عرض مشاركة واحدة

قديم 10-08-10, 08:02 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

ليست عامة الناس وحدهم من يشعر بالحيرة، فالسياسيون بكل أطيافهم أيضا -من أقطاب وأنصار النظام السابق إلى أقطاب وأنصار النظام الحالي- يشعرون باقتراب لحظة الخطر، بل إن إيران وهي المتهمة بالتدخل السافر وبأنها المستفيد الأكبر من هذه الخطوة تبدو وكأنها تعيش لحظات القلق ذاتها.
خذوا مثلا ما قاله طارق عزيز نائب رئيس الوزراء في النظام السابق مؤخرا لصحيفة بريطانية شهيرة من أن الأميركيين "يتركون العراق للذئاب" وأن عليهم أن يتراجعوا عن خطوة سحب قواتهم المقاتلة.

بينما قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في يوم تصريحات عزيز ذاته وبلهجة احتجاجية أن لا مبرر لسحب القوات من العراق لأجل دعم الوجود الأميركي في أفغانستان.

في هذا الإطار، يمكن أن يلاحظ المرء كيف أن الطبقة السياسية في العراق تعيش في قلب هلع حقيقي من "فكرة الانسحاب"، بينما هي تقوم بتصويره كانتصار. الأكراد مثلا لم يخفوا ولا لحظة واحدة قلقهم وانزعاجهم ومخاوفهم، حتى إن وزير الخارجية هوشيار زيباري تحدث مرارا وتكرارا عن شعور الأكراد بالإحباط لأن الأميركيين يتخلون عن العراق، وأن مخاطر هذه الخطوة ستكون هائلة.
فكيف يمكننا تفسير هذا التلاقي في المخاوف بين أقطاب متصارعة ومتناقضة في المصالح والرؤى، ولكنها في الوقت ذاته لا تكف عن الترويج لخطاب يقول إن هذا الانسحاب سوف يعيد للعراق حريته واستقلاله؟ فهل ترى الطبقة السياسية العراقية في الانسحاب انتصارا أم خطرا؟
مثلا، هناك من يرى أن الأميركيين إذا ما انسحبوا في الموعد المحدد فإن اليوم التالي لانسحابهم قد يشهد تطورات أمنية خطيرة، وأن إيران تتأهب لتطبيق "إستراتيجية ملْء الفراغ الأمني".

يعني هذا أن اليوم التالي للانسحاب لن يكون يوما سعيدا ولا تاريخيا ولا مماثلا ولا شبيها بأيام الاستقلال الوطني التي عرفها العرب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، عندما عاشوا بعمق وجداني لحظات جلاء الجيوش البريطانية والفرنسية والإيطالية عن أراضيهم، تغمرهم مشاعر الفخر والسعادة بأن التضحيات الغالية أثمرت في نهاية المطاف انتصارا وطنيا.

على العكس من ذلك، قد يجد العراقيون بلدهم وقد سقط في دوامة فوضى مدمرة، لأن قوى أخرى داخل المجتمع العراقي، مسلحة ومدرّبة قد تكون متأهبة لمواجهة من يفكرون بملء الفراغ الأمني.
كما أن مشهد الانسحاب هذا لن يصبح بأي صورة من الصور مماثلا ولا شبيها بمناظر ومشاهد جلاء الجيوش الأجنبية من البلدان التي أنجزت تحررها بثورات وطنية كبرى.
صحيح أن الأميركيين تكبدوا الكثير من الخسائر الفادحة طوال السنوات السبع الماضية، لكن الصحيح أيضا أنهم لا يهربون اليوم من البلد الذي قاموا باحتلاله كما هربوا من فيتنام.
إنهم بكل يقين لا يتركونه مستقلا ولا محررا ولا مستقرا، ولأن خطط الانسحاب تثير، فضلا عن هذا الجانب من التناقضات، قلقا ومخاوف حقيقية عند الكثير من الأطراف المحلية والإقليمية، فإن من الصعب على المرء تخيل أن اليوم التالي سيكون عيدا وطنيا.
إن تفكيك خطاب الانسحاب يتطلب رؤية التناقضات التالية:

أولا: إن هذا الخطاب يقوم على تصورات، هي تكرار لفكرة واحدة مفادها أن الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ملتزمة بصدق بتعهداتها، وهي بخلاف إدارة بوش السابقة، تتجه إلى منح العراق "وضع الدولة الطبيعية" من خلال تنفيذ برنامج الانسحاب العسكري كما جرى الاتفاق عليه مع أقطاب الطبقة السياسية.

بيد أن هذا الالتزام لا يتضمن بأي صورة من الصور، تعهدا حقيقيا بترك العراق للعراقيين، أي بتحقيق وعد الاستقلال الوطني الناجز والتام.

وعلى العكس من ذلك، يأتي الانسحاب كتعبير عملي عن تطبيق مادة أساسية في الاتفاقية الأمنية الإستراتيجية المبرمة بين واشنطن وبغداد، تنصّ من بين ما تنصّ عليه أن يجري تنفيذ برنامج الانسحاب العسكري وفقا لاتفاق رسمي، يتضمن إبقاء نحو خمسين ألف جندي أميركي يظلون داخل قواعد آمنة لوقت غير معلوم.

إن لبّ وجوهر التناقض في هذا الجانب من تصورات الطبقة السياسية العراقية للانسحاب، أنه ينطوي على فكرتين متناقضتين، فالانسحاب من جهة، هو تنفيذ لالتزامات أوباما بترك العراق وتمكينه من العودة إلى وضع "الدولة الطبيعية"، ومن جهة أخرى هو خلاصة اتفاق مع بغداد الرسمية على إبقاء قوة مسلحة ضخمة تعدادها خمسون ألف جندي، فهل هو انسحاب أم توافق على إعادة انتشار جديدة لجيش الاحتلال؟
ثانيا:
لفهم طبيعة وحدود هذا التناقض يمكننا أن نلاحظ أن إيران مثلا، لا تملك موقفا رسميا واحدا من مسألة الانسحاب. إنها تريد الأميركيين -في العلن- أن ينسحبوا، ولكن شرط أن تتوفر الظروف اللازمة التي تكفل حماية "النظام الحليف في بغداد".

وفي الآن ذاته تتمنى إيران سرا ألا يفعلوا ذلك، لكي يظل آلاف الجنود الأميركيين في الفخ العراقي.
بكلام آخر، تريد طهران رؤية انسحاب لا يهدد وجود النظام الحليف، ولكنها في الآن ذاته ولاعتبارات أخرى تتعلق بطبيعة الصراع مع الأميركيين في مناطق وملفات أخرى، تتمنى لو أن هؤلاء تناسوا فكرة الانسحاب من أساسها، وواصلوا حماقة البقاء أطول وقت ممكن.
ومع هذا فهي سوف تشعر باستمرار، بالقلق من وجود هذا العدد الكبير من الجنود داخل قواعد قريبة من حدودها، ويستحيل الوصول إليها بسهولة.
ثالثا:
إن الأميركيين وهم يتأهبون للانسحاب يتركون العراق في وضع غرائبي.
لقد خلقوا له "أعداء" كثرا يتجولون كالأشباح في بلد محطم وخائف على مصيره، لا يعرف ماذا يفعل، هل يستعين بالإيرانيين لطرد الأميركيين، أم يستعين بالأميركيين لطرد الإيرانيين، أم يتركهما يتصارعان لسنوات أخرى فوق أرضه؟
الانسحاب ضروري ولكنه مخيف، فماذا سيحدث في اليوم التالي، عودة ما يشبه الاستقلال أم عودة لما يشبه الحرب الطائفية؟ الأمر الوحيد المؤكد هو أن اليوم التالي للانسحاب ليس يوم الاستقلال.


المصدر:الجزيرة نت

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس