عرض مشاركة واحدة

قديم 06-12-09, 03:55 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي دراسة الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها



 

دراسة الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها

المقدمة.
العالم في ذروة أزمة اقتصادية عميقة: وهي اول ازمة في عصر المعلومات. يوجد لازمات اقتصادية من هذا النوع عنصران: ازمة مالية وازمة اقتصادية حقيقية تنشأ على اثرها. تنبع الازمة المالية من اخفاق اداء الجهاز المالي. يعبر عنها بخسائر مالية عظيمة، وانهيار مؤسسات مالية، وفقدان الثقة بهذا الجهاز، ومدد مالي منخفض (تباطؤ تدفق المال). يفضي نقص الاكسجين المالي اكثر فاكثر بشركات إلى الغاء مشروعات واقالة عمال. في الآن نفسه يفضي المس بتوفيرات الجمهور في السوق المالية وانخفاض الامن الاعمالي بالجمهور إلى مضاءلة شراء المنتوجات والخدمات. وهكذا تنشأ ازمة اقتصادية واقعية يعبر عنها انخفاض حاد للاستهلاك، وانخفاض الانتاج، وزيادة افلاس الاعمال، ومضاءلة ايرادات الدولة من الضرائب، وارتفاع حاد للبطالة وازدياد للفقر وغير ذلك.
تؤثر أزمات بقوة كهذه في قدرة الدول على تحقيق أهدافها الوطنية في شتى المجالات وقد تمس بقدرتها على الاداء بل قد تكون خطرا على استقرارها الداخلي. تعتبر الازمة الحالية، من الوجهة المالية على الاقل الاشد خطرا منذ سنة 1929. آنذاك افضت الازمة المالية إلى "الكساد الكبير" – وهو اعمق ازمة اقتصادية في التاريخ الحديث، انتهت فقط مع الحرب العالمية الثانية. ساعدت التأثيرات الاجتماعية والسياسية لـ "الكساد الكبير" في صعود نظم حكم فاشية وعلى رأسها النازي في المانيا، وفي توسع تأييد الشيوعية. اليوم وبخلاف الماضي، يعمل قادة الدول ذات الاقتصادات الكبيرة (مجموعة العشرين) بقوة كبيرة وبتنسيق لوقف التدهور الاقتصادي، ولا ينتظرون إلى ان تتم قوى السوق الحرة عملها.


الازمة الاقتصادية في العالم.
على اثر الأزمة المالية التي بدأت في 2007، انزلق في النصف الثاني من 2008 الاقتصادي الأمريكي، ومعه أيضا اقتصاد كتلة الاتحاد الأوروبي واليابان إلى ركود رسمي (الركود الرسمي هو وضع يسجل فيه نمو سلبي في ربعين متواليين). مثلا منذ بدء سنة 2008 إلى نيسان 2009 ارتفعت نسبة البطالة في الولايات المتحدة من 4.9 في المائة إلى 8.9 في المائة من القوة العاملة. وفي ايار 2009 بلغ عدد مستحقي رسوم البطالة ذروة 6.66 مليون. في آذار 2009 سجل في الولايات المتحدة 130.831 إفلاسا – أي بزيادة 46 في المائة قياسا بآذار 2008 – وبزيادة 81 في المائة قياسا بآذار 2007. منذ 2009 حتى منتصف نيسان 2009 أغلق في الولايات المتحدة 25 مصرفا، قياسا بـ 25 مصرفا أغلقت في سنة 2008 كلها و 3 مصارف أغلقت في سنة 2007. في الربع الأول من 2009 انخفض الإنتاج في الولايات المتحدة بنسبة 1.6 في المائة (قياسا بالربع السابق).
يميز كساد اقتصادي عميق ايضا دولا متقدمة اخرى. مثلا في الربع الاول من 2009 انخفض الانتاج في المانيا بنسبة 3.8 في المائة (قياسا بالربع السابق)، وفي ايطاليا بنسبة 2.4 في المائة، وفي بريطانيا بنسبة 1.9 في المائة، وفي فرنسا بنسبة 1.2 في المائة. يدل تنبؤ منظمة الدول الصناعية المتقدمة من آيار 2009 على انخفاض انتاج الدول العضوات في المنظمة في سنة 2009 بنسبة 4.3 في المائة، وعلى انخفاض بنسبة 0.1 في المائة لانتاج سنة 2010. يقدرون في المنظمة ان ينتعش اقتصاد الولايات المتحدة قبل اقتصاد اوروبا، بفضل طائفة الحوافز الاقتصادية للادارة الامريكية ولان الازمة المالية في الولايات المتحدة موجودة في مرحلة اكثر تقدما. على اثر الازمة في الكتل الاقتصادية الكبيرة طرأ سوء ملحوظ ايضا على وضع دول ناهضة في العالم وبعضها يحتاج إلى مساعدة صندوق النقد الدولي.
يمكن ان نجد وضعا اقتصاديا مختلفا في الصين فبرغم ان التباطؤ الاقتصادي قد اصابها، فانها يقدر ان تكون واحدة من الدول الكبرى القليلة التي ستتمتع هذا العام ايضا بنمو مرتفع نسبيا – 6 في المائة.
تعتمد مواجهة دول مختلفة للازمة في الاساس على خطط اعادة بناء الاجهزة المالية وحفز النشاط في الجهاز الاقتصادي. في اجتماع الدول الصناعية العشرين في الثاني من نيسان 2009 قال رئيس حكومة بريطانيا غوردون براون ان الحصيلة العامة للحوافز الاقتصادية من قبل دول في العالم في السنتين القريبتين يتوقع ان تبلغ خمسة تريليونات دولار. وعامل مهم آخر في مواجهة الازمة هو خفض سعر المال (الفائدة). فقد خفضت المصارف المركزية الكبرى في الغرب الفائدة النقدية إلى الصفر تقريبا. الحديث عن علاج عنيف في سعته لم يوجد له مثيل في التاريخ الاقتصادي. يثبت هذا العلاج عمق المشكلة والرغبة في احراز حلول سريعة قبل ان تزداد اضرار الازمة عمقا. مع ذلك تنضاف اليها ايضا تأثيرات مصاحبة خطيرة كارتفاع حاد للديون الحكومية وعجز الميزانية وخطر نشوء تضخم في المستقبل.
مع نهاية الربع الاول من 2009 تلحظ دلائل ايجابية في الجهاز المالي مثل ارتفاعات متصلة في اسواق الاسهم في العالم كله قياسا بدرك الحضيض، وتجديد اصدارات سندات الدين، وانخفاض الفائدة بين المصارف وتحسن التقارير المالية لعدد من المصارف الكبيرة في الولايات المتحدة في الربع الاول من 2009 قياسا بتقارير الربع الاخير من 2008. تنسب هذه الاشارات من جملة ما تنسب إلى تحول الاموال الكثيف إلى المصارف وإلى الفوائد المنخفضة.
على هذه الخلفية قال رئيس المصرف الفيدرالي للولايات المتحدة بن برناركي في 14 نيسان 2009: "توجد علامات على اعتدال السقوط الحاد للنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، وقد يشير ذلك إلى اول خطوة للاقتصاد في الطريق إلى الانتعاش". وقال نظيره رئيس المصرف الاوروبي المركزي جان كلود تريشي اقوالا مشابهة في 11 آيار؛ اذ قال ان الاقتصاد العالمي اصبح "قد اجتاز نقطة التحول".
لا يشارك عدد من الخبراء في هذا التفاؤل. ابرزهم الخبير الاقتصادي نوريال روبيني، الذي كان من القلة الذين تنبأوا بالازمة. قدر روبيني في الثامن من نيسان 2009 اننا ما زلنا لا نرى الضوء في اقصى النفق وان الازمة في وول ستريت لم تبلغ نهايتها بعد. قال في الـ 20 من نيسان: "لقد تباطأ في الحقيقة معدل تقلص النشاط الاقتصادي العالمي في الاشهر الاخيرة، لكن انخفاض النشاط مستمر، ومشكلات القطاع المالي في الولايات المتحدة ما زالت لم تكشف كاملة، وحصيلة خسائر القطاع يتوقع ان تنمو لتصبح 3.6 تريليون دولار قياسا بتريليون دولار حتى الان". قدر ان نسبة البطالة في الولايات المتحدة في سنة 2010 يتوقع ان ترتفع فوق 11 في المائة وان النمو سيكون نحوا من 0.5 في المائة فقط.

معان استراتيجية.
برغم ان الازمة بدأت في الولايات المتحدة لم تتضرر مكانتها كقوة عالمية. ازاء الركود تبرز قدرة الادارة الامريكية على استعمال اجهزة قوية، وقد يكون اقتصاد الولايات المتحدة اول الاقتصادات خروجا من الازمة. في مقابلة ذلك حددت الازمة مشكلات الاتحاد الاوروبي (لا تلائم سياسة اقتصادية واحدة جميع الدول)، وأبرزت ضعف دول تعاني نظما اقتصادية ضعيفة مثل روسيا.
ما تزال الصين تنمو في فترة الازمة الاقتصادية العالمية ايضا وهذا شيء يبرز قوتها في النظام العالمي. في الان نفسه تبرز الازمة الصلة المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة في المجال الاقتصادي. فالولايات المتحدة بالنسبة للصين مصدر مهم للتصدير والتقنيات. وهي لذلك عنصر مهم لنمو الصين، اما الصين بالنسبة للولايات المتحدة فهي مصدر لسلع رخيصة، ولاستثمارات ولتمويل الدين القومي الامريكي (الصين اكبر دائنة للولايات المتحدة وتملك سندات دين امريكية حكومية بقيمة تزيد على 740 مليار دولار). مع ذلك يوجد في الولايات المتحدة من يرون الصين ودولا ناهضة اخرى في شرق اسيا عاملا يعرض العمل والنمو في الولايات المتحدة للخطر لان الولايات المتحدة غير قادرة على منافسة قدرة انتاجها الرخيصة. تنشىء هذه الظاهرة عجزا تجاريا عظيما للولايات المتحدة ازاء الصين.
لكن الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للولايات المتحدة هدف من الطراز الاول لادارة اوباما، لكن الادارة لا تهمل الساحة الخارجية وفي ضمن ذلك اجراءاتها في الشرق الاوسط.
برغم ضرورات الميزانية في الولايات المتحدة، فمن المعقول ان نفترض الا تتضرر المساعدة العسكرية التي تبذلها الولايات المتحدة لاسرائيل ولدول المنطقة، ومن جملة اسباب ذلك ضرورات سياستها الخارجية ورغبة الادارة في مساعدة صناعات السلاح الامريكية في هذه الفترة.

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس