عرض مشاركة واحدة

قديم 12-05-09, 01:57 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

مدافع كهرومغناطيسية


في هذه الأثناء تستمر الأبحاث لإيجاد مدافع دبابات من الأنواع الكهرومغناطيسية التي يُتوقّع أن تطلق مقذوفات بسرعات أكبر من 2500م-ث، مما يجعلها أكثر فاعلية من أي طراز آخر من المدافع الأخري.

ولأن المدفع الكهرومغناطيسي يحتاج إلى طاقة كهربائية عالية، فإنه يناسب بشكل خاص الاستخدامات المضادة للطائرات، نظراً لزيادة مداه عن المدفع العادي، ولكن مازالت هناك مشاكل كبيرة في تصنيع المدفع الكهرومغناطيسي تجري دراستها الآن بجدية. من هذه المشاكل على سبيل المثال التأثيرات البالستيكية الخارجية والقصوى للمقذوفات ذات السرعات العالية، كما أن هناك مشاكل في وحدة التحكُّم في إطلاق النيران .. وغير ذلك من المشاكل، لهذا فإنه لم يتم حتى الآن إلاّ إطلاق مقذوفات صغيرة بسرعة 3 كم-ث بهذه التكنولوجيا. وفكرة إنتاج طاقة عالية متحركة في الميدان، لإطلاق مقذوفات من الدبابات، سوف تؤدي بالتأكيد إلى تصوُّر جديد للدبابات يختلف عما هو معروف الآن.

بشكل عام، نستطيع القول إن أعمال التطوير تصبّ على زيادة فاعلية قوة النيران في الدبابة، وتركّز الأعمال التطويرية الجارية على إيجاد أجهزة إدارة للنيران بشكل يمكِّنها من إصابة الهدف من الطلقة الأولى، وإيجاد أجهزة فائقة القدرة تعمل بالليزر لقياس المسافات مثل ليزر ثاني أوكسيد الكربون، وكذلك استبدال أجهزة الرؤية الليلية والنهارية الحرارية بأجهزة كهروضوئية حرارية، وتطوير أجهزة الاتزان لجميع معدّات الدبابة، لتحقيق الاتزان لها وتطوير أجهزة التعمير الآلي لتقليل الزمن اللازم للإطلاق.

بشكل عام، فإن الأعمال التطويرية للدبابات الحالية، وفيما يتعلق بقوة النيران، تركّز على أنه لكسب المعركة وتحقيق التفوُّق يجب أن يكون قائد الدبابة قادراً على تصويب مدفعه بدقة وبسرعة وعلى أمداء كبيرة. والنظم الفرعية التي تحقق تلك المهمة تعتبر حيوية وهامة، وتشتمل تلك النظم الفرعية على مستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء والتصوير الحراري ti، ومستشعرات لقياس التغيُّرات الجويّة، مثل: سرعة الرياح واتجاهها، ونظم التصويب، مثل:
جهاز الرؤية الحيوي المستقل للقائد Citv،
وجهاز التصوير الرئيس للرامي، ونظم الإجراءات المضادة، وآليات لتحريك المدافع، ونظام لإدارة الذخيرة وتعميرها.

ويتم التكامل بين تلك المستشعرات المتنوعة والنظام من خلال شبكة معلومات قادرة على المعالجة المنفصلة، وكذلك تحقيق الوفرة في الأجهزة ووسائل ربطها، بحيث تحقِّق انتظام أداء النظام بالكامل في حال تدمير أحد مكوّناته أو عطلها عن العمل.

تطويرات أخرى


بالإضافة إلى ما سبق وذكرناه، فقد أدّت أعمال التطوير على نظام إدارة النيران Fcs إلى زيادة الدقة على مسافات كبيرة، وسرعة الاشتباك، والقدرة على تتبٌُّع ومطاردة الهدف، كما أدى استخدام تقدير المسافة بالليزر والمستشعرات الأخرى، مثل: جهاز قياس سرعة الرياح واتجاهها،
وأجهزة الاستقرار لكل من السبطانة (المدفع الرئيس)،
وأجهزة التصويب، والوحدة الإلكترونية للسيطرة على النيران التي تقوم بحساب التصحيحات اللازمة طبقاً لنوع الذخيرة والتغيُّرات الجوية .. أدى ذلك كله إلى تحسين دقة الإصابة بدرجة كبيرة، سواء كان الاشتباك أثناء المعارك أو الثبات.
ومع تزايد استخدام الحوّامات ضد الدبابات، تنصبّ الجهود الآن على تمكين الدبابة من مهاجمة الحوّامات بقذائف متفجرّة خصوصاً على مسافات قصيرة نسبياً وتزويد الدبابة بقدرات دفاعية ضد الحوامات باستخدام مدفعها الرأسي، أو بإضافة صواريخ مضادة للحوامات في مستودعات خارجية أو تُطلق بواسطة المدفع الأساسي، وقد تحقّق تقدُّم ملحوظ في هذا الشأن، وكمثال نذكر أن إحدى الشركات العسكرية الأمريكية قدّمت مؤخراً مفهوماً جديداً للدبابة القتالية، وهذا المفهوم يتبنى تصميماً جديداً لدبابة القتال الرئيسة، بحيث تكون مزوّدة بصواريخ متعددة المهام تنطلق رأسياً، وذلك بالإضافة للتسليح الأساسي في الدبابة من مدافع متعددة العيارات، وبذلك تصبح الدبابة منصة قتالية متعددة المهام، بحيث يمكنها إطلاق قذائف من المدفعية والصواريخ في الوقت نفسه، وبالتالي يمكن للدبابة أن تشترك في القتال البري والجوي ضد الطائرات العمودية أو ثابتة الجناحين في وقت الاشتباك نفسه.

نماذج


ولنأخذ فكرة عن سير نتائج أعمال تطوير الدبابات بشكل عام، وزيادة فاعلية نيرانها بشكل خاص، نتوقف بشكل سريع عند طرازين من الدبابات، أولهما: الدبابة البريطانية "تشالينجر 1"؛ فقد أدّت أعمال التطوير عليها باستخدامها برجاً جديداً ومدفعاً تم تركيبهما على هيكل الدبابة، وصار بالإمكان تزويدها بمجموعة توليد قوة صُمّمت للعمل في المناطق الصحراوية والحارة، ثم ظهرت الدبابة "تشالينجر 2" التي اعتُبرت من أكثر الدبابات المتطورة في جيلها بعد أن خضعت أنظمة الرمي فيها إلى اختبار وتطوير طويلين أدّيا إلى تكامل في أنظمة الرمي، والدقة في التصويب، وأنظمة التحكُّم فيها، وأنظمة البرج.

أما الدبابة "ديزرت تشالينجر"، التي تعدّ أحدث نموذج في عائلة دبابة تشالينجر، فهي تجسيد أكثر تطوُّراً لمفهوم "تشالينجر 2"، وقد صُمِّمت للوفاء بالمتطلبات القاسية لحرب الصحراء، وفي الاختبارات القاسية التي أُخضعت لها أثبتت قدراتها الفائقة في مجال دقة الإصابة وكثافة النيران، إذ أطلقت (190) طلقة من السلاح الرئيس نحو الأهداف على مديات تتراوح من 2 كم إلى 5 كم، وقد شمل التطوير في هذه الدبابة شاشة العرض التكتيكية الخاصة بالقائد، بالإضافة إلى تحسين الرؤية، وقد تم استبدال المدفع الذي كان موجوداً في دبابات الجيش البريطاني عيار 7،62 ملم بمدفع رشاش عيار 12،7 ملم على السطح.

أما الطراز الثاني فهو: الدبابة الأمريكية "أبرامز س MIA2"، فبرغم أنها لا تزال الأفضل في العالم، إلاّ أن الجيش الأمريكي بدأ يلمس محدودية حركيتها ونيرانها وقابليتها للنقل، كونها صُممت في السبعينيات، لذلك بدأت عمليات تحديث واسعة عليها شملت فيما شملته تعديل الكومبيوتر الخاص بالقيادة والرمي بزيادة طاقته، وسعة الذاكرة فيه، وتزويده بذاكرة إضافية تشمل خرائط رقمية.

وقد تم تطوير شامل لأنظمة التسليح في الدبابة، بحيث ظهر نظام جديد مايزال غير معروف تماماً، وهذا ما تبدى في الاختبارات التي أُجريت على الدبابة بعد تعديلها بتاريخ 2-2-2002م، إذ أطلقت الدبابة خلال ساعة واحدة فقط (207) طلقات بدون توقُّف، وعلى أهداف بأبعاد مختلفة، وحققت دقة في الإصابات بلغت 89 ، 95 بالمئة، بما في ذلك إصابتها لحوّامات مضادة للدبابات كانت تحلِّق على ارتفاعات غير قليلة.

هذا النجاح للدبابة "أبرامز س MIA2" في الاختبارات من جهة فاعلية نيرانها ودقة إصاباتها، جعل البحرية الأمريكية تعتمدها كسلاح رئيس، وعدلت عن قرار سابق كانت قد اتخذته باستبدال هذه الدبابة بدبابات من طراز جديد، وسوف تبقى هذه الدبابة هي السلاح المعتمد في البحرية الأمريكية حتى عام 2011م.

وكمثال آخر، نذكر الدبابة الأمريكية M60، التي تعمل في جيوش (22) دولة في العالم، فقد أثبتت هذه الدبابة جدارتها في المعارك طوال أربعين سنة، ثم كادت أن تفقد قيمتها بعد ظهور طرز دبابات تتمتع بفاعلية نيران كبيرة لا تتوفر فيها، لذلك ومنذ عام 1987م بدأت أعمال التطوير عليها، وركّزت بشكل أساسي على أنظمة الرمي والنيران، فتم تطوير نموذج نظام السيطرة الأرضية M.B.T.130S، وهو عبارة عن برج المدفع الخاص بالدبابة، حيث تم تركيبه على هيكل مدرع ومزوّد
بنظام كومبيوتر فعّال للسيطرة، وأُضيف للنظام مدفع عيار (120) ملم بفوهة مصقولة، وكذلك نظام إلكتروني للسيطرة على الحرائق.

ويُعتبر المدفع (105) ملم رئيساً في الدبابة، ففي التطورات الأخيرة تم تثبيته بالكامل على رواسي العارضة الأفقية والعمودية لتحسين الأداء وسهولة التحكُّم، وتزويده بمبرد حراري لتجنُّب حدوث حرارة عالية أثناء الإطلاق الناري المستمر، مما يمكّن قائد الدبابة والرامي من اختيار الذخيرة المناسبة حسب ظروف المعركة. وخلال مسيرة تطوير هذه الدبابة تم تجهيزها بنظام فائق للسيطرة على إطلاق النار، وبنظام توجيه مدفعي عن طريق الليزر، وإضافة حاسوب باليستس ونظام بصري يعمل أيضاً بواسطة الليزر أثناء الليل.

وبعد .. "دبابات ذات فاعلية نيران وأنظمة رمي خارقة"، هذا هو شعار أعمال التطوير الجارية باستمرار على الدبابات، وبهذا التطوير يقولون إنه في عام 2015م على أبعد تقدير ستظهر دبابات بأنظمة رمي وتسليح مختلفة كلياً عن الدبابات الحالية، ومن يعش يرَ

المصادر
عبدالرحمن حمادي، تسارع أعمال التطوير في دبابات القتال الرئيسة، مجلة جند عمان، العدد (331)، فبراير 2004م.
أحمد موسى، من تاريخ الحرب العالمية الثانية، دار المنار، بيروت 1992م.
مجلة العلم والحياة الفرنسية، العدد (3)، 1990م.
محي الدين فرغلي، تطوير دبابات القتال الرئيسية بخبرات عاصفة الصحراء، مجلة الحرس الوطني، مايو 1999م.

 

 


   

رد مع اقتباس