عرض مشاركة واحدة

قديم 28-05-09, 07:46 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الحرب على قطاع غزة 17 ديسمبر 2008م الى 17 يناير 2009 م



 

الحرب على قطاع غزة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



بشير موسى نافع


طوال أكثر من ثلاثة أسابيع (27 ديسمبر/ كانون أول 2008 – 17 يناير/ كانون ثاني 2009)، شنت الدولة العبرية حرباً بالغة العنف والبشاعة على قطاع غزة. تعتبر الحرب على غزة واحدة من أبرز التطورات في الصراع العربي – الإسرائيلي، سياسياً وعسكرياً، خلال السنوات الأخيرة.

اندلعت الحرب في سياق فلسطيني وعربي منقسم؛ وما إن انتهت المعارك حتى كانت نتائجها قد تركت آثاراً ملموسة على الوضعين الفلسطيني والعربي، على الوضع السياسي الإقليمي، وعلى التحركات الدولية في الشرق الأوسط. وقد كشفت الحرب من جديد حدود الجيش الإسرائيلي في التعامل مع قوة عسكرية غير نظامية، تستند إلى حاضنة شعبية قوية وواسعة. كما أن الحرب أعادت التوكيد على الأثر الذي يمكن أن يتركه الرأي العام العربي والعالمي على مجريات الصراع على فلسطين.

تقدم هذه الورقة تقييماً مختصراً للحرب على غزة، بتناول الأسباب التي أدت إليها، والظروف التي أحاطت باندلاعها، والأهداف التي توخت الدولة العبرية تحقيقها منها؛ والسياق السياسي والعسكري لها، وتقييم الكيفية التي أدارتها بها الأطراف الرئيسة؛ والنتائج التي نجمت عنها، سياسياً وعسكرياً.

ظروف اندلاع الحرب وأهدافها


ليس ثمة شك في أن الحكومة الإسرائيلية بدأت التحضير لاحتمال الحرب على غزة منذ سريان الهدنة الأخيرة في يونيو/ حزيران 2008، على الأقل، بما في ذلك وضع جهاز إعلامي وعلاقات عامة كبيرين لتحضير الرأي العام الغربي لحرب على حكومة حماس "الإرهابية" في قطاع غزة. ولكن مثل هذه التحضيرات لا تعني أن الحرب كانت قررت منذ ما قبل ستة شهور من وقوعها. هناك ظروف رئيسة مهدت لاندلاع الحرب:
  • "

  • بدأت الحكومة الإسرائيلية التحضير لاحتمال الحرب على غزة منذ سريان الهدنة الأخيرة في يونيو/ حزيران 2008، على الأقل
    "الأول، أن رفض حماس تجديد التهدئة في 19 ديسمبر/ كانون أول (بالشروط الإسرائيلية)، وانطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة، رداً على الاختراقات والاعتداءات الإسرائيلية، شكلت تحدياً حقيقياً للدولة العبرية، لسيادتها ودورها وموقعها في المنطقة. الدور الأول لأية دولة هو توفير الأمن لشعبها، وبالرغم من أن الصواريخ والقذائف الفلسطينية لم توقع خسائر ملموسة في الأرواح، إلا أنها كانت تحدياً حقيقياً لرؤية الدولة العبرية لذاتها ودورها.

  • الثاني، أن القيادة الإسرائيلية اعتقدت أن قطاع غزة لن يكون هدفاً صعباً، وأن الحرب على القطاع ستسهم في استعادة قدرة الردع الإسرائيلية التي تقوضت خلال السنوات بعد الانسحاب من جنوب لبنان في ربيع 2000، لا سيما بعد الإخفاق العسكري الإسرائيلي في صيف 2006.

  • أما الثالث فيتعلق بالظرف المواتي الذي وفره فشل مشروع الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة. فقد رأت القيادة الإسرائيلية أن رفض حماس (والجهاد) الالتحاق بالحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة على أساس من الشروط التي طرحتها الوساطة المصرية في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، أدى إلى كشف الغطاء العربي (المصري – السعودي) عن قطاع غزة؛ وأن بعض الدول العربية كانت ترغب في معاقبة حماس وإخضاعها، وبالتالي تعزيز فرص التفاوض على تسوية نهائية برعاية إدارة أوباما.

  • الدافع الرابع خلف الحرب، يتعلق ربما بمخططات إسرائيلية أبعد لتوجيه ضربة لإيران. الإسرائيليون لم يتخذوا، بعد، قراراً بتوجيه ضربة عسكرية للمنشئات النووية الإيرانية، ولكنهم لا بد أن يضعوا في حساباتهم أن توجيه مثل هذه الضربة في المستقبل قد يطلق ردود فعل من حزب الله في لبنان وقوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. إيقاع ضربة قاسية بالقطاع قد يدفع قوى المقاومة الفلسطينية بالتفكير ملياً قبل أن تتورط في الرد على الهجمة الإسرائيلية على إيران، إن أخِذ قرار بالهجمة.

  • المسألة الخامسة، تتعلق بالهدف المباشر للحرب، أي ما يعرف بالتكليف العسكري. الحقيقة، أن لا الحكومة الإسرائيلية المصغرة، ولا وزارة الدفاع الإسرائيلية، قد حددتا في شكل واضح وقاطع الهدف العسكري الذي كلفت قيادة المنطقة الجنوبية للجيش بتحقيقه: هل كان الهدف، مثلاً، إسقاط حكومة حماس في غزة، وفتح المجال لعودة سلطة رام الله؛ أو إضعاف حماس وإيقاع أكبر خسائر بشرية ومادية بقوى المقاومة في قطاع غزة؛ أو العودة إلى فرض احتلال إسرائيلي مباشر على القطاع؛ أو أي هدف آخر؟ الحرب، كما يقول كلاوزفيتز هي السياسة بوسائل أخرى؛ وقد استبطن الغموض الذي أحاط بالهدف العسكري المباشر غموضاً في الهدف السياسي النهائي من الحرب.

    إن من المؤكد أن إعادة احتلال القطاع لم يكن هدفاً إسرائيلياً. وبالرغم من أنه من غير الواضح ما إن كانت القيادة الإسرائيلية استهدفت إسقاط حكومة حماس، وتسليم القطاع لإدارة رام الله، فإن من الممكن أن الإسرائيليين توقعوا أن تؤدي الضربات المؤلمة لقوى المقاومة والأهالي إلى انقلاب السكان على إدارة حماس وإلى تقويض معنويات قيادة حماس، مما يدفعها إلى أن تتقدم للقاهرة برغبتها في التخلي عن الحكم المنفرد والترحيب بعودة سلطة الحكم الذاتي للقطاع. وليس ثمة شك في أن القيادة الإسرائيلية استهدفت إيقاع أكبر خسائر ممكنة بقوى المقاومة، بشرياً وتسليحاً ومعدات، ومعاقبة أهالي قطاع غزة على دعمهم لحماس وحكومتها.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس