عرض مشاركة واحدة

قديم 10-08-10, 08:00 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي ماذا سيحدث في اليوم التالي للانسحاب من العراق ؟



 

ماذا سيحدث في اليوم التالي للانسحاب؟

في حالة العراق الراهنة، يبدو من الواضح أن الاحتلال الأميركي خلق أوضاعا شاذة ومتناقضة، يغدو فيها حتى موضوع الانسحاب العسكري كمطلب وطني، موضوعا خلافيا بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية، يرى فيه البعض مصدرا لتهديد جديد ومتعدد الأبعاد، والبعض الآخر يرى فيه انتصارا وطنيا.

هذا الخلاف في الموقف من الانسحاب يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى مادة مفجرة لتناقضات جديدة وعنيفة.
ويستطيع المراقب عن كثب، أن يدرك عمق هذه التناقضات حين يسمع اليوم السؤال التالي، وحيث تتعالى أصوات النقاش في كل مكان هل الانسحاب انتصار وطني أم خطر قد تنجم عنه أخطار أكبر؟ أي هل هو انتصار سياسي تنجزه قوى ارتبطت بالاحتلال أم هو مصدر تهديد آخر تلعب هذه القوى نفسها دورا جديدا في تصعيده؟
لذلك، وفي أجواء التناقضات هذه، لن يكون اليوم التالي للانسحاب، يوم استقلال وطني حقيقي. وبكل تأكيد لن يكون يوم استرداد للاستقلال الأول الذي تحقق فعليا قبل نحو خمسين عاما.

على الأرجح سيكون يوما شبيها بيوم سابق على الانسحاب. وبكلام آخر أكثر إيجازا فإن ما بعد الانسحاب هو ما قبل الانسحاب، إذ كيف يمكن وفي أجواء الخلاف حول هذه المسألة المصيرية، أن نتخيل مجرد تخيّل أن اليوم التالي هو اليوم نفسه الذي يستحق أن يضعه التاريخ، وبجدارة في مصاف العيد الوطني الرسمي، وليس أي يوم آخر.

ومع ذلك، وفي يوم الانسحاب الموعود هذا، قد تعزف الفرق الموسيقية العراقية المارشات العسكرية نفسها التي يعزفها جيش بلد محتل في وداع الجيش الغازي.
وقد يؤدي الجنود التحية العسكرية نفسها التي يؤديها جيش بلد محتل، لجنود وضباط جيش الاحتلال، قبل أن يستقل هؤلاء مركباتهم وطائراتهم وسفنهم عائدين إلى بلادهم، فمثل هذا المشهد يمكن أن يتكرر ويحدث في النهاية، حين يحزم الأميركيون أمتعتهم للرحيل.
بيد أن هذا التماثل الشكلي في مراسيم الوداع سيظل مجرد تماثل عابر ولا قيمة له من الناحية التاريخية والسياسية، لأن الانسحاب سيظل في الجوهر، شبيها بانسحاب، ينجم عنه استقلال شبيه بالاستقلال.

اليوم التالي للانسحاب إذًا سيكون شبيها بيوم سابق على الانسحاب. لا شيء يكون قد تغيّر، فالأميركيون، بكل تأكيد لن يغادروا بقضهم وقضيضهم، مهزومين وفارين من المعركة، بل هم يتركون العراق أمانة في أعناق خمسين ألف جندي، سوف يسهرون الليالي داخل قواعدهم الحصينة طوال سنوات وسنوات، بينما تدير طبقة سياسية مدربة دفة الصراع الداخلي الذي سوف يتغذى لسنوات وسنوات قادمة من تدخلات إقليمية معقدة، لا تني أن تتعقد أكثر فأكثر.
إن المتأمل في خطاب الانسحاب الذي أنشأته الطبقة السياسية في العراق منذ وقت مبكر من الاحتلال، سيلاحظ أنه يتضمن أفكارا وتصورات متناقضة لا سبيل إلى التوفيق بينها. من ذلك، أن الانسحاب قد يؤدي إلى حرب طائفية تندلع من داخل أجواء الفراغ الأمني، وفي الوقت ذاته يقال إنه سوف يعيد السيادة كاملة لهذا البلد ذي الحظ التعيس، فهل اليوم التالي هو يوم عودة السيادة أم يوم عودة العنف الطائفي؟
يتطلب تفكيك أحجية الانسحاب هذه إثارة الجانب الأكثر أهمية وحيوية في المسألة الاستعمارية الجديدة، أي إثارة الأسئلة المتعلقة بكيفية فهم طبيعة تطور محتوم من هذا النوع، وهل سيؤدي بالفعل إلى نهاية حقيقية للاحتلال وزواله، أم أنه سيؤدي -على العكس- إلى وضع البلد في قلب أخطار جديدة؟
لقد استوحت الطبقة السياسية فكرة ومضمون الانسحاب كانتصار وكمصدر تهديد في الآن ذاته، من خطاب أميركي شائع مليء بالتناقضات، فهو يقول إن هذا البلد أصبح قادرا على مواجهة التحديات بمفرده، ولكن الأميركيين وهم يتركون العراق لأهله لا يضمنون بقاء البلد هادئا، وهذا هو لبّ التناقض الذي نلاحظه في موقف الطبقة السياسية.

إذا ما سلمنا بإمكانية أن الانسحاب انتصار وطني، فهل يمكن لمثل هذا الانتصار أن يحقق الاستقلال الثاني للعراق؟
إن تاريخ التحرر الوطني يعلمنّا أن كل جلاء، من أجل أن يكتسب معناه ومضمونه كانسحاب عسكري لجيش أجنبي من بلد أجنبي آخر، يجب أن يرتبط بتلبية وإنجاز مطلب الاستقلال في هذا البلد، ولا شيء آخر.
وهذا هو جوهر المسألة غير المطروحة للنقاش اليوم مع اقتراب موعد رحيل القوات الأميركية. وكما في كل تجارب التحرر الوطني أو معظمها فإن اليوم التالي للجلاء هو يوم الاستقلال الوطني الذي يحتفل به السكان في بلدهم الذي سوف يصبح محررا ومستقلا.
وهذا ما لا يبدو أنه يمكن أن يحدث، فالعراقيون جميعا -حتى المتحمسين منهم- خائفون وقلقون من نتائج الانسحاب.
إن عامة الناس تشعر بالفعل بالحيرة والقلق ولا تكاد تدرك بوضوح، هل اليوم التالي سوف يشهد انفجار الأوضاع في هذا البلد أم إنه سيكون يوما عاديا آخر من أيام الاحتلال المستمر بأشكال أخرى.



 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس