عرض مشاركة واحدة

قديم 19-02-09, 12:22 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

السلاح النووي واتجاهات التفكير الاستراتيجي الإيراني

08 تندرج عملية تطوير القدرات النووية الإيرانية تحت إطار تصور متكامل للسياسة الخارجية الإيرانية على الأصعدة الإقليمية والدولية . وترتكز السياسة الخارجية الإيرانية في خطوطها العريضة على التقويم الدقيق لمتغيرات البيئة الدولية والإقليمية من المنظور الإيراني ، ويقوم هذا التقويم على فرضية مفادها أن التحولات الدولية والإقليمية الجارية ولدت مزيجا معقدا من التهديدات والفرص في مواجهة السياسة الإيرانية . فقد أدت هذه التحولات إلى إفراز أنماط جديدة من التهديدات على النظام الحاكم في إيران ، حيث أن الشرق الأوسط اصبح يمثل مركز الاهتمام الجديد للغرب عقب انهيار الاتحاد السوفيتي ، واصبح العالم الإسلامي يتعرض لهجمات ومؤامرات عديدة ، لاسيما وان القوى والتكتلات التي كانت موجودة في السابق أصبحت اليوم بمثابة تكتل واحد مبني على الطغيان في مواجهة الأمة الإسلامية ، وذلك في ظل محاولة بعض القوى الغربية وضع الإسلام محل الإيديولوجيا الماركسية اللينينية ، ومناصبته للعداء . وفي داخل هذا الإطار الواسع ، عبرت القيادة الإيرانية عن إدراكها لحقيقة أن الكثير من تحركاتها الإقليمية لا يمكن أن يجعلها تحظى بقبول الغرب بصفة عامة ، والولايات المتحدة بصفة خاصة ، لا سيما إذا انطوت هذه التحركات على تهديد صادرات النفط من الخليج أو الإخلال بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة. وفي نفس الوقت وجدت القيادة الإيرانية أن التحولات المذكورة تتيح أمامها فرصة مثالية لمعاودة الاستحواذ على مكانة متميزة على الساحة الإقليمية تبدأ بالمشاركة في ترتيبات الأمن في الخليج وتحقيق الاستقرار في منطقة شمال غرب أسيا، وفي هذا الإطار تعمل إيران على الترويج لهذا الدور من خلال تكثيف نشاطها السياسي والاقتصادي والعسكري والأيديولوجي في ثلاثة اتجاهات رئيسية تتمثل في آلاتي :
أ . منطقة الخليج . ويشتمل على القيام بدور هام في تأمين المنطقة ، وذلك عن طريق احتواء العراق من ناحية ، وبدء مرحلة جديدة من المصالحة مع دول مجلس التعاون الخليجي من ناحية أخرى . وتقوم إيران بتنفيذ هذه الأعمال عن طريق الإبقاء على حالة اللاحرب واللاسلم مع العراق على الرغم من التنازلات الضخمة التي قدمها العراق إلى إيران إبان أزمة الخليج ، ما زالت إيران تمارس أعمال عسكرية منخفضة الحدة ضد العراق . وفي نفس الوقت ، بدأت إيران في تحسين علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي في إطار أزمة الخليج ، وتمكنت من تحقيق نجاح جزئي في هذا الصدد في بادئ الأمر .
ب . منطقة شمال غرب آسيا و على الصعيد الدولي . وينطلق الدور الإيراني في هذه المنطقة من القناعة بأن استعادة جمهوريات آسيا الوسطى لسيادتها الكاملة تمنح إيران الفرصة للإضطلاع بدور إقليمي نشط في تلك ا لمنطقة مستفيدة في ذلك من المكانة الخاصة التي تتمتع بها في آسيا الوسطى لاعتبارات حضارية ودينية ، علاوة على الإفادة من العوامل الضاغطة للجغرافيا السياسية الإيرانية ، ومنها التفوق الطبيعي للبلاد باعتبارها حلقة الوصل بين الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا ووسطها . ويحقق هذا الدور لإيران مصالحا عديدة أبرزها محاولة الحيلولة دون معاودة إحياء الإمبراطورية الروسية واحتواء الصراعات العرقية المتنامية في تلك المناطق ، علاوة على وجود إمكانات قوية للتعاون الاقتصادي مع تلك الدول بما يعود بالنفع على الجانبين ، فضلا عما ينطوي عليه هذا الدور من ترويج للنموذج السياسي الإيراني ويجمع بين المنطقتين السابقتين ، وتعتبر التصورات الإيرانية المطروحة على هذا المستوى الأكثر أهمية على الإطلاق ، وتقوم على السعي إلى تكوين كتلة إقليمية قوية في القطاع الأوسط من العالم الإسلامي ، بحيث تكون إيران في القلب منها ، وتشمل هذه الكتلة كلا من الهضبة الإيرانية وآسيا الوسطى والخليج ، بحيث تترابط معا على قاعدة إقليمية مشتركة . وتذهب الدوائر المسئولة في وزارة الخارجية الإيرانية إلى انه من الممكن تنفيذ هذا التصور وتحقيق التوازن بين كتلة دول آسيا الوسطى وأفغانستان من ناحية وبين العالم العربي من ناحية أخرى ، بحيث يمكن لإيران أن تجد من خلال هذا التوازن متنفسا في وسط آسيا الإسلامية ، كما يمكنها أيضا أن تقيم تحالفا إقليميا في منطقة الخليج بعد أن تكون قد نجحت في فرض رؤيتها الأمنية القائمة على جعل عملية الحفاظ على الأمن في الخليج قاصرة على الدول المطلة على الخليج فقط مما يجعل من الممكن عقب ذلك الجمع بين المنطقتين في كتلة إقليمية واحدة تقودها إيران وفي هذا الإطار فإن السلاح النووي يمكن أن يقدم لإيران أداة بالغة الأهمية لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، حيث تسعى إيران على ما يبدو إلى استخدام القدرة النووية في تعزيز وزنها السياسي على الصعيدين الإقليمي والعالمي ، سواء من حيث زيادة التأثير والنفوذ الإقليمي الإيراني ، وكذلك في المنظمات الدولية أو زيادة مكانتها في حركة التفاعلات الدولية . فالحكومة الإيرانية تدرك إن الفترة الحالية تعتبر مرحلة انتقالية يعاد فيها تشكيل النظام الدولي بأكمله . وتشتمل هذه المرحلة الانتقالية على بروز قوى دولية جديدة ، وإدخال أعضاء دائمين جدد في مجلس الأمن الدولي . وفي الوقت نفسه ، فإن الحكومة الإيرانية تنظر إلى القوة النووية باعتبارها واحدة من أهم أدوات صراع الأدوار على الساحة الإقليمية ، ولا سيما إن إيران محاطة بقوى دولية وإقليمية تمتلك قدرات نووية . وعلى حد قول أحد الباحثين الإيرانيين ، فإن إيران تعيش وسط منطقة تعج بالقوى النووية ، حيث هناك قوة تمتلك بالفعل أسلحة نووية ( إسرائيل ) ، علاوة على أن هناك قوة أخرى يمكن أن تستأنف تطوير مثل هذه الأسلحة رغم تدمير أسلحتها غير التقليدية ( العراق ) ، كما إن هناك قوى ثالثة تمتلك أسلحة نووية أو على الأقل لديها القدرة على إنتاجها ( الهند وباكستان ) . وبصفة خاصة ، فإن الحكومة الإيرانية تنظر بقلق شديد إلى القدرة النووية الإسرائيلية ، كما إن إقدام الهند وباكستان على إجراء التجارب النووية في شهر مايو من العام 1998م ، يمكن أن يمثل دافعاً هاماً لتحفيز إيران على مواصلة تطوير قدراتها النووية وإنتاج السلاح النووي .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس