عرض مشاركة واحدة

قديم 07-04-09, 11:32 AM

  رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الثانية عشرة) ـ «الشرق الأوسط» تواصل كشف الوثائق السرية الحربية الإسرائيلية

إدارة نيكسون خشيت من عدم تمكنها دفع ثمن السلام في الشرق الأوسط * إسرائيل خافت من أن تضطرها واشنطن إلى مفاوضات وتمنعها من اللجوء إلى تحقيق إنجازات سياسية بالحرب



تل أبيب: نظير مجلي
في الوقت الذي كانت فيه لجنة أغرنات تبحث في اخفاقات حرب أكتوبر 1973، كان غائبا عن ذهنها تماما موضوع الحسابات السياسية الاستراتيجية لحكومة غولدا مئير. ولم يكن ذلك صدفة. فقد خلا كتاب تعيين اللجنة الذي اصدرته لها الحكومة، من أية اشارة الى الموضوع السياسي وبإمكان اللجنة أن تقول إن هذا الموضوع ليس من صلاحياتها. ولكن هذا ليس السبب الوحيد، فاللجنة، مثل غيرها من المسؤولين، انطلقت في تحقيقاتها من المفاهيم الاسرائيلية التي كانت وما زالت سائدة حتى اليوم، باعتبار ان الفشل في الحرب نجم عن «أخطاء» في التكتيك العسكري وليس عن أخطاء في الرؤية الاستراتيجية.
فقد ركزت على الاستعدادات للحرب، ولم تبحث في أسباب نشوبها. لم تفحص ما إذا كان بالامكان منع حرب أكتوبر بالوسائل السلمية. ولم تسأل عن سبب تشبث الحكومة بالخيار العسكري. (بالمناسبة، فإن هذا هو الأمر نفسه الذي تميزت به أيضا أبحاث لجنة فينوغراد للبحث في اخفاقات اسرائيل في الحرب في لبنان. فهناك أيضا لم يسألوا عن امكانية منع الحرب، مع أنهم توصلوا الى قناعة بأن الجيش هو الذي جرّ الحكومة إلى الحرب).

وقد شغلت هذه القضية العديد من الباحثين فيما بعد. ورأى دافيد أربل وأوري نئمان، في كتابهما «ذنب بلا غفران»، ان الحكومة الاسرائيلية من جهة والإدارة الأميركية من جهة ثانية، أظهرتا حرصا واضحا في التهرب من الدخول في عملية سياسية قبل الحرب. وهما يطرحان هذا الموقف من باب الاتهام بأنه حتى في نقل البلاغ الى الولايات المتحدة الأميركية بشأن الاستعدادات الحربية المصرية ـ السورية والطلب الاسرائيلي منها أن توجه رسالة طمأنة وتهديد مبطن الى كل من مصر وسورية والاتحاد السوفياتي، انطوى الأمر على اهمال. يذكر ان وزير الدفاع الاسرائيلي، موشيه دايان، كان قد اعترض على ارسال رسالة كهذه، لأنه كان يخشى من أن تفهم واشنطن بأن اسرائيل في موقف ضعيف، وهو الذي يعتقد بأن الولايات المتحدة تقف الى جانب اسرائيل لأنها القوة الأولى في الشرق الأوسط ، كما كان يخشى من قيامها بالضغط لمنع الحرب. فهو ببساطة معني بهذه الحرب، للأسباب التي عددناها في حلقة سابقة. ولكن في نهاية المطاف أقنعته رئيسة الوزراء، غولدا مئير، بضرورة ارسال الرسالة من أجل تبرئة اسرائيل أمام العالم والقول انها حاولت منع الحرب. ولكن اتفق على أن ترسل بالقنوات الدبلوماسية العادية، من دون حاجة لطلب لقاء خاص بين ابا ايبان وكيسنجر.

ويتضح فيما بعد ان ايبان أيضا لم يكن مرتاحا لطلب لقاء عاجل مع كيسنجر، خصوصا أنه كان قد التقى كيسنجر فقط قبل يوم واحد. وكتب ايبان في مذكراته ان كيسنجر معروف بعصبيته ولن يقبل بارتياح أن يعقد معه لقاء طارئا على هذا النحو فقط لكي يبلغ بأن عليه أن لا يقلق من خطر حرب مصرية ـ سورية على اسرائيل. وهكذا، فقد اكتفوا بالرسالة. ولكن ايبان يكتب في مذكراته منتقدا حكومته على الغاء اللقاء، ويقول ان الغاء اللقاء كان خطأ، إذ ان لقاء كهذا كان سينتهي حتما بخطوات اجرائية من كيسنجر لمعرفة ما جرى.

ويتضح من الحوار في لجنة التحقيق بأن الرسالة خرجت من اسرائيل في الساعة السادسة من مساء الجمعة 5 أكتوبر (ما يعادل الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم نفسه حسب توقيت واشنطن)، ولكنها وصلت الى القائم بأعمال السفير الاسرائيلي في واشنطن في الرابعة والنصف بعد الظهر، أي بعد أربع ساعات ونصف الساعة. وحسب شهادة وزير الخارجية الاسرائيلي، أبا ايبان، الذي كان يومها في نيويورك، فقد مضت ساعة أخرى حتى وصلت اليه هذه الرسالة.

 

 


   

رد مع اقتباس