عرض مشاركة واحدة

قديم 05-09-09, 10:55 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

2 - الأمن المائي: تعريف وأسس الأمن المائي، ومصادر التهديد الخارجي:
أ - تعريف الأمن المائي:
Water Security Definition
الأمن هو نقيض الخوف، وهو يعني الطمأنينة والاستقرار والتخلص من الخوف والخطر. ويلخص العلامة (ابن خلدون) الأمن بأنه للأمن من الهزيمة وللحيلولة دون ذلك لا بد من مضاعفة الحذر، القوة، الاقتدار، التحشد، الدفاع والحماية. أما في الأدبيات الغربية فقد تعددت دلالات الأمن ومعانيه فصاحب كتاب "الأمير" مكيافيلي (1469 - 1527م) يقول أن الأمن هو القضاء على المنافسين لأن القاعدة العامة بالنسبة إليه تقول "من يسمح لأي كان بأن يصبح قوياً يدمر ذاته". ويربط "والتر ليمان" بين الأمن والمصلحة، إذ إن الأمة الآمنة لا يتوجب عليها التضحية بمصالحها المشروعة لتجنب حرب ما، ويجب أن تكون قادرة على حماية مصالحها الحيوية باللجوء إلى الحرب".
ويرى "روبرت مكنمارا" وزير الدفاع الأمريكي الأسبق أن "الأمن هو التنمية. ودون تنمية لا يوجد أمن" وثمة توجيه عام لمعالجة الأمن على أساس شمولي على ضوء التهديدات الخارجية والداخلية، وهذا يشمل: الأمن الجاري، أمن الطاقة، القوى البشرية، الأمن الصناعي، الأمن المائي، الأمن الغذائي، باعتبارها مكونات مختلفة للأمن تربط بينهما علاقات تكاملية وتأثير متبادل. واستناداً إلى ما تقدم يتضح أن الأمن المائي
Water Security لا بد أن يعني "حماية الموارد المائية المتاحة من التهديدات الخارجية، وضمان استمرارها، وحرية استخدامها وفق المتطلبات والأولويات الوطنية والقومية والقدرة على تطوير هذه المصادر المائية وتنميتها بما يلائم مع الإحتياجات المتجددة للمياه في المستقبل المنظور.

ب- أسس الأمن المائي:
Water Security Foundations
يرتكز مفهوم الأمن المائي على عدد من الأسس هي:
(1) اعتبار المياه سلعة اقتصادية
Economec Good أي أنها ليست سلعة مجانية وبالتالي هدر المياه أو عدم ترشيد استخدامها سيؤدي الى إلحاق أضرار بالبيئة.

(2) المياه هي إحدى المتطلبات الأساسية للتنمية، إذ من دون المياه لا يمكن القيام بعمليات التنمية في القطاعات الاقتصادية المختلفة.


تشير معظم الدراسات الفنية إلى أن النصيب النسبي للدول العربيةمن المياه سوف يتضاءل إلى حد كبير


(3) في منطقة مثل الشرق الأوسط حيث الندرة في المياه هي الأساس والتناقض بين محدودية الموارد المائية وتزايد الطلب على المياه تصبح المياه ثروة استراتيجية
A strategic Asset لها أهمية جيوبولوتيكية يستطيع من يملكها أن يؤثر بالوسط المحيط وأن يوسع دائرة نفوذه.

(4) إن التنافس على مصادر المياه بين دول المنطقة يجعل من هذه السلعة الحيوية ذريعة حرب في بعض الأحيان
Casus Belli وقد تتخذها بعض البلدان مسوغاً لشن حروب ضد جيرانها للاستيلاء على مياههم أو للحصول على حصة كافية من الموارد المائية المتاحة في المنطقة.

(5) إن الهدف الأساسي للأمن المائي هو تحقيق: الكفاية
Svfficienly الاستدامة Sestainability العدالة Eqvity الإدارة المستقلة للموارد المائية IndependentMangement of Water Resources وللإدارة المستقلة هذه عدة واجبات وخيارات. وننوه هنا أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية في دورته رقم (41) المنعقدة في عمان - أيلول 1986م، قد تبنى لأول مرة مفهوم "الأمن المائي العربي" باعتباره رديفاً استراتيجياً للأمن الغذائي العربي، وأحد مكونات الأمن القومي العربي الشامل.

ج- مصادر التهديد الخارجي للأمن المائي العربي:
يمكن حصر مصادر التهديد الخارجي للأمن المائي العربي في ثلاثة مصادر رئيسية هي:
(1) المياه في الكيان الصهيوني: تشكل إسرائيل مصدراً خطيراً يهدد الأمن المائي العربي ويتضح ذلك من خلال محاولاتها الاستيلاء على المياه في الدول العربية المحيطة بها. تلبية لمتطلبات مشروعاتها الاستيطانية وزيادة عدد السكان اليهود نظراً للهجرة المستمرة من قبل اليهود الى الكيان الصهيوني المصطنع وسوف نعود الى هذه المسألة فيما بعد.


(2) الطموحات التركية الراهنة المتعلقة بتنمية منطقة الأناضول واستزراعها مما يجعلها واقعياً تتحكم في منابع مياه نهري دجلة والفرات حيث يشترك في مياهها ثلاث دول هي تركيا (دولة المنبع)، وسورية (دولة المجرى الأوسط) والعراق (دولة المصب). وإن ذلك يشكل نذير خطر جديد وماثل للعيان يضاف إلى مخاطر اختراق الأمن القومي في جبهة أساسية هي الجبهة الشرقية. ولا بد من التنويه أن هذا التهديد الأمني التركي متوقف في الوقت الراهن بسبب الاحتلال الأمريكي والأجنبيه للعراق الشقيق، وتحسن العلاقات بين النظام الحاكم في تركيا مع سورية. ولكن هذه الأزمة قد تثور في المستقبل المتوسط أو البعيد.


(3) ما تقوم به أثيوبيا وبعض دول حوض النيل الأعلى من مشاريع محتملة على نهر النيل الأزرق بمعاونة دول أخرى وخاصة إسرائيل ضمن مؤامرة المياه الموجهة ضد الوطن العربي، ويضاف إلى ذلك ما يسود السودان الشقيق من اضطرابات ونزاعات داخلية أو مع دول الجوار، مما عطل المشاريع المائية العربية (السودانية والمصرية) كمشروع قناة "جونقلي" وإنشاء بحيرات جنوب خزان "أروصيروص".
لكن المشكلة الأكثر خطورة في هذه التهديدات القائمة والنائمة، هي دخول مشكلة المياه وأزمتها إلى جوهر نزاع منطقة الشرق الأوسط، بل إنها تتصدر قضايا النزاع التاريخية التي استعصت على الحل عدة عقود- إن لم نقل نصف قرن ونيف- وتفصيل ذلك كما يلي: سنركز الحديث في هذا المقام على المطامع الإسرائيلية ومحاولاتها الرامية للاستيلاء على مصادر المياه في الدول العربية المجاورة، بجانب خططها التي لا تخفى على أحد والتي تهدف الى زعزعة استقرار دول حوض النيل، وتحالفها الاستراتيجي مع تركيا للضغط على الحد الشمالي للوطن العربي، خاصة سورية والعراق، فالفكر الصهيوني، من خلال خططه ومطامعه وممارساته في سرقة واستلاب المياه العربية، يمثل الخطر الحقيقي (المباشر والمتواصل) على دول المنطقة ومصادر المياه فيها.


 

 


   

رد مع اقتباس