عرض مشاركة واحدة

قديم 01-04-10, 07:35 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الأطراف المتحاربـــة


14.القوات المهاجمة على روسيا. هي القوات الألمانية والأيطالية والرومانية بقيادة هتلــر
والمكونة من الجيوش التالية:
أ. الجيش السادس.
ب. الجيش الثالث والرابع الروماني
جـ. الجيش المدرع الرابع.
د. الجيش الثانـــــــي.
هـ. الجيش الثامن الأيطالي.

15. القوات المدافعة عن ستالينجراد . وهي قوات الأتحاد السوفيتي (الجيش الأحمر).

منطقة العمليات وأثرها على الطرفين

16. كانت منطقة العمليات حول ستالينجراد سهلاً منبسطاً مترامي الأطراف , تمتاز المنطقة بمرور نهري الدون والفولغا حيث يمر نهر الدون من جهة الشمال الغربي بأتجاه الجنوب ويصب في البحر الأسود , أما نهر الفولغا فأنه يمر من جهة الشمال الشرقي لمدينة ستالينجراد ويصب في بحر قزوين , وتكثر في المدينة المباني السكنية والمصانع والطرق الضيقة.

17. تخللت منطقة العمليات فجوات عميقة تراكمت فوقها الثلوج في الأيام القارسة في شهر ديسمبر1942م وبسطت فوقها طبقة غليضة من الجليد كانت تنهار تحت وطأة القنابل المتساقطة عليها فلا تلبث أن ترتفع منها ألسنة النيران التي تمسك بالدبابات الألمانية المختبئة.

18. كانت طبقة الثلج على الطرقات سميكة لدرجة جعلتها تبلغ بطون الخيول , وكان على الفرق المقاتلة أن تنظف طوال النهار الطرق التي ستسلكها آليات القوات الألمانية خلال الليلية التالية وكانت درجة الحرارة تصل الى 28 درجة مئوية تحت الصفر.

19. الشتاء كان سبباً في دمار سلاح الطيران الألماني الذي أستخدم لإمداد المواقع المعزولة بسبب تقدم القوات الروسية على مجنبات الجيوش الألمانية , حيث كان الفيلق يستهلك 200 طن من الإمدادات المختلفة يومياً الأمر الذي تطلب أستخدام 100 طائرة نقل في اليوم ووصلت الى 350 طائرة في يوم واحد لتموين الفيلق ذاته في بعض الأحيان , كما أدى سوء الطقس الى خسارة عدد من الطائرات أيضاً.

20. أن أستخدام الطائرات لتموين وإمداد جميع القطاعات الألمانية المعزولة على جبهة عريضة جداً أدى في نهاية الأمر الى إنهاك سلاح الطيران الألماني بشكل مميت.

21. أثر الشتاء على سير الهجوم في 1941-1942م في روسيا لعدم توفر الملابس والمهمات المناسبة لدى القوات الألمانية وكانت نتائج فصل الشتاء على الألمان قاسية حيث كانوا يحسون بتوتر عنيف من جراء إزعاج الروس الذين كانوا يهاجمون مجنباتهم ويهددون مواقعهم وخطوط موا صلاتهم , والحق البرد عدة خسائر واضرار تفوق ما الحقته الهجمات الروسية وكان سبباً في تدمير معنويات الجنود الألمان بينما كان الروس في خط أفضل.

22. لقد كان طول الجبهة التي أحتلتها القوات الألمانية تزيد من تعب القطاعات حيث بلغ متوسط عرض جبهة القتال للفرق من 30 -40 كيلومتر وبعرض 15 -20 كيلومتر.

23. أستفاد الروس من شهر أغسطس ليتمركزوا بقوة على الضفة الأخرى لنهر الدون
من فور وينج وبأتجاه الجنوب الشرقي وقاموا ببعض عمليات الأستطلاع القصيرة العنيفة ضد الخطوط الألمانية الممتدة على طول النهر.

24. أستفاد الروس من الطبيعة الصعبة التي يتسم بها قتال الشوارع حيث دار القتال من شارع لشارع ومن مبنى لمبنى واستطاعوا من أستغلال هذا النوع من القتال الذي لم تستطع القوات الألمانية محاربتهم فيه وذلك لأن الروس أدرى بمداخل ومخارج المدينة كما كان الأهالي يدعمونهم بكل مالديهم من قوة وكانوا يقتلون الجنود الألمان بكل شيْ.

25. مما لاشك فيه بان عوامل الطقس وطبيعة الأرض قد كان لها أثر على مجريات معركة ستالينجراد على كل الطرفين حيث كان من الصعب قيادة المركبات والآليات والدبابات في بعض المناطق المحيطة بالمدينة خلال أشهر الشتاء القارسة وكان تراكم الثلوج يحد من حركتها, أن نقل الإمدادات كان صعب وخطوطها كانت أيضاً في حالة لاتحسد عليها وهذا ما حذا بالقوات الألمانية من أستخدام سلاح الطيران لنقل الإمدادات وخصوصاً للقوات المعزولة التي تحاصرها الجيوش الروسية.

26. أما على مستوى الأفراد فلقد أخذ التعب والبرد الشديد مأخذه منهم خصوصاً القوات الألمانية حيث أنتشرت بين صفوفهم حمى التيفوس والدوسنتاريا والذين فتكا بالآلاف منهم , أما على الجانب الروسي فالحال أفضل حيث أنهم معتادون على هذا الطقس كما أن أستجلاب العديد من القوات من سيبرياء ساعد بلاشك في التغلب على هذه المشكلة.

مقارنة القوى بن الطرفين

27. شقت الفرق الألمانية طريقها عبر الحدود الروسية في فجر يوم 21يونيو1941م وأخذت تزحف في ثلاثة محاور مختلفة , حيث تكللت هذه الحملة في بدايتها بنجاج مذهل لم يسبق له مثيل , فلقد أقتربت القوات الألمانية الغازية من مدينة ستاليتجراد ووصلت مشارف موسكو و كما تمكنت القوات الألمانية من الأستيلاء على مدينة كييف عاصمة اوكرانيا وكانت هذه القوات منظمة في ثلاث محاور هي:

أ. محور ستالينجراد.
ب. محور موسكـو.
جـ. محور أوكرانيـا.

28. أطلق على هذه الحملة الأسم الكودي " عملية الزرقاء" ويتم تنفيذ العملية بواسطة مجموعتي جيوش رئيسية هما:
أ. مجموعة الجيوش (أ). وكانت تتكون من الجيش السابع عشر , وجيش المدرعات الأول وكانت مهمة هذه المجموعة هي إخضاع القوقاز الغنية بالنفظ والذي كان هتلر يرغب في أحتلالها من أجل الحصول على الوقود اللازم لتسيير دفة الحرب بسبب نقص هذه السلعة مع القوات المندفعة في الأراضي الروسية.
ب. مجموعة الجيوش (ب). وكانت تتألف من الجيش السادس بقيادة الجنرال فون باولوسو والجيش المدرع الرابع بقيادة الجنرال هوث , والجيش الثاني بقيادة الجنرال فابلس , وكان على هذه المجموعة أحتلال مدينة ستالينجراد , ولقد ألحق مع هاتين المجموعتين من أجل معاونتها قوات مجرية وايطالية ورومانية , كما كان الجيش الروماني الرابع يقف في المعاونة في شبة جزيرة القرم , كما قـام هتلـر بـإرسال الجيش المـدرع الرابـع لمساعـدة الجيش المـــدرع الأول فـي يــوم 17 يوليو1941م وكان ذلك سببا في أن الجيش السادس أصبح منفرداً وهو يتقدم نحو محور ستالينجراد.

29. كـان الأسطول الجوي الرابــع الألماني يتكــون من فيلقين وكـــان عدد

الطائرات 164طائرة مهمتها تأمين الدعم الجوي لمجموعتي الجيوش في المحاور الثلاثة إذ حشدت القوات الألمانية في المنطقة الممتدة من مدينة كورسك حتى مدينة تاغاناروغ ما مجموعة900 ألف جندي وضابط مع 1260 دبابة واكثر من 17 ألف مدفع وقاذف و 1640 طائرة قتال وكانت هذه القوات تمثل حــوالي 50% من مجموع الوحدات المدرعــة والآلية الألمانية التي كانت موجودة على الجبهة السوفيتية والألمانية وتمثل 35% من قطاعات المشاة.

30. أمام هذه القوات كانت تقف القوات الروسية في الطرف المقابل لجبهة بريـــانسك
جنوب - غرب وجبهة الجنوب وتضم قوى هذه الجبهات الثلاث 655 ألف مقاتل مع 740 دبابة و 14200 مدفع وقاذف وأكثر من ألف طائرة قتال , والملحق (أ) بين مقارنة القوى.

سير المعركــة

31. في يــوم 22 يوليو 1942, قام الجيش 17 والجيش المدرع الأول (يعززهما الجيش الرابع ), بالهجوم على تقاطع السكة الحديدية الحيوي عند روستوف واستولى عليها , وفي أثناء ذلك , كان الجيش السادس يشق طريقة بثبات غرباً في أتجاه ستالينجراد الى أن وصل الى ضيقة نهر الدون عند كريمنسكايا يوم 24 يوليو , وبذلك كان الموقف في نهاية شهر يوليو كالأتي:
أ. في الجنوب كان الجيش 17 و الجيش الروماني الرابع يتحركان نحو نوفوروسك وتوابز.
ب. كان الجيش المدرع الأول يتقدم نحو خط مياكوب - فورشيلوفسك.
جـ. أما الجيش المدرع الرابع فقد وصل الى بروليتارسكايا على خط السكة الحديدية بين نوفوروسك وستالينجراد , ولكن الجيش السادس أوقف لتوه غربي كالاش و لنقص الذخيرة والوقود.

32. هنا قرر هتلر أن يلقي بكل ثقله للأستيلاء على ستالينجراد وصدرت الأوامر إلى الجيش المدرع الرابع بالعودة شمالاً على طول خط السكة الحديدية نوفوروسسك - ستالينجراد وفي يوم 23 أغسطس أحتل كولنيكوفو , وفي هذه الأثناء كان الجيش السادس قد عبر نهر الدون , وأستولى على كالاش , وبدأ مسيرته النهائية نحو ستالينجراد وفي يوم 23 أغسطس وصل إلى مشارف المدينة , وأقفل الثغرة التي كانت بين نهري الفولغا والدون , وفي يوم 2 سبتمبر تلقى فون باولوس أمراً من هتلر بالإستيلاء على ستالينجراد بالأقتحام يوم 15 سبتمبر 1942م.

33. بدأت عملية أقتحام الألمان للمدينة بيوم 15 سبتمبر 1942م وفي يوم 26 منه , تمكن الجيش السادس من اقتحام منطقة المصانع الواقعة في القطاع الشمالي من المدينة , وتلت ذلك وقفة قصيرة وفي يوم 4أكتوبر شق الجيش السادس طريقة الى الأمام , وكان القتال يدور بشراسة من شارع الى شارع ومن منزل الى منزل وكان الأهالي يبدون مقاومة جنونية , وكان العمال يتدفقون من المصانع ليقاتلوا الألمان بالمعاول وبعد 10 أيام أمر هتلر بتدمير المدينة بالمدفعية وكان ستالين يتمسك بتلك المدينة التي تحمل إسمه , ومع ذلك ففي 09 نوفمبر أعلن هتلر " أنه لن يتخلى عن ياردة مربعة من الأرض" وفي منتصف نوفمبر , كان الموقف كالأتي:
أ. كان الجيش السادس داخل ستالينجراد.
ب. أما الجيش المدرع فقد أصيب بخسائر فادحة وانسحب إلى كوتلنيكوفو.
جـ. كان الجيش الروماني الرابع متمسكاً بتلال ارجيني والجيش الروماني الثالث متمركزاً غربي كليتسكايا.
د. وفي جهة الشمال كانت الجيوش الإيطالية والمجرية تمتد مواقعها إلى منطقة فورنيز كما أتصلت بالجيش الألماني الثاني.

34. بالرغم من التقدم الهائل الذي حققه الألمان , الا إن الوقت لم يكون في جانبهم كان المارشال زوكوف يجمع موارد سيبريا الهائلة من الأيدي العاملة , وفي 2 نوفمبر أكدت المخابرات الألمانية أن الروس كانوا يقيمون كباري على نهر الدون , وكان المعنى الوحيد لذلك هو أعتزامهم القيام بهجوم مضاد , وفي 19 نوفمبر كان الهجوم قـــد بدأ وكان الهدف منه أختراق الحصار على ستالينجراد من الشمال والجنوب , ثم الأنتشار نحو كالاش , وفي هذه الحالة يتم حصار الجيوش الألمانية المتقدمة حصاراً تاما , وفي يومي 19 و 20 نوفمبر تمكن الروس أختراق صفوف الجيشين الثالث والرابع الرومانيين , وفي 22 نوفمبر أتصلت الجيوش الروسية عند كالاش طبقاً للخطة وعندئذ اصبح فون باولوس معزولا داخل ستالينجراد , ومن المؤكد أنه يستطيع أن ينفذ بقواته ولكن هتلر أمره في 24 نوفمبر بالصمود وأطلق على جيشه أسم (قلعة ستالينجراد).

35. كانت خطة هتلر ترمي إلى أختراق الخط الجديد للروس وإعادة إنشاء جبهة ستالينجراد , وفي يوم 22 نوفمبر بعث بفون مانشتان ليتولى قيادة " مجموعة جيوش الدون" التي كانت تتكون من " قلعة ستالينجراد" والجيش المدرع الرابع والجيش الثالث والجيش الرابع الروماني , ولقد قام فون مانشتاين بالهجوم يوم 12سبتمبر ,وفي يوم 21 منه كان يبعد 48 كيلو متر عن ستالينجراد , وأنذر فون باولوس بأن يستعد للخروج من الحصار خلال 24 ساعة , ولكن فون باولوس رفض تنفيذ هذا الأمر , وأدعى بأن ما لديه من وقود لايكفيه للسير أكثر من 32 كيلومتراً , إلا أن الحقيقة هي أنه كان ينتظر أوامره المباشرة من هتلر وكانت السرعة ضرورية إذ أن موقف فون مانشتاين أصبح محرجاً.

36. كان متبقي من الجيش الثالث الروماني , والتي كانت منتشرة على طوال نهـر الدون والسير الى الجنوب من فيشنسكال والتي قد إنهارت يوم 17 ديسمبر 1942م , وفي يوم 19 ديسمبر من نفس العام أخترقت خطوط الإيطاليين , وأصبح فون مانشتاين مهدداً بالتطويق وفي 24 منه أخذ ينسحب مسرعاً نحو الغرب , وبموافقة هتلر قامت مجموعة الجيوش (أ) بإخلاء منطقة القوقاز , وتراجعت عبر الدون يوم 22 يناير 1943م , وهنا كانت جبهة الدون الألمانية برمتها قد تداعت , وشقت في خطوطها ثغرة طولها 320كيلومتر, بين فوروشيلو فجراد وفورونيز .

37.أما داخل ستالينجراد حيث كانت درجة الحرارة 28 درجة مئوية تحت الصفر , وكانت حمى التيفوس والدوسنتاريا تفتكان بالآلاف من الألمان , وفي منتصف يناير أبلغ فون باولوس هتلر بأن قواته لم تستطيع الاحتمال , وكان الرد "التسليم مستحيل وأن الجيش السادس سوف يؤدي واجبه التاريخي في ستالينجراد حتى أخر رجل " , وفي يناير أستولى الروس على أخر مطار للألمان في المنطقة وفقد الجيش السادس الأتصال بالعالم الخارجي , وفي 31 يناير منح فون باولس رتبة فيلد مارشال وفي نفس اليوم أذاع الجيش أخر رسائله وكان نصها :" أن الروس أمام محطة الفحم ونحن جارون تدميرها".

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس