عرض مشاركة واحدة

قديم 02-03-09, 05:11 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ومن الجدير بالذكر أن حفظي عزيز وبشير يعقوب كانا يفتقدان أي إلمام بالتدريب العسكري , لذا تقرر إبقاؤها في المدرسة العسكرية في بغداد لمدة ثلاثة أشهر . غادر الطلاب إلى بريطانيا في 19 آيار 1927م وتم إسكانهم عند بعض الأسر الانكليزية لمساعدتهم في تعلم اللغة الانكليزية . وفي 1 أيلول 1927م انظم الطلاب الستة إلى كلية القوة الجوية البريطانية ( كران ويل ) حيث بدأت الدراسة لمدة سنتين .


الاتصالات لإنشاء القوة الجوية



كانت الحكومة العراقية تلح على إنشاء القوة الجوية والحكومة البريطانية تماطل والدليل على ذلك المذكرة التي رفعها المندوب السامي البريطاني إلى رئيس الوزراء العراقي المرقمة B.R 270) ) في 1928 والتي تبين وجهة نظر الحكومة البريطانية في إنشاء قوة جوية والتي دلت على عدم رغبتها في إنشاء تلك القوة .

وتنص الفقرة ( و ) من المادة الخامسة من المذكرة (B.R 270) في 27 شباط 1928م بأن حكومة صاحبة الجلالة البريطانية ستستمرعلى تدريب العراقيين لأجل تأسيس قوة جوية عراقية غير أنّ الحكومة لها الحق في تحديد تاريخ وحدة الطيران العراقية وقد أبدت الحكومة العراقية استيائها وخاصةً وزير الدفاع لان هذا مخالف لنصوص الاتفاقية العسكرية المبرمة بين الحكومة البريطانية والحكومة العراقية لأنها تمنع تشكيل قوة جوية بدون موافقة الحكومة البريطانية.

بعد انتهاء مدة خدمة الجنرال ديلي كمفتش عام في العراق عُين بدله الجنرال لوخ مفتشاً عاماً في الجيش العراقي وكان اشد تعصبا من سلفه ومواقفه معرقلة لإنشاء قوة جوية عراقية . وتقدم هذا الجنرال بمشروع جديد لتطوير الجيش العراقي ولكنه في الحقيقة كان مشروعاً لتأخير الجيش العراقي وليس تطويره . أثار هذا المشروع حفيظة رئيس الوزراء العراقي في وقته وعلق على فقراته في كتابه المرقم 959 والمؤرخ 9 آذار 1929م .


أود أن أنقل فقرات مشروع المفتش العام وتعليق وزير الدفاع العراقي عليه . اقترح المفتش العام أن تمنح الحكومة البريطانية أعانة قدرها تسعة الكاك ( الكاك كلمة هندية تعني عشرة آلاف روبيه ) لسنة 1928- 1929 م بشرط ان لايخفض عدد الضباط البريطانيين الملحقين في الجيش العراقي عن 46 ضابط ويعاد النظر في هذا القرار في السنوات المقبلة فيما اذا منح هذه المساعدات أم لا .

وقد علق وزير الدفاع العراقي بقوله ان قضية المساعدات المالية وعدد الضباط البريطانيين لاتزال قيد البحث بين الحكومتين ولم يبت بشأنها بعد . وان مبلغ (9) الكاك المقترح منحها بصيغة مساعدة مالية لسنة ( 1928 – 1929 م ) يعادل نصف المساعدات التي وضعت في الخزينة العراقية لكل من السنتين الماضيتين ، والشرط القاضي بان لايقل عدد الضباط البريطانيين الملحقين بالقوات العراقية عن (46 ) ضابط يقضي بصرف هذه المساعدات على أولئك الضباط . ان أهم مايلفت النظر الى الموضوع هو كونه لايمكن العراق خلال الاحد عشرة سنة القادمة إلا من تحسين قواته الحالية وإضافة قوة جوية ضئيلة إلى الجيش .


تخرج دورة الطيران الأولى



تخرج خمسة من الطلاب الستة الذين ارسلوا الى كلية كران ويل في آب 1929 م ومنحوا حق حمل جناح الطيران بموجب أمر وزارة الطيران البريطانية المرقم (B.R 37/788813) المؤرخ 22آب 1929 م. بعد تخرجهم التحق أربعة منهم في أسراب القوة الجوية البريطانية للتدريب المتقدم وأعيد الخامس ليعمل في احد الأسراب البريطانية في العراق.

بعد ذلك التحق أربعة طلاب في كلية القوة الجوية البريطانية ( كران ويل ) يمثلون الدورة الثانية. بعد ذلك شعرت الحكومة العراقية ان التدريب في كلية ( كران ويل ) لمدة سنتين يعتبر مدة طويلة لذلك فاتحت الحكومة البريطانية بإرسال دورة ثالثة ويكون تدريبها لمدة إحد عشر شهراً بدلاً من سنتين وأرسل ستة طلاب إلى احدى المدارس الجوية البريطانية . وهكذا أصبح للعراق ثلاث دفعات في بريطانيا للتدريب على الطيران .


شراء الطائرات لإنشاء قوة جوية


استمرت الاتصالات بين الحكومة العراقية والحكومة البريطانية لإنشاء قوة جوية عراقية وشراء طائرات . وأخيرا قدمت البعثة العسكرية البريطانية رأيها وأشارت على الحكومة العراقية بشراء طائرات من نوع جپسي موث ) لسهولة صيانة وإدامة هذا النوع من الطائرات ولم يكن أمام الحكومة العراقية الخيار في شراء نوع آخر من الطائرات لأنه كان النوع الوحيد الذي سمحت الحكومة البريطانية ببيعه إلى العراق .

وتم توقيع العقد على شراء خمس طائرات من نوع ( جبسي موث ) وطائرة واحدة ( جپسي موث ) للنقل والمواصلات . ولما علم طيارو الدورة الأولى بهذه الصفقة اعترضوا عليها لأنها طائرات مدنية خفيفة لايمكن ان تؤدي واجب قتالي أو عسكري . واقترحوا شراء طائرات أكثر فائدة وتطوراً مثل طائرة هوكر هارت وطائرات اطلس ولم يكن الطيارين يعلمون ان الحكومة لاتستطيع شراء مثل هذه الطائرات لان بريطانيا لم تسمح بذلك .

وقد اقترحوا إضافة بعض المعدات لطائرات بس موث لتصبح صالحة للاستعمال العسكري مثل حاملات القنابل وجهاز لاسلكي . وقد أضيفت هذه المعدات مما أدى الى زيادة ثمنها وتأخير استلامها .



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



اقترحوا إضافة بعض المعدات لطائرات بس موث لتصبح صالحة للاستعمال العسكري مثل حاملات القنابل وجهاز لاسلكي . وقد أضيفت هذه المعدات مما أدى الى زيادة ثمنها وتأخير استلامها .


(استلام الطائرات وإيصالها إلى العراق ( ولادة القوة الجوية)



تسلم الوزير المفوض العراقي في لندن في احتفال رسمي تناقلته الصحافة وحضره جمع غفير من المدعوين العراقيين والأجانب في 15 آذار 1931 م . وقام الطيارون العراقيون بنقل هذه الطائرات بشق النفس لإيصالها إلى العراق أما طائرة المواصلات ( بس موث ) فقد انيطت مهمة نقلها إلى العراق إلى المقدم الانكليزي ( كارتر ) في 8 نيسان 1931م تم توديع الطيارين في لندن في حفل توديع رسمي حضرته الجالية العراقية والصحافة البريطانية .

وتعتبر هذه الرحلة بطائرات بدائية كهذه مغامرة وعملية شاقة . ونشر مع خبر الرحلة صور الطيارين والطائرات , وكانت الرحلة تعقب طريق ( لندن – باريس - ليون – مرسيليا – ميلان – سغرب – بلغراد – تركيا - حلب – الرمادي – بغداد ) وقد قوبل الطيارين في كل مكان نزلوا فيه بالترحاب والحفاوة واستقبلوا إستقبالا رسميا في كل من يوغسلافيا وتركيا وأقامت جمعية الطيران في تركيا حفلا رائعاً لهم وقد استقبلوا في مدينة الرمادي استقبالاً مهيبا وكان في مقدمة المستقبلين محافظ الانبار ( يسمى المتصّرف سابقاً ) وقامت لهم بلدية الرمادي مأدبة طعام كبيرة .

واخيراً وصلت الطائرات بغداد وهبطت في مطار الوشاش حيث كان في استقبالهم جمع غفير من المواطنين يتقدمهم الملك فيصل الأول ملك العراق والملك علي شقيقه والأمير زيد شقيقه والأمير غازي ولي العهد والوزراء ووجهاء الدولة ووقف طلاب المدارس على جانبي الطريق لتحية الطيارين من المطار إلى وزارة الدفاع وأقامت الوزارة لهم حفلاً رسمياً وشعبياًً ونثرت الزهور وهكذا وصلت الطائرات يوم 22 نيسان 1931م احد الأيام الخالدة في تاريخ العراق الذي ولدت فيه القوة الجوية العراقية بوصول أول رف طائرات عراقي .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

 


   

رد مع اقتباس