه. إيرلى في سلسلة من المعارك، بما فيها الهزيمة النهائية الحاسمة في معركة سيدار كريك. ثم شرع شيريدان في تدمير القاعدة الزراعية في وادي شيناندوا، في استراتيجية مماثلة للتكتيكات التي قام بها شيرمان في جورجيا في وقت لاحق.

وفي الوقت نفسه، سار شيرمان من تشاتانوغا إلى اتلانتا وهزم في طريقه كل من الجنرال جوزيف إي. جونستون والجنرال جون بيل هود الكونفدراليون. كان سقوط أتلانتا في 2 سبتمبر، 1864، عاملا مهما في إعادة انتخاب لنكولن رئيسا للبلاد. غادر هود اتلانتا لقطع خطوط إمداد شيرمان وغزو تينيسي خلال حملة فرانكلين-ناشفيل. هزم اللواء جون إم. سكوفيلد من جيش الاتحاد الجنرال هود في معركة فرانكلين، ثم هزمه جورج اتش توماس أيضا هزيمة ساحقة في معركة ناشفيل دمرت جيش هود.

ترك شيرمان أتلانتا وقاعدة الإمدادات، وسار بالجيش لجهة غير محددة، بعدما حول 20 ٪ من المزارع في جورجيا إلى نفايات خلال حملة "مسيرة إلى البحر". وصل إلى المحيط الأطلسي عند مدينة سافانا، بجورجيا في ديسمبر كانون الأول عام 1864. تبع جيش شيرمان آلاف من العبيد المحررين، ولم تكن هناك معارك كبرى خلال المسيرة. اتجه شيرمان شمالا عبر ولاية كارولينا الجنوبية وكارولينا الشمالية للوصول لفرجينيا الكونفدرالية من ناحية الجنوب، لزيادة الضغط على جيش لي.

تناقص جيش لى نتيجة الإصابات وفرار الجنود، حتى أصبح أقل بكثير من جيش جرانت. حققت قوات الاتحاد نصرا حاسما في معركة فايف فوركس في 1 أبريل، مما اضطر لي لإجلاء بطرسبرج وريتشموند. سقطت العاصمة الكونفدرالية المؤلفة من الجنود السود على يد الفيلق الخامس والعشرين من قوات الاتحاد. أما باقى الوحدات الكونفدرالية فرت غربا، وبعد هزيمة لى في معركة خليج سايلر أيقن أن استمرار القتال ضد الولايات المتحدة أصبح مستحيلا من الناحية التكتيكية والمنطقية.


[IMG]http://www.neatorama.com/wp-*******/uploads/2011/01/ConfederateArmyPhoto.jpg[/IMG]


استسلام الكونفدرالية

يوم 9 أبريل 1865، سلم لي جيشه في بيت ماكلين بوادى محكمة أبوماتوكس. في بادرة غير تقليدية، وكدليل على احترام جرانت ونظرا لعودة الكونفدرالية إلى الاتحاد سلميا، سمح للى بالاحتفاظ بسيفه وحصانه، ترافلر. وفي 14 أبريل عام 1865، أطلق الرصاص على الرئيس لينكولن. وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي توفي لينكولن، وعين أندرو جونسون رئيسا.

بدأت الأحداث التي أدت لاستسلام لى مع اعتقال الضباط الرئيسيون ريتشارد إس. إيويل، وريتشارد اتش. اندرسون يوم 6 إبريل، ثم أعقبه هزيمة الكونفيدراليون في معركة سايلرز كريس.في 8 أبريل دمر سلاح الفرسان بجيش الاتحاد بقيادة اللواء جورج ارمسترونغ كستر ثلاثة قطارات إمداد للكونفدرالية في محطة أبوماتوكس، مما أدى إلى استسلام الجنرال لي في اليوم التالي. كما استلم جيش الجنرال سانت جون ريتشاردسون ليديل بعد سقوط التحصينات الكونفدرالية في معركة سبانيش فورت في ولاية ألاباما، في يوم واحد وهو 9 إبريل.

وفى 21 أبريل انحلت الكتيبة الثالثة والأربعون في سلاح فرسان فرجينيا بقيادة جون إس. موسبي الكتيبة 43 بسلاح فرسان فرجينيا وفى 26 إبريل سلم الجنرال جوزيف إي. جونستون قواته لشيرمان في بينيت بليس في دورهام، بكارولينا الشمالية. وخلال 4 و5 أيار / مايو استسلمت الإدارات الكونفدرالية بالاباما ومسيسيبي وإيست لويزيانا ومقاطعة الجولف. يوم 10 مايو، اعتقل الرئيس الكونفدرالي واستسلمت إدارة ولاية فلوريدا وجورجيا الجنوبية في نفس اليوم. كما سلم اللواء الكونفيدرالى الجنرال "جيف" ميريويذر طومسون لواءه في اليوم التالي، وفى اليوم التالى استسلمت قوات شمال جورجيا.

يوم 23 يونيو عام 1865، وقع ستاند واتى اتفاق وقف إطلاق النار مع ممثلي الاتحاد في فورت توسون بمنطقة شوكتاو نيشنز بإقليم ولاية أوكلاهوما ،، ليصبح اّخر جنرال كونفدراليى يتنحى من ساحة المعركة. وكانت السفينة الكونفدرالية سى إس إس شيناندوا اّخر من استسلم، يوم 6 نوفمبر عام 1865، في ليفربول، بانكلترا. دل هذا الاستسلام على انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الرق خلال الحرب

في بداية الحرب ظن بعض قادة الاتحاد أنه كان من المفترض إعادة العبيد الفارين لأسيادهم. بحلول عام 1862، أصبح من الواضح أن هذه الحرب ستكون طويلة، وعندها ظهر السؤال عما يجب القيام به بشأن ما يجب القيام به بشأن العبودية. نظرا لأن الوضع الاقتصادى والعسكري في الجنوب يعتمد على العمل بالسخرة. وأصبح من غير المعقول حماية تجارة الرق في حين فرض حصار على الاقتصاد الجنوبي وتدمير الإنتاج. كما قال أحد أعضاءالكونغرس أن قضية العبيد لا يمكن أن تكون على الحياد. فالعمال إن لم يكونو جنودا، سيكونوا حلفاء متمردين، أو حلفاء الاتحاد. ضغط عضو الكونغرس بنفسه وزملائه الجمهوريون الراديكاليون على لينكولن لتحرير العبيد سريعا، في حين أن الجمهوريين المعتدلين تقبلوا ذلك تدريجيا، لتعويض التحرر والاستعمار. عارض كل من ذوى الرؤوس النحاسية، والولايات الحدودية، وديمقراطيو الحرب التحرير، على الرغم من أن الولايات الحدودية وديمقراطيو الحرب في نهاية المطاف قبلوا به كجزء من الحرب الشاملة اللازمة لإنقاذ الاتحاد.

في عام 1861، أ لينكولن عن مخاوفه من أى محاولات سابقة لأوانها في التحرر من شأنها أن تعني فقدان الولايات الحدودية، كما أن "فقدان كنتاكي كفقدان المعركة بأكملها." في البداية، قام لينكولن بمحاولات للتحرير قام بها وزير الحرب سايمون كاميرون والجنرال جون سي. فريمونت (في ولاية ميسوري) والجنرال ديفيد هانتر (في ولاية كارولينا الجنوبية وجورجيا وفلوريدا) من أجل الحفاظ على ولاء الولايات الحدودية وديمقراطيو الحرب.

حذر لينكولن الولايات الحدودية من ازدياد الطابع الراديكالى للتحرر إذا ما رفضت خطته التدريجية التي تقوم على أساس تعويض التحرر والاستعمار التطوعي. مقاطعة كولومبيا هي الوحيدة التي قبلت خطة لينكولن التدريجية، وأعلن لينكولن تحرير العبيد يوم 21 يوليو 1862. طلب وزير الخارجية ويليام سيوارد من لينكولن انتظار النصر قبل إصدار إعلان، حيث أن القيام بغير ذلك من شأنه أن يبدو وكأنه "اّخر محاولة للتراجع". سنحت هذه الفرصة في سبتمبر 1862 في معركة أنتيتام، وما تلاها من مؤتمر مسئولى الحرب الذي قدم دعما إضافيا للإعلان. كما نشر لينكولن رسالة لتشجيع الدول الحدودية على قبول التحرر باعتباره ضرورة لإنقاذ الاتحاد. قال لينكولن في وقت لاحق أن الرق كان " سبب الحرب". أصدر لنكولن تقريره المبدئى لإعلان تحرير العبيد في 22 سبتمبر 1862، وتقريره النهائي في 1 يناير 1863. أوضح لنكولن وجهة نظره في رسالته إلى هودجز "إن لم يكن الرق خطأ، فلا يوجد شيء اّخر خطأ... وحتى الآن لم يسبق لي فهم أن الرئاسة المخولة لى هي حق للتصرف غير المقيد للعمل رسميا بناء على هذا الحكم والشعور... وأزعم أنه لا توجد أحداث سيطرت عليها، ولكن أعترف بصراحة بأن الأحداث هي التي سيطرت علي.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نظرا لأن إعلان تحرير العبيد استند على صلاحيات روؤساء الحرب، فشملت الحرب الأراضي التي يسيطر عليها الكونفيدراليون في ذلك الوقت. ومع ذلك، أصبح الإعلان رمزا للالتزام المتنامي للاتحاد لإضافة التحرر إلى تعريف الاتحاد للحرية. كما لعب لينكولن دورا رائدا في حمل الكونغرس على التصويت على التعديل الثالث عشر، الذي جعل التحرر شاملا ودائما.

لم ينتظر العبيد الأميركيون الأفارقة إجراء لينكولن، إنما لاذو بالفرار سعيا للحرية خارج الاتحاد. هرب مئات الآلاف من الأميركيين الأفارقة إلى الاتحاد منذ السنوات الأولى للحرب، وخصوصا في المناطق المحتلة مثل ناشفيل، ونورفولك وهامبتون رودز في عام 1862، وتينيسي منذ 1862 حتى مسيرة شيرمان، إلخ. كما فر العديد منهم إلى حدود الاتحاد حيث بنى لهم القادة مخيمات ومدارس تعلم فيها كل من الكبار والأطفال القراءة والكتابة. كما أرسلت الرابطة التبشيرية الأمريكية معلمين إلى المخيمات الجنوبية المهربة، وكذلك أنشئت مدارس في نورفولك والمستعمرات القريبة منها. بالإضافة إلى ذلك، عمل ما يقرب من 200،000 إفريقي-أمريكي جنودا وبحارة مع قوات الاتحاد. معظم هؤلاء كانوا عبيد فارين.

استعبد الكونفيدراليون جنود الاتحاد السود، وكان الجنود السود هم الذين قتلوا بالرصاص عندما كانوا يحاولون الاستسلام في مذبحة فورت بيلو. وأدى هذا إلى انهيار برنامج تبادل الاسرى وزيادة معسكرات الاعتقال مثل سجن اندرسون في جورجيا، حيث مات ما يقرب من 13،000 أسير من جيش الاتحاد من الجوع والمرض.

وعلى الرغم من تناقص القوة البشرية في الجنوب، حتى عام 1865، كان معظم القادة الجنوبيون يعارضون تسليح العبيد كجنود. وكانوا يستخدمونهم كعمال لدعم المجهود الحربي. كما قال هويل كوب "إن صلح العبيد كجنود، فنظريتنا بأكملها عن العبودية خاطئة". جادل كل من الجنرال باتريك كليبورن والجنرال وروبرت لي بشأن تسليح السود في أواخر الحرب، بينما اقتنع جيفرسون ديفيس في النهاية بدعم خطط تسليح العبيد لتجنب الهزيمة العسكرية. كما أمكن تنفيذ الاستسلام الكونفدرالي في أبوماتوكس قبل هذه الخطة.

أضاع إعلان تحرير العبيد أمل الكونفدراليين في الحصول على مساعدات من بريطانيا أو فرنسا. نجح نهج لينكولن المعتدل في السيطرة على ولايات الحدود، بينما ما زال ديمقراطيو الحرب والعبيد المحررون يتقاتلون من أجل اللاتحاد. إن الولايات الحدودية التي يسيطر عليها الاتحاد هي: (ولاية كنتاكي، ميزوري، ماريلاند، ديلاور، وفرجينيا الغربية) حيث لم يشملها إعلان تحرير العبيد. ألغت جميع هذه الولايات العبودية من تلقاء نفسها، ما عدا ولاية كنتاكي وديلاوير. أفرج إعلان تحرير العبيد عن الغالبية العظمى من العبيد التي بلغت 4 ملايين عبد، كما تحركت جيوش الاتحاد ناحية الجنوب. التعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة الأمريكية في 6 ديسمبر 1865، تم التصديق على التعديل الثالث عشر، وأخيرا تم تحرير العبيد المتبقين في ولاية كنتاكي وديلاور، ونيوجيرسي، والذين وصلت أعدادهم إلي 225،000 في كنتاكي و1،800 في ديلاور، و18 في نيو جيرسي اعتبارا من عام 1860.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إن دخول بريطانيا وفرنسا في الحرب نيابة عن الكونفدرالية سيزيد فرصة الجنوب جدا في الاستقلال عن الاتحاد. عمل الاتحاد بقيادة لينكولن ووزير الخارجية ويليام سيوارد على عرقلة هذا، وهدد بشن حرب إذا اعترفت أي بلد بوجود الولايات الكونفدرالية الأمريكية رسميا (وبالتالى لم يفعله أحد). في عام 1861، حظر الجنوبيون شحنات القطن، على أمل أن يتسبب ذلك في كساد اقتصادي في أوروبا فتضطر بريطانيا لدخول الحرب من أجل الحصول على القطن. أثبتت خطة القطن فشلها، حيث أن أوروبا لديها فائض من القطن، في حين أن فشل محاصيل 1860-62 في أوروبا أكسب صادرات الشمال من الحبوب أهمية كبيرة. كان يقال أن "تجارة الذرة أقوى من تجارة القطن"، حيث أن حبوب الولايات المتحدة تتراوح بين الربع إلى النصف تقريبا من واردات بريطانيا.

عندما واجهت بريطانيا نقصا في القطن، حل محله مؤقتا زيادة الزراعة في مصر والهند. وفي الوقت نفسه، خلقت الحرب فرص العمل لشركات تصنيع الأسلحة، وعمال الحديد، والسفن البريطانية لنقل الأسلحة.

أثبت تشارلز فرانسيس آدمز مهارته بصفة خاصة كوزير إلى بريطانيا من أجل الولايات المتحدة ولم ترغب بريطانيا في تحدي الحصار بجرأة. اشترت الكونفدرالية عدة سفن حربية من بناة السفن التجارية في بريطانيا. كان من أكثرها شهرة، سى إس إس ألاباما، والتي لحق بها ضررا كبيرا وأدت إلى نزاعات ما بعد الحرب خطيرة. بيد أن الرأي العام ضد العبودية خلق مسؤولية سياسية للسياسيين الأوروبيين، وخاصة في بريطانيا. لاح شبح الحرب في أواخر عام 1861 بين الولايات المتحدة وبريطانيا حول قضية ترينت، حيث اتهم جنود من البحرية الأمريكية يعملون على باخرة بريد بريطانية باعتقال اثنين من الدبلوماسيين الكونفدراليين. ومع ذلك، تمكنت لندن وواشنطن من التغلب على المشكلة بعد إفراج لينكولن عن الاثنين.

في عام 1862، اعتبرت بريطانيا وسيطا، وإن كان مثل هذا العرض من شأنه المخاطرة بحرب مع الولايات المتحدة بقيادة اللورد بالمرستون الذي قيل أنه قرأ كوخ العم توم ثلاث مرات عند البت في هذا الأمر. لكن فوز الاتحاد في معركة أنتيتام دفعهم إلى تأجيل هذا القرار. كما عزز إعلان تحرير العبيد المسؤولية السياسية لدعم الكونفيدرالية. على الرغم من التعاطف مع الكونفدرالية، إلا أن استيلاء فرنسا على المكسيك ردعهم في نهاية المطاف عن الحرب مع الاتحاد. أما العروض الكونفدرالية في أواخر الحرب لإنهاء الرق في مقابل الاعتراف الدبلوماسي لم تنظر فيها لندن أو باريس بجدية.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بعد الانتصار

تناقش المؤرخون عما إذا كانت الكونفدرالية قد انتصرت في الحرب. أكد معظم العلماء على أن الاتحاد كان لديه مزايا طويلة الأجل لا يمكن التغلب عليها أكثر من الكونفدرالية من حيث القوة الصناعية والسكانية. أما الكونفدراليون، يجادلون، ويؤخرون الهزيمة فقط. وقد عبر المؤرخ الجنوبى شيلبي فوت عن وجهة نظره بإيجاز قائلا: "أعتقد أن الشمال خاض الحرب بيد واحدة وراء ظهره...أما إذا كان هناك مزيد من الانتصارات الجنوبية، وأكثر بكثير، لكان الشمال استخدم يده الأخرى التي كانت خلف ظهره. لا أعتقد أن الجنوب كان لديه أى فرصة لكسب تلك الحرب.سعت الكونفدرالية للحصول على الاستقلال خلال عهد لينكولن، ولكن بعد سقوط اتلانتا وهزيمة لينكولن لماكليلان في انتخابات عام 1864، انتهى أى أمل في تحقيق انتصار سياسي للجنوب. وهنا نجح لينكولن في الحصول على دعم الدول الحدودية، ودبموقراطيو الحرب، والعبيد المحررين وكذلك بريطانيا وفرنسا. وحين تمكن من هزيمة الديمقراطيين ومكليلان، هزم أيضا ذوى الرؤوس النحاسية. كما وجد لينكولن القادة العسكريين مثل جرانت وشيرمان الذين سيستغلون التفوق العددي لجيوش الاتحاد في المعركة ضد الجيوش الكونفدرالية. انتصر في الحرب الجنرالات الذين لم يتورعو عن سفك الدماء، واعتبارا من نهاية عام 1864 وما بعده لم يعد هناك أمل للجنوب.

من ناحية أخرى قال جيمس ماكفرسون أن تفوق الشمال من ناحية السكان والموارد جعلت فوزه مرجح، ولكن لا مفر منه. لم تكن الكونفدرالية في حاجة لغزو وسيطرة على أراض العدو من أجل الفوز، ولكن فقط كانت في حاجة لخوض حرب دفاعية لإقناع الشمال بأن تكلفة الفوز كانت كبيرة جدا. أما الشمال فكان بحاجة لقهر وسيطرة على مساحات شاسعة من أراضي العدو، وهزيمة الجيوش الكونفدرالية من أجل الفوز.

كان من المهم أيضا بلاغة لينكولن في توضيح الغرض الوطني، وكذلك مهارته في إبقاء الولايات الحدودية مرتبطة بالاتحاد. على الرغم من أن نهج لينكولن نحو التحرر كان بطيئا، إلا أن إعلان تحرير العبيد كان استخداما فعالا لصلاحيات الرئيس أثناء الحرب.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



اقتصاد أكثر الشمال الصناعية ساعد في إنتاج الأسلحة والذخائر والإمدادات، فضلا عن الشؤون المالية، والنقل. ويبين الجدول ميزة نسبية للاتحاد على مدى الولايات الكونفدرالية الأمريكية (وكالة الفضاء الكندية) في بداية الحرب. اتسعت المزايا بسرعة خلال الحرب، حيث نما الاقتصاد الشمالي، في حين تقلصت الأراضي الكونفدرالية وضعف اقتصادها. وبلغ عدد سكان الاتحاد 22 مليون نسمة مقابل 9 ملايين في الجنوب عام 1861، واشتمل سكان الجنوب على أكثر من 3.5 مليون من العبيد وحوالي 5.5 مليون من البيض، وبالتالي تزايد عدد سكان الجنوب من البيض بنسبة أكثر من أربع إلى واحد مقارنة بالشمال. زاد التفاوت حيث سيطر الاتحاد على المزيد والمزيد من الأراضي الجنوبية باستخدام الحاميات، وقطع الطرق عبر المسيسبي في الأجزاء الكونفدرالية. في البداية هيمن الاتحاد على أكثر من 80 ٪ من السفن والبواخر والزوارق النهرية والبحرية. ويضاف لذلك برنامج ضخم لبناء السفن. هذا ما مكن الاتحاد من السيطرة على الأنهار وفرض الحصار على الساحل الجنوبي بأكمله. وجود سكك حديدية ممتازة بين مدن الاتحاد وفر حركة سريعة ورخيصة للقوات والإمدادات. وعلى النقيض كان النقل أبطأ بكثير وأكثر صعوبة في الجنوب الذي لم يتمكن من زيادة نظام السكك الحديدية، ولا إصلاح الأضرار، ولا حتى إجراء صيانة روتينية. فشل ديفيز في الحفاظ على علاقات إيجابية ومثمرة مع حكام الولايات (وخصوصا جوزيف إي براون حاكم جورجيا، وزيبيولون فانس بيرد حاكم كارولينا الشمالية) ضر بقدرته على الاستفادة من الموارد الإقليمية. الأضرار التي ألحقتها مشكلة تجارة القطن في الولايات الكونفدرالية بالاقتصاد العالمي أدت إلى علاقات دبلوماسية سيئة، مثل رفض شحن الأقطان قبل بداية الحصار. مكن إعلان تحرير العبيد الأمريكيين من أصل أفريقي، سواء من السود الأحرار، أو من العبيد الفارين، من الانضمام إلى جيش الاتحاد. تطوع حوالي 190،000 شخص، لتعزيز استغلال التفوق العددي الذي تمتعت به جيوش الاتحاد عن الجيوش لكونفدرالية، الذين لا يجرؤون على مضاهاة ما يعادل القوى البشرية بسبب الخوف من تقويض شرعية الرق. غالبا ما يقوم العبيد المحررون بواجبات الحامية، وخاضوا معارك عديدة في 1864-1865. كما أنضم أعداد كبيرة من المهاجرين الأوروبيين إلى جيش الاتحاد، منهم 177،000 ولدوا في ألمانيا و144،000 ولدوا في ايرلندا.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اعادة الإعمار

اتفق القادة الشماليون على أن الانتصار يتطلب أكثر من انتهاء القتال. فلابد من تحقيق هدفى الحرب: كان لا بد من الانفصال تماما، والقضاء على جميع أشكال الرق. لكنهم اختلفوا كثيرا على معايير تحقيق هذه الأهداف. كما اختلفوا على درجة السيطرة الفدرالية التي يجب أن تفرض على الجنوب، وكذلك إعادة دمج الولايات الجنوبية في الاتحاد.

إعادة الإعمار، والتي بدأت في وقت مبكر من الحرب وانتهت في عام 1877، كانت تنطوي على سلسلة معقدة وسريعة من التغيرات في سياسات الولاية والاتحاد. ظهرت النتائج على المدى الطويل في ثلاثة تعديلات لإعادة الإعمار في الدستور: التعديل الثالث عشر، والذي ألغى الرق والعبودية؛ والتعديل الرابع عشر، الذي مدد الحماية الفدرالية القانونية للمواطنين على قدم المساواة بغض النظر عن العرق، والتعديل الخامس عشر، والذي ألغى القيود العنصرية على التصويت. انتهى إعادة الإعمار في مختلف الدول في أوقات مختلفة، والثلاثة الأخيرة بتسوية عام 1877.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


النتائج
نصب تذكاري تكريما للجيش الجمهوري العظيم، الذي نظم بعد الحرب.

انتهت العبودية فعليا في الولايات المتحدة في ربيع عام 1865 عندما استسلمت الجيوش الكونفدرالية. أفرج إعلان تحرير العبيد عن جميع العبيد في الكونفدرالية، والذي نص على أن العبيد في المناطق الكونفدرالية أحرارا. كما أفرج عن العبيد في الولايات الحدودية والأجزاء التي يسيطر عليها الاتحاد بقانون الولاية (في 6 ديسمبر، 1865) بالتعديل الثالث عشر. الاستعادة الكاملة للاتحاد نتجت عن العمل لحقبة مستمرة ما بعد الحرب عرفت باسم إعادة الإعمار. ننتج عن الحرب حوالى 1،030،000 من الضحايا (3 % من السكان)، بينهم حوالي 620،000 حالة وفاة (أى الثلثين) بسبب المرض. ساوى عدد القتلى الأميركيين في هذه الحرب عدد القتلى في كل حروب الولايات المتحدة الأميركية مجتمعة. إن الأسباب التي أدت إلى الحرب، ونتائجها، وحتى اسمها لا تزال من مواضيع الخلاف حتى اليوم. وخلال الفترة 1861-1865 كان قد أفرج عن 4 ملايين من العبيد السود. وحسب الإحصاءات الرسمية للسكان في عام 1860، فإن هناك حوالي 8% من الذكور البيض ممن تتراوح أعمارهم ما بين 13 عاما و43 عاما ماتوا في تلك الحرب، وكذلك حوالي 6% في منطقة الولايات الشمالية ونسبة كبيرة قُدِرَت بـ 18% في منطقة الولايات الجنوبية. كان هناك سببا واحدا للعدد الكبير من القتلى خلال الحرب وهو استخدام تكتيكات نابليون مثل الرسوم. مع استخدام أنواع من البنادق السريعة، وكرة مينى (استخدمها جيش الاتحاد قرب نهاية الحرب ) والأسلحة النارية مثل بندقية سبنسر وعدد قليل من بنادق جاتلينج التجريبية، هلك بسببها العديد من الجنود.نتج عن ذلك حرب الخنادق، وهو تكتيك استخدم كثيرا خلال الحرب العالمية الأولى.


 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس