الأمر الأكثر غرابة أن بعضا من المقاطع التي كشفت عنها الكتائب وبُثَّت على شاشة الجزيرة كانت تُظهِر طائرات مُسيَّرة هجومية تحمل على ظهرها صواريخ قتالية صغيرة قادرة على إصابة أهداف محددة عن بُعد. دفعت هذه الحادثة إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى القول إن "حماس صارت تمتلك القدرة على تصنيع هذه الطائرات قبل أن يمتلكها أيٌّ من الدول العربية".نعم، لم تكتسب طائرات القسام القتالية سُمعة كما فعلت الصواريخ، لكن ما حدث قبل أيام من إعلان كتائب القسام إدخالها طائرات مُسيَّرة مفخخة جديدة من طراز "شهاب" محلية الصنع، هاجمت منصّة للبتروكيماويات قبالة ساحل غزة، كما استهدفت بها تجمُّعا للجنود في موقع كيسوفيم العسكري، يفتح أمامنا ملف الطائرات المُسيَّرة، وحجم حضورها الراهن في ترسانة المقاومةبعدها بأيام قليلة أيضا، كشفت كتائب القسام عن جيل جديد من الطائرات المُسيَّرة خلال عملية "سيف القدس"، وقالت الكتائب في بيانها إن طائرة "الزواري" محلية الصنع نفَّذت طلعات رصد واستطلاع لأهداف ومواقع الاحتلال الإسرائيلي.
مع إدراك المقاومة الفلسطينية للفجوات الهائلة في موازين القوة العسكرية، فقد بذلت جهودا مبكِّرة نسبيا لتدشين برنامج محلي لصناعة الطائرات بدون طيار. وتعود المحاولة الأولى لتصنيع هذا النوع من الطائرات إلى عام 2003، من قِبَل المهندس نضال فرحات، وهو ذاته الذي عمل بشكل رئيس على صناعة الصاروخ الأول للقسام، لكن هذه المحاولة لم يُكتب لها النجاح إثر عملية اغتيال مدبَّرة طالته ومجموعة من القادة العسكريين عبر تفخيخ الطائرة المُسيَّرة التي هرَّبها نضال ومَن معه سعيا لمحاكاتها وتطويرها.
المهندس "نضال فرحات"