عرض مشاركة واحدة

قديم 15-01-12, 07:34 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

السداسية الرابعة

إستراتيجيات التشويش والتضليل




تهدف هذه السداسية من الاستراتيجيات إلى تشويش وتضليل العدو المُطارد لك، كي تجعله يتخلى عن حذره، ما يجعلك تكسب وقتًا يساعدك على الهروب منه.

19- اسرق وقود النار
عندما تمنعك القوة الشديدة لعدوك من مواجهته مباشرة، عليك أولاً إضعاف هذا العدو، عن طريق تخريب الأساسات التي يرتكز عليها، ومهاجمة مصادر قوته تلك.
تم تكليف الياباني ياماتو تيكيرو بقتل مجرم خطير، اشتهر عنه بأنه مبارز بارع لا يعيش له منافس، فاحتال ياماتو للأمر، فلم يذهب لمقابلة المجرم في مبارزة، بل على العكس صادقه من خلال الحيلة، وأصبح الاثنان صديقين مقربين، وهما اعتادا على الذهاب للسباحة معاً، والتسابق معًا من أجل الدوران حول جزيرة صغيرة قريبة من الشاطئ. في يوم خبأ ياماتو سيفاً خشبياً على الشاطئ، وتسابق سباحة مع صديقه العدو، وهو تركه يسبقه حتى دار حول الجزيرة، فما كان مت ياماتو إلا أن سبح للشاطئ وأبدل سيف المجرم بالسيف الخشبي. بعدما ارتدا الاثنان ملابسهما، أطلع ياماتو عدوه على حقيقته وعلى الغرض الذي من أجله أتى، وبينما جاهد المجرم ليُشهر السيف الخشبي المحشور في غمده، عاجله ياماتو بضربة واحدة قضت عليه وفصلت رأسه.

20- عكِّر الماء قبل اصطياد السمك
قبل أن تشتبك مع قوات العدو، اخلق جوًا من الارتباك والضوضاء والهرج والمرج، ما يضعف قدرة العدو على قراءة الأحداث وتوقع خطواتك التالية. افعل شيئاً غير عادي، غريب، وغير متوقع تمامًا، بشكل يجعل الشك يقع في نفس العدو بطريقة تعرقل تفكيره السليم، فالعدو مشتت التفكير هو عدو ضعيف قابل للقضاء عليه.
عندما تقابل جيشا مملكتي تشن وتشو، شنت خيالة جيش تشن هجوماً مباغتًا على ميمنة العدو، ثم أمر قائد الجيش برفع أعلام الانسحاب، فبدأ القوات في التراجع والانسحاب على عجل، مع سحب وجر فروع الشجر على الأرض لتثير عاصفة من التراب والغبار، فما كان من قادة جيش تشو إلا وظنوا عدوهم ينسحب، فأمروا بشن هجوم كامل، على أن دخلوهم في قلب سحابة الغبار الكثيف منعهم من رؤية الانقسام المنظم للجيش المنسحب إلى فرقتين، واحدة إلى اليمين والأخرى إلى اليسار، انقضت كل منها على ميمنة وميسرة جيش تشو، وكانت النتيجة مجزرة دموية انتهت بهزيمة منكرة لجيش تشو المندفع.

21- فِر في هدوء "الأفعى" وهي تنسلخ من جلدها وتتركه ورائها
عندما يحدق بك خطر الهزيمة، ويكمن أملك الوحيد في الفرار من أجل إعادة التجمع من جديد، ساعتها اخلق شيئاً وهميًا تشغل به عيون العدو، وبينما العدو منشغل بسرابك، فر برجالك سرًا، تاركًا ورائك عدوًا يتوهم أنك لم تغادر مكانك.

""النص الأصلي ذكر حشرة الزيز (حشرة دائمة الأزيز حتى سميت الزيز) واللفظ المستخدم هو سيكادا، والذي غيرته للأفعى، حتى يستقر المعنى في ذهن القارئ، فليس هذا درس ترجمة حرفية عمياء غبية"".



22- أغلق الأبواب كلها لتقبض على اللص
إذا سنحت لك الفرصة لتأسر العدو بكامل أفراده، فانتهزها كي تضع نهاية سريعة ودائمة للحرب الدائرة. تركك الفرصة لعدوك كي يفر، هي بمثابة زرع بذور صراعات أخرى في المستقبل. إذا نجح أيًا من أفراد العدو في الهرب، فكن حذرًا إذا أنت قررت الخروج في أثرهم. اقض على رؤوس الفتنة، ولا تترك شوكة يمكن لها أن تكبر في ظهرك.


23- صادق العدو البعيد لتهاجم العدو القريب
من المعلوم أن الدول القريبة من بعضها البعض (ذات الحدود المشتركة) تعادي بعضها في زمن ما، بينما الدول التي يفصل ما بينها حواجز ومسافات طويلة تصلح لتكون أفضل الحلفاء. عندما تصبح الأقوى في معترك ما، يأتي أكبر تهديد لك ممن يليك في القوة في هذا المعترك، وليس من الأقوى في أي معترك آخر.
عندما حاق الخراب بولاية هونان نتيجة فساد الطبقة الحاكمة، ونتيجة الفيضانات والمجاعات، وانتشار قطاع الطرق والمجرمين، تم تعيين موظف باسم يو-هو حصل على صلاحيات كاملة ليعيد النظام إلى الولاية. أعلن يو-هو عن تكوينه لجيش جديد يحفظ أمن البلاد، وفي سبيله لتحقيق ذلك، أعلن عن عفوه عمن سينخرطون في الجيش الجديد من عتاة المجرمين والقتلة. اجتمع له 300 متطوع، أمرهم يو-هو بتنظيم أنفسهم إلى ثلاث فئات: الأولى تضم عتاة المجرمين وأولئك سيحصلون على أعلى الرواتب، الثانية تضم مساكين المجرمين وأولئك سيحصلون على متوسط الرواتب ، الثالثة تضم من انضم لعصابة المجرمين طمعاً في المكسب السريع وخوفاً من العمل والجهد، وأولئك سيحصلون على أدنى الرواتب. بعدما ألبسهم الزي العسكري وأمدهم بالسلاح، وقف يو-هو يخطب فيهم: اليوم عفونا عن ماضيكم، لكن يجب كذلك عليكم التكفير عن هذا الماضي، أريدكم أن تخرجوا وتعودوا لي بزملائكم الذين رفضوا دعوتي للعفو عنهم. خلال سنة واحدة كان الأمن قد استتب وتم القضاء على عصابات المجرمين.

24- اقترض ممرًا تهاجم عبره جاو
اقترض موارد حليف لك لتهاجم بها عدوًا مشتركًا، وما أن تهزم هذا العدو المشترك، حتى تنقض على هذا الحليف الذي خان عدوك.
عندما أراد ملك تشن الهجوم على مملكتي يوه وجاو الصغيرتين، اقترح عليه قائد قواته الهجوم على مملكة جاو عبر أراضي مملكة يوه، من خلال إرسال رِشوة سمينة من نفائس الكنوز، وبعدما وافقه الملك على فكرته، وبعدما وافق ملك يوه المعروف عنه الجشع والطمع الشديدين، انقض جيش تشن على مملكة جاو فاغتنموها، وفي طريق عودتهم مظفرين، عرجوا على مملكة جاو فغنموها، وبحثوا في أنقاضها عن رِشوتهم فوجدوها سليمة لم تنقص شيئاً، وأعادوها لخزينة الملك، وفوقها مملكتين.

يتبع ....

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس