عرض مشاركة واحدة

قديم 07-04-09, 11:24 AM

  رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

ويضيف الكاتبان بأن ديان صادق في 17 مايو (أيار) 1973 على الخطة الحربية «أزرق أبيض» (التي سبق ذكرها وتتحدث عن انتظار هجوم عربي لكي ترد اسرائيل بشكل قوي وتحطم الجيوش العربية وتواصل التقدم في العمق السوري والمصري)، وفي 21 مايو (أيار)، قاد ديان اجتماعا لهيئة رئاسة أركان الجيش تم فيه تلخيص الاعداد للحرب، محددا النقاط التالية: يجب أن نأخذ بالاعتبار بأن مصر وسورية ستبادران الى الحرب في النصف الثاني من الصيف القادم، وفي الحرب شتشارك بالإضافة الى سورية ومصر فرق من جيوش العراق وليبيا والسودان، بينما الأردن لن يشارك. ويجب الإعداد لتوجيه ضربة أولى قبل أن يستأنف العرب الحرب. وعلى جيش الدفاع الاسرائيلي أن يستعد لإلحاق هزيمة ساحقة بالعرب وأن يعبر الحدود القائمة في العمق السوري والمصري «أنا لا أستبعد أمكانية الوصول الى النيل». كما يجب العمل على ان تنتهي هذه الحرب في وقت قصير، بضعة ايام فقط، حيث انه بعد ذلك سيتم تدخل أميركي روسي يلزم بوقف اطلاق النار. وربما يستخدم العرب سلاح النفط للضغط على الغرب، وعلينا أن نكون أقل ارتباطا بالنفط المستورد من الخليج وعلينا ان نزيد مصادرنا النفطية.

واختتم ديان بقوله: «نحن، الحكومة، نقول لهيئة الأركان: يا جنتلمانز، تفضلوا واستعدوا للحرب».

وبعد هذه التعليمات الواضحة، دأب رئيس أركان الجيش على اطلاع ديان باستمرار على مدى التقدم في الاعداد لتطبيق هذه الخطة، وفي شهر أغسطس (آب) أخبره بأن سلاح المدرعات أتم التدريب على هذه الخطة في الجبهة السورية بمشاركة 515 دبابة، تشمل وحدة من جيش الاحتياط. وان الجيش يستعد بطريقة تجعله قادرا على نقل المعركة الحربية الى ساحة العدو في أقرب وقت ممكن من بدء اطلاق النار. ويتحدث أبا ايبن عن هذه المواقف وكأنها كابوس، ويعرب عن مخاوفه من عظم سيطرة ديان على الدولة، حيث انه الأقوى في الحكومة والأكثر شعبية بين الناس ايضا وكذلك في الصحافة «لقد اعتادت الصحافة على تفضيله عن الآخرين ونشرت النص الكامل لخطاباته بشكل منهجي، وهو الأمر الذي لم تفعله الصحافة حتى لرئيسة الحكومة»، يكتب في مذكراته. ويقول انه واصل التصدي لهذا النهج عدة شهور، الى أن هدأت الأوضاع في شهر أغسطس (آب)، عندما وصلت الى المخابرات الاسرائيلية معلومات مؤكدة من عدة مصادر، تفيد بأن «مصر تراجعت عن نيتها اعلان الحرب في هذه المرحلة». ودلت الصور الجوية على انه تم بالفعل تخفيض جدي في الحشودات المصرية.

لهذا خرج أبا ايبن، وزير الخارجية الاسرائيلية، سعيدا من لقائه مع كيسنجر في 4 أكتوبر. وشعر بأن الأميركيين ينوون تحريك المسيرة السلمية بشكل جدي. وكتب في مذكراته بأن كيسنجر لمح اليه بأنه يخطط لاجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع مصر، حيث قال ان وزير الخارجية المصري سيتواجد في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في واشنطن، ودعاه (ايبن) الى الحضور في نفس الوقت. ولكنهم، في اليوم التالي، اتصلوا به من القدس وابلغوه أن عليه أن يستعد لطلب اجراء لقاء آخر مع كيسنجر لأمر طارئ، فأجابهم بأن الساعة تقارب الثالثة فجرا، فما هو الأمر الطارئ الذي يمكن ايقاظ كيسنجر بسببه. فقالوا انهم سيطلعونه على ذلك فيما بعد. فراح يتخبط بينه وبين نفسه كيف يقدم على فعلة كهذه. وبعد دقائق اتصلوا به ثانية وطلبوا منه التريث وعدم ايقاظ كيسنجر. فيكتب بأنه ارتاح جدا من هذا التراجع، لأن كيسنجر معروف بعصبيته، وسيغضب كثيرا إذا شعر أنهم أيقظوه لسبب تافه في نظره. ولكن ايبن بقي قلقا من السبب الذي دفعهم الى طلب اللقاء العاجل. فاهتم بمعرفة ما يجري فاخبروه بأن رسالة ستصله عبر السفارة بالبريد السري.

وتبين في ما بعد بأن الرسالة تحتوي على رسالة من غولدا مئير الى البيت الأبيض ومعها تقرير من الاستخبارات العسكرية، يحذر من تحركات غير عادية على الطرف العربي من الحدود ويطمئن في الوقت نفسه بأن العرب لن يشنوا الحرب. واتفق على أن يرسل التقرير الى كسينجر عن طريق البيت الأبيض، وأرسلوه الى سكرتير مجلس الأمن القومي، برينت سكوكروفت، وهو بدوره قام بتحويله الى كيسنجر في نيويورك. وبعد حرب أكتوبر بعدة شهور التقى ايبن مع كيسنجر في اسرائيل واهتم بمعرفة رد فعله عندما قرأ هذا التقرير في 5 أكوبر، فأجاب بأنه نام الليل الطويل من دون قلق. وكشف له بأنه لم يعتمد فقط على التقديرات الاسرائيلية، بل طلب من المخابرات الأميركية أن تعطي رأيها في مضمونه، فأبلغته بعد ساعات بأن التقويم الاسرائيلي صحيح، فالعرب لا يملكون الجرأة ولا القرار للخروج الى حرب مع اسرائيل لأنهم غير واثقين من أن تنتهي حربا كهذه لصالحهم. وأعربوا عن تقديرهم بأن الاتحاد السوفياتي يحاول اقناع العرب بالحرب لأنه يريد استغلال حالة الضعف التي يمر بها الرئيس الأميركي، ريتشارد نكسون، بسبب فضيحة ووترغيت. وأن العرب أدركوا خطورة «المؤامرة السوفياتية». فرفضوها.

 

 


   

رد مع اقتباس