عرض مشاركة واحدة

قديم 04-07-21, 03:09 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي السلالة دلتا.. هل يجب أن نخشى طفرة كورونا الجديدة؟!



 

السلالة دلتا.. هل يجب أن نخشى طفرة كورونا الجديدة؟!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المصدر : الجزيرة نت - مروه عزت



4/7/2021

ربما لم تتخيَّل يوما، وأنت تعيش في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، أن تُعاصر حكايات الأوبئة التي قرأت عنها في كتب التاريخ، على غرار الإنفلونزا الإسبانية التي قتلت الملايين من سكان العالم منذ قرن مضى، أو الموت الأسود الذي نشر الذعر في أمم بأكملها قبل عدة قرون. ولكن ها أنت ذا اليوم تواجه أسوأ كوابيسك، تسير في شوارع بلادك فلا تكاد تُميِّز أحدا، الجميع يُغطّون وجوههم الحذِرة والمترقِّبة خوفا من ذلك الكائن المتناهي الصغر الذي غزا العالم منذ 18 شهرا، ولا يبدو أنه ينوي الرحيل في أي وقت قريب. نعم، أنت الآن تعيش في عالم يحكمه ويتحكَّم به فيروس كورونا.

على الرغم من مرور عام ونصف على بدء الجائحة، وفي وقت يُسابق فيه العالم الزمان لتطعيم كل سكانه، الذين يقترب عددهم من 8 مليارات إنسان، فإن الفيروس الخبيث لا ينفك يتغيَّر باستمرار، ما يُثير مخاوف كبيرة حول كفاءة التطعيمات الحالية في مواجهة والحد من انتشار السلالات والتنوُّعات (Variants) العديدة التي تظهر كل بضعة أشهر في دولة أو أخرى.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
منذ ظهور فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″، حدثت عدة طفرات أدَّت إلى نشوء تنوُّعات من الفيروس الأصلي، تختلف عن بعضها بعضا في عدة خصائص، مثل قابلية الانتشار، وسهولة اختراق خلايا الجسم، ومدى مقاومتها لرد فعل الجهاز المناعي. الفيروسات تتحوَّر باستمرار، هذه طبيعتها، وليس كل تحوُّر بالضرورة مخيفا أو خطرا، بل في بعض الأحيان ربما تؤدي طفرة ما إلى الحد من انتشار فيروس بعينه، ولكن -للأسف- هذه ليست الحالة هنا (1).
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قد يكون أخطر تنوُّعات فيروس "كوفيد-19" هو التنوُّع "دلتا"، الذي سُجِّل لأول مرة في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020 في ولاية ماهاراشترا الهندية، ثالث أكثر ولايات الهند ازدحاما بالسكان (2)، وإن كان لا يعني هذا بالضرورة أنه نشأ أصلا في الهند، لذا اصطُلِح على تسميته "تنوُّع دلتا" بدلا من "الطفرة الهندية"، تجنُّبا لوصم البلاد أمام العالم (3). وصل عدد الإصابات بالتنوُّع دلتا في الهند إلى 400.000 إصابة في اليوم الواحد (4)، وذلك في شهر مايو/أيار الماضي، وقد تضرَّرت الهند حقا بهذه الموجة الجديدة الشرسة لتحتل المركز الثاني عالميا من حيث عدد الإصابات، والمركز الثالث في قائمة الوفيات.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لم يتوقَّف "كوفيد-دلتا" في الهند، ولكنه أخذ ينتشر سريعا حتى اجتاح نحو 92 دولة، من أقصى شرق آسيا وحتى الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية، مرورا بأوروبا وأفريقيا. المُثير للدهشة هو أن أكثر الدول تأثُّرا بهذا التنوُّع حتى الآن هي المملكة المتحدة، بعدد حالات يفوق ثمانين ألف حالة حتى يوم 2 يوليو/تموز الجاري (5)، وهو رقم مهول بالنظر إلى أن إنجلترا من أسرع الدول التي قدَّمت التطعيمات لمواطنيها، لكن هذا لم يحمها تماما من الغرق في موجة جديدة من الإصابات منذ إبريل/نيسان الماضي، مما وضع حدًّا لخطط إعادة فتح البلاد وعودة الحياة لطبيعتها، التي كان مقررا تنفيذها تحديدا في يونيو/حزيران المنصرم (6).
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ما يُثير القلق بخصوص "تنوُّع دلتا" هو مدى فعالية التطعيمات المتاحة حاليا في مواجهته، وهنا دعنا نُطالع دراسة حديثة (7) نُشرت في دورية "ذا لانست" (The Lancet) المرموقة، حيث وجدت أن الأجسام المضادة المحيّدة الناتجة عن تطعيم شركة أسترازينيكا الإنجليزية، التي تعمل ببساطة على إلغاء تأثير الميكروب قبل أن يشتبك مع خلايا جسمك ويصيبك بالمرض، تعمل بكفاءة شديدة ضد التنوُّعين "ألفا" و"D614G"، بينما نسبتها لا تكاد تُذكر ضد التنوُّعين "بيتا" و"دلتا"، ولكن كشفت الدراسة أيضا أن مَن أُصيبوا بفيروس "كوفيد-19" وتعافوا منه ثم تلقَّوا جرعة واحدة من التطعيم ذاته احتوت أجسامهم نسبة أكبر من الأجسام المضادة المحيّدة، بالمقارنة مع الذين لم يُصابوا بالمرض من قبل.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


على النقيض من هذا، ومما يدعو للتفاؤل حتما، ما ورد في دراستين صادرتيْن عن الصحة العامة بإنجلترا (Public Health England)، تُشير أولاهما (8)، والمنشورة في مايو/أيار الماضي، إلى أن الحصول على جرعتين من تطعيم شركة فايزر-بايونتيك يوفِّر حماية من ظهور أعراض المرض بنسبة 88% ضد التنوُّع دلتا، بينما يوفِّر تطعيم أسترازينيكا الحماية بنسبة 60% فقط. قد يبدو هذا الرقم غير كافٍ لحماية مجتمعات كاملة ضد الإصابة بأعراض ظاهرة من المرض، لذا جاءت نتائج الدراسة التحليلية الثانية ببعض الأخبار السارَّة.
تقترح الدراسة الأخيرة (9) أن الحصول على جرعتين من تطعيم أسترازينيكا يحميك في مواجهة تنوُّع دلتا بنسبة 92% فيما يخص العلاج في المستشفى، وهذا يعني أنه قد لا يقيك تماما من الإصابة بهذا النوع من التحوُّر، ولكنه بنسبة كبيرة سيمنع تدهور حالتك إلى حد الحاجة إلى دخول المستشفى، وهو أمر جيد بما يكفي خاصة في الدول التي ترزح أنظمتها الصحية تحت ضغوط الأعداد الكبيرة للحالات الخطيرة التي قد لا تجد أَسِرَّة للعلاج.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لا تكمن خطورة الطفرات المتتالية للفيروس فقط في احتمالية مقاومتها للتطعيم، لكن الأمر الأكثر خطورة هو سرعة انتشارها بين البشر، فعلى الرغم من أن عدد جرعات اللقاح التي تُلقِّيت على مستوى العالم يقترب من 3 مليارات جرعة (10)، فإننا بحاجة إلى التحرُّك بسرعة أكبر من انتشار الفيروس، إذ إن قابلية انتشار هذا التنوُّع بالذات تفوق بنسبة 60% انتشار التنوُّع ألفا الذي كانت له اليد العليا بالفعل في إنجلترا منذ نهاية العام الماضي (11).

بينما تبذل إنجلترا ودول أوروبية أخرى كالدنمارك أقصى جهدها كي تسبق هذا التحوُّر الجديد، نجد أن الدول الأقل تقدُّما، خاصة قارة أفريقيا، في وضع غير مُبشِّر بالمرة، حيث لم تصل نِسَب تطعيم المواطنين إلى أرقام مطمئنة بعد. في التقرير الصادر عن الأمم المتحدة في بداية يوليو/تموز الحالي، نجد أن 15 مليون شخص من سكان هذه القارة فقط حصلوا على التطعيم كاملا، بما يعادل 1.2% فقط من عدد السكان (12)، في مقابل 47.3% حصلوا على التطعيم بجرعتَيْه في الولايات المتحدة الأميركية حتى اليوم (13).قد تظن أن الوضع هادئ في القارة السمراء، لكن هذا ليس صحيحا، فالتنوُّع دلتا انتشر بشدة بين الدول الأفريقية حتى يكاد يكون هو الطفرة السائدة بين كل حالات "كوفيد-19" التي شُخِّصت. وبحسب منظمة الصحة العالمية، رُصد التنوُّع دلتا في 97% من الحالات التي فُحصت في أوغندا، و79% من الحالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية (14)، وهذا يعني المزيد من الحالات الخطيرة والمزيد من الوفيات، خاصة بين صفوف أولئك الذين لم يتلقوا بعد الجرعات المطلوبة من التطعيم.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لم تنتهِ المفاجآت عند هذا الحد، فقبل أن يستوعب العالم تبعات ظهور التنوُّع دلتا، تحوَّر الفيروس مرة أخرى إلى شكل ربما يكون أكثر خطورة. حدثت هذه الطفرة في البروتين الذي يُغلِّف الفيروس من الخارج، ويعطيه الشكل التاجي المميز، ويُسمى "بروتين الحَسَكَة" (Spike protein)، لكنها لم تكن طفرة كبيرة بما يكفي للحصول على اسم خاص بها، لذا سُمِّيت بدلتا بلاس (Delta Plus)، لأنها ما زالت شديدة الشبه بالتنوُّع دلتااكتُشِفت هذه الطفرة الجديدة لأول مرة في أوروبا في شهر مارس/آذار الماضي، ثم تبعتها الهند التي كشفت عن وجود 40 حالة على الأقل مُصابة بهذا التنوُّع الجديد. أصدرت وزارة الصحة الهندية بيانا منذ عشرة أيام، تُوضِّح فيه خطورة هذه الطفرة الجديدة (15)، وحدَّدت ثلاث خصائص أساسية تُشكِّل مثلث الخوف من هذه الطفرة، التي ربما تتوعَّد الهند بموجة جديدة من الجائحة، وهي التي لم تتعافَ بعد من الموجة الساحقة التي سبَّبها التنوُّع دلتا في الشهور الماضية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ورغم أن منظمة الصحة العالمية لم تصف رسميا التنوُّع دلتا بلاس بأنه "تنوُّع ذو أهمية" (16)، فإن تخوُّف السلطات الهندية من التحوُّر الجديد يرجع لاعتقادها أن لديه قابلية أعلى للانتشار بين البشر، لدرجة أن حالة واحدة مصابة بهذا التنوُّع قد تُشكِّل بؤرة جديدة لانتشار المرض. الأمر الآخر هو قوة التحام الفيروس بمستقبلات خلايا الرئة، فهي تبدو أكثر إحكاما من التنوُّعات السابقة، مما يُسهِّل عملية دخول الفيروس إلى الخلايا وإحداث الضرر بها. وأخيرا الانخفاض المُحتمَل في الاستجابة للعلاج بالأجسام المضادة، التي يُحقَن المريض بها لمنع الفيروس من الالتحام مع خلايا جسم الإنسان.

ما زال من المبكِّر جدا أن نُكوِّن فكرة واضحة عن تنوُّع دلتا بلاس، ويبدو أننا نحتاج إلى قدر أكبر من الأبحاث وقدر أقل من التكهُّنات في هذا الصدد، لكن لا يجب أن نصاب بالهلع. الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، وتلقي التطعيم كاملا في أقرب فرصة، هو أفضل خطوط الدفاع التي نمتلكها حاليا لمواجهة هذا الخصم الشرس المُتغيِّر، والاقتراب خطوة أخرى نحو العودة إلى حياتنا الطبيعية التي كِدنا ننساها بسبب الصحبة الثقيلة للوباء.
——————————————————————
المصادر



 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية
من مواضيعي

   

رد مع اقتباس