عرض مشاركة واحدة

قديم 07-04-09, 11:17 AM

  رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

الوثائق الإسرائيلية (الحلقة السابعة) ـ ديان أراد الدفع باتجاه الحرب حتى يلحق هزيمة أخرى بالعرب تحقق لإسرائيل شروطها في السلام

غولدا والجنرالات أخفوا عن الوزراء بأن السادات كان مستعدا للسلام مقابل سيناء



تل أبيب: نظير مجلي
عبر كل المناقشات التي جرت قبيل اعلان حرب أكتوبر، سواء كانت في اجتماعات الحكومة بكامل أعضائها أو اجتماعات الحكومة الطارئة بالأعضاء الموجودين في تل أبيب، والتي سنقرأ عنها من خلال اقتباسات تقرير لجنة التحقيق، سنجد بأن وزير الدفاع، موشيه ديان، كان يختلف في تقديراته عن الآخرين ويقول إنه مقتنع بأن العرب ينوون اعلان الحرب.
في مرحلة معينة بدا أنه يستخف بأقوال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ايلي زعيرا، الذي كان يصر من جهته على ان العرب لن يجرؤا على محاربة اسرائيل. بيد ان ديان لم يقترح استباق الأحداث وتوجيه ضربة الى مصر أو سورية في ذلك الوقت. ولجنة التحقيق في الحرب لم تتوقف عند هذه المعلومة. وفي تحقيقات أخرى أجراها باحثون اسرائيليون لاحقا، توقفوا طويلا عند هذا الموقف من ديان. وفي كتاب "ذنب بلا غفران"، الذي اصدره ضابطا الاستخبارات العسكرية، ديفيد أربل وأوري نئمان، يعتبران هذا الموقف جزءا من التخطيط الاستراتيجي الذي وضعه ديان لنفسه، وهو: "ترك مصر مطمئنة بأن اسرائيل لا تعرف انها تستعد لشن الحرب، حتى تقدم على الهجوم. وعندها تفاجيء اسرائيل بتوجيه ضربة لها ولسورية تؤدي الى الحاق هزيمة جديدة تشبه هزيمة 1967 وتضع أسسا جديدة للتسوية السياسية المنشودة، تكون مبنية على توازن قوى أفضل لاسرائيل من التوازن الذي فرضته هزيمة 1967".

وكان ديان قد حاول منع حكومته من ابلاغ الولايات المتحدة بالتحركات الحربية المصرية، خوفا من ان تمارس الضغوط على مصر لوقف الحرب.

ويضيف أربل ونئمان ان ديان، رغم أنه لم يكن يحب رئيسة الوزراء، غولدا مئير، وهي لم تكن تحبه، تمكن من اقامة طاقم بقيادتها يدير أسرار اسرائيل بمعزل عن الوزراء الآخرين في الحكومة. وقد أسمي هذا الطاقم بـ "المطبخ". وتألف من الوزير بلا وزارة، يسرائيل غليلي، الذي يقال ان علاقات غرامية ربطته مع غولدا، ونائب رئيس الحكومة، يغئال ألون، ورئيس أركان الجيش، دافيد العزار. ويؤكد الباحثان بأنه في هذا المطبخ اتخذت القرارات المصيرية لاسرائيل، وجلبت الى الحكومة حيث صادق عليها الوزراء بلا طول عناء. وفي مرحلة معينة حاول المطبخ أن يتخذ لنفسه مزيدا من الصلاحيات بشكل رسمي، فاعترضت غولدا قائلة بأن لديهم ما يكفي من الصلاحية لاتخاذ أي قرار ولا حاجة لشيء اضافي.

ومن أبرز الأسرار التي احتفظ بها هذا المطبخ ولم يبلغها للحكومة، هو أن معلومات موثوقة وصلت الى اسرائيل في أبريل [نيسان] 1973، تفيد بأن الرئيس المصري أنور السادات مستعد للتوقيع على اتفاق سلام منفرد مع اسرائيل مقابل الانسحاب الاسرائيلي من سيناء، ومستعد لأن يفتح مضائق تيران وقناة السويس أمام الملاحة الاسرائيلية. وقد اقترح الوزير غليلي في "المطبخ" أن يطرح الموضوع على الحكومة حتى تتخذ قرارا بشأنه، قائلا ان اسرائيل لا تستطيع أن تقف بلا حراك ازاء اقتراح مغر كهذا. فتصدى له ديان معترضا وقال ان اسرائيل متجهة الى حرب تحسن وضعها أكثر وأكثر، فكيف تطرح المسألة في الحكومة: "هل نقول للوزراء بأن هناك امكانية لمنع الحرب إذا انسحبنا من سيناء ونحن نختار الحرب لأننا لا نريد الانسحاب". وقد وافقت غولدا مع ديان.

ويقول الباحثان بأن غولدا وديان خشيا أيضا من أن يؤدي طرح الموضوع في الحكومة الى نقاش مفتوح في الشارع الاسرائيلي، حيث ان نقاشا كهذا سيعطي شرعية لفكرة الانسحاب الاسرائيلي من المناطق المحتلة. وهذا يخالف رغبتهما. وفي جلسة في ديوان رئيسة الوزراء عقدت يوم 18 من الشهر نفسه بمشاركة رئيس الأركان، بدت غولدا خائفة من تسجيل موقف عليها بأنها تريد الحرب، فقالت بالحرف الواحد: "أنا أعلن للبروتوكول بأنني لا أريد الحرب". وأضافت بسخرية واضحة: ".. هذا يفاجئكم بالطبع". ورد عليها ديان بمزيد من السخرية:"منذ زمن تساورني هذه الشكوك..".

 

 


   

رد مع اقتباس