عرض مشاركة واحدة

قديم 03-03-09, 05:11 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

الإجراءات المضادة للألغام


تعتبر الألغام التهديد الأكبر لدى الأساطيل مهما عظم شأنها. وهنا، تواجه الأسلحة البحرية حالياً وضعاً أفضل من السابق في ما يتعلق بالسفن الحديثة للإجراءات المضادة للألغام (MCMV) من شركة (Lurssen) الألمانية و (Vosper Thornycroft) البريطانية والمزودة بصونارات متخصصة لكشف الألغام في المياه الضحلة أو في الأعماق السحيقة.



تعتبر هذه الصونارات الحديثة على مستوى أدائي رفيع للغاية، ويذكر أنه خلال حروب الخليج الأخيرة لم تتأذ أي من سفن الإجراءات المضادة للألغام (MCMV) بضرر يذكر من جراء تأدية مهامها. وأثر تنظيف أي منطقة من هذا السلاح (الألغام) لم تصب أي سفينة تبحر في المنطقة بعد تنظيفها. واليوم هنا فرق واضح بين تهديد الألغام حالياً وتهديدها في الماضي حيث كان تحريم مناطق واسعة من البحار والسواحل والممرات المائية الحيوية يشكل استنزافاً مرهقاً للعدو.




وفي صدر عمليات مكافحة الألغام، تجدر الإشارة إلى أن شركة (ABEKING RASMUSSEN) مازالت منذ عام 1907م وحتى اليوم تحتفظ بجدارة بسمعتها الدولية كشركة مصممة وبانية بارزة في مجال السفن الحربية والمدنية ذات الأداء الرفيع المستوى على حد سواء.


ومنذ العام 1915م أمست (AR) شريكاً متخصصاً في تزويد البحرية الألمانية وعدة بحريات أخرى حول العالم بالسفن الحربية وخصوصاً سفن الإجراءات المضادة للألغام (MCMV) وزوارق الدورية البحرية السريعة، وقد مكنت النوعية التقليدية المميزة لسفن (AR) من تقديم التصاميم الأكثر تقدماً وتزويد سفنها بأحدث نظم الأسلحة والمعدات والمحركات وتوابعها.


كما أدى استخدام مواد لا تتأثر بالمغنطيس كالخشب والألومنيوم الصلب غير قابل للمغنطة إلى بناء هياكل سفن تقليدية وغير تقليدية مثل سفن Catamaran و SWATH ذات الأداء الرفيع المستوى وخصوصاً في مجال سفن مكافحة الألغام(MCMVs).


معروف أن الألغام سلاح شديد الخطورة، في نوعيه البري والبحري لقوته التدميرية ومع ذلك يمكن الحصول عليه وزرعه بسهولة دون الحاجة إلى سفن متخصصة أو طائرات. ويعتبر خياراً سهلاً للدول التي تريد منع أي اعتداء بحري محتمل على شواطئها.

وبالنسبة للمياه القليلة العمق تستخدم الألغام القابعة على (القاع) لأعماق لا تزيد على 200 متر عن سطح البحر.


أما الألغام المثبتة إلى القاع بكابلات خاصة فتعمل على ارتفاعات مختلفة من سطح البحر وتستخدم لأعماق تزيد عن 1000 متر، ويعتبر تأثيرها فعالاً جداً لتحريم المناطق البحرية الحساسة.
تنشط ألغام القاع أو المثبتة بكبلات، إما بتأثير البصمة المغناطيسية للسفينة أو بتأثير الضغط الذي تولده عند مرورها قرب اللغم أو بالعاملين معاً.


وقد تتضمن الدائرة الكهربائية للغم أسلوبين للتفجير: أما بفعل صاهر تفجير مبرمج لتنشيط اللغم في وقت معين، أو بفعل عداد إلكتروني إنتقائي يسجل عدد السفن المارة قرب اللغم، ولا ينشط سوى عند مرور السفينة ذات الرقم المحدد للتفجير ولن تتأثر بالطبع السفن المارة قرب اللغم قبل هذا الرقم.


وحين تلتقط مستشعرات اللغم الصوتية ضجيج السفينة المقتربة يُصلى السلاح وتنشط عملية الإطلاق برمتها، وحين تصل شدة البصمة المغنطيسية وقوة الضغط إلى مستوى معين ينفجر اللغم لإلحاق أكبر تدمير ممكن في الهدف، كما يمكن ضبط المستشعرات الصوتية بحيث تتأثر فقط حين يصل تأثير الضغط والقوة المغناطيسية إلى المستوى المطلوب.


يعتبر جمع البيانات ومعالجتها وعرضها وتحليلها واستخدامها بفعالية عنصراً رئيسياً في إزالة الألغام من المناطق البحرية، ورغم أن الأسلحة البحرية تشتري عادة سفناً مضادة للألغام متباينة إلا أن تكون قادرة على التعاون بعضها مع بعض.


بالتأكيد هناك سفن مبرهنة القدرات متعددة الجنسيات إلى أن بعض القوات البحرية قد تدرس احتمال شراء منصات غير تقليدية مثل (Hoovercraft 4000TD) من التي تشكل حلاً أكثر اعتمادية وأقل كلفة مع استغلال البصمة الضعيفة لكل من الضجيج والمغناطيسية والضغط. أما لإزالة ألغام المياه الضحلة فقد بحث سلاح البحرية الأمريكي في إمكانية استخدام تكنولوجيا (Lidar) من خلال نظام (Magic Lantern) المجهزة في الحوامة (K-Max) وقد خضع هذا النظام للتجارب الاختبارية أثر حرب الخليج وسيخضع للإختبار في حوامة (K-Max) دون طيار لصيد الألغام.

أما نظم السونار الذاتية الحركة الذي يعمل في مختلف الأعماق (PAP Mark5) الشائعة الاستخدام فستبقى عنصراً رئيسياً في عمليات الإجراءات المضادة للألغام (MCM) على أنه ينبغي تجهيز كاسحات الألغام بصونارات خاصة لكشف الألغام وتحاشيها.



وبالنسبة للنظام البريطاني الجديد (SA 90) فيمكن استخدامه كنظام مستقل أو كجزء من نظام التحكم بالإجراءات المضادة للألغام. ونذكر في هذا الصدد نظام الدعم التكتيكي لحرب الألغام (MWTSS) من شركة (Computing Devices Co.) وقد صمم ليعطي صورة حديثة ودقيقة لتهديد الألغام الشامل ولمعالجة أوجه القيادة والتحكم في الإجراءات المضادة للألغام.


ولا جدل في أن الدول ذات الشواطئ البحرية الممتدة في حاجة إلى التزود بإمكانات قادرة على مواجهة الألغام والغواصات لكن اختيار التجهيزات المناسبة ليس سهلاً لضرورة إيجاد التوازن المناسب بين القوى البشرية والمتطلبات المالية الضخمة وضمان المستوى التكنولوجي الضروري لتنفيذ المهام.

 

 


   

رد مع اقتباس