عرض مشاركة واحدة

قديم 21-12-11, 06:02 AM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 


الحرب النفسية وأهدافها
يمكن أن توجه الحرب النفسية على المستوى العالمي أو الدولي مثل إقناع الرأي العام او تضليله وعزل الخصم عن أصدقائه وجلب التأييد والمساعدة العسكرية والاقتصادية والفنية من جانب الأصدقاء .
اما على المستوى القومي او العربي وذلك لشغل العرب في معارك جانبية وخلق الأزمات والصراعات الداخلية وباستغلال هذه الإحداث وتصعيدها ومحاولة الدس واستخدام أبواق الدعاية في أشعال لهيبها وكذلك استهداف النيل من الوحدة العربية والتشكيك في نوايا العرب وفي إخلاصهم وفي التزاماتهم إزاء القضية العربية المصيرية ومن ذلك إثارة روح الشك والريبة في نوايا العرب تجاه بعضهم البعض . كذلك إشاعة خرافة التفوق الحضاري الإسرائيلي فهم يزعمون انهم أرباب الحضارة الغربية نفسها .

الصراعات الداخلية من خلال إشاعة الفرقة والانقسام بين صفوف الامه والمقصود هنا الفرقة بوجه عام أي التفرقة بين الشعوب حكومته وبين الأمة وحلفائها وبين القادة والجنود وبين الأغلبية من السكان والاقليات والتفرقة بين الأحزاب والطوائف وأرباب الشيع والمذاهب المختلفة والتفرقة بين الجيش وبين المدنيين وبين النساء والرجال وبين الكبار والصغار وبين الأجيال المختلفة وتؤدي هذه التفرقة إلى تمزيق الجبهة الداخلية واستنفاذ الطاقات في الخصومات.

ظهر هذا النوع مؤخراً في محاولة إستغلال القضايا الأخيرة في دبي ومنها مسألة الديون علي الشركات وكذلك القضايا الخاصة بالأداب العامة ضد مجموعة من الوافدين خاصة من بريطانيا والتي تم إستغلالها أسوء إستغلال في الصحافة البريطانية لتشويه سمعة دبي.

إضعاف إيمان الشعب بعقيدته وأفكاره ومبادئه القومية والوطنية وإثارة الشك في نفسية وفي شرعية قضيته وزعزعة الأمل في النجاح وعلى ذلك فانه يتخاذل ويسهل إقناعه بالهزيمة .

محاولة كسب جميع العناصر المعزولة والهامشية في المجتمع لصالح الدولة المعادية حيث تشجع المعارضة والتمرد والتخريب في داخل البلاد.

أساليب الحرب النفسية
تستخدم الحرب النفسية أربعة أساليب رئيسية هي:
أ‌- الدعاية
ب‌- الإشاعة
ج‌- إفتعال الأزمات و حبك المؤامرات
د‌- نشر الرعب والفوضي
أ – الدعاية
- وتقوم على استخدام وسائل الإعلام الحديثة من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التي تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم.
- الدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تأخذ اشكال متنوعة طبقا للأهداف وطبقا لنوع الأفراد والجماعات الموجهة إليها فالدعاية تستهدف الاقتناع بالنصر واقناع العدو بهزيمته. وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية وبذر بذور الشك في نفوس أفراده في شرعية قضيتهم والإيمان بها.
- تستهدف الدعاية في المقام الأول بث الفرقة وعدم الوئام بين صفوف الخصم ووحداته المقاتلة فهي تسعي للتفريق بين الخصم وحلفائه وبين الحكومة والشعب وبين القادة والجنود وبين الطوائف والأحزاب المختلفة وبين الأقلية والأغلبية وتقصد من وراء ذلك كله تفتيت الوحدة وتفريق الصفوف ليسهل لها النصر.

ب – الإشـاعة
وهي عبارة نوعية “او موضوعية” يتم تقديمها وهي قابلة للتصديق تتناقل من شخص لاخر. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع أو خلق أخبار لا أساس لها من الصحة. كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا لاهداف سياسية او اقتصادية او عسكرية أو كعامل ضغط لإجبار الدولة علي تنفيذ مخطط خارجي.
- لذلك فان الإشاعة قد لا تكون كلية معتمدة على الخيال فقد تعتمد على جزء من الحقيقة من اجل إمكانية تصديقها وتقبلها من قبل الناس. وقد تظهر الإشاعة أحيانا في الصحف والمجلات او تجد طريقها إلى موجات الإذاعة والتلفزيون. وتستخدم الإشاعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية ولذلك فان زمن الحرب والأزمات الإقتصادية هو انسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظرا لحاله التوتر النفسي الذي يعيشونه . ولذلك فان كثيرا من الدول أدركت ذلك وأخذت تستخدم الإشاعات كأحد وسائل الحرب النفسية المهمة.
- الإشاعات التي يتم إستخدامها نوعين:
1- إشاعات الخوف
وهي تنطوي علي إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية أو الأمنية أو العملية فهي إذا كانت تولد قلقا لا لزوم له كانت أحيانا تؤدى إلى نظرة انهزامية .

2- إشاعات الرغبة
وهي تحتوى على تفاؤل ساذج فهي تؤدى إلى القناعة والرضي عن الحال والخنوع وقبول أي حال ممكن. والأمثلة للشائعات لاتعد ولا تحصها فعلي سبيل المثال انتشرت في الحرب العالمية الأولى الشائعات والقصص التي تقول الألمان يقطعون أيدي الأطفال وانهم يغلون جثث الموتى ويصنعون منها الصابون وانهم يصلبون أسرى الحرب وفي الجانب الألماني كانت تنتشر شائعات تقول أن الحلفاء يستخدمون الغوريلات والناس المتوحشين من أفريقيا واسيا في حرب الناس المتحضرين وانهم يستخدمون رصاص دمدم وانهم يعتقلون المدنيين الأبرياء.

• طرق مواجهه الشائعات والعمل ضدها :
1- يمكن التصدي للاشاعه عن طريق تكذيبها أي عن طريق إعلان تكذيبها ولكن بالرغم أن طريقة التكذيب هي اكثر شهرة إلا أنها ليست الطريقة المثلي وذلك لان تكذيبها يتضمن الإعلان عنها فالإعلان عن تكذيب الشائعة هو في حد ذاته تكرار لها . كذلك هناك أناس يصدقون الإشاعة ولا يصدقون تكذيبها.
2- يمكن أن يقوم بتكذيب الإشاعة شخصية كبيرة لها مكانتها الاجتماعية او السياسية او العسكرية وحينئذ يميل الناس إلى تصديقة اكثر من وسائل الإعلام العادية.
3- ينبغي أن لا تواجه الشائعات بإصدار بيانات او تصريحات تستند إلى وقائع غير سلمية او معلومات غير دقيقة لمجرد المواجهة العاجلة للشائعات لان العلاج المؤقت الذي يؤدى إلية هذا سلاحا ذو حدين . ف مجرد عدم تحقيق الوعود او التصريحات التي استخدمت كأداة لإطفاء الشائعات يصبح في ذات الوقت دليلا على صدمة ما تتضمنه الشائعات ويشير هذا أيضا إلى عدم مقدرة الأجهزة التي ترد عليها في معالجة الموقف.
ج‌- افتعال الأزمات وحبك المؤامرات
وهي عبارة عن استغلال حادث او حوادث معنية قد تكون بسيطة ولكن يتم استغلالها بنجاح من اجل خلق أزمة تؤثر في نفسية العدو وتستفيد منها الدولة المستخدمة لهذا الأسلوب .

- مثال ذلك افتعال إسرائيل لازمة الحدود مع سوريا ونشاط الفدائيين كمبرر لشن الحرب في عام 1967 كذلك ما حدث في عام 1960 حيث فشل مؤتمر القمة الذي كان مقررا في باريس بين روسيا وأمريكا عندما أرسلت أمريكا قبل موعد عقد المؤتمر بأيام طائرة تجسس فوق ارض الاتحاد السوفيتي مما أدى إلى انسحاب رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي من المؤتمر حين رفضت الولايات المتحدة الاعتذار.
د‌- نشر الرعب والفوضى
وهذه وسيلة مهمة تستخدم بواسطة استغلال عاطفة الخوف لإرهاب الشعوب وإخضاعها من خلال استخدام الوسائل المختلفة لخلق حالة من الزعر والفوضى يسهل علي طريقها السيطرة والتغلب عليها .

- ومن اشد العوامل إثارة للخوف انتظار هجوم العدو وتخمين نوعة والجهة التي سيأتي منها. فحينئذ يكون المنطق النفسي للجنود هو ” وقوع البلاء خير من انتظاره ” .

- في هذه اللحظة يسود الشك والقلق نفوسهم وتكثر التخيلات والتخمينات وتجد الشائعات لنفسها مرتعا خصبا بينهم . وكثيرا ما يدفع القلق المستبد بالجنود إلى الهجوم المتعجل ليخلصوا من الانتظار المخيف وقد خسر الأمريكيون كثيرا من الجنود بهذه الطريقة أثناء قتال الغابات مع اليابانيين في الشرق الأقصى . فقد كانوا يندفعون في التقدم فيقعون في الكمائن وحدث نفس الأمر في شمال أفريقيا عندما دفع التعجل ببعض القوات الأمريكية الحديثة العهد بالخدمة إلى التقدم دون انتظار لما يقوم به المهندسون عادة في كل تقدم من استكشاف للطريق بهدف استخراج الألغام . وكانت النتيجة أن انفجرت الألغام في هذه القوات واودت بحياة كثير من أفرادها.
للتعمق
انظر كتاب الحرب النفسية في العراق على الموقع: http://psychiatre-naboulsi.com/wanab.html
انظر كتاب الحرب النفسية في اسرائيل على الرابط: http://lordseso.jeeran.com/politeca.html


 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس