عرض مشاركة واحدة

قديم 20-06-09, 12:27 AM

  رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

عن صحيفة الأندبندنت


ستبدأ القوات الأمريكية انسحابها من المدن العراقية قريبا ما سيترك فراغا في السلطة ستحاول الكتل العراقية ملأه من الناحية الأمنية وقد بدأ الجنود الأمريكان انسحابهم من المركز الأمني في مدينة الصدر ما يعد مؤشرا على هبوط مستوى الوجود الأمريكي داخل العراق.

هناك عدد قليل من الدوريات الأمريكية في شوارع بغداد وسوف تختفي تلك الدوريات قريبا في ظرف أسبوعين من الآن أي في الثلاثين من حزيران الجاري ستقوم القوات الأمريكية ببدء مرحلة الانسحاب من المدن العراقية .

إن الاحتلال الذي بدأ قبل ست سنوات ينتهي الآن وهناك العديد من الإشارات على انخفاض التأثير الأمريكي ففي اجتماع عقده رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبحضور 300 من القادة العسكريين الكبار في الجيش العراقي حاول احد الجنرالات الأمريكان حضور الاجتماع لكن طلب منه المغادرة حيث تم إخباره «بأننا نعتذر عن حضورك لأن هذا الاجتماع عراقي ولم يتم دعوتك إليه».

المالكي والذي وصل إلى السلطة بعد الانتخابات التي جرت عام 2006 يتكلم عن مغادرة القوات الأمريكية كما لو انه يقود تمردا ضدهم ففي خطاب ألقاه لمدة ساعة تحدث فيها مرة واحدة عن الولايات المتحدة قائلا «انه يجب على القوات الأجنبية أن تنسحب من المدن كليا» مضيفا في مكان آخر «إن هذا نصر يجب الاحتفال به في الأعياد و المهرجانات» ما يبدو أنه إظهار لقلة الامتنان من ناحيته.

القادة والدبلوماسيون الأمريكيون يواسون أنفسهم بان ذلك يعكس محاولة المالكي لتلميع أوراق اعتماده الوطنية العراقية قبل أشهر الانتخابات البرلمانية الحاسمة في نهاية شهر كانون الثاني القادم وربما يكون ما يتمتع به من شعبيته تنأى به عن الأمريكان لأنه يؤمن بأن الوقوف ضدهم له صدى واسع بين أغلبية العراقيين
هناك أيضا إشارات أكثر سرية على انحسار الدور الأمريكي في العراق ففي السنوات التي تلت سقوط نظام صدام تم تشكيل المخابرات الوطنية العراقية والتي كانت تسيطر عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حيث عينت الوكالة رئيسها الجنرال محمد عبد الله الشهواني وظلت المخابرات العراقية لسنوات طويلة مخفية حيث لم تظهر حتى في ميزانية الحكومة العراقية وجميع ضباطها الكبار يعملون مع المستشارين الأمريكيين لكن السياسيين العراقيين يقولون بأن المخابرات العراقية يجب أن تعود من جديد تحت سيطرة حكومتها .

العراقيون الآن يتحملون المسؤولية ولكن ببطء وهناك حوالي 133 ألف جندي أمريكي سيبقون في العراق حيث آخر هذه القوات في آب عام 2010 بينما ستنهي القوات انسحابها بالكامل عام 2011 .
هناك أيضا 16 ألف عنصر من المارينز المتواجدين في محافظة الأنبار منذ عام 2003 سيتركون العراق بحدود الربيع المقبل لكن أحمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني وأحد العارفين بالسياسة العراقية يقول «مهما تسمع من الجنرالات الأمريكان في العراق لكن أوباما أوضح تماما أن الولايات المتحدة سوف تنسحب».

هناك معرفة أنه بذهاب القوات الأمريكية فأن تحولا سيحصل في المشهد السياسي العراقي وليس من السياسة لأي زعيم عراقي أن يكون معروفا بعلاقته مع الاحتلال الأمريكي .

إن الولايات المتحدة سوف تترك وراءها بلداً يتمتع بتحسن أمني كبير عما كان عليه حمام الدم في عام 2006 – 2007 لكنه يبقى مع ذلك من أخطر البلدان في العالم ومازال الكثير من العراقيين يتساءلون فيما إذا كان العنف سينشط مجددا برحيل القوات الأمريكية وهناك حوادث جدية قد حدثت في بغداد الأسبوع الماضي والتي تدل على هشاشة الوضع الأمني وكان أكبر تلك الهجومات يتمثل في اغتيال الدكتور حارث ألعبيدي رئيس كتلة جبهة التوافق العراقية حينما كان يروم مغادرة مسجد الشواف في منطقة اليرموك غرب بغداد الجمعة الماضية وكانت طريقة الاغتيال تحمل بصمات القاعدة وكان العبيدي قد تسلم قيادة الكتلة مؤخرا وكان يدافع عن حقوق السجناء كثيراً علماً أن القاعدة خسرت الكثير من أنصارها لكنها أرادت أن تبرهن على أنها قادرة على إزالة أي زعيم يتعاون مع الحكومة العراقية .

مع ذلك يبقى الاقتصاد والمجتمع العراقي يعانيان من الكثير بسبب 30 عاما من الحروب والعقوبات الاقتصادية لكن أحد عوامل الزعزعة الرئيسية هو وجود جيش أمريكي كبير في البلاد وبمغادرة تلك القوات فان كثيرا من النزاعات ستبقى تحت السيطرة .

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس