عرض مشاركة واحدة

قديم 29-05-21, 06:44 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

في ضوء ذلك، لم يكن من المستغرب أن الحكومة التركية تولي أقصى درجات الاهتمام لجهود شركة "بيرقدار ماكينا" ومشروع "أكينسي" على وجه الخصوص، اهتمام ظهر في قرار الرئيس التركي في سبتمبر/ أيلول 2019 منح الشركة إعفاء من الضرائب على الصادرات وضريبة القيمة المضافة، ناهيك عن منحة تقدر بـ120 مليون دولار بهدف إنشاء مصنع جديد للدرونز، مع هدف واضح هو إنتاج 36 طائرة من طراز أكينسي خلال العامين القادمين.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



هذا البرنامج التركي الضخم والطموح لإنتاج الطائرات بدون طيار لا يمكن النظر إليه بحال بمعزل عن جهود أنقرة الأوسع لتأسيس صناعة دفاع محلية
ومن أجل تحقيق هذا الهدف الضخم، تتعاون "بيرقدار ماكينا" مع شركة "Ukrspecexport" الأوكرانية لتزويدها بالمحركات التوربينية المتطورة التي لا تزال تركيا عاجزة عن إنتاجها محليا على أن تحصل كييف في النهاية على 12 وحدة من الطائرات المتطورة بعد اكتمال عملية الإنتاج، وفيما يبدو فإن المسؤولين في أنقرة يترقبون بشدة دخول الطائرة الجديدة إلى الخدمة والتي يتم تعريفها على أنها "مقاتلة أرض – جو بدون طيار" وليس طائرة بدون طيار تقليدية، فمع القدرات المتطورة للطائرة في حمل القنابل وتوجيهها بدقة وإطلاق الصواريخ بمدى يبلغ 600 كيلومتر، من المرجح أنها ستحل محل طائرات "إف – 16" في العمليات التركية ضد حزب العمال الكردستاني، ناهيك عن كونها ستوفر لأنقرة إمكانات مراقبة جوية منخفضة التكلفة والمخاطر على مدار الساعة في مناطق بحر إيجة وشرق المتوسط.
ومع هذه النجاحات الكبيرة، لا يمكن تجاهل الإشارة إلى أن هذا البرنامج التركي الضخم والطموح لإنتاج الطائرات بدون طيار لا يمكن النظر إليه بحال بمعزل عن جهود أنقرة الأوسع لتأسيس صناعة دفاع محلية يمكن الاعتماد عليها وطموحها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسلحة، لذلك فإن مشروعات الصناعات الدفاعية التركية اليوم لا تقتصر على الطائرات بدون طيار وهي تشمل مجالات عدة تبدأ من المركبات والمدرعات البرية وتمر بالسفن البحرية ولا تنتهي عند المشاريع الفضائية الجوية، ففي مجال الصناعات البحرية على سبيل المثال أسست أنقرة عددا من المشروعات الضخمة وعلى رأسها "Istanbul Shipyard" و "Golcuk Naval Shipyard"، ونجحت في تأمين عقود تصدير بقيمة مليارات الدولارات مع باكستان وأندونسيا، وفي الوقت نفسه تقوم شركة "Sedef Shipbuilding" ببناء أول سفينة هجوم برمائية للبحرية التركية وهي الخطوة الأولى في مشروع طموح لإنشاء حاملة طائرات محلية، فيما تضطلع شركة الدفاع المرموقة "Otokar" بعدد من المشروعات الضخمة مثل تصنيع دبابة "ألتاي" التي اكتسبت سمعة جيدة في الأعوام الأخيرة، وتنشط شركة "أسيلسان" في مجال تصنيع الإلكترونيات الدفاعية وتقوم بتصدير منتجاتها إلى أكثر من 60 دولة حول العالم.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



تسعى تركيا لتعزيز اكتفائها الذاتي والتحرُّر من هيمنة مورِّدي الأسلحة الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة وألمانيا اللتين رفضتا عشرات الطلبات من أنقرةمن خلال تنشيط صناعتها الدفاعية المحلية، تهدف أنقرة إلى تحقيق عدة أهداف في آن واحد، وكما تشير مؤسسة "ستراتفور" المرموقة للدراسات الاستخباراتية، فإن أول هذه الأهداف هو توفير الأموال وتحفيز النمو الاقتصادي للبلاد، فمع امتلاك تركيا لثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو، فإن البلاد تحتاج إلى استثمارات ضخمة في المعدات خاصة في ظل رغبتها في التخلص من المعدات القديمة التي تعود إلى زمان الحرب الباردة، وفي هذا السياق، فإن امتلاك صناعة دفاع محلية متطورة سوف يوفر من عبء الفواتير الباهظة للإنفاق على المعدات والأسلحة الأجنبية، ناهيك عن إسهامه في تنمية القطاع الصناعي المحلي واقتصاد البلاد ككل.
بجانب ذلك، تسعى تركيا أيضا لتعزيز اكتفائها الذاتي والتحرر من هيمنة موردي الأسلحة الغربيين وخاصة الولايات المتحدة وألمانيا اللتين رفضتا عشرات الطلبات من أنقرة للحصول على الأسلحة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وهو يجعل تقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية هدفا حيويا لأنقرة، وأخيرا، ترغب أنقرة في استغلال صادراتها من الأسلحة كوسيلة لتعزيز حضورها في محيطها الجغرافي وتقديم نفسها كحليف يمكن الوثوق به للعديد من الشركاء ضمن خطتها الأوسع لاكتساب النفوذ.على مستوى هذه الأهداف جميعا، يبدو أن خطة أنقرة تؤتي ثمارها، وإن كان ذلك وفق جدول زمني أبطأ مما كانت تطمح إليه سواء بسبب القيود الاقتصادية أو المنافسة الضخمة التي تلقها أنقرة كقوة متوسطة تسعى إلى اقتحام مجالس الكبار، ولكن في مجال الطائرات بدون طيار على وجه الخصوص يبدو أن أنقرة نجحت في إثبات حضور لا يمكن تجاهله، ويمكنها أن تفخر – ولن تكون مخطئة في ذلك – أنها كانت أحد القوى القليلة التي نجحت في كسر هيمنة الولايات المتحدة على السماء في زمان الدرونز القاتلة.
__________________________________________________ _____________
المصادر

المصدر : الجزيرة نت

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس