عرض مشاركة واحدة

قديم 19-02-09, 12:16 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي القوة النووية الإيرانية



 

القوة النووية الإيرانية




01 إيران الدولة الإسلامية المجاورة لها تاريخ ضارب في جذور الدولة الفارسية التي كانت إحدى الدولتين العظميين في العالم ( الفرس والروم ) ومن ذلك التاريخ الحافل يستنير ساسة إيران قوتهم وحماسهم .


02 فإيران بمساحتها البالغة ( 000, 648, 1 كم2 ) وعدد سكانها المقدر( 000, 000, 65 نسمة) تحتل الموقع الاستراتيجي المطل على كل من الخليج العربي وخليج عمان وهي حلقة وصل بين دول شمال غرب آسيا والخليج العربي . تربطها علاقات متفاوتة مع جيرانها وسجلها السياسي غامض صعب التنبؤ بما يدور في طياته , تارة تخوض حرب مع العراق وتارة تحتل جزر إماراتية ومن جهة أخرى لها علاقات حميمة مع سوريا وعلاقات معتدلة مع بقية دول الخليج العربي ، لقد تفاوتت سياسة إيران الإسلامية الخارجية ، ففي أيام الشاه كانت منفتحة ولها علاقات وطيدة مع دول العالم كأمريكا والدول الغربية والعربية ، من ثم أتت الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه وأعلن آية الله الخميني سياسة جديدة لإيران معلناً العداء على الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعده رفسنجاني الذي كان جزءاً من السياسة الخامينية وأخيراً خاتمي الذي أراد الانفتاح ومد يد الصداقة , ولكن تظل سياسة إيران تحت رحمة رجال الدين . و لم يغب عن رؤساء إيران أهمية امتلاك السلاح النووي وما زاد الأمر دفعة هو محاولة العراق امتلاك هذا السلاح في الثمانينات وأخيراً دخول الهند وباكستان النادي النووي وهما جارتان لإيران مما عجل وأشعل النار الحقيقية لامتلاك هذا السلاح .

03 رغم أن إيران كانت في مقدمة الدول التي وقعت على معاهدة منع الانتشار النووي في 1 يوليو 1968م كما صدقت عليها عام 1970م ، ثم وقعت على اتفاقية الضمانات النووية الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1973م ، وتؤكد الحكومة الإيرانية أن برنامجها النووي يندرج في إطار الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية ، ويخضع بالكامل لإشراف ورقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية . من جهة أخرى تشير بعض التقارير الأمريكية أن إيران يمكن أن تنتج السلاح النووي خلال العام 2000م ، ولكن توجد هناك معوقات صعبة تواجه البرنامج النووي الإيراني ولعل الصناعة النووية الصينية التي تعتمد عليها إيران ما تزال في مرحلة التطور هي إحدى المعوقات الفنية ، وفي كل الأحوال فإن نجاح إيران في تصنيع القنبلة يطرح إمكانية نشوب مواجهة عسكرية بين الجانبين لوقف أو تعطيل البرنامج النووي الإيراني . وأخيراً فإن من الضروري التركيز على الآثار والانعكاسات الإقليمية والدولية التي يمكن أن تنجم عن نجاح إيران في إنتاج السلاح النووي ، حيث إن هذا التطور يمكن أن يثير حال حدوثه انعكاسات بالغة الأهمية على صعيد تعديل العلاقات وموازين القوى في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط .


مراحل تطوير البرنامج النووي الإيراني


05 مرت الجهود الإيرانية المبذولة باتجاه تطوير القدرات النووية الإيرانية والحصول على تكنولوجيا متطورة في هذا المجال بثلاث مراحل رئيسية على النحو التالي :
أ . المرحلة الأولى . بدأت في عهد الشاه واستهدفت امتلاك قدرة نووية متواضعة عن طريق تنفيذ برنامج متكامل لإنشاء مفاعل للطاقة النووية في مدينة بوشهر بمساعدة ألمانيا . بالإضافة إلى أن إيران كانت تمتلك بالفعل مفاعلاً نووياً تجريبياً حصلت عليه من الولايات المتحدة في الستينات ، وتبلغ قوته
( 5 ) ميجاوات . وتشير المعلومات المتعلقة بالاتفاق مع الشركة الألمانية ( K. W. U. KRAFT work union) إلى أن الشاه بحث في أوائل عام 1975م مع فريق الخبراء الألمان الغربيين إمكانية عقد صفقة لتقديم تكنولوجيا لإخصاب اليورانيوم وإعادة معاملة البلوتونيوم التي توفر في النهاية دورة وقـود كاملة ، وهو الأمر الذي كان من الممكن أن يساعد إيران على إنتاج أسلحة نووية وبدون مساعدة خارجية وقد فشلت هذه المحاولة بسبب الضغط الأمريكي الذي استند آنذاك على ما يلي:
(1) إن مبدأ المظلة النووية الأمريكية كفيلة بحماية الحلفاء مع الالتزام المعلن بعدم تجهيز دول جديدة ما عدا إسرائيل بالتكنولوجيا التي توفر مستلزمات صناعة السلاح النووي .
(2) لقد كان باستطاعة الشاه بما شيده من قاعدة للردع التقليدي أن يفرض تفوقاً بالأسلحة التقليدية على منطقة الخليج العربي ، وكانت إيران قد حصلت بالفعل على الأسلحة الأكثر تقدماً في مقابل ما حصل عليه العراق والسعودية ودول الخليج الأخرى مجتمعة سواء من حيث الكم أو النوع في كافة صنوف الأسلحة و الطيران والدروع والبحرية ، ومن ثم فليس لها من حاجة لإدخال الردع النووي لكي يتمكن الشاه من فرض دوره على منطقة الخليج .
(3) إن امتلاك إيران لقاعدة تكنولوجية نووية تسهل الحصول على أسلحة نووية كان يعني حرمان إسرائيل الحليف الأقوى للولايات المتحدة من التفرد بميزة التفوق في هذا المجال على بقية دول المنطقة سواء كان هذا التفوق في بناء قاعدة تكنولوجية متطورة أو بلوغ القدرة على صناعة السلاح النووي ، ومهما كانت درجة التحالف الأمريكي مع إيران في ذلك الوقت إلا أنها ظلت بمستوى أقل من درجة التحالف مع إسرائيل ، فما قدمته الولايات المتحدة لإيران من خبرات وموارد ساعدها على إذكاء تطلعها الدائم نحو التفوق النوعي على الجميع بعنصر فعال إضافي وهو امتلاك قدرة الردع النووي .
(4) بعد تفجر الثورة الإيرانية في عام 1979م ونجاحها في القضاء على حكم الشاه فرضت الولايات المتحدة حظراً على تصدير التكنولوجيا النووية إلى إيران ودعت كلاً من ألمانيا وفرنسا إلى عدم استئناف التعاون النووي مع إيران . علاوة على ذلك فقد غادر العديد من علماء الذرة الإيرانيين البلاد عقب الثورة الاسلامية , الامر الذي جعل البرنامج النووي الايراني يعيش في حالة من الجمود حتى منتصف الثمانينات .
ب . المرحلة الثانية . مع قيام الثورة الإسلامية ، دخل البرنامج النووي الإيراني إلى مرحلة جديدة مختلفة تماماً . ففي الفترة الممتدة ما بين قيام الثورة وحتى منتصف الثمانينات، أصاب الجمود جميع الأنشطة النووية الإيرانية ، حيث اتخذ القادة الثوريون الإيرانيون ، وفي مقدمتهم آية الله الخميني موقفاً سلبياً تجاه الطاقة النووية . أضف إلى ذلك، إن الولايات المتحدة وألمانيا والدول الغربية الأخرى رفضت مواصلة التعاون مع إيران في المجال النووي ، وفرضت حضراً شاملاً ضد إيران في كافة مجالات التسلح ، كما تعرضت المنشآت النووية الإيرانية للقصف الجوي والصاروخي العراقي أثناء الحرب . وعلى الرغم من الانتكاسة التي شهدها البرنامج النووي الإيراني في بداية العهد الثوري ، إلا أن إيران استمرت في تشغيل محطة بوشهر النووية ، وظل يعيش في موقع المنشأة عدد ما بين ( 300 400 ) إيراني يتولون أعمال صيانتها ، كما إن هناك مرافق تتسع لحوالي 2000 عامل ، بالإضافة إلى إمكانية تقديم خدمات لـ 2000 عامل آخرين .
جـ.. المرحلة الثالثة . وتبدأ عام 86 م عقب إعلان آية الله الخميني التزام بلاده بمواصلة تطوير قدراتها النووية فيما جاء بمثابة مقدمة لنشاط إيراني مكثف في هذا المجال . واتخذ هذا النشاط مسارات أربعة هي :
(1) توسيع دائرة التعاون النووي مع الدول الأجنبية لا سيما مع الأرجنتين والصين وكوريا الشمالية وباكستان والهند . حيث وقعت إيران اتفاقاً مع باكستان عام 86م للتعاون في المجالات النووية العسكرية تقوم باكستان بمقتضاه بتدريب العلماء الإيرانيين والمساعدة في البرنامج النووي الباكستاني .
(2) كما وقعت إيران اتفاقاً مع الأرجنتين عام 87م للحصول على وقود نووي من اليورانيوم المخصب غير المخصص للأغراض العسكرية لمفاعل طهران التجريبي، ثم اتفقت إيران مع جنوب أفريقيا خلال الفترة من 88 89 على الحصول على كميات كبيرة من اليورانيوم المركـــز .
(3) في ديسمبر 89 م وقعت إيران اتفاقاً للتعاون الاستراتيجي مع كوريا الشمالية خلال زيارة سرية قام بها وفد إيراني رفيع المستوى برئاسة علي خامنئي الذي كان يشغل منصب رئيس الدولة آنذاك إلى ( بيونج يانج ) وركز الاتفاق بصفة خاصة على تبادل المعلومات العسكرية والعلمية في مجال الصواريخ والتكنولوجيا النووية بين البلدين .
(4) توسيع البنية النووية الأساسية في البلاد حيث افتتحت إيران مركزاً جديداً للأبحاث النووية في مدينة أصفهان ، بالإضافة إلى محاولة الحصول على مفاعلات نووية من جهات مختلفة أو تجميعها على مراحل متعددة .
(5) تطوير القدرات الفنية والعلمية للعاملين في المجال النووي ، فقد عملت الحكومة الإيرانية على استقدام علماء الذرة الإيرانيين الذين غادروا البلاد عقب قيام الثورة الإسلامية كما اهتمت بإرسال العديد من الباحثين النوويين الإيرانيين إلى الخارج لتلقي تدريب عملي متقدم ، ولعبت باكستان دوراً هاماً في هذا المجال من خلال قيامها باشراك العديد من العملاء الإيرانيين في البرنامج النووي الباكستاني وإعطائهم معلومات هامة في بناء الأسلحة النووية عن طريق التدريب العملي في مفاعل كاهوتا الباكستاني .
(6) رفع مجالات البحث والتطوير في المجال النووي ، حيث جرى الاهتمام بالدخول إلى عمل الأبحاث الخاصة بالوقود النووي والتي انقسمت إلى ثلاثة أنواع :
( أ ) تخصيب اليورانيوم .
(ب) إعادة معالجة الوقود النووي غير المشع كيماويا لاستخراج البلوتونيوم .
(جـ ) تخصيب اليورانيوم بالليزر .


الأهداف والدوافع المحركة للبرنامج النووي الإيراني


6. تتحرك السياسة النووية الإيرانية في إطار مجموعة معقدة من الدوافع والنوايا بعضها معلن والبعض الآخر منها غير معلن ، وعلى الرغم من أن العديد من الساسة الغربيين والإسرائيليين يعتقدون أن الدافع الرئيسي المحرك للبرنامج النووي الإيراني يتمثل في السعي إلى إنتاج القنبلة النووية إلا أن المسئولين الإيرانيين يشددون دوما على أن البرنامج النووي الإيراني يندرج فقط في إطار الرغبة في الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ، وتتمثل الأهداف والدوافع للبرنامج النووي الإيراني في التالي :
أ . الأهداف الاقتصادية . يركز المسؤولون الإيرانيون على دوافع وأهداف البرنامج النووي الإيراني على الصعيد الاقتصادي ، حيث تذهب تقديرات الحكومة الإيرانية إلى أن البرنامج النووي لإيران يرمي إلى تأمين 20 % من طاقتها الكهربائية بواسطة المولدات النووية وذلك لتخفيف استهلاكها من الغاز والنفط ولا سيما أن الزيادة السكانية العالية وخطط التنمية الاقتصادية سوف تزيد من معدلات الطاقة في إيران ، وتشير الحكومة الإيرانية على إنها لا تسعى فقط إلى الحد من نسب الزيادة في استهلاك الطاقة ولكنها تسعى أيضا إلى تخفيف النسب الحالية من اجل توفير ثروتها القومية من النفط والغاز الطبيعي بهدف توجيهها نحو التصدير من اجل الحصول على العائدات المالية ، ويؤكد المحللون الأمريكيون والغربيون إلى أن المفاعلات النووية سوف تتكلف مليارات الدولارات بالعملة الصعبة وهي ليست ذات فائدة كبيرة من الناحية الاقتصادية بالنسبة لدولة مثل إيران تمتلك مخزونا ضخما من النفط والغاز ممكن استغلاله لتوليد الكهرباء بتكلفة لا تتعدى 18- 20% من تكلفة الكهرباء النووية في ظل أسعار السوق علاوة على ذلك فان إيران ركزت على إنشاء مفاعلاتها في منطقة واحدة جنوب البلاد بعيدا عن المدن الإيرانية والمنشآت الصناعية في شمال البلاد .
ب. الدوافع العسكرية . ينكر الساسة والمفكرون الاستراتيجيون الإيرانيون بشدة أن تكون وراء البرنامج النووي الإيراني أية أغراض أو أهداف عسكرية، إلا أن هناك ما يشبه الإجماع على أن هناك دوافع عسكرية وراء البرنامج النووي الإيراني ، حيث أن الأهداف العسكرية تعد الأكثر أهمية لهذا البرنامج ، ومن المؤكد أن العوامل الأكثر خطورة وأهمية والمحركة للتفكير السياسي والاستراتيجي الإيراني في الفترة الراهنة تتمثل في الدروس المستفادة من الحرب العراقية الإيرانية والتهديدات الأمريكية الإسرائيلية لإيران حيث تعرضت إيران أثناء حربها مع العراق لقصف كيميائي . وقد توقع المسؤولون الإيرانيون إمكانية التعرض إلى ما هو أسوأ من القصف الكيميائي والبيولوجي في المستقبل ، وفي الوقت الراهن تزداد العديد من التهديدات الفعلية والمحتملة التي تستشعرها إيران من جانب كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والعراق في المستقبل ، ومن ناحية أخرى يشير بعض الباحثين في الشئون الأمنية الإيرانية إلى انه على الرغم من أن إيران لم تتخذ بعد قرارا حاسما بشأن الأسلحة النووية ورغم أن قرار طهران في هذا المجال ممكن التراجع عنه إلا أن اتجاه القيادة الإيرانية نحو الخيار النووي ربما كان ناتجا عن العزلة الدولية والإقليمية التي تعاني منها إيران .

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس