عرض مشاركة واحدة

قديم 06-10-09, 05:43 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

شهادة احد معاصريه

إنه ذلك الجندى الوطنى المحترف، الذى لم يتحمس للانضمام لجماعة «الضباط الأحرار»، وآثر البقاء إلى جانب الشرعية حتى آخر لحظة، إيماناً منه بضرورة احترام «قَسَم الولاء» الذى التزم به أمام «الملك»، القائد الأعلى للقوات المسلحة قبل ١٩٥٢..

وهو أيضاً ذلك الضابط الصارم الذى تخرج على يديه الآلاف من ضباط الجيش المصرى عندما كان مديراً للكلية الحربية، حيث أرسى التقاليد الجادة وجعل من ذلك المعهد العسكرى العريق معملاً لتفريخ المقاتلين البواسل من أبناء الجيش المصرى..

وعندما ترك موقعه فى الكلية الحربية ليتولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة بدا الرجل مختلفاً عن كثير من أقرانه، فالصرامة والجهامة ساعدتاه على أن يكون قادراً على الاهتمام بالانضباط العسكرى واحترام التقاليد المرعيّة فى الجيش المصرى الذى يعتبر (أكبر جيوش المنطقة على الإطلاق وأكثرها مهنية)، كما قال وزير الدفاع الأمريكى فى حديث تليفزيونى عام ٢٠٠٧..

وعندما حدثت النكسة لم يجد الرئيس «عبدالناصر»، فى ظل الفوضى التى جرت فى خطوط القتال، مَنْ يجمع شتات الجيش ويجعله قادراً على الوقوف على قدميه إلا الفريق أول «محمد فوزى»، حيث حارب الضباط والجنود المصريون فى معركة «رأس العش» بعد أسبوعين فقط من الهزيمة العسكرية التى كانت تبدو خطأً سياسياً أكثر منها فشلاً عسكرياً، ويومها وقف الفريق أول «فوزى» مع الشرعية مرة أخرى ولم ينضم إلى مجموعة «المشير عامر»،

بل اتخذ منه موقفاً رافضاً حتى جرى حادث انتحاره الغامض، ولقد كان الفريق أول «فوزى»، بشهادة كل من عرفه ضابطاً حاسم القرار قوى الشكيمة حتى إن القائد العام للقوات المسلحة حالياً هو واحد من مساعديه فى هيئة تدريس الكلية الحربية، عندما كان هو مديراً لها،

كما كان شقيقه عميداً لكلية العلوم وهو الأستاذ الدكتور «حسين فوزى» الذى كان مستشاراً ثقافياً فى «لندن» ثم مستشاراً للجامعة الأمريكية بالقاهرة لعدة سنوات بعد ذلك، وقد ربطتنى بالفريق أول «محمد فوزى» صلة متأخرة بدأت بعد انتهاء مشكلته مع الرئيس الراحل «السادات» واتهامه بالتورط مع مجموعة ١٥ مايو ١٩٧١، ولقد أبدى الرئيس «السادات» وقتها أسفه لذلك،

وقال بالنص «إنه يحدد إقامته وهو حزين»، اعترافاً منه بأن للرجل أيادى بيضاء على القوات المسلحة المصرية سواء أثناء إدارته لمصنع الأبطال أو قيادته للجيش بعد النكسة، وأذكر أننا كنا نجلس معاً متجاورين- الفريق أول وأنا- فى ضريح الرئيس «عبدالناصر» نحتفل بذكرى أربعين رحيل قرينة صاحب الضريح السيدة «تحية كاظم»،

ويومها أخبرت الفريق أول «فوزى» أن الفريق أول «محمد أحمد صادق» قد رحل عن عالمنا منذ ساعات وهو قائد الجيش الذى تحمل المسؤولية بعد إقصاء الفريق أول «محمد فوزى» ولقد كان الود بينهما مفقوداً ويومها قال لى الفريق «فوزى»: (إن صادق ليس صغيراً فقد عاش كثيراً!) عندئذ كتمت الضحك بداخلى لأننى كنت أعلم أن الفريق أول «فوزى» يكبر الفريق أول «صادق» بعدة سنوات!

ولقد شرفنى الفريق أول «محمد فوزى» أكثر من مرة بحضور بعض محاضراتى العامة وأذكر منها حواره معى فى لقاء مفتوح باللجنة المصرية للتضامن تحت رعاية مناضل مصرى له مكانته، وهو الأستاذ «أحمد حمروش».

ولقد كان الفريق أول «فوزى» فى سنوات عمره الأخيرة يتبنى أطروحات «ناصرية» أقرب إلى اليسار منها إلى الواقع القائم، وجدير بالذكر أن الرئيس «مبارك» قد رد الاعتبار لذلك الجندى الجسور ودعاه لحضور احتفالات الكلية الحربية والمناسبات المهمة للجيش المصرى كوزير سابق «للحربية»، وهو أمر لقى استحساناً وارتياحاً لدى ضباط القوات المسلحة وجماهير الشعب العادية، شعوراً منهم بالوفاء وأهميته وتقديراً للرجل ومكانته..

إنه الفريق أول «محمد فوزى»، الذى كنت أسمع من أخى الأكبر الذى كان طالباً فى الكلية الحربية فى مطلع ستينيات القرن الماضى عن رهبتهم من هذا المدير، واحترامهم لذلك القائد المغرم بتوقيع الجزاءات المتشدد فى الإجراءات، الذى يبدو مُهاب الكلمة مرهوب الجانب، لذلك كنت عندما ألتقى الفريق أول «فوزى» فى سنوات التقاعد أقول فى نفسى «إن دورة الزمان قاسية، ولا دوام لسلطة، فالأبدية لله وحده» وأردد فى أعماقى «لمن الملك اليوم، لله الواحد القهار».. إنها دورة الزمن وحال الدنيا ومآل البشر.

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس