عرض مشاركة واحدة

قديم 16-04-09, 05:20 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

ثنائية المصالحة السياسية والمفاوضات
في إطار التفرقة بين مقتضيات المصالحة السياسية Political Reconciliation وفكرة المفاوضات مع طالبان Negotiations، يشير الدبلوماسي الأفغاني السابق مسعود عزيزMasood Aziz إلى أن تحقيق الاستقرار في كل من أفغانستان وباكستان يتطلبان توفير مصالحة سياسية واسعة النطاق بحيث تتضمن تمثيلاً شرعيًّا وعادلاً لكافة الطوائف والعرقيات، حيث أكد عزيز أنه بالنسبة لباكستان يلزم إدماج المناطق القبلية في النظام السياسي الباكستاني، أما بالنسبة لأفغانستان يلزم توفير تمثيل حقيقي لكافة العرقيات في النظام السياسي الأفغاني.
أما حينما يتعلق الأمر بالمفاوضات مع طالبان، يؤكد عزيز على ضرورة معرفة البنية التشريحية للحركة، حيث تنقسم حركة طالبان وفقًا لعزيز إلى أربعة أقسام، الأول: تنظيم القاعدة Al - Qaeda، الثاني: من أسماهما“Qaliban” ، واللذان يمثلان معًا القوام الأساسي لقوات طالبان والتي يصعب التفرقة بينهما، وفى هذا السياق ينصح عزيز بعدم خوض أي مفاوضات مع هاتين المجموعتين. أما القسم الثالث فيتكون من مجموعة من تجار المخدرات، والمرتزقة، والمجرمين بحيث يجب استئصالهم وعدم التفاوض معهم، رابعاً: المعتدلون Moderates من طالبان الذين يعانون من ويلات الحرب وقهر المتطرفين من حركة طالبان سواء في أفغانستان أو باكستان.
وبالتالي ينصح عزيز بضرورة التركيز على تلك المجموعة الأخيرة في إطار صياغة استراتيجية جديدة للتفاوض معهم وحمايتهم مما يسهم في عزل المتمردين عن تلك القاعدة الشعبية التي تساندهم مما يؤدي إلى إضعاف حركات التمرد وإقرار حالة الاستقرار في البلاد.
وفى إطار تحديد أهداف وتوقع نتائج المفاوضات، استبعد عزيز إمكانية إعطاء "الملا عمر" مكان في الحكومة الأفغانية، وإنما العمل على توفير كافة السبل الممكنة لتمكين السلطات المحلية من الوصول إلى كافة المدن والقرى لتوفير مستوى أمني مرتفع، مما يهيأ المناخ لإنشاء مجالس محلية تكون قادرة على تحديد احتياجاتها تعمل بالتعاون مع السلطات المحلية والمساعدات الدولية على إنهاء حالة الفقر وانعدام الأمن وقهر العناصر المتمردة.
لكني أرى أن مسالة تحديد المعتدلين في حركة طالبان أمر في غاية الصعوبة خاصةً بعد إعلان القيادي " ذبيح الله مجاهد" بأن طالبان ليس بها معتدلون وأن إجراء أي محادثات بينها وبين حكومة كابول لن تكون ممكنة إلا إذا وافقت الحكومة الأفغانية على شروط طالبان بشأن سحب القوات الدولية من البلاد مؤكدًا أن طالبان لن تتخلى مطلقًا عن تسلحها.
وفى السياق ذاته، صرح "قاري محمد يوسف" المتحدث باسم طالبان حين سئل عمَّا إذا كان الملا "محمد عمر زعيم" طالبان سيعلق على اقتراح الرئيس أوباما بأن "هذا لا يستوجب أي رد أو رد فعل لأنه غير منطقي." وأضاف " أن طالبان متحدة ولها زعيم واحد وهدف واحد وسياسة واحدة ولا أعرف لماذا يتحدثون عن طالبان المعتدلة وماذا يعني ذلك".

 

 


   

رد مع اقتباس