عرض مشاركة واحدة

قديم 03-10-09, 06:20 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

ما بعد الحرب: نزاعات إقليمية وميادين اختبار.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دبابة أمريكية من طراز "إم-48 آي1".

في الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية، عرف العالم العديد من النزاعات العسكرية المسلحة، وفي ظل ما عرف بالحرب الباردة، وقعت عدة حروب اقليمية شكلت ميادين اختبار جيدة لقسم واسع من الأسلحة، لا سيما الدبابة، إبتداءا بالحرب الكورية، مرورا بحرب فيتنام، والحرب السوفياتية – الأفغانية، وصولا لحروب الخليج المتتالية. كما شاركت الدبابات بكافة الحروب العربية – الإسرائيلية منذ العام 1948، ولربما كان مسرح الشرق الأوسط من أبرز ميادين اختبار الدبابة إن لم يكن أهمها على الإطلاق حتى وقتنا الحالي.

واصل السوفيات نهجهم السابق في المرحلة التي تلت نهاية الحرب العالمية، فصمموا دبابات على نسق الـ "تي-34"، فكانت الدبابتين "تي-54" و "تي-55" تطويرا آخر لتلك السالفة الذكر، حافظت على تصميم الهيكل المنخفض، وقدر عال من القدرات الحركية، كما اعتمدت دروعا مائلة، وسلحت بالمدفع الواسع الإنتشار طراز "دي-10تي" من عيار 100 ملم وفاق ما أنتج منها 86 ألف دبابة، دخلت الخدمة لدى الجيش السوفياتي، وقوات دول حلف وارسو إلى جانب عدد كبير من الدول التي اعتمدت على مصادر الكتلة الشرقية. قابلها في الغرب دبابات "السنتوريون" البريطانية، و"إم-48" الأمريكية و"ليوبارد-1" الألمانية، بمدافع من عيار 105 ملم، إلا أنها كانت أثقل من مثيلاتها الشرقية. ثم استبدلت تلك الدبابات بجيل آخر تمثل بدبابات "تي-62" السوفياتية المسلحة بمدفع من عيار 115 ملم، ودبابة "إم-60 باتون" الأمريكية، و "تشيفتين" البريطانية، قبل الوصول لدبابات مثل "تي-64"، "تي-72"، "تي-80" في الشرق، وفي الغرب ظهرت دبابات مثل "تشالنجر" البريطانية، "ليوبارد-2" الألمانية، "لوكلير" الفرنسية، و"إم-1 أبرامز" الأمريكية، وتراوحت أعيرة مدافع هذا الجيل ما بين 120 و 125 ملم، واكبتها أنظمة جديدة وإلكترونيات أكثر تطورا، كما بذلت الجهود لإعطاء الدبابات قدرات القتال الليلي، ووسائل تهديف مدعومة بالحواسيب.

and weights 82KB. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 800x531 and weights 100KB.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دبابة من طراز "تي-72" تابعة للجيش العراقي.

جائت أزمة السويس عام 1956، وتلتها حرب حزيران عام 1967، لتكرس دور الدبابة في المعارك، إلا أن حرب تشرين عام 1973، شكلت صدمة لمصممي الدبابات، وأثرت تأثيرا عميقا في تطورها لدى كل من المعسكرين، فلقد عكس تقدم الأسلحة المضادة للدروع نتائج كارثية على مسيرة الدبابات، حيث نشر كل من الجيشين المصري والسوري أعدادا كبيرة من الأسلحة المضادة للدبابات، والمحمولة من قبل المشاة، من القذائف الصاروخية مثل الـ"آر.بي.جي.7" أو الصواريخ الجديدة الموجهة سلكيا من طراز "آي.تي.3 ساغر"، كبدت الدروع الإسرائيلية خسائر جسيمة فاقت الـ 400 دبابة في الأيام الثلاثة الأولى للحرب، فعمد الإسرائيليون بعد ذلك لنشر صواريخ أمريكية جديدة من طراز "بي.جي.أم.71 تاو"، وبنفس الأسلوب تمكنوا من تدمير أعداد كبيرة من الدبابات، خاصة يوم 14 تشرين 1973 خلال تطوير الهجوم المصري، بلغت حوالي 264 دبابة، كذالك كانت الحال في معركة "كفر ناسج" في مرتفعات الجولان. ونشرت الدروع الردية للدبابات خلال حرب لبنان صيف العام 1982، قبل أن تأتي حرب الخليج الثانية، لتظهر مدى أهمية توفير أنظمة الرؤية الليلية المتقدمة عدا عن أنظمة التصويب وإدارة النيران، حيث تمكنت الدبابات البريطانية والأمريكية من رصد واستهداف الدبابات العراقية ليلا من مسافات بعيدة قاربت الـ5000 متر في بعض الأحيان، دون إتاحة الفرصة لتك الأخيرة للقيام بنفس الشيء، نتيجة لعدم التكافؤ بين مستويات أنظمتها التقانية.

 

 


   

رد مع اقتباس