عصر المعلومات
إن الدور الذي لعبته تقنية المعلومات والاتصالات عبر التاريخ في التأثير على المجتمع،إضافة إلى العلاقة التفاعلية التي زادت وتعقدت بين تقنية المعلومات والاتصالات وسائر قطاعات المجتمع، والتي تؤكد في الربع الأخير من القرن الماضي - بعد أن اصبح هذا القطاع هو القطاع الأساسي في المجتمع المعاصر، وأصبح يطلق على المجتمعات المتطورة تقنيا مجتمعات المعلومات - تمييزاً لها عن عصرين أو نمطين سابقين للحياة أو للتطور وهما نمطا الزراعة والصناعة، فقد شكلت المعلومات إذن سمة في مجتمعات ما بعد الصناعة، فمنذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي، شكل ذلك القطاع واحدا من أكثر القطاعات حيوية في الاقتصاد العالمي.
ونتيجة لهذا التطور الهائل في تقنية المعلومات أصبح العالم الآن متشابكاً ومترابطاً إلى درجة لم تشهدها البشرية من قبل. ولكن لكي يكون هذا العصر ذا طيات إيجابية لابد أن تستخدم المعلومات المتاحة في خدمة القيم الخالدة، إن المطلوب هو أن نعيد عصر المعلومات إلى عصر المعرفة ومنه إذا أمكن إلى عصر الحكمة. وإذا كان الغرب قد وجد في عصر المعلوماتية شكلاً جديداً من أشكال الانبهار، لأنه مازال يحبو في سنواته الأولى ليخفي آثار الخلل والدمار الذي أحدثته الثورة الصناعية والكيماوية في بيئة الأرض وصحة البشر، وما تشكله من أخطار، فعلينا أن نلحق بقطار المعلوماتية ليس كنور جديد، وإنما كعلم جديد نستطيع أن ندرك إمكاناته ونوظفها، ونستعد لمعرفة أضرارها. إن التحديات الناجمة عن ثورة المعلومات جد كبيرة، وتحتاج إلى تعزيز العمل العربي المشترك ودفعه إلى الأمام لاحتلال القدرات التقنية اللازمة للتعامل بجدية مع الآثار السلبية والمخاطر التي تطرحها التطورات المتسارعة في هذا المجال. ويُعدُّ التنسيق ضرورة تاريخية لخلق فضاء إلكتروني تكاملي على الصعيد العربي من خلال شبكات الإنترنت.
إن الصراع هم الحكم القادم، وإن العولمة سوف تتضح معالمها وكيانها وآثارها وقدراتها من خلال نتائج هذه الصراعات في السنوات القادمة
المصدر : مجلة كلية خالد العسكرية