عرض مشاركة واحدة

قديم 08-12-09, 07:24 PM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

تطور الاستراتجية الأمريكية تجاه الخليج خلال السبعينات:
لقد كان هدف السياسة الأمريكية طوال عقد السبعينات وحتى سقوط الشاه هو الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة. وكما يقول إميل نخلة فإن الاستقرار يعني بالنسبة للأمريكان الحفاظ على الوضع الراهن(1). أما بالنسبة للأمن فإنه يشكل كلمة مرادفة للاسقرار، ولا يوجد أمن بدون استقرار وبعبارة أكثر دقة، الأمن يعني قدرة إيران والمملكة العربية السعودية للتدخل عسكرياً لإحباط كل المحاولات التي تهدد الاستقرار الخليجي. من أجل الوصول إلى هذا الهدف، تبنت الإدارة الأمريكية طوال فترة حكم الشاه في السبعينات، استراتيجة سميت "دعم الركيزتين" في المنطقة وهما إيران والمملكة العربية العسودية، وقد نجحت هذه السياسة أيما نجاح بالرغم من التقلبات التي عرفتها علاقات الركيزتين(2).
وبوسعنا أن نقول أن التحول المفاجئ لأهم ركيزة للاستراتيجية الأمريكية إلى عدو حازم، هدم أسس السياسة القديمة التي سادت على مدى عقد كامل من الزمن.
اعتقد بعض المحللين السياسيين بأن الضغط الأمريكي على الشاه من أجل أن يفتح الدولة لممارسة ديمقراطية أكبر، كان وراء اندلاع الثورة الإيرانية التي أدت إلى سقوط الشاه. لأن هذا الضغط منعه من استعمال القوة العسكرية في الوقت المناسب لسحق المتظاهرين.
ولكننا نجد صعوبة في تقبل وجهة النظر هذه، إذ أنه حتى اندلاع الثورة الإيرانية، لم يكن أي مسؤول غربي يجرؤ على الحديث مع الشاه حول الديمقراطية في إيران(3).
لقد كان ضغط الولايات المتحدة الأمريكية على الشاه بعدم استعمال القوة العسكرية نابعاً من قناعتهم بأن ما يحدث ما هو إلا استياء عابر. ولعل في التقرير الذي أعدته المخابرات المركزية الأمريكية في شهر أغسطس 1978 دلالة تصب في هذا الاتجاه إذ كتبت بأن الحالة في إيران لا يمكن اعتبارها حالة ثورة ولا حالة ما قبل الثورة ايضاً. وقد ارتأى التقرير أن الأمبراطور لا يزال مدعوماً من القوات العسكرية وأن المعارضين لنظام الشاه سواء من المؤمنين بالعنف أو بالأساليب السلمية لا يمكن اعتبارهم بأي صورة ممثلين لخطر حقيقي.
إلا أن بعض المختصين في الشؤون الإيرانية الأمريكية، كان يعتقد أن الإدارة الأمريكية وعلى رأسها كارتر، كانوا من المشجعين للثورة الإيرانية. وقد حاول هؤلاء المختصون تفسير اعتقادهم هذا عن طريق الصراع الكبير بين إيران والولايات المتحدة بخصوص موضوع أسعار النفط. لقد كانت مصلحة إيران تحتم عليها رفع أسهار النفط حتى تستطيع أن تخصص جزءاً هاماً منه لمشترياتها من الأسلحة التي تفتح المجال لطموحات الشاه الإقليمية. أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد كان موقفها مناقضاً للموقف الإيراني، المتعلق بأسعهار النفط، لأن الارتفاع في أسعار النفط سوف يزيد من التضخم ويضر بالمصالح الأمريكية.
إن هذا الصراع الذي أحدثته أسعار النفط، دفع ببعض المسؤولين إلى التطلع إلى السيطرة على الآبار النفطية حتى يضمنوا حصول العالم الغربي على حاجاته من النفط بأسعار مناسبة. إن هذا التطلع أدى إلى تخفيف التطور الذي عرفته السوق النفطية في عقد السبعينات، تطور لم يكن في صالح الولايات المتحدة الأمريكية ولا حلفائها(4).
ومن أكبر المناصرين لفكرة التدخل واحتلال آبار النفط روبرت تكر Robert Tucker(5). أما بالنسبة لأدلمان Adelman فإنه كان من ضمن المنادين بحل منظمة الأوبك أو إفسادها من الداخل وهناك آخرون رأوا أن أفضل رد على هذا التحدي يكمن في خلق النزاعات والخصومات بين إيران والمملكة العربية السعودية بوصفهما من أكبر الأعضاء في منظمة الأوبك ومن أكبر المصدرين للنفط(6).
وقد رفضت كل هذه المشاريع بشكل تام من قبل إدارة نيكسون وكيسنجر اللذين خافا أن يؤدي هذا الصراع الذي أثارته أسعار النفط، إلى رفض إيران لإتفاق الدفاع الضمني والذي كان في طريقه إلى الظهور بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية والخاص بمنطقة الخليج العربي.
ويقول هؤلاء المحللون والسياسيون والمختصون بالعلاقات الإيرانية الأمريكية بأن العلاقات بين البلدين أصابها نوع من التطور السلبي وخاصة بعد وصول كارتر إلى السلطة في عام 1977، حيث كان هناك توجه معاد للحفاظ على العلاقات الحميمة بين الولايات المتحدة وإيران الشاه وكان ذلك واضحاً في صفوف البيروقراطية الأمريكية بشكل خاص والرأي العام الأمريكي بشكل عام. حيث عد بعض المسؤولين الأمريكان أن مسالة أسعار النفط أصبحت أكثر أهمية من المسائل الأمنية التي كانت أساس العلاقات الحميمة بين الولايات المتحدة وإيران قبل الارتفاع المفاجئ الذي أصاب الأسعار النفطية. وإذا كان بعض المسؤولين الأمريكان الذين حاولوا المحافظة على العلاقات مع الشاه عن طريق التركيز على الاحتياطي النفطي وأهميته فإن آخرين يرون أن الولايات المتحدة الأمريكية، ليس من مصلحتها مساندة نظام حكم غير محبوب شعبياً مثل نظام الشاه، بالإضافة إلى ذلك فهو يجهل احترام حقوق الإنسان(7).
الهوامش:
1 ـ Nakhleh Emile A., “Arab- American Relations in The Persian Gulf" American Enterprise In- stitute for Policy Research, washington D.C., 1975, P. 24.
2 ـ “The Security of the persian Gulf", Op. Cit, Article Titled, "Saudi Arabia and Iran: The Twin pillars in Revolutionary Times", written by Hass Richard, PP. 152- 153.
3 ـ بالمناسبة: كتب جيمي كارتر في مذاكراته "كان الشاه مقتنعاً بأن التصفية هي أفضل طريقة لمواجهة المعارضة الخطيرة، ولم يكن الشاه بتردد في إهانة الحكام الغربيين، بما فيهم أنا"، الذين لا يشاركونه حماسته في الطرق السريعة".
Carter Jimmy, "Memories d'un President", ed. Plon, Paris, 1982, P.335.
4 ـ نفس المصدر السابق، ص 337.
5 ـ روبرت تاكر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جونز هوبكنز Johns Hopkins، وهو مؤلف الكتب التالية:
“The Ineequaliy of Nations", "A new Isolationisme", وأعمال أخرى ومن ضمن مقالاته التي أثارت كثيراً من النقاشات، تلك التي نشرت في كومنتري "Commentray"، وهي "Oil the Issues of American Intervention", Jan. 1975, Vol. 59, No. 1, PP. 21- 31.
“Oil and American power- Three Years later", Jan. 1977, Vol. 63, No 1, PP. 29- 36, “Oil and American Power- Six years Later", Set. 1979, Vol. 68, No. 3, PP. 35- 42.
كان تاكر خلال الحملة الإنتخابية الأمريكية لعام 1980 ضمن مستشاري ريجان للسياسة الخارجية.
6 ـ Chubin Shahram "Security in The Persian Gulf: The Role of Outside Powers”, Op. Cit, P. 11.
7 ـ نفس المصدر السابق، ص 12.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس