عرض مشاركة واحدة

قديم 12-12-10, 01:58 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البواسل
مشرف قسم العقيدة / والإستراتيجية العسكرية

الصورة الرمزية البواسل

إحصائية العضو





البواسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الـسـياسات الـعسـكريـة والأمن العـالمـي



 

الـسـياسات الـعسـكريـة والأمن العـالمـي
بسام العسلي
عندما أطل عام 2010م على العالم حاملاً معه تحولات جديدة ومثيرة في آفاق السياسات العسكرية الدولية، وتوقع العالم أن تتمكن الدولتان القطبيتان: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الإتحادية، إيجاد حلول لعدد من القضايا المتنازع عليها، وتوقيع معاهدات- أخذت أبعاداً دولية في قضايا الأمن: (الحد
من الاسلحة الاستراتيجية أو سولف2) و (الحد من الانتشار النووي) و (الامتناع عن إجراء تجارب نووية)و (وضع قيود لتجارة الاسلحة التقليدية) الخ... وتبع ذلك بصورة طبيعية هيمنة نوع من الهدوء والاستقرار وانتعاش الآمال ببناء عالم تتطالع إليه أنظار شعوب الأرض وقياداتها- وهو عالم الأمن والسلام والتنمية الاقتصادية ولكن ماهي، إلا أيام أو أشهر قليلة- حتى عادت طبول الحرب لتملأ سماء الدنيا ضجيجاً وصخباً، عبر عودة سباق التسلح- وإقامة القواعد العسكرية، تحديات الهيمنة والسيطرة، وعاد السؤال: ألم تتوافر بعد قناعة كافية لدى صانعي القرارات والدولية وتابعيهم بحاجة العالم للسلام والأمن؟

1- وإن الحرب أولها الكلام:
أصدرت وزرة الخارجية الروسية بياناً يوم 7- آب- أغسطس- 2010 كان مما تضمنه:(أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على انتهاك الالتزامات التي أخذتها على عاتقها في مجال حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل؛ والرقابة على التسلح؛ فارساليات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل شملت أنواعاً من القنابل الجوية والصواريخ - التي تتعارض بصورة صارخة مع اتفاقيات (وإسناد) مبادئ إرساليات الأسلحة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ويشكل ذلك انتهاكاً وخرقاً لمعاهدة (سولت) المتعلقة بتقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، ومعاهدة تدمير الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى ومعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية؛ وميثاق (لاهاي) بشأن منع انتشار الصواريخ البالستية؛ والانتهاكات في مجال الأنظمة الدولية لتصدير الأسلحة والرقابة
على التسلح؛ إضافة إلى معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا. وتتعاون واشنطن وإسرائيل في مجال التسلح بما يتعارض مع الأنظمة الدولية للرقابة على تقانة الصواريخ ضمن إطار مشروع مشترك لصنع صواريخ اعتراضية (من نموذج- آرو- السهم2) كذلك صنعت إسرائيل؛ وبفضل المساعدة الأمريكية علمياً وتقانة صاروخاً يعمل بالوقود الصلب- وعلى ثلاث مراحل (من نموذج سْافيت) ويبلغ وزنه عند الإطلاق 30 طناً وطوله 18 متراً؛ وقطر هيكله المركزي 135سم) وتضمن بيان وزارة الخارجية الروسية تفاصيل كثيرة عن أشكال وأنواع التعاون الأمريكي- الإسرائيلي- بمعرفة وبتعاون وزارة التجارة الامريكية.

يمكن التوقف بعد ذلك عند موقف روسيا من (التسلح النووي- والانتشار النووي) ففي يوم 26- آب أغسطس- 2010. عقد في نيويورك مؤتمر دولي بشأن حظر التجارب النووية في العاصمة (الكازاخية- آستانة) وبهذه المناسبة وجه الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) رسالة إلى رئيس كازاخستان (نور سلطان نزار باييف) دعا فيها جميع الدول إلى وقف كل أنواع التجارب النووية وقال فيها:(إن معاهدة الحظر الشامل لكل أنواع التجارب النووية التي أقرت في العام 1996- لم تدخل حيز التنفيذ بعد. وأطلب الوصول إلى هذا الهدف بحلول العام 2010). وكان رد رئيس كازاخستان: (إن الأمل معقود على تعميق التعاون الدولي ليتخلص العالم من الأخطار النووية، وأدعو إلى تبني إعلان عام لإقامة عالم خال من الأسلحة النووية) وجاءت كلمة سفير روسيا لدى كازاخستان (ميخائيل تبوتشاد نيكوف) كالتالي: (تنوي روسيا الالتزام بحظر التجارب النووية في حال قامت القوى النووية الأخرى بذلك أيضاً وتؤكد روسيا ضرورة التزام جميع الدول بشروط معاهدة حظر التجارب النووية؛ وتدعو إلى دخولها حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن).

وهكذا؛ فعندما أعلن في (موسكو) يوم 13- آب- أغسطس- 2010 عن تجريد يوم 21-آب - أغسطس- موعداً لبدء تشغيل محطة (بوشهر) النووية. تم وضع المواقف الروسية في إطار التمهيد لقيام روسيا بتشغيل المحطة في الموعد المحدد لها. وبحيث يظهر أن دعم أمريكا لإسرائيل هو الغطاء الذي استخدمته روسيا لتزويد إيران بمتطلباتها. وقد صدرت عن موسكو في ذاك اليوم مجموعة من البيانات والتعليقات كان من بينها التالي:(ليس من المتوقع
أن تصدر عن الغرب- أوروبا وأمريكا- انعكاسات سلبية لقرار روسيا بتغذية مفاعل محطة بوشهر بالوقود النووي- لمجموعة من الأسباب: أولها : أن الخطوة ليست جديدة، ويعلم الغرب أن المفاعل سيبدأ علمه في هذا الصيف، وثانيها: أن المفاعل يحتاج لمئة طن من اليورانيوم الموجود في إيران، وهذا سيضمن أنها لن تستخدم في الأغراض العسكرية، وثالثها: أن المفاعل يعمل تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية). وفي اليوم الموعود (21-أب-
أغسطس) كانت (محطة بوشهر) تشهد احتفالاً كبيراً ضم ممثلين عن الأمم المتحدة- والوكالة الدولية للطاقة. وبهذه لمناسبة صدر عن موسكو بيان جاء فيه: (إن هذه المحطة تشكل بالتأكيد عامل استقرار؛ ونموذجاً لما يمكن للتعاون الدولي تحقيقه. وإن التهديدات بتدمير محطة بوشهر هي تهديدات غير
مسؤوله، إذ لا يمكن النظر إلى محطة بو شهر إلا باعتبارها مشروعاً لا يثير الشكوك) ولكن؛ ورغم (التطمينات الروسية) ستبقى هذه المحطة ثمرة صراع انتصرت فيه روسيا على أمريكا، وأما بقية شعوب الأرض وقيادتها فلها الحرية الكاملة أن تحتفظ بشكوكها حتى الواقعة أو تتغير إيران. والمهم في الأمر أنه بينما كان الاحتفال المهيب باطلاق عمل محطة بو شهر كانت محطات ومراكز الإعلام الإيرانية تعلن ما يلي: (تم اليوم اختبار اطلاق صاروخ أرض- أرض من نموذج (قيام - 1) الذي يتمتع بقوة اختراق كبيرة وبدقة عالية في إصابة الهدف، وكانت نتائج التجربة ناجحة).

هنا لابد من وقفة عجلى عند ظاهرة اقتران (الصناعات الحربية الإيرانية) بالصناعات الحربية الروسية؛ والذي يمكن اعتباره محاكاة للصناعات الحربية الإسرائيلية المقترنة بإنواع من الصناعات الحربية الأمريكية، وبخاصة في الأسلحة ذات التقانة المتطوره (الطيران والصواريخ ووسائط الحرب الالكترونية الخ)...تظهر البيانات الصادرة عن طهران؛ أن الجهود الايرانية مركزة للحصول على تقانات صناعة السلاح؛ وما من حاجة للقول بأن الوصول إلى صناعات حربية منافسة يتطلب توافر مستويات علمية وصناعية قد يكون من الصعب على دولة لواحدة امتلاكها؛ باستثناء روسيا وأمريكا- إذ أن الدول الصناعية الكبرى (وفي طليعتها الدول الأوروبية التي أطلقت شراره الثورة الصناعية) قد توقفت عند حدود أنواع مختارة من الأسلحة للاستمرار في المحافظة على مواقعها في الصناعات الحربية؛ وبالتالي؛ فإنه من المحال انتحال صفة (التفوق الصناعي الحربي- لإنتاج كل صنوف الإسلحة- وبصورة خاصة ذات التقانة العالية والمعقدة) لدولة من حجم أو نوع اسرائيل وإيران، وإن الصناعات الحربية في مثل هذين البلدين ستبقى مرتبطة (بالمصانع الأم أو مصانع المنشأ) والأمثلة والشواهد كثيرة- من ذلك- ما أعلن في طهران يوم 22- أب- أغسطس- 2010 (يوم إطلاق العمل في محطة بوشهر النووية) مايلي: (أعلن الرئيس الأيراني محمود أحمدي نجاد عن إطلاق أول طائرة إيرانية نفاثة- محلية الصنع دون طيار؛ بعيدة المدى من طراز- كرار- وأن إطلاق هذه القاذفة الجديدة- هي رسالة صداقة من إيران إلى العالم). وتناولت أجهزة الإعلام- الإيرانية وغير الإيرانية- خصائص هذه الطائرة- كرار- وأهمها أنها طائرة قاذفة تطير بسرعة عالية؛ ويمكن لها تنفيذ عدد من الواجبات والمهام للتعامل مع أهداف متنوعة؛ إذ تحمل الطائرة أنواعاً مختلفة من القنابل والصواريخ- وهي أول طائرة حاملة للقنابل تنتجها إيران. والمهم في الأمر أنه مع إطلاق هذه الطائرة؛ أعلن وزير الدفاع الإيراني (أحمد وحيدي) مايلي:

(من المتوقع إنتاج جيل جديد من (قاذفات كرار) في المستقبل القريب: وإن هذا النجاح الصناعي هو ثمرة الإبداع والجهود الجبارة للمتخصصين الإيرانيين وسيتم اليوم (22أب- أغسطس) تدشين خط إنتاج (غواصة تراج) وجيل جديد من غواصات ذو الفقار). وفي مجال الفضاء إعلن الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) مايلي: (سيتم في غضون ثلاثة أعوام وضع قمر صناعي على مدار يبلغ ارتفاعه 35 ألف كيلو متر. وسيتحقق لإيران إنجازان
كبيران في مجال علوم صناعات الفضاء: أولهما هو وضع قمر صناعي على مدار يبلغ ارتفاعه 35 ألف كيلو متر. ويعني ذلك أنه بأمكان إيران أن تضع وبسهوله قمراً صناعياً على مدارات بعيدة كذلك من المقرر إرسال رائد فضاء هو الأول في العام 2025م). وتتلاحق البيانات عن الإنجازات الإيرانية في كل مجالات التسلح والتقانة ولكن دون الإعلان عن النسب أو الإجزاء المخصصة لإيران في كل هذه الصناعات- منفردة ومجتمعة- إذ ستبقى هذه النسب ذات طابع (سري) وفي نصوص الاتفاقيات الروسية- الإيرانية.

 

 


 

البواسل

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

   

رد مع اقتباس