عرض مشاركة واحدة

قديم 19-03-09, 12:01 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي حرب الثلاثين عاماً



 

حرب الثلاثين عاما

هي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي 1618 و 1648 م ، وقعت معاركها بدايةً و بشكل عام في أراضي أوروبا الوسطى (خاصة أراضي ألمانيا الحالية) العائدة إلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة ، و لكن اشتركت فيها تباعا معظم القوى الأوروبية الموجودة في ذاك العصر فيما عدا إنكلترا و روسيا .

في الجزء الثاني من فترة الحرب امتدت المعارك إلى فرنسا و الأراضي المنخفضة و شمال إيطاليا و كاتالونيا .

خلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجيا طبيعة و دوافع الحرب : فقد اندلعت الحرب في البداية كصراع ديني بين الكاثوليك و البروتستانت و انتهت كصراع سياسي من أجل السيطرة على الدول الأخرى بين فرنسا و النمسا ، بل و يعد السبب الرئيسي في نظر البعض ، ففرنسا الكاثوليكية تحت حكم الكردينال ريشيليو في ذلك الوقت ساندت الجانب البروتستانتي في الحرب لإضعاف منافسيهم آل هابسبورغ لتعزيز موقف فرنسا كقوة أوروبية بارزة ، فزاد هذا من حدة التناحر بينهما ، ما أدى لاحقا إلى حرب مباشرة بين فرنسا و إسبانيا.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إلقاء ممثلي الامبراطور من النافذة في براغ كان شرارة إشعال الحرب و لكنه لم يكن السبب الحقيقي لها

كان الأثر الرئيسي لحرب الثلاثين عاما و التي استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع ، تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء من نهب الجيوش . و انتشرت خلالها المجاعات والأمراض و هلاك العديد من سكان الولايات الألمانية و بشكل أقل حدة الأراضي المنخفضة و إيطاليا ، بينما أُفقرت العديد من القوى المتورطة في الصراع .

استمرت الحرب ثلاثين عاما و لكن الصراعات التي فجرتها ظلت قائمة بدون حل لزمن أطول بكثير. انتهت الحرب بمعاهدة مونستر وهي جزء من صلح فستفاليا الأوسع عام 1648 م .

وخلال الحرب انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪ في المتوسط ؛ و في أراضي براندنبورغ بلغت الخسائر النصف ، في حين أنه في بعض المناطق مات مايقدر بثلثي السكان ، و انخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا . كما انخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث .
و قد دمَّر الجيش السويدي لوحده 2000 القلاع و 18000 قرية و 1500 مدينة في ألمانيا ، أي ثلث عدد جميع المدن الالمانية .

و جاء في موسوعة "قصة الحضارة" تحت عنوان: "إعادة تنظيم ألمانيا (1648-1715 )" : "هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر ونصف مليونا ، وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم. ففي مؤتمر فرانكونيا المنعقد في فبراير 1650 بمدينة نورنبيرغ اتخذوا القرار الآتي:- "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة".

فهرس



1 الأحوال في أوروبا قبل الحرب2 الثورة البوهيمية3 التدخل الدانماركي
الأحوال في أوروبا قبل الحرب

أكد صلح أوغسبورغ (1555م) و الموقّع من الإمبراطور شارل الخامس على نتائج اجتماع شبيير الأول عام 1526 ، و أنهى العنف القائم بين اللوثريين و الكاثوليك في ألمانيا . و نصت بنود الصلح على ما يلي :
  • يختار الأمراء الألمان (225 أمير) ديانة ممالكهم كل حسب اعتقاده (إما لوثرية أو كاثوليكية ، البند المعروف باسم cuius regio, eius religio) .
  • يمكن لكل لوثري يقطن في دولة كنسية (يحكمها أسقف) ممارسة طقوسه الإيمانية .
  • يستطيع اللوثريون الاحتفاظ بالأراضي التي انتزعوها من الكنيسة الكاثوليكية منذ معاهدة صلح باساو عام 1552 م.
  • على الحكام الكنسيون (الأساقفة) في المناطق الخاضعة للكنيسة الكاثوليكية و الذين تحولوا إلى اللوثرية إعادة تسليم أراضيهم (البند المعروف باسم reservatum ecclesiasticum) .
  • من كان يحتل دولة ما أعلنت رسميا عن اختيارها لدين معين لا يستطيع ممارسة دين مخالف لدين لتلك الدولة.
إلا أن العديد من المشاكل ظلت بلا حل : فقد اعتبر الصلح في الواقع مجرد هدنة مؤقتة لا سيما من جانب اللوثريين ، إضافة لذلك بنيت بنود معاهدة على أساس الإنضمام إما إلى المعتقد الكاثوليكي أو اللوثري مستبعدة جميع المعتقدات الأخرى ، بما في ذلك الكالفينية والتي أخذت في الانتشار بسرعة في عدة مناطق من ألمانيا في السنوات التالية و أصبحت القوة الدينية الثالثة في المنطقة و لذا لم يدعم هؤلاء بأي شكل من الأشكال بنود أوغوسبورغ .

في أوائل القرن السابع عشر زادت التوترات السياسية والاقتصادية بين الدول الأوروبية ، فقد فتح عصر الاستكشاف الطريق إلى موارد العالم الجديد ، و انتشرت نظريات جديدة مثل المركنتلية و الاستعمارية و الإمبريالية بين النخب السياسية ، في حين ان النشاطات القومية الأولى بدأت بالظهور في هذا العصر . بالإضافة للأطماع الشخصية و الحسد العائلي .

كانت اسبانيا ترغب بلعب دور حاسم في الإمبراطورية الرومانية المقدسة و مهتمة بالولايات الألمانية حيث أنها كانت تسيطر على هولندا الإسبانية المجاورة لحدود دول ألمانيا الغربية و دول داخل إيطاليا متصلتين برا عبر الطريق الإسباني . ثار الهولنديون ضد السيطرة الإسبانية خلال ستينات القرن القرن السادس عشر ، مما أدى إلى حرب استقلال ممتدة من المتوقع أن تستأنف بانتهاء هدنة السنوات العشر عام 1621 .

شملت الإمبراطورية الرومانية المقدسة ألمانيا الحالية و أجزاء من الأراضي المجاورة ، كانت مقسمة إلى مجموعة دول مستقلة بإمبراطور روماني مقدس بوصفه رئيسا لاتحاد الأمراء .

أحد هؤلاء كانت عائلة هابسبورغ النمساوية (تشمل أيضا بوهيميا و المجر) و كانت القوة الأوروبية الرئيسية و تحكم أكثر من ثمانية ملايين نسمة . كما ضمت الإمبراطورية عدة قوى إقليمية مثل بافاريا و ساكسونيا و براندنبورغ و بالاتينات و هسي و ترير و فورتمبيرغ (تتكون كل منها من 500.000 إلى مليون نسمة). و يكمل الإمبراطورية عدد كبير من الدوقيات الصغيرة مستقلة و المدن الحرة و الأديرة و الأسقفيات و اللورديات الصغيرة (سلطتها أحيانا لا تمتد إلى أكثر من قرية واحدة) . و باستثناء النمسا و ربما بافاريا لم يكن أيا من تلك الكيانات كان قادرا على مستوى السياسات الوطنية ؛ التحالفات بين الدول ذات الصلة العائلية كانت شائعة ، و يعود ذلك جزئيا إلى التقسيم المتكررة من لميراث الحاكم بين مختلف الأبناء .

و كان الصراع السياسي جاريا بين الأمراء الألمان و إمبراطور آل هابسبورغ و الذي أراد للقب إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة ألا يكون صوريا و تراثا عائدا إلى القرون الوسطى بل ممثلا لقوة مؤثرة على الأراضي التابعة "إسميا" للإمبراطورية الرومانية المقدسة ، فارضا سيطرة آل هابسبورغ على كامل ألمانيا منجزا ما فشل فيه تشارلز الخامس .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


هنري الرابع

ردا على ذلك واصل هنري الرابع ملك فرنسا سياسة أسلافه المعادية لآل هابسبورغ ، و التي عزَّزَها احتمال خروج الإسبان منتصرين من حربهم مع هولندا و سقوط ألمانيا تحت سيطرة الإمبراطورية ، فقد يعني هذا سحقها بمحاصرتها من كل الجهات بالأملاك الهابسبورغية ، و فرنسا كانت حريصة على ممارسة سلطتها ضد الدول الألمانية الأضعف ; لقد اجتاز هذا القلق العائلي العقيدة ، و أدى إلى مشاركة فرنسا في الحرب إلى جانب البروتستانت خلافا لمذهبها .

كما أن السويد و الدانمارك كانتا تطمحان للسيطرة دول ألمانيا الشمالية المطلة على بحر البلطيق .
ظل التوتر الديني قويا خلال النصف الثاني القرن السادس عشر ، و أخذ صلح أوغوسبورغ بالانحلال بعدم تسليم العديد من الأساقفة لأسقفياتهم إلى لكاثوليك كما نصت الإتفاقية و كذلك سعى بعض حكام إسبانيا و أوروبا الشرقية لاسترجاع نفوذ الكاثوليك في المنطقة . و يتضح ذلك من خلال حرب كولونيا (1582–1583) عندما تحول الأمير الأسقف لمدينة كولونيا إلى الكالفينية ، و حيث أنه كان ناخبا امبراطوريا قام بتكوين أغلبية بروتستانتية في المجمع الإنتخابي الذي ينتخب إمبراطور الرومانية المقدسة و هو وضع طالما كان للكاثوليك ، فقام الجنود الإسبان بطرد الأسقف و وضعوا مكانه إرنست بافاريا الكاثوليكي . وبعد هذا النجاح الكاثوليكي طبق بند cuius regio eius religio بشكل أكثر قساوة في بافاريا و فورتسبورغ و الدول الأخرى ، مما اضطر البروتستانت المقيمين إما إلى الرحيل أو الارتداد عن معتقدهم . كما شهد البروتستانت تحول لوردات بالاتينات (1560) و ناساو (1578) و هيسي كاسل (1603) و براندنبورغ (1613) إلى مذهب الكالفيني الجديد ، و هكذا بدأ القرن السابع عشر بكون أراضي الراين و جنوبا حتى نهر الدانوب كاثوليكية إلى حد كبير ، في حين أن اللوثريين سادوا في الشمال ، و هيمن الكالفينيين في مناطق معينة أخرى مثل غرب وسط ألمانيا و سويسرا و هولندا ، بيد أن الأقليات من كل عقيدة موجودة في كل مكان تقريبا . و في بعض اللورديات و المدن كان عديد الكالفينيين و الكاثوليك و اللوثريون متساوي تقريبا.

سمح أباطرة آل هابسبورغ الذين تلوا شارل الخامس (خاصة فريديناند الأولوماكسميليان الثاني بالإضافة لرودولف الثاني وخليفته ماتياس الثاني) تفاديا لحرب أهلية واسعة النطاق سبق و أن حدثت في فترة السياسة غير المتسامحة دينيا في إنجلترا عام 1534 إبان عهد هنري الثامن بالتعددية الدينية في مناطق حكمهم دون اكراه ، مما أدى إلى سخط الداعين التوحد الديني (الكاثوليك غالبا) . في الوقت ذاته حاولت السويد و الدنمارك اللوثريتان دعم البروتستانت في الإمبراطورية الرومانية طمعا في مكاسب سياسية و اقتصادية .

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس