عرض مشاركة واحدة

قديم 05-10-09, 10:35 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
السادات
•¦ رقـيـب ¦•

إحصائية العضو





السادات غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي لكي لا يزور التاريخ .. ذكريات من ايام القادسية



 

كانت قمة استخدام الموجات البشريه ألأيرانيه هو في معارك شرق البصره وأول معركه منها هي التي حدثت عام 1982 واذكرهذه بالذات لأني شاركت فيها شخصيا.
كانت القوات ألأيرانيه قد حققت نجاحات بواسطة هذا ألأسلوب في معارك دزفول والشوش وشرق الكارون والمحمره وقد حققت نجحات بها لأن الجيش العراقي لم يكن قد تعامل مع أسلوب كهذا من قبل فكان لا بد من وضع خطط وتكتيكات جديده لمواجهة هذا ألأسلوب.
وجدير بالذكر أن الفتره الممتده بن عامي 1980 و1981 لم تكن ايران تعتمد هذا ألأسلوب حيث كان الجيش الأيراني هو من يقوم بالجهد الرئيسي في الحرب مستعملا أسلوب الحرب النظامي وهو ما تعاملت معه القوات المسلحه العراقيه بمهنيه عاليه وأدارة معارك ناجحه خصوصا في الخفاجيه والبسيتين حيث واجه لوائين مدرعين عراقيين هما العاشر حرس والثلاثين بقوة مئتي دبابه فرقتين مدرعتين ايرانيتين هما السبعه وسبعين الذهبيه والثانيه والتسعين بقوة ثمانمئة دبابه وقام اللواء المدرع العاشر بحركة التفاف رائعه أدت لتدمير الفرقتين بالكامل . ونتيجة لهذا الفشل تم تحويل الجهد العسكري الأيراني الى حرس خميني الذي بدأ باستخدام الموجات البشريه تحت اشراف من الخبراء الكوريين الشماليين.

وبينما كانت القوات العراقيه تخوض قتالا تراجعيا على طول الجبهه الجنوبيه من دزفول وحتى عبادان كان الجهد الهندسي العراقي يقوم بجهد خرافي لتهيئة ساحة المعركه المقبله فقد كانت المنطقه المحصوره ما بين شلهة ألأغوات حيث يلتقي نهر الكارون مع شط العرب وحتى حافات هور الحويزه الممتده لمسافة 100 كلم تقريبا تمثل سهلا ممتدا ينتهي بحافة شط العرب ومدينة البصره التي تبعد عن خط الحدود في بعض المواقع ما لا يزيد عن 20 كلم وحيث تقع بوابة جامعة البصره عند الخط الحدودي .
فكان الجهد الهندسي قد قام بانشاء خطوط دفاعيه ثلاث على امتداد خط الجبهه وقام بأنشاء سلسله من البحيرات الصناعيه التي تستمد المياه من شط العرب بواسطة مضخات عملاقه وتم أنشاء معابر نيسميه لا تتسع لأكثر من دبابه خلال البحيرات وتركت المنطقه الممتده ما بين نهر جاسم والشلامجه في اقصى جنوب هذا الخط بدون بحيره ككمين للقوات الأيرانيه اذ لم يكن يتسع لأكثر من كيلومتر واحد.
تم أنشاء خمس خطوط دفاعيه قويه خلف البحيرات بينما وضعت ألأحتياطات في العمق وراء شط العرب و حول مدينة البصره.
تمت مشاغلة العدو داخل اراضيه لحين انتهاء الأنشاءات الهندسيه حينها تم سحب القوات العراقيه الى خط الحدود تاركين حرس خميني سكارى بنشوة النصر الذي سيعميهم فيما بعد .
تم شن الهجوم ألأول ليلة الرابع عشر من تموز عام 1982 في وقتها كنت في شمال العراق وكانت وحدتي تؤدي تمارين حيث صدرت لنا الأوامر بالتحرك للبصره.
وصلت ألأخبار عن هجوم كبير قامت به قوات حرس خميني على منطقة كتيبان وأن القوات العراقيه المنتشره على خط المواجهه ألأول والثاني والثالث قد تلقت الأوامر بألأنسحاب من منطقه بطول عشر كيلومترات تقريبا عبر البحيرات الدفاعيه والتي اصطلح على تسميتها ببحيرات الأسماك.
حينها تجمعت قوات الصوله ألأيرانيه في هذه المنطقه استعدادا لعبور البحيرات ولكون أن أحداثيات المنطقه كانت لدى المدفعيه وسلاح الصواريخ العراقيين فقد شن هجوم كاسح من المدفعيه والراجمات العراقيه مسنوده بسلاح الصواريخ بصواريخ من نوع فروغ من قواعد متنقله وصواريخ من نوع سكود من قواعد الشعيبه اضافه لمدفعية الدبابت والهاونات بينما كانت سمتيات الغازيل العراقيه تشن هجمات بالراجمات وتنشر غيوم التنوير لتمنع اي حركة التفاف قد يقوم بها العدو.
ظلت الفوهات الناريه تصب على المعتدين طوال الليل ومع اول ضياء بدأ العدو بالأنسحاب مصدوما مذهولا وشنت قوات المغاوير العراقيه المرعبه صوله عبر المعابر استعادت بها الخطوط الساقطه وأعيد العدو للحدود.
كانت معركه رائعه يعود الفضل فيها الى البطل المخضرم الفريق عبد الجبار شنشل والفريق البطل ماهر عبد الرشيد.
وصلت وحدتي للبصره ليلة السابع عشر من تموز عام 1982 ومنذ وصولنا مع الغروب الى الشعيبه كنا نشاهد وميض المدفعيه من جهة الشرق مؤذنا ببدء هجوم العدو ولم أتمكن من المشاركه في هذه المعركه ايضا بسبب عدم اعطائنا ألأوامر للحركه وأضطرارنا للمبيت في قاعدة الشعيبه .
مع الصباح جاءت ألأخبار بمجزره أخرى حصلت لحرس خميني ولكن هذه المره بسلاح جديد لم يتم استخدامه من قبل أنه الكهرباء.
فقد تفتق ذهن قادة الحرس عن فكره جديده فبدلا من محاولة استعمال المعابر التي تتركز عليها النيران فأن من ألأفضل محاولة عبور البحيرات سباحة او بالقوارب وهو ما تبين بأنه خطأ مهلك فقد تكرر انسحاب العراقيين لما وراء البحيرات وترك المعابر للعدو وتركيز النيران عليها وحينما حاول العدو اجتياز البحيرات عبر المياه فوجيء بخطوط من الشراك والألغام انتهت بمنطقه مدت فيها اسلاك كهرباء ضغط فائق تسببت بمقتل الآف الأيرانيين.
في هذه ألأثناء تم نقل وحدتي الى منطقه على شط العرب مقابل الشلهه حيث نهاية الخطوط الدفاعيه ولكن من الجهه العراقيه من شط العرب وكان واجبنا بألأضافه لمقاومة الطائرات مقاومة أي حركة التفاف او خرق ايرانيه عبر شط العرب وحماية جناح قواتنا.
في الساعه العاشره من ليلة الثاني والعشرين من تموز عام 1982 بدأت المعركه بقصف مدفعي ايراني تمهيدا للهجوم. كانت المنطقه المستهدفه هذه المره هي المنطقه المقابله لوحدتي من جنوب الخط الدفاعي حيث كانت تتمركز الفرقه الحاديه عشره توجهت الى بنايه قريبه من ثلاث طوابق لأتمكن من رؤية المعركه المقابله لنا بسبب كثافة النخيل في المنطقه.
بمجرد توقف المدفعيه ألأيرانيه بدأت الحشود ألأيرانيه بالتقدم وبدات معها المدفعيه والراجمات العراقيه بالعمل لتساند أسلحة المشاة الخفيفه التي كانت تواجه هجوم العدو. ما فاجأني تلك الليله اني كنت اتوقع ان تبدأ القوات العراقيه بألأنسحاب لما وراء البحيرات ولكن لم يحصل هذا كانت الفرقه الحاديه عشره والقوات المرافقه لها قد قررت تغيير التكتيك والصمود في الخطوط الأماميه .
لا يمكن لأي كلمات في الكون أن تصف سمفونية النيران لتي كانت تعزف امام ناظري واقسم بالله أن بعض الرصاصات كانت تصطدم بالجو من شدة وكثافة النيران. كانت هناك وحدات مقاومة طائرات من رفاقي في الخطوط الأماميه كانوا يستعملون مدافع 57 ملم المضاده للطائرات في الرمي الأفقي على موجات المشاة كانت المدفعيه العراقيه تطلق نيرانها من كل الأتجاهات على منطقة القتل بينما كانت الراجمات العراقيه تتنقل مابين مواضع مجهزه مسبقا فتقوم بعضها بالتحميل وألأخرى باطلاق النيران وكان سيل منهمر من النار ينزل على قوات العدو التي كانت تحاول التقدم بينما كان رجال الفرقه الحاديه عشر لا يتركون موضع ألا باستشهاد كل من فيه أو جرحهم. بينما كانت السمتيات نوع غازيل وهي الوحيده التي كانت تعمل ليلا تنزل في مواضع مهيأه مسبقا لتحمل الصواريخ و الوقود ثم تقوم باطلاق تنوير متعدد ينير سماء المنطقه كلها يشكل غيمه على سماء المنطقه استمر القتال الشديد بلا توقف ولو للحظه وفجأه جاء انذار عن تقرب طائرتين هليكوبتر من الجانب الأيراني وبمجرد خروجها باتجاه شط العرب اطلقنا النيران عليها فعادت الى الجانب ألأيراني ولم تتقدم مره أخرى كان هذا في حدود منتصف الليل وفي حدود الساعه الثانيه صباحا احسست بارتجاج فأذا بصواريخ من نوع سكود تبدأ بالتحليق من أتجاه قاعدة الشعيبه شمال البصره باتجاه الخطوط الخلفيه للعدو. كان سقوط هذه الرشقه من الصواريخ كأنه ايذان بتوقف زخم الهجوم الأيراني وتحوله للدفاع فلم تعد النيران تتقدم باتجاهنا وأنما كانت كانها صارت محاوله يائسه للتشبث بالمواضع ومع بداية الفجر جائت مجموعه من قواعد أطلاق الصواريخ من نوع فروغ الى مواضعنا وبدأت ألأستعداد للرمي فكان علينا اتخاذ أقصى درجات ألأنذار خوفا من تدخل الطيران المعادي ولكن المجموعه اكملت استعداداتها واطلقت رشقه من خمسة صواريخ ثم لملمت معداتها ورحلت ومع رحيلها وظهور الضياء الأول بدأ الطيران العراقي بالعمل فكانت طائرات السو 20 والسو 17 تطير من قاعدة الشعيبه باتجاه الغرب والجنوب لتمر من فوق وحدتي حيث كان الجميع يؤشر للطيارين ويحييهم وهم على ارتفاع كنت قادرا على رؤية وجوه الطيارين فكان الطيارون يردون بتحريك الجناح ثم يعبرون الشط وبعد لحظات كنا نرى النيران تبدأ بألأرتفاع كان صقورنا يستعملون حاويات الصواريخ حيث كانت كل طائره تحمل بودات ويتناوبون افراغها على خطوط العدو ولم ينقطع سيل الطائرات حتى الساعه الثامنه صباحا بينما كانت تشكيلات من الميغ 27 تقوم باستهداف وتجريد عمق العدو كانت تشكيلات من الميغ 23 تقوم بدوريات لحماية طائرات الهجوم ألأرضي بينما كانت سمتيات الهند تجهز على ما تبقى من فلول العدو .
توقفت العمليات تماما بعد الثامنه صباحا ولم يتمكن ألأيرانيون وموجاتهم البشريه من تحقيق خرق لأكثر من ثلاث كيلومترات على جبهه لا تزيد عن عشر كيلومترات ولم يمسوا مياه البحيرات هذه المره نهائيا ولم يستطيعوا ألأحتفاظ بها حتى الثامنه صباحا.
وجدير بالذكر أن طيران العدو لم يحاول نهائيا التدخل في المعركه ما عدا محاولة السمتيتين اليتيمه والتي اعتقد أنها كانت مهمه استطلاعيه فاشله.
كان آخر محاوله هو محاولة العدو يوم 28 تموز 1982 وهي محاوله ولدت ميته ولم تمتلك الزخم حتى للتواصل للصباح.
كان العدو قد زج بسبعمئة الف جندي في مقابل مئة الف جندي عراقي في هذه السلسله من المعارك التي انتهت بتحطيم موجات العدو ولم يحصل على موطء قدم واحد فيها.

 

 


 

   

رد مع اقتباس