عرض مشاركة واحدة

قديم 08-07-09, 12:04 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الدفاع الذاتي الإيجابي




وقد بدأت أول محاولة لاستخدام وسائل الدفاع الذاتي الإيجابي في الستينيات، حيث تم تجهيز الدبابات البريطانية (تشفتين) بمستشعرات للأشعة تحت الحمراء، لتحذير طاقم الدبابة من أنهم أصبحوا هدفاً مضاداً ومستكشفاً بواسطة أنظمة الرؤية الليلية التي كانت تزود بها الدبابات الروسية حينئذ.

وفي السبعينيات تم تطوير أنظمة للكشف، ليس فقط عن مصادر الأشعة تحت الحمراء، بل أيضاً لرصد النبضات المنبعثة من أنظمة التصويب وتحديد الأهداف الليزرية المعادية. وكانت مستقبلات الإنذار مدمجة مع قواذف الدخان، بحيث تقوم مستقبلات الإنذار الليلية بإنذار نظام الإطلاق لقنابل الدخان عند اكتشافها النبضات الليزرية لأنظمة التصويب المعادية، فتنطلق عندئذ قنابل الدخان، مكونة ستارة دخانية تقطع على التصويب المعادي خط البصر، ويصبح من الصعوبة إصابته للهدف.

وكان الدمج بين قنابل الدخان وأنظمة الإنذار الليزرية من أقل النظم المضادة للتهديد تكلفة بالنسبة للدبابات، وما زال حتى الآن، هو الأسلوب الأوسع انتشاراً بين نظم الحماية الإيجابية. ولقد تم تطبيق نظم الحماية الليزرية في منتصف الثمانينيات على مدرعات حلف (وارسو) السابق، وكذلك طبقتها إسرائيل على الدبابات (ميركافا). كما قامت ألمانيا (الشرقية سابقاً) في عام 1990 بتجهيز دباباتها من طراز T-55 بهذه النظم.

ولقد تطورت في الوقت الحالي نظم استكشاف الشعاع الليزري الصادر من أنظمة التصويب وتحديد الأهداف الليزرية المعادية لتصبح قادرة على اكتشاف الشعاع الليزري، الذي تركبه القذيفة الموجهة. وظهرت نظم الحماية الليزرية المدمجة مع قنابل الدخان في الدبابات اليابانية من طراز Type -90 التي بدأ إنتاجها اعتباراً من عام 1991، وفي المركبات المدرعة اليابانية Type - 89، ثم تم تجهيز مركبات الاستطلاع المدرعة الكندية الجديدة من طراز LAV111 بنظام الحماية الليزرية المدمج مع قنابل الدخان.
وكانت الخطوة التالية لتجهيز المركبات المدرعة بنظم الحماية الذاتية النشطة هي تطوير أنظمة تشويش أو خداع مضللة للصواريخ والقذائف المعادية تعمل بالأشعة تحت الحمراء. وجاء تطوير هذه الأنظمة بصفة أساسية ضد الصواريخ المضادة للدبابات الموجهة بأنظمة التصويب البصرية. حيث تقوم هذه الأنظمة بخداع أو التشويش على نظم التتبع الحراري للصاروخ المهاجم وتضليله، بحيث يفقد هذا الصاروخ هدفه.


وتعمل هذه الأنظمة الخداعية على نفس الموجة والتردد التي يعمل عليها نظام التحكم في الصاروخ المهاجم، ومثل هذه الأنظمة تم نشرها، لأول مرة، في حرب تحرير الكويت عام 1991م على الدبابات الفرنسية ومركبات الاستطلاع الفرنسية AMX30B2والمركبة طراز AMX10RC، كما نشرتها فرنسا في البوسنة بعد ذلك على المركبات المدرعة من طراز AMX10RC. وطبقت الولايات المتحدة هذه التقنية على مركباتها المدرعة M2A2 Bradly. وفي عام 1997م ظهرت نظم الخداع والتشويش الالكترونية على الدبابات الروسية من طراز T-90 والأوكرانية من طراز T-80 كجزء من نظام (شتورا) Shtora للحماية الذاتية للدبابات.

وتقوم الولايات المتحدة بالمضي قدماً في برنامج الحماية الكاملة للدبابات والعربات المدرعة، بحيث يتم تدمير أي نوع من القذائف بمجرد الاقتراب من المدرعة. ويقوم هذا النظام باعتراض جميع المقذوفات التي تهاجم الدبابة حتى تلك التي تهاجمها من أعلى.
وقد عرضت شركتان روسيتان ثلاثة أنظمة دفاعية، يزعم أنها توفر الحماية للدبابات من الصواريخ الموجهة ضدها ومن قذائف

المدفعية الموجهة بالليزر، وقد عرضت هذه الأنظمة للتصدير وهي تنتج حالياً لصالح الجيش الروسي، وهذه الأنظمة هي:


نظام Aren ويتكون من نظام اكتشاف دوار يركب على قمة برج الدبابة، وحلقة من الشحنات المتشظية حول جوانب البرج، وجهاز كمبيوتر مركزي. وعند اكتشاف صاروخ مقترب يفجر النظام إحدى الشحنات، فترسل شظايا نحو الصاروخ مفجرة رأسه الحربية أو متسببة في إنحرافه عن مساره.


نظام Shtora - 1 ويتكون من عدة أنظمة لاكتشاف أشعة الليزر، ونظام أو اثنين للتشويش على الأشعة تحت الحمراء، وقذائف خاصة، وكمبيوتر مركزي، ولوحة تحكم. ويؤمن النظام الدفاع ضد الصواريخ الموجهة بالليزر. وعند اكتشاف الإشعاع الليزري يطلق النظام القذائف التي تتسبب في نشر سحابة من الأيروسول، تجعل مشغل الصاروخ يفقد رؤية الهدف، ويجعل التوجيه النهائي نحو الهدف غير ممكن. أما قدرات التشويش فتتسبب في قطع الصلة بين نظام إطلاق الصاروخ وقدرته على تحديد موقع الأشعة تحت الحمراء.


نظام Tshul -7 وهو نظام تشويش على الأشعة تحت الحمراء، ويعمل عن طريق إطلاق إشارة تحكم تتداخل مع دورة التوجيه الإلكتروني للصاروخ، وتتسبب هذه الإشارة في قطع الصلة بين نظام إطلاق الصاروخ، وقدرته على تحديد موقع الأشعة تحت الحمراء.



الحماية السلبية .



وتتمثل الحماية السلبية للدبابات والمركبات المدرعة في استخدام الدروع التفاعلية Reactive Armour وألواح الصلب والسيراميك وغيرها. ففي السبعينات ظهرت القذائف ذات السرعات العالية والحشوة المجوفة Hollow charge الحديثة وأصبح باستطاعتها اختراق الدروع الفولاذية، مهما كانت سماكتها. وقد جعل ذلك مصنعي المركبات المدرعة ودبابات القتال الرئيسية يبذلون أقصى جهد في البحث عن أنواع جديدة من الدروع. وأدى ظهور التدريع المؤلف من عدة طبقات من السيراميك، مثل درع (شوبهام) Chobham البريطاني إلى الحد من قدرة الصواريخ ذات الحشوة الجوفاء من اختراق الدبابات. ويتم حالياً تدريع أبراج وهياكل الدبابات بدروع مصنوعة من مواد مركبة لتوفير حماية ضد الصواريخ. أما الدروع التفاعلية فقد ظهرت في فترة الستينيات، وفكرتها تقوم على تجميع صفائح رقيقة من الفولاذ تضغط بينها سماكات محددة من المواد المتفجرة، وحين ترتطم القذيفة المهاجمة، سواء ذات حشوة جوفاء، أو شحنة عالية الطاقة، بسطح التدريع، تشتعل الشحنات بين الصفائح، وتنشر شظايا الألواح، ما يؤدي إلى انحراف اتجاه التيار الدافق للغازات، وتشتيته بقوة انفجار الشحنات بين الصفائح، وقيام جزيئات الصد الناجمة عن تفتيت ألواح التدريع بامتصاص ما تبقى من قوة الارتطام.


الدروع التفاعلية.


تستخدم الدروع التفاعلية حالياً، على نطاق واسع، لتغطية الأجزاء المعرضة في الدبابات، ويكون التدريع على شكل شرائح مستطيلة تعلق أو تثبت فوق التدريع الأصلي للدبابة. ولقد طورت شركة (جيات) GIAT الفرنسية سلسلة من نظم التدريع التفاعلية مثل نظام BSG2 الذي يستخدم مادة متفجرة ذات حساسية منخفضة، لكي لا تتأثر رقائق التصفيح بالقذائف شديدة الانفجار المضادة للدبابات، أو القذائف الارتطامية الشديدة الانفجار من عيار 20 مم. كما أن انفجار هذه الصفائح لا يؤدي إلى تفاعل متسلسل، إذا ما أصابتها شحنة مجوفة، أو قذيفة ذات طاقة حركية. وقد استخدم الجيش الفرنسي هذه الصفائح على دبابات AMX30 خلال حرب تحرير الكويت. وتستخدم الدبابة الفرنسية (لكليرك) Leclerec تدريعاً إضافياً على الجانبين. ولقد استخدم الروس التدريع الإضافي أيضاً على دباباتهم من عام 1994، وكذلك بعض دول حلف (وارسو) السابق، مثل بولونيا وسلوفاكيا، لحماية الدبابات T-72.



الوقاية من أسلحة التدمير الشامل.



أنظمة الحماية ضد الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية، تطرح تحديثات تكنولوجية من طبيعة أخرى، ولكنها تشكل في الوقت نفسه مجموعات من المنظومة الدفاعية المساعدة، وتضاف إلى ترسانة التجهيزات الأساسية في الدبابات.

وعلى الرغم من اللجوء في حالات نادرة جداً إلى السلاح البيولوجي أو الكيميائي، تعتبر تقنيات مكافحة التلوث من المقومات الرئيسية للدفاع البري الحديث، وتضع الجيوش الإمكانيات التكنولوجية والمالية المطلوبة للحد من هذه الأخطار ومجابهتها. ثم، على الرغم من الحملات الإعلامية الدولية المكثفة، ومن التوقيع على اتفاقيات الحد من استخدام وانتشار الأسلحة البيولوجية والكيماوية، ما تزال هذه الأعمال تشكل أولويات بارزة للحفاظ على سلامة أطقم المركبات بالدرجة الأولى، ولتأمين فعالية قتالية ممتازة بالدرجة الثانية.

وقد طورت شركة (جراسبي أيونكس) البريطانية على سبيل المثال، منظومة كشف العناصر الكيماوية والبيولوجية والنووية طراز (جيد 3) القابلة للتركيب على العديد من المركبات، وترتكز هذه المنظومة على تقنية تحديد حركات الأيونات بالطيف، التي تسمح بسحب عينات الهواء ثم تحليلها بسرعة. وفي نطاق مشابه، إلى حد ما، طورت شركة (جيات) منظومة (جيتك)NBC لتأمين الحماية الضرورية للمركبات. ومع أن هذا التجهيز صمم في الأساس للتركيب على الدبابات طرازي MX-10 و MX-3 فإنه يطور الآن للاستخدام بنجاح على دبابة القتال من الجيل الجديد (لوكلير) وعلى الدبابة الخفيفة C-90إضافة إلى ناقلتي الجند المدرعتين واسعتي الانتشار M-113 وBMP-3 وفي المقابل، طورت شركة (طومسون سي اس اف) جهاز الكشف (سيدرال) للتثبيت في المركبات، وهو يشتمل على جهاز ليزي للكشف عن المواد الملوثة المختلطة بالهواء وتحليلها طيفياً.

أنتجت الشركة الألمانية SLG المرشح طراز KF-2 لتأمين الحماية المباشرة من المواد الكيماوية والبيولوجية والنووية، والقابل للاستبدال والتركيب على المركبات، دون التعرض إلى أي خطر. بينما طورت الشركة الأمريكية (هيوز) Hughes مستشعراً ليزرياً للكشف عن المواد الكيمائية. وفي السياق نفسه طورت شركة (لوكهيد مارتن) جهاز (ميكاد) المدمج والمتعدد المهام للكشف بتقنيات رقمية عن نوعية المواد الكيميائية والبيولوجية والنووية.



الخلاصة .
ترتبط قدرة الدبابات والمركبات المدرعة على البقاء في ميدان القتال حسب قدرتها على تجنب الإصابة القاتلة، أو على الأقل تجنب الإصابة بأضرار خطيرة. ولتحقيق هذا الهدف، يمكنها أن تتسلح بنظم حماية تكفل لها البقاء خلال العمليات الحربية. وهناك أسلوبان لتحقيق هذه الحماية الذاتية للمدرعات ضد الصواريخ الموجهة أو القذائف غير الموجهة، وهما الدفاع السلبي، الذي يتمثل في الدروع الإضافية، أو زيادة سمك التدريع للمركبة المدرعة، ثم الدفاع الذاتي الإيجابي، الذي يتمثل في أنظمة التحذير واكتشاف القذائف المهاجمة وإعاقتها وتضليلها

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس