عرض مشاركة واحدة

قديم 28-06-09, 09:57 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

تأثير التطور التقني على أنظمة القيادة والسيطرة، في الدفاع الجوي


زاد الاهتمام بالحرب الجوية، بشقيها الهجومي والدفاعي، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وحدث تطور تقني كبير، في كل من وسائل الهجوم الجوي، ووسائل الدفاع الجوي. وكانت لهذا وذاك تأثيرات واضحة، على تطوير أنظمة القيادة والسيطرة.

تطور وسائل الهجوم الجوي.

جرى خلال النصف الثاني من القرن العشرين، رفع قدرات وسائل الهجوم الجوي في جميع المجالات.
وزوِّدت المقاتلات بالمعدات، التي تُيسِّر لها تنفيذ مهامها بدرجة عالية من الدقة والتأثير، والأمان من نيران الدفاع الجوي، في الوقت نفسه. وازدادت سرعة الطائرات لتتجاوز سرعـة الصوت.
بينما لم تكن تزيد عن 350 ـ400 كـم/ ساعة، في الحرب العالمية الثانية.
كما زُوِّدت الطائرات بالمعدات الملاحية، وأجهزة الرادار، والنظم الإلكترونية، التي تسمح لها بالطيران على ارتفاعات قريبة للغاية من الأرض، تصل إلى 30 م، وذلك لتجنب الاكتشاف بواسطة الرادار، ومفاجأة الدفاع الجوي، وحرمانه من زمن رد الفعل المطلوب، لتنفيذ اشتباكات ناجحة.
كما جُهِّزت طائرات القتال بمعدات الرؤية والتصويب والقصف الليلي.
ولزيادة تأمين طائرات الهجوم، سُلحِّت بصواريخ وقنابل جو/ أرض تُطلق من مسافات بعيدة، أي من خارج مدى الأسلحة أرض/ جو، إضافة إلى تزويدها بأجهزة الاستطلاع والإنذار التي تُحدِّد للطيار وقت وأسلوب المناورة، ونوع الإجراءات الإلكترونية المضادة، التي يستخدمها لتفادي نيران الدفاع الجوي المُعادي.
وقد زادت صعوبة مراكز العمليات الجوية، بظهور الطائرات الخفية، التي يتعذر اكتشافها بوسائل الاستطلاع المتيسرة في الوقت الحالي. كما تطورت الإعاقة الإلكترونية لتصل إلى درجة من الكثافة، أو اتساع النطاق الزمني، الذي تعمل عليه، وسرعة رد الفعل، تزيد عشرات المرات عن قدراتها السابقة.

تطور وسائل الدفاع الجوي.

لمواجهة تطور وسائل الهجوم الجوي، ظهرت، في الخمسينيات، الصواريخ الموجهة أرض/ جو، بقدراتها العالية على تدمير الطائرات. ثم حدثت تطورات مهمة في قدراتها في الستينيات، من حيث المدى، وطرق التوجيه. ونتيجة لاتجاه الطائرات إلى التحليق على ارتفاعات قريبة من الأرض،ظهرت الصواريخ التي تُطلق من الكتف، وتتميز بزمن رد فعل قصير جداً، مثل الصواريخ Red Eye, Stinger, Mistral، كما اكتسبت وحدات الصواريخ أرض/ جو، قدرة عالية على المناورة، وذلك بتركيب الصواريخ على عربات أو مجنزرات.
وقد أدُخلت عدة تحسينات على المدفعية المضادة للطائرات، أدت إلى زيادة السرعة الابتدائية للمقذوف، وقدرته التدميرية. كما زودت المدفعية المضادة بوسائل تسديد وإطلاق آلية، وأجهزة قيادة نيران إلكترونية.
وكذلك، تطورت قدرات أجهزة الرادار، وظهرت أجهزة الرادار بعيدة المدى، لاكتشاف الطائرات على الارتفاعات العالية والمتوسطة. ورادارات مُخصَّصة للكشف على الارتفاعات القريبة من الأرض. وأجهزة الرادار، التي تقيس الإحداثيات الثلاثة (الاتجاه والارتفاع والمسافة). كما ظهرت رادارات الإنذار المبكر المحمولة جوا، إضافة إلى رادارات الكشف فوق الأفق Over The Horizon OTH. وفي مجال المقاتلات الاعتراضية، ظهرت المقاتلات النفاثة الأسرع من الصوت، وسُلِّحت بأنواع مختلفة من الصواريخ جو/ جو، ووصل مدى هذه الصواريخ، إلى عشرات الكيلومترات.

تطوير نظام القيادة والسيطرة.

أدي التطور في وسائل الهجوم والدفاع الجوي ، وزيادة الاعتماد على عمليات الهجوم الجوي، في الحرب الحديثة، إلى حدوث تغييرات حادة في معركة الدفاع الجوي، من أهمها اتساع مسرح العمليات الجوية، ليشمل ـ ليس فقط جبهات القتال ـ وإنما العديد من الأغراض الحيوية المنتشرة في الدولة. وكذا إمكان حشد أعداد كبيرة من الطائرات للهجوم، في وقت واحد. كما زادت أجهزة الاستشعار التي، يعتمد عليها الدفاع الجوي، للحصول على ما يحتاجه من معلومات. وكل ذلك يؤدي إلى إغراق مراكز القيادة والسيطرة، بكمِّ هائل من البيانات، وعليها أن تُحِّول هذه البياناتData، إلى معلومات Information مفيدة، تُعبِّر عن الموقف الجوي اللحظي in real time، وأن تُقدِّر الموقف، وتتخذ القرار، وتصدر المهام، وتتابع الموقف أولا بأول. بل عليها، أيضاً، أن تترك وقتا كافيا للوحدات المرؤوسة، لكي تتخذ، هي الأخرى، ما تحتاجه من إجراءات. غير أن تطور الطائرات وقدرتها على التحليق قريباً من الأرض، واستخدام الإعاقة الإلكترونية الكثيفة، إضافة إلى السرعة العالية للطائرات الحديثة، جعل الوقت المتيسر للدفاع الجوي محدوداً للغاية. كما أن الموقف الجوي أصبح يتغير، بشكل حاد ومفاجئ، وبسرعة الطائرة، التي تقترب من ثلاثة أضعاف سرعة الصوت.

عيوب النظام اليدوي.

مما سبق يتضح، أن الأسلوب اليدوي في القيادة والسيطرة، أصبح قاصراً عن تلبية مطالب إدارة عمليات الدفاع الجوي، في المعركة الحديثة، لعدة أسباب، من أهمها الآتي:
- تحليل المعلومات، وتقدير الموقف في أنظمة القيادة والسيطرة اليدوية، يتم ذهنياً بواسطة القادة وأطقم القيادة، وهو يحتاج إلى حسابات معقدة، تتداخل فيها مجموعة من العوامل الخاصة بالموقف الجوي، وبإمكانيات وكفاءة الوحدات المرؤوسة، ثم إجراء مقارنات بين الحلول والبدائل المختلفة. وكل هذا يفوق بكثير قدرة العقل البشري، الذي يحتاج إلى مساعدات، ووقت ـ غير متيسر ـ لتنفيذ ذلك.
- استخدام وسائل الاتصال التقليدية، والوسائل اليدوية في الرموز، (تشفير)، وفك رموز الأوامر والبلاغات والتعليمات، والتقارير بين مراكز القيادة، يستلزم الكثير من الوقت والجهد، ويؤدي إلى التأخير في الاستفادة من المعلومات، وفي تنفيذ الأوامر.
- الأسلوب اليدوي في القيادة والسيطرة، يحد من الاستفادة الكاملة بإمكانيات أسلحة الدفاع الجوي الحديثة، نظراً لأن هذه الأسلحة تحتاج إلى حسابات، غاية في التنوع والدقة.
- النظام اليدوي لا يحقق الاستخدام الآمن للمقاتلات الاعتراضية، داخل مناطق نيران الأسلحة أرض/ جو. ويُعقَّد إجراءات تنظيم التعاون بينهما، بسبب عدم دقه الموقف الجوي ووضوحه، في مراكز القيادة المختلفة.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس