عرض مشاركة واحدة

قديم 16-04-09, 05:14 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي نحو استراتيجية جديدة للتعامل مع طالبان



 

تقرير واشنطن ـ أحمد زكريا الباسوسي


أثار إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مطلع شهر مارس عن إمكانية إجراء حوار مع العناصر المعتدلة من حركة طالبان، وما تلاها من زيارة المبعوث الأمريكي الجديد لأفغانستان،ريتشارد هولبروك،في الخامس من إبريل عدة تساؤلاتفي كافة الأوساط الأكاديمية والسياسية حول ماهية هذا الحوار، وأطرافه، وشروطه، وتوقيته، والمشكلات التي قد تثار بشأنه. وفى إطار الإجابة على تلك التساؤلات أجرى" جايشيرى باجوريا" Jayshree Bajoria، من مجلس العلاقات الخارجية Council On Foreign Affairs، حوارًا مع ستة محللين سياسيين حول إمكانية إجراء هذا الحوار وفرص نجاحه من عدمه.

أفغانستان وباكستان بين الحوار والدعم.
يفرق شوجا نواز Shuja Nawaz، مدير مركز جنوب آسيا South Asiaالتابع للمجلس الأطلنطي الأمريكي The Atlantic Council of the united states، بين الاستراتيجية التي يجب أن تتعامل بها الولايات المتحدة مع المتمردين في كل من أفغانستان وباكستان. فيما يتعلق بأفغانستان أكد نواز على أن مسألة الانخراط في حوار مع حركة طالبان هي أحد الخيارات القابلة للتطبيق للتعامل مع الأوضاع المتردية، حيث إن ذلك يسمح لها بعزل العناصر المتطرفة عن تلك التي تم إقحامها في حركة التمرد ـ سواء أكان عن طريق التهديد أم الحوافزـ، كما أن إعلان الولايات المتحدة عن رغبتها في التحاور مع أعدائها سوف يحسن من صورتها على المستوى المحلى. وأن على الولايات المتحدة السعي لإحداث حالة من الانشقاق بين قادة المجاهدين لاسيما "قلب الدين حكمتيار" و"جلال الدين حقاني" من جانب، و" الملا محمد عمر" من جانب آخر مستغلة في ذلك التنافس القائم فيما بينهم حول السلطة في العاصمة الأفغانية "كابول".
أما على الصعيد الباكستاني، يشير نواز إلى ضرورة انتهاج الولايات المتحدة سياسة مغايرة عن نظيراتها في أفغانستان، وتتمثل في دعم الجهود الباكستانية الداخلية في عزل العناصر المتطرفة عن طريق استمالة السكان ـ سواء في المناطق القبلية أو المستقرة بالقرب من الحدود الشمالية الغربية ـ وذلك بتقديم دعم مالي مباشر للمشروعات الاجتماعية أو المشاركة في توفير الخبرات اللازمة لمكافحة المخدرات عن طريق السفارة الأمريكية في باكستان، وذلك بهدف تقليل نفوذ حركة طالبان في البلاد.
وفى الحقيقة اتفق مع الرأي السابق لاسيما فيما يتعلق باختلاف الوضع بين كل من أفغانستان وباكستان، وذلك على اعتبار أن الوضع في باكستان يعتبر أكثر استقرارًا إذا ما قورن بنظيره بأفغانستان حتى وإن تواجدت حركة طالبان فيها، وبالتالي فإن استراتيجية الحوار تعتبر أكثر ملائمة في أفغانستان نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية فيها وارتفاع نسبة الخسائر بين قوات حلف الشمال الأطلنطي، على الجانب الآخر يعتبر أسلوب الاستقطاب والاستمالة أكثر ملائمة لباكستان.

مع من نتحاور فيطالبان؟
يؤكد توماس جونسون Thomas H. Johnson مدير مركز دراسات الثقافة والصراع بالبحرية الأمريكية The program of culture & conflict studies، على أهمية الدخول في حوار مع حركة طالبان كجزء من الاستراتيجية الأمريكية الرامية لمكافحة التمرد، لكنه في الوقت ذاته يرى أن هذا النهج مفعم بالمخاطر، وذلك استنادًا إلى سوابق هذا الشأن، فمنذ عام 2006 حاولت مجموعة الدول المشاركة بقوات في أفغانستان بالإضافة إلى السعودية، الدخول في حوار مع حركة طالبان إلا أن كل تلك المحاولات لم تبؤ بالفشل فحسب بل امتدت آثارها إلى ارتفاع مستوى العنف في البلاد، ذلك فضلاً عن زيادة نسبة الخسائر التي تكبدتها قوات التحالف.
ووفقًا لجونسون فإن فكرة الحوار مع طالبان هي مسالة خلافية، فبينما ترى مجموعة من القوى الدولية لاسيما المملكة المتحدة، إيطاليا، فرنسا، والنرويج جدواها، تشكك مجوعة دول إقليمية أخرى بخاصة روسيا، الهند، وإيران في نتائجها.
يسوق معسكر الرفض اعتراضه على أن قوات التحالف في الوقت الحالي تعاني من موقف ضعف في أفغانستان، وبالتالي أي حوار من هذا القبيل سيصب في مصلحة حركة طالبان. على الجانب الآخر يرى المؤيدون والذي ينتمي جونسون إليهم، أن هذا الحوار مع من أسماهم بالمعتدلين من طالبان سيسهم بشكل كبير في إضعاف وشق الصف داخل الحركة.
وفى إطار صعوبة تحديد العناصر المعتدلة في طالبان وتعقيد هيكلها التنظيمي، يشير جونسون إلى أن الحوار لابد من أن يبدأ من المستويات الأقل بين قادة أي من القادة على المستوى المحلى ثم ينتقل إلى المستويات الأعلى في الهرم التنظيمي للحركة. كما يؤكد جونسون أن هذا النهج قد يعتبر سلاحًا ذا حدين على اعتبار أنه قد يقحم الولايات المتحدة في علاقات مع مجرمين أو قادة يتمتعون بقدر كبير من الفساد.
ومن أجل ضمان نجاح محاولات الحوار، يرى جونسون ضرورة تلافي بعض الجماعات أثناء الحوار لاسيما القيادي "قلب الدين حكمتيار" على اعتبار أنه متعطش للسلطة وغير جدير بالثقة على حد وصف جونسون، ذلك بالإضافة إلى الجماعات المهشمة من قبل نظام الرئيس "كرزاي" وخاصةً ما يطلق عليه "الحلف الشمالي" Northern Alliance.
لكن في رأيي، تواجه فكرة الحوار من الأسفل إلى الأعلى تحديًا رئيسًا يتمثل في أنه وفقًا لنظام اتخاذ القرار داخل الحركة فهو في ظاهره قائم على الشورى أما في باطنه هو ديكتاتوري وما يكرس ذلك أن الشورى وفقًا للمنظور الطالباني معلمة وليست ملزمة، فالقرارات المهمة يتخذها الملا محمد عمر وله الحرية الكاملة في الأخذ بآراء مجلس الشورى أو رفضه.
كما أن الملا محمد عمر يتمتع بصلاحيات واسعة، حيث اختارته طالبان أميرًا لهم في أغسطس 1994، وبايعه 1500 عالم من علماء أفغانستان عام 1996 أميرًا للبلاد ولقبوه بأمير المؤمنين، وله حقوق شرعية فلا تجوز مخالفة أمره، كما لا يجوز عزله إلا إذا خالف التعليمات الدينية، أو عجز عن القيام بمسئولياته، ويبقى في منصبه حتى الموت. وبالتالي فإن مسألة تأثير القادة على مستوى المحليات هو أمر يغيب عنه الواقع.

 

 


 

   

رد مع اقتباس