عرض مشاركة واحدة

قديم 12-07-09, 07:45 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي التفكيرالعسكرى الامريكى الانتصاروالهزيمة



 

التفكير العسكري الأمريكي ومسائل الانتصار والهزيمة





المقدمة.
عندما تُطرح مسألة عوامل حسم الصراع العسكري ينبعث دائما نفس السؤال المرجعي أيهما العامل الرئيسي التكنولوجيا أم البشر؟ هذا السؤال هو موضوع هذه المقاربة. لا يمكن أن توجد أسس قوية في الحسابات العسكرية للعوامل المطلقة أو تلك المسماة بالرياضية يتعلق فن الحرب بكائنات حية لديها قوى معنوية وعموما هناك طرف مندفع أكثر من الآخر وهو ما ينعكس على سلوكه فالعامل الهجومي يهيمن وهو ما يؤدي في العادة إلى ضمان استمرارية نشاط ذلك الطرف المندفع.من الأفضل أن تكون لديك خطة بديلة في جيبك الخلفي، لأنك عندما تهاجم أناسا في وطنهم فإنهم سيحاربون عن الوطن مسألة جدية لأنهم ليس لديهم أي مكان يذهبون إليه بعد ذلك .


عوده بتاريخ هزيمة(نابليون بونابرت) ودرس الانسحاب القاسي.


زحفت مع أوائل صيف 1812 قوات نابليون بونابرت بأعداد هائلة (500 ألف جندي) وبسرعة غير مسبوقة نحو حدود الإمبراطورية الروسية الشمالية الغربية، عند نهر نيمن (Niemen). لم تكن أي من الملكيات الأوروبية المخلخلة تتوقع آنذاك أي معركة جدية بين الكسندر الأول قيصر روسيا والذي لم يكن يحظى بمواهب تذكر والإمبراطور الكورسيكي الشاب الذي أصبح في تلك المرحلة بمثابة الكسندر جديد ـ ذلك النموذج الغربي للإمبراطور الكلاسيكي ـ ألف عنه ولأجله بيتهوفن سمفونيته الثالثة.

لم يكن يبدو هناك أي مجال لتوقع أي نتيجة بخلاف سقوط موسكو. وفعلا مع شهر أيلول (سبتمبر) واثر معارك محدودة وفتوحات فرنسية لمدن خالية دخلت القوات الفرنسية بدون تهليل السكان ـ غير الموجودين أساسا ـ إلى موسكو فارغة سيُحرق ثلاثة أرباعها، أمام ذهول بونابرت، في أيام قليلة اثر ذلك. لم يمكث الجيش الفرنسي في مدينة الأشباح تلك أكثر من ثلاثة أسابيع.

وبحلول شتاء مبكر بدأ الجنود الفرنسيون وحلفاؤهم احد أفظع وأشهر الانسحابات العسكرية في التاريخ تحت ضربات الجنرال برد والهجومات المفاجئة والسريعة للقوات القوقازية من الحرس الملكي الروسي لم يصل إلى نهر نيمن بحلول شهر كانون الأول (ديسمبر) من سنة 1812 إلا 20 ألف جندي من أصل النصف مليون الذين بدؤوا الحملة. كانت تلك هزيمة مدوية بدأت مسلسل اندحار الإستراتيجية الإمبراطورية لبونابرت والتي سقطت نهائيا مع هزيمته في معركة واترلو Waterloo. يمثل الانسحاب الفرنسي من موسكو درسا أساسيا في التاريخ العسكري الغربي. درس آخر من الانسحابات البونابرتية لا يُذكر بكثرة هو الانسحاب من مصر. لم يحرق المصريون القاهرة غير أنهم جعلوها مخيفة ومقلقة إلى حد كاف لكي يبحر الفرنسيون متقهقرين إلى مارسيليا.



لاتوجد اى قوة عسكرية قادرة على الانتصار فى اراضى غريبة دون دعم سياسى محلى(كلاوسفيتز).



في المعايير العسكرية لم يكن الانسحاب من روسيا مهما في ذاته بقدر ما كانت أسبابه والظروف التي أحاطت به داعية للاهتمام. كلاوسفيتز، احد مؤسسي العلم العسكري الحديث مع بداية القرن التاسع عشر، أولى اهتماما خاصا بالحملة الروسية. كان الدرس الأساسي بالنسبة له انه لا يمكن أن توجد أي قوة عسكرية قادرة على الانتصار في أراض غريبة دون دعم سياسي محلي. وسواء كانت المدن والمجالات المسيطر عليها عامرة أم غير آهلة بالسكان فإنها ستبقى في جميع الحالات في حكم الخالية من الناحية السياسية إذا كانت مناوئة في موقفها السياسي العام للحاكم العسكري الجديد.

إن فكرة الدور الرئيسي للعامل السياسي في المسائل العسكرية هي الإضافة الأساسية التي قام بها كلاوسفيتز، والتي جعلته احد المصادر العسكرية الأساسية في الأكاديميات العسكرية الغربية. غير انه لا يوجد مثال واحد يشير إلى تعلم الجيوش الاستعمارية الغربية افكار كلاوسفيتز من الاكاديميات التي تخرجوا منها فقد كان على هذه الجيوش على مدى القرنين الماضيين ان تتعلم حكمة كلاوسفيتز من حركات المقاومة الوطنية المسلحة. وأخيرا كان عليها، بعد فشل كل مشروع استعماري، ان تجرب انسحابا بونابارتيا مكررا بأمجاد ضئيلة وبخسائر متفاوتة.


مادامت القوى المحتلة مهزومة سياسيا فان هزيمتها العسكرية ليست مستحيلة.


ليس العراق روسيا القرن التاسع عشر، ولا يملك العراقيون الجنرال برد ولم يهجروا مدنهم، كما لا يجرؤ احد على الادعاء بانه يشاهد ملامح الرئيس الامريكي في الصورة البونابارتية الساحرة، مثلما لا يمكن مقارنة سرعة هجوم نصف المليون جندي مشاة من الجيش الفرنسي بالسرعة الالكترونية لفرق الجيش الامريكي. غير انه هناك نقطة أساسية تشترك فيها الحملة الروسية مع الحملة العراقية: مادامت القوى المحتلة مهزومة سياسيا فان هزيمتها العسكرية ليست مستحيلة.

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس