عرض مشاركة واحدة

قديم 03-03-09, 05:10 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي كمائن الألغام البحرية



 

الألغام البحرية بين تكتيكات البث والتشغيل.. والإجراءات المضادة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لقد تطورت أساليب البث ولم تعد مجرد إلقاء عشوائي للألغام على أعماق متفاوتة داخل مساحة الحقل، فأولاً يختلف أسلوب بث حقول غلق المضايق أو الموانئ عن أسلوب تلغيم الشواطئ المتسعة والصالحة للإبرار بجانب دراسة عوامل طبيعة القاع ونوعه صخري أو طيني والمياه عميقة أم ضحلة حيث أن لكل حالة نوعاً مناسباً من الألغام للحصول على أعلى فرصة لإصابة الهدف.



ومن أساليب البث الحديثة استخدام ما يسمى بكمائن الألغام البحرية وهي لغم أو مجموعة ألغام محدودة يتم بثها بصورة منفردة .. وليست ضمن حقل متسع ويكون ذلك مناسباً لتكتيك القتال البحري حيث يتم دفع الفريسة إلى الكمين بجعل باقي الاتجاهات تمثل خطورة ظاهرة.

ويتم بث الألغام من أنواع مختلفة الاستثارة لضمان وزيادة احتمالات الاستثارة والتفجير. فما لا يستثار بالحركة الهيدروليكية يستثار لغم بجانبه من تغير المجال المغناطيسي والألغام التصادمية أو التي تستثار بالحركة الهيدروليكية يتم بثها على الحدود الخارجية للحقل ويفضل أن تكون من الأنواع المخصصة للسفن الكبيرة التي لا تنفجر بمجرد اقتراب القوارب أو السفن الصغرى لإعطاء فرصة للتشكيل المعادي للتوغل داخل الحقل.

ويمكن أيضاً استخدام الألغام ذات الطبيعة الخاصة للبث على حدود الحقول الخارجية مثل الألغام التي تنفجر بعد ثاني أو ثالث استثارة. حتى تدخل أكثر من سفينة للحقل ونضمن إصابات بالجملة. أما اللغم الطوربيدي فهو لغم ثابت تحت المياه يتحرك عندما يتم تنشيطه، لذلك فإن هذه الألغام يتم بثها في نهاية الحقل أو كأحد مكونات الكمين البحري حتى يكون آخر فرصة لمهاجمة القطع البحرية التي تنجح في اختراق معظم الحقل.
ومن أصعب الأمور التي عالجتها أساليب البث الحديثة هي محاولة تثبيت تعليق الألغام في مواقع بها وذلك ليتم الاستناد إلى خرائط البث الكمبيوترية الثلاثية الأبعاد والتي تدخل في حساباتها احتمالات تغيير حركة التيارات المائية واحتمال تغيير موقع البث وتتواجد مستشعرات خاصة بالألغام يمكن التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية، وأجهزة تحديد المواقع الرقمية المزودة بها طائرات المراقبة البحرية.

وتتغير تبعاً للتغيرات الطبيعية القاعية مواقع الألغام ولكنها ما تزال تحت السيطرة ومعلومة الموقع الجديد وتتضاءل بذلك احتمالات فقد الألغام أو ضياعها، الأمر الذي كان يسبب قلقاً كبيراً فاللغم يعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر في الصديق قبل العدو.




تكتيكات تشغيل الألغام

بدأت تظهر فاعلية تكتيكات التشغيل عندما أمكن التحكم بالألغام من على بعد Remote Control Mine Operation وأبسط تكتيك مستخدم هو الخمد والتنشيط. ويمكن خمد أو تشغيل اللغم من على متن سفينة القيادة أو الطائرة المراقبة البحرية المخصصة لمتابعة أحوال الحقل.


وخمد اللغم يجعله ميناء غير قادر على استقبال أي إستثارة من أي نوع وكأنه غير موجود وقد يستخدم هذا الأسلوب التكتيكي بالمكان كأن ينشط حقل ويخمد آخر أو بالتوقيت لنفس الحقل، ولذلك لتأمين مرور السفن الصديقة وتحقيق مفاجأة للتشكيل المعادي، وقد يتم خمد أو تنشيط بعض الألغام سواء كانت بالكمائن أو أجزاء من الحقل ومن الممكن استمرار خمد الألغام لمدة طويلة عندما تكون نوايا العدو غير واضحة ويمكن تنشيطه فور وضوح العدائيات.


ولزيادة الأعمار الفنية لاستخدام الألغام التي أصبحت تحتوي على معدات إلكترونية ودوائر توليد الطاقة ودوائر معالجة رقمية، يتم إيقاف تشغيلها لعدم استهلاك المستشعرات ودوائر الإعاقة ومقاومتها بدون داع.

لذا فقد تم وضع حالات استعداد قتالية بالألغام فالحالة القصوى رقم (1) تعني أن اللغم نشيط ومسلح أو تم تعميره وجاهز للاستثارة والتفجير عند استقبال الإستثارة المناسبة نوعاً وكماً Operational and Armed، أما حالة الاستعداد القتالي الثنائية فيكون اللغم فيها جاهزاً لاستقبال الإستثارة وغير مسلح Operational and Unarmed، وحالة الاستعداد الثالثة تمثل حالة التأهب وبدون تعمير Stand By Unarmed.


أما في الحالة الأخيرة فهو خامد، وهي أقلهم استهلاكاً للطاقة، وأعمار تشغيل المكونات، وقد أخذ هذا الأسلوب التكتيكي عن الأساليب المستخدمة في تشغيل حوائط الصد للدفاع الجوي والتي تنسق حالات الاستعداد القتالي بين المعدات الصاروخية والمدفعية والطائرات ومحطات الرادار والإنذار.



وتتبنى كثير من الشركات الأمريكية المنتجة للألغام أسلوب البرمجة الآلية للخمد والتنشيط والممكن إعادة برمجته، كل فترة وأضافت شركات أخرى ذاكرة كمبيوترية تستطيع التغلب على الإعاقات التي يصدرها العدو بمقارنة ما تستقبله من استثارات مع ما هو مخزن من بيانات للأهداف، ويمكن لهذه الألغام التفرقة بين الصديق والعدو، لذا يطلق البعض عليها الألغام البحرية الذكية، وأحدث تقنية اليوم في عالم استخدام الألغام هي نظام الدورية اللغمية الطوربيدية Surveiance Torpedo Mines أو ألغام الحراسة والمراقبة الطوربيدية.. وهي ألغام طوربيدية هجومية يتم تشغيل محركها بمجرد إحساس مستشعراتها بمرور هدف، ومن الممكن أن يتغير موقعها من مكان لآخر عندما يعمل محركها الثانوي، فتؤدي فعلاً مهمة دورية الحراسة، وترتفع معدلات إصابة هذه الألغام إلى درجة كبيرة حيث تمتاز بتحقيق المفاجأة الكاملة لقربها الشديد من القطعة البحرية وحيث لا يوجد على الأفق أي احتمال لإطلاق طوربيد من قطع بحرية أو غواصة.



ولا يخلو الأمر من بعض مشاكل الاستخدام المرتبطة بالتشغيل والخمد، فعند غياب التنسيق المتزامن قد تصاب بعض القطع الصديقة، وبالطبع فإن ضياع الخرائط أو عدم توفرها في الوقت المناسب أو عدم دقتها يؤدي لحدوث حوادث وأخطار غير متوقعة، وبالطبع فإن هذه الاحتمالات مع كونها متدنية لكن الخطأ الواحد يسبب كوارث، وهناك بالطبع الكثير من الإجراءات الوقائية والعلاجية مثل المتابعة المستمرة لمقارنة الخرائط بالمواقع الحقيقية، ومحاولة إختبار صلاحية الألغام من على بعد، وتعريضها لاختبارات دورية، وسحبها واستبدالها من حين لآخر، وأخيراً إضافة بعض برامج وإجراءات للتفجير الذاتي عند حدوث أعطال بدوائر معالجتها، أو مستشعراتها الحساسة.

 

 


 

   

رد مع اقتباس