الموضوع: حرب العصابات
عرض مشاركة واحدة

قديم 30-04-09, 08:35 AM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

ينبغي الضرب باستمرار. يجب عدم ترك جندي العدو يغمض جفنه في منطقة العمليات. يجب مهاجمة المخافر وتصفيتها بطريقة منهجية. يجب إعطاء العدو الانطباع بأنه مطوَّق في كل لحظة، ويتم ذلك نهاراً في الأرض الوعرة الشَجِرة، وليلاً في الأرض المنبسطة أو سهلة المسلك للدوريات. يقتضي كل ذلك تعاون السكان تعاوناً كلياً، كما يقتضي معرفة كاملة بالأرض. يتبادر هذان الشرطان إلى النظر في كل دقيقة من حياة المغاور. لذلك ينبغي إقامة مراكز دراسة لمناطق العمليات الحالية أو المستقبلة، والنهوض في الوقت ذاته بعمل جماهيري كثيف، مع شرح دواعي الثورة وغاياتها، ونشر الحقيقة التي لا مراء فيها وهي أنه يستحيل، في النهاية، الظفر على الشعب. إن من لا يشعر بهذه الحقيقة المطلقة لا يمكن أن يكون مغاوراً.
يجب في البدء أن يحمل هذا العمل محمل الكتمان. يجب أن يطلب من كل فلاح من كل فرد من المجتمع الذي نعمل فيه، أن لا يبدي أي تعليق عما يرى أو يسمع. ويتم البحث في وقت لاحق عن مساعدة السكان الذين تتوافر أمتن الضمانات عن إخلاصهم للثورة. ويُستخدمون من ثم في مهمات الارتباط ونقل البضائع أو الأسلحة، ويفيدون كأدِلاء في المناطق التي يعرفونها. ويمكن الوصول أخيراً إلى عمل جماهير سبق تنظيمها في مناطق النشاط، وتكون نتيجته النهائية الإضراب العام.
الإضراب عامل في المقام الأول من الأهمية في الحرب الأهلية. لكن الوصول إليه يستلزم سلسلة من العوامل الثانوية. وهذه العوامل ليست حاضرة دائماً ولا تتوفر بصورة عفوية إلا في حالات قليلة جداً. ينبغي استحداثها بشرح دواعي الثورة، بالتدليل على قوة الشعب الحقيقية وإمكاناته.
ويمكن الاستعانة أيضاً بجماعات معينة، شديدة التجانس. فبعد أن تكون قد أثبتت فعاليتها في أعمال أقل خطراً، تبدأ بأعمال التخريب. إنه سلاح ماض آخر في حرب الغوار: يمكن به إنزال الشلل بجيوش كاملة، والاضراب في الحياة الصناعية لإحدى المناطق، وحرمان سكان مدينة من العمل والماء والموصلات وإرغامهم على هجران الشوارع إلا في ساعات معينة.
فإذا ما تم التوصل إلى ذلك تدنت معنويات العدو أكثر فأكثر، ومعها معنويات وحداته المقاتلة، وتماثلت الثمرة إلى النضج لقطافها في اللحظة المرغوبة.
يفترض ذلك أن تكون الأرض التي أدركها نشاط الغوار قد اتسعت سابقاً، لكنه ينبغي ألاّ يبالغ أبداً في توسيعها. يجب الاحتفاظ دوماً بمأرِز عمليات قوي والاستمرار في توطيده طوال مدة الحرب. يجب تلقين سكان المنطقة، والاحتراز من أعداء الثورة الألِدَّة، واستكمال كافة الوسائل الدفاعية البحتة، داخل هذه الأرض، كالخنادق والألغام والموصلات.
ومتى بلغت الغوار قِواماً ذا شأن من سلاح ورجال، عليها أن تجنح إلى تشكيل أرتال جديدة. وعلى نحو ما يحصل في خلية النحل، حيث تنفصل ملكة جديدة في وقت معين، وتذهب في جزء من الثول، فإن الخلية الأم في الغوارة، مع أهم قائد فيها، تمكث في المنطقة الأقل خطراً، بينما تتوغل الأرتال الجديدة في مناطق عدوة أخرى، وفق النهوج[25] الذي وصفناه.
ويأتي وقت تصبح فيه الأرض التي تحتلها الأرتال المختلفة أصغر من أن تستوعبها، في حين توجه هذه الأرتال قوى عاتية إبان تقدمها نحو المناطق التي يقبض عليها العدو قبضاً شديداً. في هذه الحالة، تتألب الأرتال، وتكافح في جبهة متراصة، فإذا بها حرب تحاصن، حرب جيوش نظامية، غير أن جيش الغوار القديم لا يستطيع الانفصال عن مأرِزه. ينبغي عندئذ تشكيل أرتال غوارية جديدة وراء خطوط العدو، تنهج مثل سابقتها وتتوغل شيئاً فشيئاً في هذه المنطقة الجديدة حتى تسيطر عليها.
وبذلك نصل على مرحلة الهجوم، محاصرة المواضع، وإنزال الهزيمة بإمدادات العدو، نصل على نشاط الجماهير المتزايد شدَّةً كل يوم في سائر أرجاء الوطن، وإلى هدف الحرب النهائي: الظفر.






3 – صيالة حرب الغوار
الصيالة هي الوسيلة العملية لمتابعة الأهداف الريادية الكبرى.
إنها متمم الريادة وهي، على نحو ما، وضعها موضع التنفيذ. فالوسائل الصيالية أكثر قابلية للتحول وأكثر مرونة بكثير من الأهداف النهائية، وعليها أن تتكيف بكل واحد من ظروف الصراع. وخلال حرب واحدة، توجد ثمة أهداف صيالية ثابتة وأخرى متحولة. وينبغي قبل كل شيء مراعاة تصويب نشاط الغوّارة على نشاط العدو.
جؤول الغوارة هو مائزتها[26] الأساسية، وهو يسمح لها أن تصل بدقائق معدودة بعيداً عن مكان العمل، وإذا لزم الأمر، أن تغدو في بضع ساعات بعيدة عن منطقة العمليات، فيتيح لها ذلك أن تغير جبهتها باستمرار وتتجنب كل تطويق. وحسب أطوار الحرب المختلفة، تستطيع الغوارة أن تمارس التراجع فقط للإفلات من الطوق. التطويق هو الوسيلة الوحيدة لإرغام الغوارة على خوض معركة حاسمة تكون غير مؤاتية لها على نحو بليغ. كما يمكَّن الغوارة أيضاً أن تخوض قتالات لتضاد التطويق: يدع فريق صغير من الرجال نفسه ليطوقه العدو في الظاهر، بينما يجد العدو نفسه فجأة وقد طوقته قوى تفوقه عدّاً. أو يُستخدَم الفريق الصغير من الرجال المتحصِّن في موضع منيع، كطعم، بينما يتم تطويق وإبادة العتاد وكافة الجنود الآتين لنجدة الجيش النظامي. تسمى هذه الحرب الجائلة "مينويتو" تشبيهاً لها بالرقصة التي تحمل الاسم ذاته. يحاصر المغاوير مثلاً رتلاً عدواً إبان السير، واضعين خمسة أو ستة رجال في كل من الجهات الأربع، بعيدين عن بعضهم بعضاً بكفاية لكي لا يقعوا في التطويق. تباشر إحدى هذه الزمر القتال. فيتركز الرتل العدو عليها تلقائياً. يتراجع هؤلاء المغاوير وعندئذ، مع بقائهم في تماس بالعدو ويبدأ الهجوم ثانية من زمرة أخرى، فيجدد الجيش حركته السابقة ويتراجع المغاوير ثانية. يمكن على هذا النحو دون خطر كبير، تجميد رتل عدو وجعله يستنفد كمية كبيرة من الذخيرة وتحطيم معنوياته.
تطبق المهانة ذاتها في الليل، لكن بمزيد من الاقتراب، ومن الهجومية، لأن التطويق آنئذ أصعب. العمل الليلي هو مائزة هامة أخرى لحرب الغوار: إنه يسمح بالتقدم أقرب ما يمكن من المواضع المزمع مهاجمتها، وبالتجول في المناطق غير المعروفة جيداً حيث توجد مخاطر الوشاية. من المفهوم، نظراً لقلة العدد، أن هذه الهجمات لا بد من وقوعها دوماً بالمفاجأة، وهذا ما يهب تفوقاً عظيماً ويتيح للمغاوير إنزال الخسائر بالعدو دون مقابل في صفوفهم. ففي قتال يقف فيه مئة رجل في جانب وعشرة في الجانب الآخر، لا يمكن أن تتعادل الخسائر. خسائر العدو قابلة التعويض في كل لحظة، وهي، إذا استرسلنا في مثالنا، توافق 10 % من العدد. أما خسائر الغوارة فإن تعويضها يستلزم وقتاً أطول لأن المغاور جندي ذو تخصص عال وخسارته تعادل 10 % من مجموع العدد.
لا يُترك جندي ميت من الغوار أبداً طريحاً بسلاحه وذخيرته، وما أثمنهما في النضال. إن واجب كل مغاور، عندما يصرع أحد رفاقه، هو أن يستعيد السلاح والذخيرة. فالعناية التي تبذل للذخيرة، والمدارة التي تحاط بها، هما بالضبط مميز آخر لحرب الغوار. فيمكن في قتال بين غوارة وقوة نظامية، تحديد هوية الطرفين من طريقتيهما في إطلاق النار: تركيز كبير للنار لدى الجيش النظامي، ورمي متباعد ودقيق لدى المغاوير.
وقد حدث أن أحد أبطالنا، وهو متوفى الآن، قد استعمل رشاشه حوالي خمس دقائق دون مباعدة بين الرشَّات، فاختلط الأمر على قواتنا من جراء هذه الوهازة[27] في الرمي التي حملتهم على الظن أن ذلك الموضع المفتاح قد سقط في أيدي العدو. إنها إحدى المناسبات النادرة التي لم نحاول فيها توفير الذخيرة، نظراًً لأهمية النقطة المدافع عنها.
هناك مائزة جوهرية أخرى للمغاور، هي قابليته للتكيف بكل الظروف ولتحويل كل الحوادث العارضة إلى عناصر مؤاتية. فالمغاور، إزاء جمود طرائق القتال النهجية، يرتجل صيالته في كل لحظة من النضال ويفاجىء العدو باستمرار.
إن مواضع المغاور هي مطاطة قبل كل شيء. إنها نقاط محددة لا يستطيع العدو أن يجوزها، ونقاط إلهاء. كثيراً ما تلاحظ الدهشة تعتري العدو عندما يتبين له، من بعد تقدمه بانتظام واجتيازه المعاثر بسهولة، أنه قد أوقف فجأة وتعذر عليه السير قُدُماً. مرد ذلك إلى أن المغاوير يتخذون مواضع لا تُنَال، إذا ما أتيح لهم إجراء دراسة جدية للأرض. ليس المهم هو عدد المهاجمين، بل المهم عدد المدافعين. فإذا كان عددهم كافياً أمكنهم أن يقوموا كتيبة، والنجاح حليفهم في أغلب الأحيان، إن لم نقل دائماً. إن مهمة القادة الكبرى هي الحكمة في اختيار المكان والزمان اللذين يمكن الدفاع فيهما عن أحد المواضع حتى النهاية.
تختلف مِهانة الهجوم هي الأخرى بالنسبة للغوارة: يبدأ الهجوم مفاجئاً، حانقاً، لا يرحم، ليتجمد بغتة في سلبية مطبقة. يتماثل من بقي حياً من الأعداء إلى الاطمئنان، ظناً منهم أن العدو قد انقلع، فيرتاحون ويعودون إلى حياة منتظمة داخل الثكنة أو المدينة المحاصرة، فإذا بهجوم جديد ينفجر، في نقطة أخرى، متصفاً بالموائز عينها. هذا في حين تقبع معظم قوى الغوارة تراقب نجدات العدو المحتملة. وقد يُشن هجوم عنيف أحياناً على مخفر يحرس حياً فيسقط بين أيدي المغاوير. المفاجأة والسرعة هما الشيء الجوهري في الهجوم.
إن أعمال التخريب ذات أهمية عظيمة جداً. ينبغي التمييز بوضوح بين التخريب كوسيلة ثورية عالية النجاعة وبين الإرهاب وهو وسيلة يغلب عليها عدم النجاعة بصورة عامة وهي ذات نتائج لا يمكن التنبؤ بها، وكثيراً ما تحدث ضحايا بين الناس الأبرياء، وتكلف عدداً كبيراً من الأرواح المفيدة للثورة. يمكن اعتبار الإرهاب وسيلة مقبولة إذا استخدم لمعاقبة قائد مرموق من قوى الاضطهاد، إشتهر ببغيه وبفعاليته في القمع وعُرف أن ثمة فائدة في إزالته من الوجود. ولن يلجأ أبداً إلى إعدام أفراد قليلي الأهمية، يستتبع موتهم مزيداً من القمع.
هناك نقطة يختلف حولها كثيرون في تقدير الإرهاب. يعتبر بعضهم أن مجرد إثارة الاضطهاد المباحثي واستمضائه يعيق كل اتصال علني إلى حد ما – أو نصف سري – مع الجماهير، فيجعل إعادة تأليب الجماهير مستحيلة، من أجل اعمال تضحى ضرورية في حينها. هذا صحيح بحد ذاته. ولكنه يتفق خلال حرب أهلية، ولدى سكان معينين، أن يكون القمع قد بلغ مبلغاً من الشدة ينتفي معه في الواقع أي نوع من الأعمال الشرعية. يستحيل العمل الجماهيري عندئذ ما لم يكن مدعوماً بالسلاح. ينبغي إذاً إعارة اهتمام كبير لأختيار الوسائل التي ستتّبع، وتحليل النتائج المؤاتية التي يمكن أن تجرها هذه الوسائل على الثورة. فالتخريب، بكل حال، هو دوماً من أمضى الأسلحة إذا أُحسِن استعماله. يجب عدم استخدامه لتعطيل وسائل إنتاجية تدع قطاعاً من السكان مشلولا، أي تحدث البطالة، دون أن تشل حركة المجتمع المنتظمة. بعبارة أخرى، فمن المضحك مثلاً تخريب معمل للمرطبات[28]، بينما يكون تخريب مركز كهربائي ناجعاً ومنصوحاً به.
ففي الحالة الأولى يحصل ترحيل بضعة عمال، لكن ذلك لا يغير مجرى الحياة الصناعية في شيء. أما في الحالة الثانية، فيحصل ترحيل العمال أيضاً، إلاَّ أنه يجد تبريره الكامل في الشلل التام لحياة المنطقة. سوف نعود في ما بعد إلى مِهانة التخريب.
الطيران سلاح ذو حظوة في الجيش، لكن ليس له عمل حقيقي في الطور الأول من حرب الغوار، عندما يكون الرجال قلة مبعثرة في منطقة وعرة. يغدو الطيران ناجعاً عندما يخرب بصورة منهجية وسائل الدفاع المنظمة والمرئية، وليس هذا واقعاً في نمط حربنا. إنه ناجع أيضاً أثناء سير الأرتال، في الأرض السهلة أو رديئة الوقاية، ولكنه يمكن استبعاد هذه المسألة بسهولة بإجراء السير ليلاً. إن النقل، على الطرق أو على السكك الحديدية، هو إحدى نقاط ضعف العدو. يستحيل عملياً مراقبة طريق أو سكة حديدية متراً متراً. يمكن وضع شحنة كبيرة من المتفجرات في أي مكان، فتعطل السبيل، أو تنفجر عند مرور ناقلة[29] عليها، فتحدث بالإضافة إلى تعطيل السبيل خسارة كبيرة في الرجال والعتاد.
مصادر المتفجرات متنوعة جداً: يمكن استقدامها من الخارج، واستعمال القنابل التي أطلقها العدو ولم تنفجر، أو صناعتها في معامل خفية داخل منطقة الغوار. والمِهانات المتبعة لتفجيرها متنوعة أيضاً. وتتعلق صناعة المتفجرات كذلك بظروف الغوارة.
كنا نصنع في معاملنا البارود ونستخدمه كمتفجر، وقد اخترعنا عدة أجهزة لتفجير هذه الألغام في الوقت المرغوب. كانت أفضل النتائج تحصل من الأجهزة الكهربائية. إلاَّ أن أول لغم فجرناه كان قنبلة ألقتها طائرات العدو، وقد حشوناها بمتفجرات مختلفة. أسنِدَت هذه القنبلة ببندقية ربط بزنادها مرس. فلما مرت مدرعة عدوة شددنا المرس ففجرت الطلقة القنبلة.
يمكن إتقان هذه المِهانات إلى حد بعيد، وقد علمنا أنهم في الجزائر مثلاً يستعملون حالياً ضد الحكم الاستعماري الفرنسي، ألغاماً مسيرة عن بعد تنفجر على مسافة كبيرة من نقطة إطلاقها باللاسلكي.
إن الاختباء في الدروب لتفجير الألغام ثم إبادة من يبقى حياً هو مهانة عظيمة المردود للتمون بالسلاح والذخيرة، لأنه لا يبقى للعدو وقت لاستخدامها ولا للهروب، فيمكن بلوغ نتائج ذات شأن باستعمال ذخيرة ضئيلة جداً.
تضطر هذه الأعمال المرهقة العدو إلى تعديل صيالته. وسوف يطفق يجري تنقلاته بأرتال آلية حقيقية وليس في ناقلات منفردة. إلاَّ أنه يمكن، إذا أحسن اختيار الأرض، الوصول إلى ذات النتيجة، بتقطيع أوصال الرتل وتركيز القوى على ناقلة واحدة منه. ينبغي في هذه الحالة عدم التجاوز عن العناصر الجوهرية لصيالة حرب الغوار: المعروفة الكاملة بالأرض، ومراقبة سبل التملَّص وكافة الدروب الثانوية، ومعرفة سكان المنطقة وحيازة تأييدهم الكامل من أجل التموين والنقل وإيواء الرفاق الجرحى خفيةً، بصورة مؤقتة أو دائمة، وأخيراً، التفوق العددي في نقطة معينة، وقابلية عظيمة للجؤول، وتوفر الاحتياطات.
فإذا ما اجتمعت كل هذه الشروط، أعطى الهجوم المفاجىء على سبل مواصلات العدو نتائج ذات شأن.
يؤلف الموقف الواجب التزامه تجاه بني الإنسان كافة عنصراً جوهرياً في صيالة الغوار. إن كيفية معاملة العدو هامة بحد ذاتها: يجب أن يكون الهجوم صارماً لا هوادة فيه، ومثله الموقف إزاء كافة العناصر الحقيرة التي تتعاطى الوشاية والغيلة. إلا أنه ينبغي التوسع في الرحمة جهد المستطاع إزاء الجنود الذين يذهبون للقتال قياماً – أو ظناً منهم أنهم يقومون – بواجبهم العسكري. لا أسرى عند عدم وجود مآرِز عمليات كبيرة أو أمكنة منيعة. يجب عندئذ إعادة الحرية إلى الباقين أحياء، ومعالجة الجرحى منهم بكافة الوسائل الممكنة. يجب أن يرتكز السلوك نحو السكان المدنيين على احترام كبير لكافة تقاليد وعادات أهالي المنطقة، للتدليل العملي على تفوق المغاور أخلاقياً على الجندي المضطهِد. وفي ما عدا حالات خاصة، ينبغي عدم إجراء العدالة مجراها دون إعطاء المذنب إمكان الدفاع عن نفسه.





 

 


   

رد مع اقتباس