عرض مشاركة واحدة

قديم 20-04-09, 08:54 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

- استنزاف مادي ومعنوي

اصطدمت الحرب الانجلو - أمريكية، تحت شعار: (محاربة الإرهاب في كل مكان وزمان) بمقاومة ضارية في كل عواصم العالم - وحتى داخل انجلترا وأمريكا - ولو بصورة خجولة وباستحياء وحذر أحياناً وبصورة عنيفة في أحيان أخرى. وكان ذلك تعبيراً واضحاً لما تعتمده كل الشعوب من (نبذ لسياسة الحروب وإدانة لها)، ولما تمثله الحروب من جرائم بحق كل شعوب الأرض وبحق الإنسانية في كل مكان. ولقد كان أصحاب قرارات الحرب يعتقدون أنه بالمستطاع تجاوز صيحات المعارضة عندما يرتفع ضجيج آلة الحرب، ولكن - وبعد استمرار الحرب لمدة زادت على الخمس سنوات، ومع تزايد حجم الخسائر المادية للأطراف المتحاربة، ومع ما اقترن بالحرب من جرائم وانحرافات لا أخلاقية ولا حضارية ولا إنسانية - عادت التيارات المضادة للحرب لممارسة دورها في تقديم تجربة الحرب. وكانت الدول المشاركة في الحرب من أكثر الدول اهتماماً بتقديم تجربة الحرب واستخلاص أهم دورسها ونتائجها. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تجارة المخدرات في أفغانستان
ويمكن البدء في مجال التعرض لتقويم تجربة الحرب بالقضية المادية، حيث عادة ما تهتم الدول الكبرى (بثمن الحرب)، وما يمكن تحقيقه من مكاسب، فبعد سنوات الحرب - وفي الذكرى الخامسة لبداية الحرب في أفغانستان - كان هناك اجتماع لوزراء (المنتدى الاقتصادي) في عاصمة كوريا الجنوبية - سيؤول - يوم 16 تشرين الثاني - نوفمبر 2005م. وقدمت اللجنة الاقتصادية لمنتدى آسيا والمحيط الهادي تقريرها الذي تم توزيعه على حضور المنتدى، وكان عنوانه: "لقد كلفت اعتداءات 11 ايلول - سبتمبر 2001م الولايات المتحدة حوالي 660 مليار دولار تم إنفاقها خلال أربع سنوات من الحرب). ومن هذا المبلغ، هناك 45 مليار دولار تم إنفاقها لتغطية الخسائر الناتجة عن الهجمات - بصورة مباشرة - وهناك 175 مليار دولار لتغطية تكاليف غير مباشرة. و 442 مليار دولار تم إنفاقها لتحسين الأمن. وبعد ذلك - وفي يوم 17 شباط - فبراير 2006م - أُعلن في (واشنطن) أن الإدارة الأمريكية قدمت طلباً إلى الكونجرس لتقديم مبلغ إضافي قدره 4ر72 مليار دولار لتغطية نفقات الحرب في العراق وأفغانستان - من موازنة السنة المالية 2006م - سيتم تخصيص مبلغ 3ر66 مليارات دولار لوزارة الدفاع، و2ر3 مليارات لوزارة الخارجية و 9ر3 مليارات دولار لأجهزة الاستخبارات وعملياتها. وبإضافة الاعتماد الجديد (مبلغ 4ر72 مليار دولار) يرتفع مجموع النفقات التي خصصت للعمليات القتالية في العراق وأفغانستان إلى 120 مليار دولار في موازنة 2006م؛ أما مجموع النفقات التي تم صرفها في حرب العراق، منذ آذار - مارس 2003م، فقد تجاوزت حدود (250 مليار دولار). ويذكر أن البيت الأبيض قد طلب أيضاً اعتماداً إضافياً من موازنة 2007م بمبلغ (50 مليار دولار) من أجل إعادة إعمار العراق وأفغانستان. أما عن عدد قتلى الجنود الامريكيين في العراق، فقد أعلن يوم 7 نيسان - أبريل 2006م أن هذا العدد قد وصل إلى 2347 جندياً وأكثر من 30 ألف جريح.
قد يكون من الضروري التعرض لهذه النفقات الكبيرة التي يتم تقديمها (للحرب) وتجاهل تلك التي كان لزاماً تخصيصها بصورة كافية، وإنفاقها بصورة صحيحة لتضميد جراح الحرب، وإعمار ما دمرته، وهذا مما استثار غضب بعض الأمريكيين قبل أن يستثير غضب العراقيين الغارقين في دمائهم وبين أنقاض خرائبهم، وقد تعرض السيناتور الديموقراطي (كنت كونراد) - عضو لجنة الميزانية في الكونجرس الأمريكي- الذي تحدث إلى وزيرة الخارجية (كوندوليزا رايس) يوم 17 شباط - فبراير 2006م بقوله: (إن تدهور الأوضاع الحياتية في العراق، وتخلف الخدمات الأساسية فيه، جعل صبر نواب الكونجرس ينفد، ولاسيما أنه قدم حتى الآن أكثر من عشرين مليار دولار لمشاريع قيل إنها لإعمار العراق، بعد شن الحرب الأمريكية عليه. وقد أظهرت إحصاءات - نشرها قبل أيام المفتش العام الأمريكي لإعادة أعمار العراق - أن الحصول على مياه الشرب والكهرباء والصرف الصحي أصبحت أكثر سوءاً مما كانت عليه قبل الحرب؛ ويعني ذلك أن الأمور تتزايد سوءاً رغم كل المخصصات التي قدمها الكونجرس للحكومة الأمريكية. وأشارت إحصاءات المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار العراق (ستيوارت بوين) أن 32% فقط من العراقيين يحصلون على مياه الشرب النظيفة مقابل 50% قبل الحرب على بلادهم، وأن نصيب العراقيين من الصرف الصحي انخفضت إلى 20%، فيما كانت نسبتها قبل الحرب 24%. وأن قدرة العراق على إنتاج الكهرباء كانت قبل الحرب هي 4500 ميجاوات، بينما أصبحت الآن 3995 ميجاوات).

 

 


   

رد مع اقتباس